التعليق الرياضي.. الأكاديمية المطلوبة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
خلال جولة مع ابني الصغير علي لفت نظري مجموعة من الأطفال يمارسون لعبة كرة القدم في الشارع وكان أحدهم يقوم بمهمة التعليق على المباراة وبصوت وأداء جيد ويبث الحماس في اللاعبين.
طبعا لن أتحدث عن معاناة الأطفال في ملاعب الشوارع، لكني سأتحدث عن موضوع مهم جدا أثاره ذلك الطفل بصوته الرائع وأدائه المتميز بالتعليق على المباراة وعندما كنت أتحدث مع ابني الصغير علي عن هذا المعلق الصغير والمتمكن وكيف سيكون مستقبله في بلادنا التي لا تهتم بالمبدعين في أي مجال من المجالات وبالأخص في مجال الرياضة والتعليق الرياضي الفن الغائب تماما.
قبل سنوات تحدثت عن موضوع التعليق الرياضي في بلادنا وكيف تحول بعض المعلقين إلى ببغاوات يقلدون المعلقين المشهورين إلى درجة تجعل المتابع يضحك كثيرا من الذين يحاولون التقليد لكنهم يفشلون تماما، فلاهم احتفظوا بشخصيتهم وصار لهم بصمة، ولاهم نجحوا في عملية التقليد أي انهم ضاعوا بين هذا وذاك، وانا اعتبر أن السبب يعود إلى غياب الرؤية الحقيقية فيما يتعلق بالتعليق الرياضي لا في الإعلام بمختلف مؤسساته ولا في التعليم بمختلف مستوياته وهيئاته، ولا في الشباب والرياضة ولا حتى في القطاع الخاص وبالتالي فهناك انحدار وتدهور كبير في هذا الجانب الهام.
التعليق الرياضي الذي كما قلت صار علما وفنا قائما بذاته يدرس في الكليات والأكاديميات الإعلامية والرياضية وله اتحادات ونقابات مهنية ولا يتم منح أي شخص صفة معلق رياضي إلا بعد اجتياز مراحل من الدراسة العلمية والممارسة العملية وهنا في بلادنا حقيقة نفتقد إلى كل ذلك، فليس لدينا كليات إعلام أو أكاديميات أو حتى مراكز لتدريس وتدريب المعلقين الرياضيين، وبالتالي فإنه لم يعد لدينا أي معلقين رياضيين باستثناء بسيط جدا جدا وحتى هؤلاء الذين مازالوا متواجدين فإنهم عانوا كثيرا من عدم وجود من يدرسهم ويدربهم لكنهم ربما استفادوا من الجيل السابق الذي اعتزل اغلبهم كما قلنا.
مما لاشك فيه أن التعليق الرياضي جزء مهم من منظومة متناغمة ومتناسقة تشتمل على تخصصات متنوعة ومختلفة تتكامل مع بعضها لتشكل في مجملها الإعلام الرياضي الذي هو جزء أساسي من منظومة الإعلام بشكل عام، فلم يعد الإعلامي الرياضي هو ذلك السوبر الذي يكتب الخبر الصحفي والتقرير والتحقيق والتحليل والنقد والمقال، وهو في نفس الوقت المذيع الذي يقدم الأخبار الرياضية ويعلق على المباريات ويقدم البرامج الرياضية ويحاور ويعمل كل شيء، فقد اصبح للتخصص ضرورة وأهمية للنجاح ليس للإعلامي لوحده فقط بل حتى للوسيلة الإعلامية نفسها التي تتحرى في اختيار كوادرها من أصحاب الخبرات والتخصصات والأبداع وكل في تخصصه ومجاله حتى تقدم للجمهور مواد إعلامية متميزة تستطيع من خلالها التميز والمنافسة لأنها تعرف أن المجال صار متاحا للجميع وانك لا يمكن أن تكون مقبولا ما لم تكن متميزا من خلال اكتمال وتكامل عناصر العملية الإعلامية الرياضية لذا فقد اهتمت بهذه الجوانب كما أنها تهتم أيضا بتدريب كوادرها وتأهيلهم بشكل مستمر ومتواصل وتطوير إمكاناتها من كافة النواحي حتى تبقى في ميدان المنافسة.
إيجاد قاعدة أساسية وحقيقية للتعليق الرياضي والاستفادة من الخبرات والكوادر المحلية وغير المحلية في تأسيس هذه القاعدة وعلى جميع الجهات المختصة ابتداء من وزارة الإعلام والقنوات الفضائية والجامعات وكليات الإعلام مرورا بوزارة الشباب والرياضة والاتحادات والأكاديميات الإعلامية وصولا إلى الإعلام الرياضي وحتى الإعلاميين الرياضيين والمعلقين القدامى عليهم جميعا أن يسهموا في إنشاء أكاديمية للإعلام الرياضي وتنظيم موضوع التعليق الرياضي، وان يكون جزءا مهما من برامجها وخططها وأنشطتها، وان يعملوا على استقطاب المواهب والمبدعين وتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم وأتمنى أن تكون رسالتي أنا وابني الصغير علي وصلت ليكون التعليق الرياضي في بلادنا فنا وعلما وليس تهريج في تهريج كما هو الحاصل الآن، وان يجد ذلك المبدع الصغير وكل المبدعين فرصة للإبداع وتنمية مواهبهم وقدراتهم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الصغير الأشقر والمتسولة.. تسليم طفل ألف مسكن لوالده
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أمرت نيابة عين شمس بتسليم طفل ألف مسكن إلى والده، وكلفت المباحث الجنائية بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة.
بدأت الحادثة عندما عُثر الأهالي على طفل يبلغ من العمر حوالي خمس سنوات، يجلس بمفرده في الشارع، بينما كانت سيدة - اشتُبه في كونها متسولة - بالقرب منه، أثار المشهد ريبة المواطنين، ما دفع أحدهم إلى إبلاغ الشرطة، التي تحركت على الفور لمعاينة الوضع والتحقيق في ملابسات وجود الطفل في هذا المكان دون مرافق.
وبسؤال السيدة المشتبه بها، وفحص كاميرات المراقبة المحيطة بالموقع، تبين أن الطفل لم يكن ضحية اختطاف، كما زعمت بعض الشهادات الأولية.
وكشفت التحريات الأمنية أن الطفل ينتمي إلى أسرة مفككة، حيث يعيش مع والدته التي انفصلت عن والده منذ فترة، وقد اعتادت تركه هو وشقيقته لساعات طويلة في الشارع دون رقابة.
واستدعت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة والد الطفل للاستماع إلى إفادته، حيث أكد أنه منفصل عن زوجته ولا يعلم شيئًا عن تصرفاتها اليومية أو ظروف معيشة طفليه.
وأفاد والد طفل الألف مسكن بأنه لم يكن على علم بتركهما في الشارع بمفردهما.
وبإجراء التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة تبين أن السيدة المتهمة لا علاقة لها بأي محاولة خطف، وأن وجودها بالمكان كان محض صدفة.
وتحفظ رجال المباحث على والدة طفل ألف مسكن، وتسليم الطفل إلى والده بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.