يمانيون – متابعات
مع مرور أكثر من خمسة أشهر على العدوان المستمر على قطاع غزة عاث العدو الصهيوني فساداً وتدميراً وقتلاً في السكان المدنيين فلم يتبق في القطاع الذي قصف جواً وبحراً وبراً بآلاف القذائف الأمريكية المحرمة دوليا إلا الأطلال من عشرات الأحياء المدمرة والمقابر الجماعية، وانتشار الجوع والمرض لمن بقوا أحياء.

وتُبين التقارير والصور والمشاهد المنشورة على وسائل التواصل الإجتماعي، ما أحدثه العدوان الصهيوني البشع من دمار هائل في قطاع غزة بالإضافة الى ما يفرضه العدو الصهيوني على المدنيين الفلسطينيين من تهجير قسري من مكان الى مكان آخر في غزة ثم يعود ويقصف ما وصفه بـ”الأماكن” الآمنة فيتسبب القصف في استشهاد العديد من السكان معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.

وأسفر العدوان الصهيو-أمريكي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، عن استشهاد 29,692 مواطناً، وإصابة 69,879 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

ويعيش عشرات آلاف المواطنين في قطاع غزة أوضاعا كارثية وصعبة، في ظلّ تفشّي الجوع ومنع دخول المساعدات من قبل العدو الصهيوني الى القطاع.

وفي ظل نفاد الطعام وعدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى القطاع، جراء القصف المتواصل لمختلف المناطق، أكد برنامج الأغذية العالمية هذا الأسبوع أنّ فرقه أبلغت عن “مستويات غير مسبوقة من اليأس”، فيما حذّرت الأمم المتحدة من أنّ 2,2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة.

بدورها، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أنّ النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، قد يؤديان إلى “انفجار” في وفيات الأطفال في غزة.

ويعاني واحد من كل ستة أطفال دون الثانية من العمر في غزّة من سوء التغذية الحاد، وفق تقديرات لمنظمة اليونيسف نُشرت في 19 فبراير الجاري.

وأكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن سوء التغذية في قطاع غزة، وخصوصا في صفوف الأطفال، ارتفع إلى مستويات طارئة.

وحذر البرنامج في منشور له، على حسابه عبر منصة “إكس”، من تزايد أزمة سوء التغذية في القطاع.. قائلاً: إن “أزمة سوء التغذية تتزايد بقطاع غزة في ظل حالة الطوارئ المتعلقة بخطر الجوع”.

وشدد البرنامج الأممي على أن “البيانات الحديثة تظهر زيادة سريعة في مسببات سوء التغذية الحاد بالقطاع”.

وعلى مدى الأسابيع والأشهر الماضية، أدى القصف الصهيوني المتواصل إلى تحويل غزة إلى دمار.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تشهد سماء غزة عدوانا صهيونيا جويا وبحريا وبريا متواصلا ما أدى إلى تدمير المناطق الحضرية المزدحمة، وهدم المباني السكنية على رؤوس قاطنيها.

وتحوّل شمال قطاع غزة إلى أرض قاحلة متربة، وأخلي جزء كبير من سكانه مع منذ بدأ التوغل البري الصهيوني يوم الـ27 من أكتوبر الماضي.

ودمر القصف الصهيوني مستشفيات ومدارس وجامعات ومساجد وكنائس وأحياء بأكملها في قطاع غزة ولم يسلم من القصف حتى السكان الذين نزحوا الى المدارس، أو مباني المنظمات الإنسانية أو الشوارع أو الخيام في المناطق المختلفة من القطاع فالقصف يطال كل شيء.

ووجد تقييم أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، الذي غطى أول 50 يومًا فقط من العدوان، أن نحو 18 في المائة من المباني في غزة قد دمرت أو تضررت بالفعل.

كما أثر العدوان على تراث غزة القديم.. وهي عبارة عن شبكة من الممرات الضيقة التي ازدهرت بتجار السوق وتجار الذهب قبل العدوان الصهيوني.

ولذا، قالت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم “اليونسكو”: إنها تشعر بقلق بالغ.. مُشددة على أن “الممتلكات الثقافية هي بنية تحتية مدنية، وبالتالي لا يجوز استهدافها أو استخدامها لأغراض عسكرية”.

ويؤكد تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية نشر في وقت سابق أن المعركة الرئيسية التي يواجهها سكان غزة “هي مجرد البقاء على قيد الحياة”.

وأمكن لشهود العيان من الصحفيين وموظفي الأمم المتحدة مشاهدة “مقابر جماعية محفورة في البساتين، وساحات المستشفيات، وحتى في ملعب كرة القدم”.. كما “تم نقل الجثث التي تم انتشالها من المباني المنهارة بواسطة الجرافات، وتكديسها في مشارح المستشفيات”.

وخرجت مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى، عن العمل في ظل القصف والاحتلال لها من قبل قوات العدو ما تبقى منها تعمل بشكل جزئي، حسبما تظهر أحدث أرقام الأمم المتحدة، لذلك فإن “التوقعات قاتمة بالنسبة للمرضى الذين يزيدون على 60 ألفًا”، بحسب التقرير.

ووصفت منظمة الصحة العالمية المستشفيات بأنها “أماكن بها دماء على الأرض وفوضى”.. حيث يجرى الجراحون العمليات الجراحية بدون مخدر وعلى ضوء الهواتف الذكية.

في سياق آخر، تتحدث وسائل إعلام ومصادر مطلعة عن إمكانية حدوث انفراجه في مفاوضات باريس بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والعدو الصهيوني فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر بحركة “حماس” قوله: إن “الخطة الجديدة” المتبلورة الآن تشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، يتم خلالها إطلاق سراح ما يتراوح بين 35 و40 من المحتجزين الصهاينة في قطاع غزة، مقابل إفراج العدو الصهيوني عن أسرى فلسطينيين من السجون الصهيونية، يتراوح عددهم بين 200 إلى 300 فلسطيني.

وكانت مصادر مطلعة في حركة “حماس” قد اعتبرت، الجمعة، أن موقف الحركة المرن بشأن الموضوعات التي بحثها وفدها في القاهرة، الخميس، كان وراء الانطلاقة الجديدة في المفاوضات التي أجراها رئيس الحركة إسماعيل هنية، مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل.

ويأتي هذا في الوقت الذي يلوح فيه جيش العدو الصهيوني بعدوان مرتقب على رفح بعد أن قدم جيش العدو إلى المجلس الحربي الصهيوني خطته لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح.

السياسية/ عبد العزيز الحزي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الصهیونی الأمم المتحدة سوء التغذیة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

فظائع جماعية ترتكبها قوات الاحتلال في غزة

#سواليف

في ظل استمرار #العدوان_الإسرائيلي على قطاع #غزة وتفاقم #الكارثة_الإنسانية غير المسبوقة، تتعالى أصوات تحذر من #الانزلاق إلى مستويات أعمق من #الفظائع_الجماعية التي ترتكبها #قوات_الاحتلال.

وفي خطوة تعكس تصاعد القلق الدولي من حجم #الجرائم المرتكبة، وجّه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رسالة عاجلة إلى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، دعاهم فيها إلى تحرك فوري لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق سكان القطاع.

الرسالة، التي جاءت مدعومة ببيانات صادمة وإحصائيات مروعة، تسلط الضوء على الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها إسرائيل في غزة، بدءًا من التهجير القسري والتجويع المتعمد، وصولاً إلى الاستهداف واسع النطاق للبنية التحتية والسكان المدنيين، ولا سيما الأطفال. وتؤكد الرسالة أن هذه الأفعال تستوفي الأركان القانونية لجريمة الإبادة الجماعية، مطالبة الاتحاد الأوروبي بالخروج من صمته واتخاذ مواقف ملموسة تتناسب مع حجم الكارثة ومسؤولياته الأخلاقية والقانونية.

مقالات ذات صلة ليبرمان : إسرائيل في حالة غليان داخلي ونتعرض لهزائم متتالية منذ “7 أكتوبر” 2025/04/21

وقال المرصد في رسالته للوزراء الأوروبيين إن “الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن خسائر غير مسبوقة في صفوف المدنيين، وأجبرت الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة على النزوح في ظروف قاتلة، فضلا عن التدمير شبه الكامل للبنية التحتية، حيث كشفت هذه الممارسات عن الطبيعة المنهجية والنطاق الواسع للعنف الشديد والاستهداف المتعمد للسكان بهدف فرض تغييرات في التركيبة الديموغرافية للمنطقة”.

وأوضح الأورومتوسطي أن “الحرمان المتعمد والمستمر من الموارد الأساسية، وإلحاق أضرار جسدية ونفسية جسيمة بالسكان الفلسطينيين في غزة، وإنفاذ تدابير تهدف إلى منعهم من الإنجاب، تستوفي جميع أركان جريمة الإبادة الجماعية كما حددها القانون الدولي”.

ونبه المرصد إلى أنه “رغم بلوغ حجم الدمار والخسائر في الأرواح في غزة نقطة اللاعودة، فإن الفرصة ما تزال قائمة لمنع مزيد من الموت والدمار، إذا ما اختار الاتحاد الأوروبي التحرك واتخاذ موقف حاسم بهذا الشأن”.

وأكد أن “هذه الاستنتاجات يؤيدها خبراء الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، وبالأخص محكمة العدل الدولية التي خلصت عام 2024 إلى أن الأفعال التي ارتكبتها إسرائيل في غزة قد ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية. ويترتب على هذا الاستنتاج التزامات قانونية واضحة على جميع الدول، بما فيها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لمنع ارتكاب المزيد من الجرائم وضمان محاسبة المسؤولين”.

وذكر المرصد أن “إسرائيل فرضت في 2 مارس 2025، حظرا شاملا على دخول جميع المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى حرمان أكثر من 2.3 مليون نسمة – نصفهم من الأطفال – من مقومات الحياة الأساسية. وفي 18 مارس من العام نفسه، استأنفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية المباشرة، التي اتّسمت بطابع القتل الجماعي”.

وشدد الأورومتوسطي على أن “ما يجري حاليا في غزة ليس مجرد عودة إلى الحرب بل تصعيدا في حرب الإبادة الجماعية، في ظل استمرار الانتهاكات الجسيمة حتى خلال وقف إطلاق النار، بما يعكس الإصرار على تنفيذ سياسة ممنهجة للإبادة بحق السكان المدنيين”.

وأشار إلى أنه منذ استئناف إسرائيل الهجمات المباشرة في مارس 2025، أسفرت الغارات الجوية عن ارتفاع حاد في أعداد الضحايا المدنيين. ففي غضون 72 ساعة فقط بعد 21 مارس، قُتل 591 فلسطينيا، بينهم أكثر من 220 طفلا و120 امرأة، فيما أُصيب أكثر من ألف آخرين. وبحلول 27 مارس، ارتفع عدد الوفيات إلى 830 شخصا، بالإضافة إلى 1787 جريحا.

ولفت المرصد إلى أن حصيلة الضحايا هذه تُضاف إلى حصيلة كبيرة بالفعل، إذ بلغ عدد القتلى بفعل الهجمات الإسرائيلية بحلول يناير 2025 نحو 58340 شخصا، غالبيتهم من النساء والأطفال. فضلا عن إصابة حوالي 116300 حتى ذلك التاريخ، في حين شهد قطاع غزة دمارا واسع النطاق طال نحو 80% من بنيته التحتية، بما في ذلك المباني السكنية والمرافق الحيوية والأراضي الزراعية.

وحذر المرصد الأورومتوسطي في الرسالة من الخسائر الفادحة التي يتكبدها المدنيون في قطاع غزة، ولا سيما الأطفال، مبرزا مقتل أكثر من 18000 طفل حتى الآن، وفقدان 5% من الأطفال لأحد والديهم أو كليهما، أو تعرضهم للانفصال القسري عن عائلاتهم، كما أن الغالبية العظمى من الأطفال حُرموا من حقهم في التعليم، ويواجهون خطر سوء التغذية الحاد.

وأوضح أن قطاع غزة بات يسجل أعلى معدل لبتر الأطراف للفرد على مستوى العالم، في مؤشر على حجم العنف المستمر والممنهج الذي تمارسه إسرائيل ضد المدنيين المحاصرين في القطاع.

وخاطب المرصد الأورومتوسطي في الرسالة الوزراء الأوروبيين بالقول: “إنها مسألة اختيار: هل سيبقى الاتحاد الأوروبي صامتا في وجه هذه الجريمة غير المسبوقة، مواصلا انتهاكه الصارخ للقيم التي يزعم الالتزام بها؟ أم سيتخذ موقفا حاسما ويفعل كل ما في وسعه ليُثبت للعالم أنه لا يكتفي بالدفاع عن أهمية دعم حقوق الإنسان وحمايتها، بل ويمارسها أيضا؟”.

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير عاجلة وحاسمة تشمل فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل، وتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، فضلا عن وقف تصدير الأسلحة إليها بشكل كامل وتفعيل آليات المساءلة الدولية.

وحث المرصد الأورومتوسطي دول الاتحاد الأوروبي على دعم جهود محكمة العدل الدولية في محاسبة المسؤولين الإسرائيليين، واللجوء إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية لملاحقة ومقاضاة الإسرائيليين المتورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

مقالات مشابهة

  • العدوان الصهيوني يتصاعد.. شهيد وجرحى بينهم أطفال واقتحامات متواصلة في الضفة وغزة
  • ضحايا القصف الأمريكي على سوق فروة بصنعاء.. دماؤنا فداء لغزة
  • الإعلامي الحكومي بغزة: شائعات الهجرة من القطاع جزء من حملة خبيثة يقودها العدو الصهيوني لزعزعة صمود شعبنا
  • فظائع جماعية ترتكبها قوات الاحتلال في غزة
  • الهمص: العدو الصهيوني يمنع إدخال المستلزمات للمستشفيات بغزة
  • ترامب.. الإمعان الإجرامي وقرب أفول الاستكبار الأمريكي
  • أكثر من 60 شهيداً جديداً في غزة .. ومصرع وجرح 5 جنود صهاينة في كمين جنوب القطاع
  • “التعاون الإسلامي” تدين الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بغزة
  • ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 51,157 شهيداً 116,724 جريحاً
  • ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني في قطاع غزة إلى 51,157 شهيدا