ورطة الغرب.. سيلفان فيريرا: الهجوم المُضاد الأوكرانى كان خطوة تسويقية سيئة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
سيلفان فيريرا
سيلفان فيريرا، مؤرخ مُتخصص في فن الحرب بالعصر الحديث، وصحفى مُستقل له تاريخ حافل في التدريب، ألّف العديد من الكتب المرجعية عن الحرب العالمية والحرب الأهلية، ويدير مُدونة «Veille Stratégique»، بالإضافة إلى قناة «Veille Stratégique TV» على موقع «يوتيوب»، وهو أيضًا مُساهم مُنتظم في «لو ديالوج»، ويعود فى مقابلة خاصة لقناتنا على «يوتيوب» إلى أسباب الفشل الواضح للهجوم المضاد الأوكرانى.
سبق للمؤرخ العسكري سيلفان فيريرا، أن أعلن على عدة قنوات منذ أبريل ٢٠٢٣، فشل العملية الأوكرانية في مواجهة الحرب الروسية، على عكس الهجوم المُضاد «المُنتصر» الذي روجته جميع وسائل الإعلام الغربية، والذى وصفه «فيريرا» بأنه خطوة تسويقية سيئة.
ويقول: «لقد واجه الأوكرانيون واقع وسائل الدفاع الهائلة التي نشرها الروس (الخنادق، وشبكات الأسلاك الشائكة، والألغام، والمخابئ، والدعم الجوي، والغطاء المدفعي الضخم، وما إلى ذلك)، أي خط دفاع بطول ٣٠ كيلومترًا من الأرض، عمق يغطي الجبهة بأكملها (من دونباس إلى منطقة خيرسون)، وأي هجوم في هذا القطاع، مع انتشار القوات الروسية، إلى جانب الضعف الجوي الأوكراني، لا ينجح حتمًا».
ويواصل: «يشهد التاريخ العسكري وهذا المزيج من العوامل على أنه لم تكن هناك فرصة تقريبًا لتحقيق النصر للأوكرانيين، فمنذ بداية هذا الهجوم المضاد، فقد الجيش الأوكراني جميع مركباته ومعداته الهندسية، أي المركبات القادرة على إدارة العوائق وفتح الخروقات في الأنظمة الدفاعية، فضلًا عن ضمان توفير الدعم اللوجستي في ساحة المعركة، ولم يعد لدى الأوكرانيين أي وسيلة لاختراق الخطوط الدفاعية الروسية على حساب تكلفة باهظة من الخسائر البشرية، ناهيك عن التكاليف السياسية والمادية بعد شهر من القتال».
وعلى الرغم من الدعم المؤكد من حلف شمال الأطلسي والكتلة الأطلسية، يتعين على الجيش الأوكراني أن يُدير إرث نظام أسلحته، الذي يعود تاريخ الكثير منه إلى الحقبة السوفييتية، وإذا تم توفير نقل القوات بمعدات من هولندا، والمعدات الأمريكية «البرادلي»، ودبابات «ليوبارد»، فنلاحظ أنها تأتي من جميع أنحاء أوروبا والغرب، وبالتالي فإن المادة ليست موحدة للغاية، لا تزال لديك معدات تعود إلى حلف وارسو السابق، تم إخراجها من أدراج دول الكتلة الشرقية السابقة، مع مشاكل متأصلة في تعدد سلاسل التوريد اللوجستية لتوفير قطع الغيار، ناهيك عن الصيانة. هذه مشكلة كبيرة واجهها الفيرماخت بالفعل في عام ١٩٤١-١٩٤٢، حسبما يتذكر سيلفان فيريرا.
يواجه الجيش الأوكراني مُعوقات متعددة وفقًا للمحلل: «صيانة المحركات تتطلب الاستعانة بميكانيكيين من الدول المعنية، لأن الميكانيكيين الأوكرانيين غير مدربين وغير متوافرين»، تُضاف إلى ذلك صعوبات مُتعددة العوامل، أبرزها: «التدريب اللازم لاستخدام هذه المعدات في القتال، والحاجز اللغوي والتكنولوجي». لقد تحدثنا عن ذلك مع طائرات «F-١٦»، إن تقنيات دول «الناتو» والولايات المتحدة هي تقنيات فائقة تواجه تقادم التقنيات الموروثة من جيوش حلف وارسو، والتي تعتبر أكثر بدائية بشكل ملحوظ، مثل مدافع قيصر، التي تعتبر، بحسب المؤرخ، جواهر حقيقية على عجلات، تعمل بشكل رائع من حيث الدقة ومعدل إطلاق النار، ولكنها ليست فعالة بالنسبة للأوكرانيين في مسرح العمليات، ولا تتكيف مع الظروف القتالية التي يعملون فيها في أوكرانيا حيث الغبار طوال فترة الصيف.
ويقول: «أعيدوا قراءة المفكرين السوفييت العظماء في الفن العملياتي لفهم الاستراتيجية الروسية. لقد كان الروس يعرفون تمامًا كيف يتموضعون في موقع الدفاع والبقاء هناك لمواصلة هذه الاستراتيجية الدفاعية الاستباقية واستنزاف الجيش الأوكراني، لأنهم أدركوا أن الأوكرانيين لا يستطيعون فصل أنفسهم عن رعاتهم الغربيين»، ويتابع الخبير، أن الهجوم خلال صيف عام ٢٠٢٣ والذي من شأنه أن اصطدم بخطوط الدفاع الروسية.
كما قلل الغرب من تقدير الجيش الروسي، بحسب قوله: «تمامًا كما فعل مع الجيش السوفيتي من قبله، وتحديدًا في اللحظة التي ورثنا فيها رؤية جنرالات الفيرماخت السابقين عام ١٩٤٥، وإذا كان الغربيون قد أخطأوا في فهم الروس على أنهم همجيون بسطاء، إلا أنه لا يمكننا سحق الجيش الروسي، وريث الجيش السوفييتي بتفكير بسيط بالتمني؛ والأمر نفسه على المستوى الاقتصادي».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سيلفان فيريرا فن الحرب فرنسا الحرب في اوكرانيا الجیش الأوکرانی سیلفان فیریرا
إقرأ أيضاً:
لماذا يتهم رواد مواقع التواصل الجنود الأوكرانيين بفبركة مشاهد الحرب؟
انتشرت مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي سلسلة من المقاطع المصورة، تزعم أنها تُظهر جنودًا أوكرانيين يضعون المكياج ويدّعون أنهم ذاهبون للقتال، في محاولة منهم للحصول على تمويل من الولايات المتحدة.
وقد نشر حساب يحمل اسم "Liberal Tear Creator" ثلاثة مقاطع فيديو، زاعمًا أن الجنود الأوكرانيين "يدّعون أنهم في معركة" ليظهروا وكأن الحرب أنهكتهم حتى يحصلوا على تمويل من واشنطن. ورغم أن هذه المقاطع لم يتم التلاعب بها، إلا أنها أُخرجت من سياقها الأصلي بشكل مضلّل.
بعد البحث على تيك توك عن اسم المستخدم "vitsikkkk" الظاهر في أحد المقاطع، تبيّن أنه يعود إلى مسعف عسكري أوكراني اسمه فيتسيك، ولديه حساب يضم نحو 300 ألف متابع على المنصة، وله أيضا قناة خاصة على يوتيوب بقرابة 15 ألف مشترك.
وكشف التدقيق في المعلومات أن هذه المشاهد مأخوذة من كواليس تصوير فيديو موسيقي بعنوان "الإخوة" (Brothers)، الذي نشره فيتسيك على قناته في فبراير/ شباط 2025، بمناسبة الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا.
في الفيديو، ظهرت امرأة زعم بعض المستخدمين على الإنترنت أنها "تضع مكياجًا مزيفًا" لمحاكاة الإصابات في الحرب. إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا، فهذه المرأة هي مارينا تشيتشيليوك، جندية أوكرانية أُسرت على يد القوات الروسية خلال معركة الدفاع عن مصنع الصلب آزوفستال في ماريوبول في أبريل/ نيسان 2022.، تم الإفراج عنها في مايو/ أيار 2024، بعد قضاء 25 شهرًا في الأسر.
وعبرت تشيتشيليوك عن استغرابها من المزاعم التي انتشرت حول الفيديو، حيث كتبت: "لا أعرف ماذا أقول... الفيديو الموسيقي كان يهدف إلى تجسيد معاناة الجنود الأوكرانيين الذين يفقدون أحبّتهم كل يوم، ولرفقاء السلاح الذين أصبحوا هم عائلتهم خلال الحرب".
ولم يكن الفيديو الموسيقي الذي أعدّه فيتسيك مجرد عمل فني، بل كان شهادة حية على معاناة الجنود الأوكرانيين، حيث شارك فيه أيضًا ثلاثة جنود آخرين ممن وقعوا في الأسر أثناء دفاعهم عن مصنع آزوفستال. وفي حديثه لـيورونيوز، أوضح فيتسيك أن الموسيقى تمثل له وسيلة للتعبير عن الألم الذي خلفته الحرب، قائلًا: "أنا جندي مبدع، الموسيقى والأغاني هي الدواء الذي يخفف ألمي جراء فقدان أصدقائي المقربين".
Relatedبعد معارك عنيفة.. أوكرانيا تؤكد انسحاب قواتها من سودجا الروسيةالمملكة المتحدة تعقد اجتماع "تحالف الراغبين" لمناقشة الوضع في أوكرانيابعد خسارة بلدة سودجا.. لم تعد أوكرانيا تسيطر إلا على 10% من الأراضي الروسيةوفي معرض دفاعه عن الفيديو،قال فيتسيك "إن كل كلمة في عملنا الإبداعي مكتوبة بالدم. كل بكسل، وكل زي عسكري، وكل سترة واقية وكل خوذة، عاشت الكثير من التجارب الحقيقية". وأضاف: "نحن لسنا ممثلين" وأقول لكل من يعتقد أن الحرب في أوكرانيا هي مجرد فيلم، تعال وزرْ البلد".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل كان دونالد ترامب فعلا عميلا للمخابرات السوفياتية تحت اسم "كراسنوف"؟ في ظل التقارب بين واشنطن وموسكو.. وزراء دفاع أوروبا يناقشون استراتيجية جديدة لدعم أوكرانيا باريس تضخ 195 مليون يورو إضافية لدعم أوكرانيا من الأصول الروسية المجمدة أوكرانياموسيقىأخبار مزيفةكييف