ماكرون: الانتصار على روسيا أمر ضروري لأمن واستقرار أوروبا
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونـ الحلفاء الأوروبيين، أنه يتعين عليهم تقديم دعم سريع لتعزيز أوكرانيا، وسط هجمات روسية أكثر صرامة على ساحة المعركة، مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث.
وقال ماكرون في أثناء استضافته 20 رئيس دولة وحكومة أوروبية ومسؤولين غربيين آخرين في باريس لإظهار وحدة أوكرانيا بعد ثلاث سنوات من إطلاق روسيا عملية عسكرية 'نحن بصدد ضمان أمننا الجماعي لليوم وغداً' غزو واسع النطاق.
وأضاف ماكرون خلال الاجتماع الذي عقد في القصر الرئاسي، والذي ضم المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس البولندي أندريه دودا بالإضافة إلى زعماء دول البلطيق: “لا يمكن لروسيا ولا يجب عليها أن تفوز بهذه الحرب”.
وأوضح ماكرون: “في الأشهر الأخيرة على وجه الخصوص، شهدنا أن روسيا أصبحت أكثر صرامة”. وأضاف: 'نعلم أيضًا أن روسيا تستعد لشن هجمات جديدة، خاصة لصدمة الرأي العام الأوكراني'.
ويشير المؤتمر أيضا إلى حرص ماكرون على تقديم نفسه باعتباره بطلا أوروبيا لقضية أوكرانيا، وسط مخاوف متزايدة من أن دعم الولايات المتحدة قد يتضاءل في السنوات المقبلة.
وقال ماكرون إن حلفاء أوكرانيا بحاجة إلى 'تحفيز' دعمهم.
بالنسبة لماكرون، يعد المؤتمر أيضًا فرصة لإظهار الاستقلال الأوروبي في المسائل الأمنية، وهو ما دعا إليه حتى قبل الغزو الروسي.
وكان شولتز ودودا من بين نحو 25 رئيس دولة وحكومة أوروبية حضروا المؤتمر، بينما انضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي افتراضيًا.
وبعد النجاحات الأولية في صد الجيش الروسي، عانت أوكرانيا من انتكاسات في ساحات القتال الشرقية، حيث اشتكى جنرالاتها من نقص الأسلحة والجنود.
وفي حديثه للصحفيين يوم الأحد، قال زيلينسكي إن القادة في أوروبا أدركوا 'مدى خطورة' الحرب على 'أوروبا بأكملها'.
وقال: 'أعتقد أنهم أدركوا أن [الرئيس الروسي فلاديمير] بوتين سيواصل هذه الحرب'.
لكن المسؤولين يقولون إن اجتماع ماكرون ليس مناسبة للإعلان عن تسليم أسلحة جديدة لأوكرانيا، بل مناسبة لتبادل الأفكار حول كيفية زيادة الكفاءة على الأرض، فضلا عن زيادة التنسيق بين أوكرانيا وحلفائها.
وأصبحت إمدادات الذخيرة قضية حاسمة بالنسبة لكييف. ومع ذلك، لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من تحقيق هدفه المتمثل في إرسال مليون طلقة من قذائف المدفعية إلى أوكرانيا بحلول شهر مارس/آذار.
وتابع: 'يجب أن نكون قادرين على تقديم المزيد من القذائف.
وقال أحد مستشاري الرئيس الفرنسي: “المبدأ هو أنه سيتم شراء القذائف حيثما تكون متاحة”. 'لا يوجد موقف [فرنسي] عقائدي'.
فيمما نوه وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الأحد، إن نصف المساعدات العسكرية التي تعهد بها الغرب لكييف يتم تسليمها متأخرًا، معربًا عن أسفه لأن 'الالتزام لا يعني التسليم'.
ودون تقديم تفاصيل، قال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، الذي عارض منذ فترة طويلة الإمدادات العسكرية لأوكرانيا واتخذ موقفا يعتبره بعض النقاد مؤيدا لروسيا، قبل سفره إلى باريس إن العديد من أعضاء الناتو والاتحاد الأوروبي يفكرون في إرسال جنود إلى أوكرانيا. على أساس ثنائي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرب في اوكرانيا الجيش الروسى الرئيس البولندي أندريه دودا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفرنسي إيمانويل ماكرون الغزو الروسي إيمانويل ماكرون هجمات روسية
إقرأ أيضاً:
روسيا: ننظر بإيجابية إلى التفاوض حول السلام مع أوكرانيا
عبدالله أبوضيف (القاهرة، واشنطن، موسكو)
أخبار ذات صلةوصف الكرملين، أمس، إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتفاوض على إنهاء الحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات مع روسيا بأنه «إيجابي».
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس هو الأول له من نوعه منذ تسلمه السلطة في 20 يناير، موافقة أوكرانيا على مفاوضات سلام مع روسيا لإنهاء الحرب الدائرة منذ عام 2022 إضافة إلى موافقة كييف على توقيع صفقة معادن نادرة مع واشنطن.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: إن «هذا النهج إيجابي بالمجمل».
وأشار بيسكوف أمس، إلى مرسوم أقره زيلينسكي يستبعد عقد مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد الرئيس الأوكراني عدة مرات مذاك بأنه سيكون مستعداً للاجتماع مع بوتين، شرط اتفاق كييف مع حلفائها الغربيين على موقف تفاوضي موحد قبل ذلك.
إلى ذلك، قال زيلينسكي الذي يشارك الخميس، في القمة الأوروبية المخصصة لأوكرانيا في بروكسل، أمس، إنه «يمكن تحقيق سلام مستدام» في بلاده إذا تعاونت أوروبا والولايات المتحدة مع كييف.
وفي السياق، قال أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني إنه «ناقش مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتس الخطوات التالية نحو سلام عادل ودائم في أوكرانيا»، وذلك في اتصال هاتفي أمس.
وأضاف يرماك أنه ووالتس «تبادلا وجهات النظر بشأن القضايا الأمنية وتنسيق المواقف»، وحددا موعداً لاجتماع مسؤولين أوكرانيين وأميركيين في وقت قريب لمواصلة هذا العمل المهم.
وفي ضوء هذه التغيرات، أشارت الباحثة الأميركية في الأمن القومي، إيرينا تسوكرمان، إلى أنه مع تغير الموقف الأميركي تجاه أوكرانيا، يواجه الرئيس فولوديمير زيلينسكي تحديات غير مسبوقة في الحفاظ على الدعم الغربي، خاصة بعد الإشارات الواضحة إلى أن إدارة ترامب قد لا تقدم لكييف نفس المستوى من المساندة كما كان في السابق.
وأضافت لـ«الاتحاد» أن الديناميكيات الدولية تتغير بسرعة والضغوط تتزايد على أوكرانيا لاتخاذ قرارات مصيرية، أبرزها القبول أو رفض اتفاقية السلام التي قدمها ترامب لإنهاء الحرب مع روسيا، مشيرة إلى أن الاتفاقية المطروحة مع روسيا في ظل هذه المتغيرات باتت محور نقاش عالمي.
وأشارت إلى أن قبول زيلينسكي بهذه الاتفاقية قد يعني إنهاء الحرب لكنه قد يفرض على أوكرانيا تنازلات قاسية أبرزها الاعتراف بواقع النفوذ الروسي في بعض المناطق أو تقديم ضمانات أمنية لموسكو. بالمقابل، رفضها قد يضع أوكرانيا في مواجهة مع إدارة أميركية مترددة ويجعلها أكثر اعتماداً على أوروبا وحدها.
بدورها، اعتبرت الدبلوماسية الأميركية السابقة، جينا وينستانلي، أن التطورات الأخيرة كشفت بوضوح حجم الشكوك التي تحيط بالموقف الأميركي تجاه أوكرانيا.
وقالت: «إدارة دونالد ترامب لا تكتفي بإضعاف الروابط مع أوروبا، بل تمارس ضغوطاً متزايدة على حلفائها لدفعهم نحو إعادة تقييم موقفهم من الصراع».
وأكدت وينستانلي في تصريح لـ«الاتحاد» أن الأميركيين معجبون بقيادة زيلينسكي في مواجهة روسيا، لكن الكثيرين لا يرون طريقاً واضحاً لانتصار كييف في ظل تراجع الدعم الأميركي المحتمل، مشيرة إلى أن زيلينسكي يواجه خيارات صعبة خاصة في ظل طرح ترامب لاتفاقية سلام بين أوكرانيا وروسيا، وهي اتفاقية قد تعني إنهاء الحرب، لكنها في الوقت نفسه قد تفرض على أوكرانيا تقديم تنازلات سياسية وعسكرية مؤلمة.