مدير عام هيئة البيئة الكويتية المهندسة سميرة الكندري لـ العرب: تفاعل جماهيري كبير مع أنشطة اليوم الوطني
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
أكدت المهندسة سميرة الكندري المدير العام للهيئة العامة للبيئة بالوكالة ومفوضة جناح دولة الكويت في معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة أن فعاليات الأيام الوطنية التي اطلقها الجناح الكويتي شهدت اقبالاً جماهيرياً كبيراً، قالت في تصريحات لـ « العرب» توافد زوار الإكسبو إلى جناح دولة الكويت للاستمتاع بالفعاليات التراثية والثقافية التي تعكس حضارة الشعب الكويتي الأصيل، وأضافت اطلق الجناح بهذه المناسبة الغالية على قلوب جميع الكويتيين مجموعة من الفعاليات والأنشطة المختلفة، والتي تضمنت استعراضا للعرضة الكويتية في الجناح، وفعاليات حرفة السدو التقليدية التي قدمتها السيدة ايمان الحسن ونوال محمد على مدار يومين، وذلك بغرض تعريف الزوار على حرفة السدو التراثية وكيفية الاستفادة من موارد البيئة الصحراوية المحدودة لصنع نسيج السدو التقليدي، واردفت قدم القائمون على هذه الفعالية شرحاً مفصلاً عن تأثير البيئة الصحراوية على هذه الحرفة وكيفية تكيّف أهل البادية مع الظروف الجوية القاسية بالاعتماد على مهارات صنع السدو، بالإضافة إلى ذلك تم تقديم عرض حي وتفاعلي لمواد الصباغة الطبيعية المستمدة من البيئة.
وحول معرض الإكسبو اكدت المهندسة الكندري أن تجربة الإكسبو كانت مميزة طيلة الأشهر الخمسة الماضية، والتي شهدت العديد من الفعاليات التي اطلقها الجناح الكويتي للتعريف بجهود دولة الكويت في مجال حماية البيئة ومكافحة التصحر، وأضافت: أن دولة الكويت تولي اهتماما خاصا بالاستدامة البيئية. وجناحنا في المعرض يستعرض هذا الاهتمام المترجم إلى مبادرات ومشاريع دولة الكويت وأجهزتها الحكومية في المشاريع البيئية والاستدامة والتكنولوجيا الحديثة مشيرة إلى أن القطاع الخاص الكويتي له دور في هذا الشأن إضافة إلى الإيمان بأن طريق الوصول للاستدامة وتحقيق التوازن البيئي هو تضافر جهود مختلف الجهات في القطاعين الخاص والعام والمجتمع المدني. وبينت الكندري حرص الجناح على إبراز المبادرات البيئية سواء الحكومية أو التابعة للقطاع الخاص مثل حملات التدوير وأكياس البلاستيك مؤكدة أهمية تضافر الجهود كافة لمستقبل مستدام.
وذكرت أن الجناح يستعرض السياسات البيئية والجهود المختلفة للقطاع العام والخاص في مجال الاستدامة وبيان مسؤوليتهم الاجتماعية وذلك كجزء من مشاركة دولة الكويت في معرض الاكسبو بالدوحة. وأشارت إلى أن الجناح الكويتي أقام العديد من الأنشطة والمحاضرات والفعاليات المتعلقة بالبيئة والاستدامة مع مختلف الجهات.
ولفتت إلى أن الجناح الكويتي يتضمن عدة مناطق تعكس الجهود البيئية، وهناك أماكن لورش العمل وحديقة نباتية خارجية وعرض للمحميات الطبيعية وتعريف بالمشاريع والمبادرات، واردفت يتضمن الجناح شاشات لعرض الحياة الفطرية الموجودة في دولة الكويت بهدف زيادة الوعي البيئي، ويمتاز بالتكنولوجيا المتطورة من حيث التصميم، وأشارت إلى أن المنطقة الخامسة عبارة عن نموذج لواحة الأحمدي الصحراوية الشهيرة التي تبنتها الدولة حتى ازدهرت بعد أن كانت منطقة قاحلة. وأوضحت أن الممر الموجود والرابط بين مناطق الجناح مستوحى من هذه الواحة، وأن المنطقة السادسة استراحة تفاعلية، والمجسم الموجود فيها مستوحى من أبراج المياه الموجودة في الكويت، منوهة بأن الشاشة الموجودة تفاعلية تعرض محتوى المحميات الموجودة في الكويت البحرية والبرية، وتعرض كافة مظاهر الحياة اليومية من الطيور والنباتات وكافة المظاهر البيئية. ولفتت إلى ان منطقة العرض المرئية تضم مكاناً للجلوس وابراجا تعد من المعالم في دولة الكويت واطلاع على المحميات وما تحويه من حيوانات وكائنات فطرية ونباتات، لافتة إلى أنه بمجرد الضغط على الشاشة سوف تظهر كل الحيوانات والنباتات الموجودة في كل محمية، وبضغطة أخرى على صورة أي حيوان أو نبات تظهر الخصائص الموجودة ثلاثية الأبعاد في كل ما يتعلق بالشكل والصوت.
الجدير بالذكر أن إكسبو 2023 الدوحة هو أول معرض دولي للبستنة يقام في دولة قطر وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبرعاية المركز الدولي للمعارض والجمعية الدولية لمنتجي البستنة، يستقطب إكسبو الزوار والمنظمين من 80 دولة من حول العالم، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاعات الوطنية والدولية ذات الصلة والهيئات الحكومية ونخبة من المسؤولين (المحليين والإقليميين والدوليين) والمنظمات غير الحكومية والشركات التجارية، والرعاة، والشركاء، والموردين، ووسائل الإعلام (المحلية والإقليمية والدولية) والزوار المحليين والإقليميين والدوليين.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر سميرة الكندري الجناح الكويتي إكسبو 2023 الدوحة الفعاليات التراثية الجناح الکویتی دولة الکویت الموجودة فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
عن المؤتمر الوطني وواجهاته
عن المؤتمر الوطني وواجهاته
خالد فضل
أفصح الدستور التأسيسي الذي أقرّته مجموعة من القوى السياسية السودانية المسلّحة منها والمدنية عن هوية البلد الذي يرومون تأسيسه، وسموه نصّا (علماني ديمقراطي فيدرالي)، لا يسمح فيه بتكوين منظومات سياسية على أسس الدين أو الهوية الثقافية أو العرقية أو الجهوية. وبالتالي تكون الدولة بمنأى عن أي تحيّز لواحدة أو كل الانتماءات السابقة وغيرها ما دون الوطنية والإنسانية، وتتأسس مؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية على ذات الأسس. نقطة سطر جديد.
فيما جاءت كلمة د. عبد الله حمدوك؛ رئيس وزراء الفترة الانتقالية السابق، رئيس تحالف صمود حالياً، وفيها يخاطب الشعب السوداني والمجتمعين الإقليمي والدولي مناشداً ومقترحاً عقد اجتماع مشترك لمجلسي الأمن والسلم في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، يؤمه قائدا الجيش والدعم السريع ورئيسا الحركة الشعبية/ شمال قيادة الحلو، وحركة جيش تحرير السودان/ قيادة عبد الواحد، وتحالف القوى المدنية الديمقراطية لوقف الحرب وبناء دولة السلام والحرية والعدالة على أسس المواطنة بدون تمييز. وابتدار حوار سوداني سوداني يستثني المؤتمر الوطني وواجهاته.
ميثاق تأسيس ومن بعد دستوره المعلن يمضيان خطوة للأمام في طرح رؤية أصحابه، ففيه ليس هناك مجال في الأساس لتكوين تنظيم على أسس ما دون الوطنية (السودانوية)، بمعنى أوضح لا يعبّر أي تنظيم عن توجه عقائدي أو جهوي.. إلخ، وفي هذه الحالة يحظر المؤتمر الوطني وواجهاته تلقائياً، فهو يقوم على تأسيس دولة إسلامية (مية المية) غض الطرف عن وفائه بما يدّعي، أو وجود دولة إسلامية أساساً، ولكنه- كامتداد لجماعة الإخوان المسلمين- تتغير لافتاته مع ثبات فكرته الرئيسة، تمكّن بصورة كبيرة من حبس معظم المسلمين السودانيين تحت سقف رؤيته، وثبّت دعايته السياسية في أذهان كثيرين لدرجة تصور مطابقة فكرة الدولة العلمانية مع الخروج عن الدين الإسلامي، إنّهم بسطوا سيطرتهم على فضاء واسع دون شك، فهيمنت القشور على جوهر الدين، وبات الولاء للأطروحات والممارسات السياسية الصادرة عن التنظيم هي الإسلام البديل. وتعددت الواجهات بالطبع، وسادت أدبيات العنف والإرهاب الفكري والمادي، مبررة في الغالب بالذود عن حمى الإسلام. وتمّ تحشيد مئات الآلاف من الشباب، وأخوات نسيبة بداعي الجهاد في الجنوب- سابقاً- ضد الكفرة الفجرة الذين يرومون السودان للسودانيين جميعهم؛ دولة علمانية ديمقراطية لامركزية.
ورغم أنّ جمهوراً معقولاً كان يعرف خواء فكرة الجهاد، وأنها رافعة سياسية لمزيد من التحكم في السلطة والثروة، إلا أنّ الضرورات الملجئة دفعت بالكثيرين لمواكبة الموضة، طمعا أو رهبة، ومع الأسف كلما أحنى الناس رؤوسهم، غاب عنهم النظر الجلي، وغامت أمامهم الرؤية وباتوا أكثر استسلاماً للدعاية المركزة ضد العقلانية والتأمل والتفكير الحر. وهذا ما يصفه قادة المؤتمر الوطني بتغلغل وتجذّر حزبهم في التربة السودانية، وهم بهذا (مبسوطين أوي)، يقيسون الولاء بالهتاف، والإسلام بالانتماء لتنظيماتهم، لأن هذا يكفيهم لبسط السيطرة وفرد غطاء الهيمنة.
لقد جاءهم في ميثاق التأسيس ما يتحاشونه لعقود، عودة لمنصة التأسيس للدولة الوطنية التي همها كل همها حياة الناس في الدنيا كيف تكون، بمعيار صريح بدون لولوة، مصدره قوانين الأرض وليس روحانيات السماء؛ فتلك كدح الفرد وليس واجبات الحكم وشؤون الدولة. وقد خبر الناس في السودان الدولة العلمانية وعاشوا تحت كنفها لعقود طويلة على أيام الاستعمار وما بعده حتى عقد الثمانينات من القرن الماضي، فما نقص من إسلام المسلم مثقال ذرة. وعاشوا دولة الإسلام المزعومة منذ ذلك العقد البئيس، فذاقوا وعرفوا ميل الميزان كيف يكون، وعانوا الويلات، حتى زهد بعضهم في الإسلام جملة واحدة، فنقص المسلمون ولم يزيدوا.
هذه هي الوقائع والشواهد، فقد فشلت الدولة الإسلامية في حفظ حدود الأرض فانقسمت، وجغمت منها أطراف فصمتت، ويأتيك الآن من يدعو بها ويشعل الحريق في كل الديار. ويح الناس ألا يعقلون.
الوسومالأخوان المسلمون الاتحاد الأفريقي الاستعمار الدولة الإسلامية السودان خالد فضل د. عبد الله حمدوك منصة التأسيس ميثاق التأسيس