أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف، أن محافظة الخرج تُعد من المناطق المهمة على خارطة الصناعة، فمنذ تأسيس المؤسسة العامة للصناعات العسكرية على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - اتخذت الخرج موقعًا إستراتيجيًا على خارطة الصناعات العسكرية في المملكة، ولديها فرصًا للتوسع في هذا القطاع خاصةً لارتباطه بأهداف رفع نسبة المحتوى المحلي، كما شهدت المحافظة ثورة زراعية مميزة، جعلتها من أهم المناطق في الإنتاج الزراعي والغذائي، وموطنًا لتكتل كبرى الشركات الزراعية مثل "المراعي"، و"نادك"، و"الصافي"، و"أراسكو"، إضافة إلى احتضانها لمعهد الصناعات الغذائية.

ولفت الخريف خلال كلمته في أعمال "منتدى الخرج الصناعي" المقام في ساحة البلد للاحتفالات والمعارض بمحافظة الخرج، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، إلى أن المدينة الصناعية بالخرج تشكل بيئة مثالية لجذب الاستثمارات، وتعد من المدن الصناعية المميزة، حيث تبلغ المساحة المطورة داخل المدينة 24 مليون متر مربعاً، وتحتضن قرابة 500 مصنعًا، بحجم استثمارات يبلغ أكثر من 5 مليارات ريال، وتضم عددًا من الأنشطة الصناعية المختلفة كصناعة الأغذية والصناعات الدوائية، والكيماويات والطاقة المتجددة، والمعادن، والآلات، والمعدات.

وأوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية أن توجه المملكة نحو الصناعة هو خيار استراتيجي، انطلاقًا مما لدينا من مقومات تتمثل في الموارد الطبيعية من نفط وغاز ومعادن، إضافة إلى موقعها الجغرافي المتميز والقدرات الاستثمارية والبشرية، وتجلى هذا التوجه من خلال الدعم الكبير الذي توليه القيادة الحكيمة لهذا القطاع الحيوي، بدءًا من إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - للإستراتيجية الوطنية للصناعة، التي تُشكل خارطة طريق واضحة لوصول المملكة إلى اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام، وما تضمنته من أهداف طموحة، بما في ذلك مضاعفة الناتج المحلي الصناعي بنحو ثلاث مرات، ليصل إلى 895 مليار ريال، بحلول عام 2030 ووصول مجموع قيمة الاستثمارات الإضافية في القطاع إلى 1.3 تريليون ريال، ومضاعفة قيمة الصادرات الصناعية إلى 557 مليار ريال، وطرح أكثر من 800 فرصة استثمارية بقيمة تريليون ريال، من خلال التركيز على 12 قطاعاً صناعياً إستراتيجياً، تمتلك المملكة فيها فرصًا سانحة للنمو والمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي.

وأفاد الخريف أن الوزارة تعمل اليوم، بفضل التوجيهات الحكيمة والدعم المتواصل، وبالتكامل مع الإستراتيجيات الوطنية الأخرى، على جعل المملكة تتبوأ مكانتها المستحقة على خارطة الصناعة العالمية، من خلال بناء قطاع صناعي قائم على تبني الثورة الصناعية الرابعة والتقنية والابتكار، وهو هدف رئيس للنهوض بالصناعة الوطنية، وتوطين الصناعات، التي من شأنها تعظيم الأثر الاقتصادي وتطوير وتنمية المحتوى المحلي، وخلق منتجات محلية قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية، وزيادة مساهمة المنشآت الصناعية في دعم الاقتصاد الوطني، إضافة إلى استغلال المقومات التي تتمتع بها المملكة، بما في ذلك وجود البنية التحتية الصناعية المهيأة بأحدث التقنيات في 40 مدينة صناعية حول المملكة، واستغلال المزايا النسبية لكل منطقة.

وأشار إلى أنه لتحقيق هذه التوجهات، وضعت منظومة الصناعة والثروة المعدنية والمحتوى المحلي، حزمة واسعة من الممكنات والحوافز التي تزيد عن 75 ممكنًا وحافزًا، وذلك لدعم القطاع الصناعي وتشجيع الاستثمار فيه، مضيفاً أن منظومة الصناعة والثروة المعدنية تحتضن باقة واسعة من المنتجات المدعومة بأدوات متنوعة لتعزيز المحتوى المحلي، حيث ساعدت سياسات المحتوى المحلي في زيادة الطلب على المنتجات الوطنية، وبدءًا من عام 2023، تم تطبيق ضوابط المحتوى المحلي على الشركات المملوكة من الدولة والمشاريع العملاقة، مما خلق بيئة خصبة لبناء صناعات جديدة لدعم تلك المشاريع والشركات.

وقال "الخريف": "إننا نعول اليوم على دور الغرف التجارية في مساعدة الوزارة ومنظومتها بالوصول إلى القطاع الخاص وشرح كافة وسائل الدعم والفرص الموجودة سواء في المحتوى المحلي، أو الصادرات أو غيرها من وسائل التمويل المختلفة، كتمويل صغار المستثمرين ورواد الأعمال الذي يقدمه الصندوق الصناعي بأقل الشروط وبأقل الضمانات، كما أننا نتطلع للعمل مع الغرف التجارية للتأكيد على أهمية الاستفادة من هذه الفرص والمحفزات، فضلًا عن الاستماع إلى التحديات التي تواجه شركاءنا في القطاع الخاص لنتمكن من العمل على التغلب عليها من خلال البرامج القادمة".

وبيّن معاليه أن توجهات القطاع تعززها مكامن القوة في وطننا وتنوع ووفرة الموارد الطبيعية، التي ستسهم في تحقيق مستهدفاتنا، وتعزيز رسالتنا الرئيسة في تسهيل الاستثمار في الصناعة، لما يمثله هذا القطاع من دور إستراتيجي في تنويع القاعدة الاقتصادية، ولأهميته في تحقيق العديد من المستهدفات الوطنية.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: محافظة الخرج وزارة الصناعة والثروة المعدنية الصناعة والثروة المعدنیة المحتوى المحلی على خارطة من خلال

إقرأ أيضاً:

«أدنوك الدولية» تبرم اتفاقية استثمارية مع «كوفيسترو إيه جي» وتقدِّم لمساهميها عرض «استحواذ عام طوعي»

أعلنت «أدنوك» أنَّ شركة أدنوك الدولية المحدودة «أدنوك الدولية» التابعة لها، أبرمت اتفاقية استثمارية مع شركة «كوفيسترو إيه جي»، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في تصنيع المواد الكيماوية، وقدَّمت لمساهميها عرض «استحواذ عام طوعي» مقابل 254 درهم (62 يورو) للسهم الواحد.

وتُعدُّ «كوفيسترو» شركة عالمية رائدة في إنتاج المواد الكيماوية المتخصِّصة، وتمتلك مجموعة كبيرة من التقنيات المتطوِّرة والمنتجات التي تدعم خفض الانبعاثات والاقتصاد الدائري، وتقدِّم خدماتها لأكثر من 8,500 عميل حول العالم، من خلال 48 موقعَ إنتاجٍ في مختلف أنحاء العالم، و13 منشأة للبحث والتطوير. ومن خلال توفيرها أكثر من 10,700 حلٍّ متخصِّصٍ عالمي المستوى، تتبوّأ «كوفيسترو» مكانةً متقدمةً في تصميم وتصنيع منتجات متخصِّصة تدخل في صناعة أشباه الموصِّلات مثل حاويات الشرائح، وحاملات الرقائق، والبلاستيك، والمواد الهندسية عالية الأداء، والطلاء، والمواد اللاصقة، إضافةً إلى المواد الضرورية للمكونات المختلفة المستخدمة في مراكز البيانات، وأنابيب الهواء، وحلول الإدارة الحرارية للخوادم، والمكوّنات الهيكلية الداعمة لنمو وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال إنتاج حلول موصِّلة للحرارة، وتوفير تقنيات متقدمة لقوالب التصنيع.

وتُعدُّ هذه الاتفاقية إنجازاً مهماً ضمن استراتيجية «أدنوك» للنمو والتوسُّع دولياً المعتمدة من قِبل مجلس إدارتها، والتي تركِّز على الكيماويات، والغاز، والغاز الطبيعي المُسال، والطاقة منخفضة الكربون.

وعند استكمال تنفيذه، سيدعم هذا الاستحواذ هدف «أدنوك» بأن تصبح ضمن أفضل 5 شركات عالمية في مجال الكيماويات. وستصبح «كوفيسترو» المنصة التأسيسية لأعمال «أدنوك» في مجال المواد عالية الأداء والكيماويات المتخصِّصة، وستعزِّز تنويع محفظة أعمالها في الكيماويات، حيث تتماشى أعمال «كوفيسترو» في مجال الكيماويات المتخصِّصة مع استراتيجية «أدنوك» الطموحة للنمو في هذا المجال الحيوي، وتتماشى مع التزام دولة الإمارات بتحقيق ريادة عالمية في استخدامات التكنولوجيا الحديثة.

وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها: «تماشياً مع رؤية القيادة بدعم النمو الاقتصادي المستدام، يسرُّنا إبرام هذه الاتفاقية مع (كوفيسترو) التي تُعدُّ شركة عالمية المستوى تمتلك مجموعة كبيرة من التقنيات المتطورة، وتحتل مكانة رائدة في توظيف حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتسريع إنتاج الكيماويات من خلال استخدام تكنولوجيا مبتكرة. وتنسجم هذه الشراكة الاستراتيجية مع استراتيجية (أدنوك) للنمو الذكي وتحقيق نقلة نوعية لضمان مواكبة أعمالها للمستقبل والتقدُّم نحو هدفها بأن تصبح ضمن أكبر خمس شركات عالمية للكيماويات. وتمثِّل هذه الاتفاقية خطوة مهمة للطرفين وتعكس نهج (أدنوك) المسؤول الذي يركِّز على الاستثمار في الأصول الاستراتيجية التي تحقق قيمة مجدية طويلة الأمد وتتيح فرصاً جديدة للنمو، بالتزامن مع التزامنا بتنويع محفظة أعمال الشركة. كما يسهم التوافق بين استراتيجيتي الشركتين في ترسيخ مكانتهما الرائدة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة والمنتجات الكيماوية ودعم الاقتصاد الدائري».

ومن المتوقَّع أن يزداد الطلب على البتروكيماويات بنسبة مركبة تبلغ 2% بين 2024 و2050، مع احتمال تجاوز هذه النسبة في بعض المناطق مثل شبه القارة الهندية. ومن المتوقَّع كذلك أن يتضاعف سوق المواد الكيماوية بحلول عام 2050، ما يضمن استمرار عوائد اقتصادية جذّابة.

وستسهم منتجات «كوفيسترو» كذلك في تسريع إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الحياة اليومية، من خلال تطوير شاشات العرض لأجهزة الواقع الافتراضي، وتشمل منتجاتها الأغطية الخارجية للهواتف الذكية والمواد خفيفة الوزن التي تُستخدَم في صناعة السيارات. وتستفيد الشركة في أعمالها من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تشمل علوم البيانات، وتعلُّم الآلة، والتعلُّم العميق لتسريع أنشطتها في البحث والتطوير وتنفيذ مختلف مشروعاتها.

وقال د. ماركوس ستيليمان، الرئيس التنفيذي لشركة «كوفيسترو»: «نحن على ثقة بأنَّ الاتفاق الذي تمَّ التوصُّل إليه اليوم مع شركة (أدنوك الدولية) يصبُّ في مصلحة شركة (كوفيسترو) وموظفينا ومساهمينا وجميع شركائنا. وبدعمٍ من (أدنوك الدولية)، سيكون لدينا أساس أقوى لتحقيق النمو المستدام في قطاعات جذّابة بما يُمكِّننا من المساهمة بشكل أكبر في مسيرة النمو الأخضر. وتعدُّ (أدنوك الدولية) شركة ذات قدرات مالية عالية وشريكاً على المدى الطويل، وسنواصل العمل لتعزيز استراتيجيتنا الناجحة (المستقبل المستدام) في مختلف الظروف التي تشهدها الأسواق. وتمثِّل استراتيجيات النمو المتكاملة للشركتين والتزامهما المشترك بتوظيف التقنيات المتطورة، والابتكارات، وتطبيق مبادئ الاستدامة مرتكزات أساسية لشراكتنا الراسخة».

يُشار إلى أنَّ «كوفيسترو» تُعدُّ إحدى الشركات الرائدة في القطاع الصناعي الألماني، وهي منتج رئيسي «للبولي يوريثان»، و«البولي كربونات»، والمواد عالية الأداء اللازمة للتطبيقات الصناعية الحيوية. وتمارس الشركة أعمالها في مناطق مختلفة من العالم، حيث تحقِّق أكثر من نصف إيراداتها من مناطق آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية. ووفقاً للتوقعات الإيجابية طويلة الأجل لقطاع الكيماويات، فإنَّ «كوفيسترو» تمثِّل استثماراً جذّاباً لأدنوك، بفضل امتلاكها منشآت وتقنيات رائدة وفريقاً إدارياً متميزاً.

وسيخضع قبول عرض الاستحواذ إلى حدٍّ أدنى مقداره (50% + سهم واحد) من رأس المال المُصدَّر للشركة، إلى جانب الحصول على الموافقات التنظيمية المطلوبة.


مقالات مشابهة

  • «أدنوك الدولية» تبرم اتفاقية استثمارية مع «كوفيسترو إيه جي» وتقدِّم لمساهميها عرض «استحواذ عام طوعي»
  • خارطة طريق فرنسية من ثلاث نقاط: القرار 1701 فرئيس فمساعدات
  • غداً… انطلاق منتدى مستقبل الصناعات الغذائية 2024 لرسم خارطة طريق تطور القطاع في المنطقة
  • اقتصادية النواب تطالب محافظي الصعيد بمواجهة مشكلات وأزمات المناطق الصناعية
  • رئيس «صناعة الرخام»: أنشأنا 17 مجمعا صناعيا بتكلفة استثمارية 10 مليارات جينه
  • إطلاق جائزة المحتوى المحلي
  • الخريف يناقش في أمريكا فرص تطوير صناعة الطيران والفضاء بالمملكة
  • المحتوى المحلي يحفز الاقتصاد الوطني ويرفع كفاءة المشروعات
  • مناقشة التعاون بين وزارة الخارجية والمغتربين واتحاد الغرف التجارية الصناعية
  •  تقلبات الخريف تظهر جلياً على أجواء المملكة الأيام القادمة وفروقات حرارية مُنتظرة