لا داعي للقلق.. نصائح غالية لمن اشترى الذهب بسعر مرتفع
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
قدم رئيس شعبة الذهب نصائح مهمة للتعامل مع انخفاض أسعار الذهب، حيث تراجعت أسعار العقود الآجلة لـ الذهب، في إغلاق تعاملات الاثنين، مع تقييم آفاق السياسة النقدية، وارتفاع عوائد السندات الأمريكية.
وانخفضت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل بنسبة 0.5% أو 10.5 دولار عند 2038.9 دولار للأوقية، بعد أن لامست 2034.
وانخفت أسعار الذهب في مصر بشكل ملحوظ، خلال اليومين الماضيين، بعد توقيع مصر اتفاقية شراكة استثمارية ضخمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير مدينة رأس الحكمة. وتعد هذه الصفقة واحدة من أكبر الصفقات التي تسهم في تعزيز السيولة الدولارية في مصر، ما يُساعد في تخفيف أزمة الاقتصاد ويُحسّن من مناخ الاستثمار بشكل عام.
انخفاض أسعار الذهب يعد مؤشرًا إيجابيًا على انتعاش الاقتصاد المصري، ويُشير إلى زيادة الثقة في العملة المحلية وانخفاض الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.
جاءت الصفقة في إطار خطط الحكومة المصرية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز الصادرات، وخلق فرص عمل جديدة، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. ومن المتوقع أن يكون لهذه الصفقة تأثير إيجابي على مختلف القطاعات الاقتصادية في مصر، بما في ذلك قطاعات السياحة والعقارات والصناعة والزراعة.
وتُعد هذه الصفقة خطوة مهمة على طريق تحقيق أهداف مصر التنموية، وجعلها مركزًا إقليميًا للتجارة والاستثمار.
وأكد هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية في مصر، أن إعلان صفقة رأس الحكمة أثر بشكل كبير على أسعار الذهب. أعرب ميلاد عن تفاؤله بهذه الصفقة وتأثيرها على أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، قائلا: "هناك انخفاض كبير في أسعار الذهب، ونحن نرى أن الصفقة عملت على تهدئة السوق".
وأضاف رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات: "تشهد السوق المحلية للمصوغات والمجوهرات حاليًا تراجعًا في الأسعار، وهذا يعتبر خطوة إيجابية كبيرة". وأكد ميلاد أن أسعار الذهب تتأثر حاليًا بالتغيرات الحالية في سعر الدولار في السوق الموازية وبمبدأ العرض والطلب. وأوضح رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية في مصر، أن متوسط سعر الذهب عيار 21 في الفترة الحالية يتراوح حول 3050 جنيهًا.
وأكد ميلاد أن الذهب يعتبر استثمارًا مربحًا على المدى البعيد وأنه ليس للمضاربة أو تحقيق الربح الشهري. ووجه رسالة للمواطنين: "اطمئنوا، إذا قمتم بشراء الذهب بسعر مرتفع، فعليكم الاحتفاظ به لأنه يحتفظ بقيمته على مر الزمن، وإذا كنتم تستثمرون على المدى البعيد، فلا تتخلوا عنه، فمن الأفضل ألا تخسروا في مثل هذا الوقت والانتظار للتغيرات العالمية التي تحدث".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذهب أسعار الذهب نصائح مصر الاقتصاد أسعار الذهب
إقرأ أيضاً:
حوار جاد لتغيير آمن بديلا للقلق في مصر
ليس خافيا ما يعيشه أنصار السيسي وحتى بعض القوى المعارضة من حالة ترقب وقلق بعد عديد التطورات في المنطقة وأهمها طوفان الأقصى وتداعياته، وانتصار الثورة السورية وتداعياتها أيضا، حتى أن السيسي نفسه حاول لمرات عديدة التدخل بنفسه لتبديد أو تخفيف هذا القلق ببعض كلمات جوفاء دون جدوى.
وعلى رأي المثل "أراد أن يكحلها فأعماها"، فإن السيسي حرص أكثر من مرة على إطلاق رسائل الطمأنة للقلقين خلال زياراته ولقاءاته المتكررة والمتزايدة للأكاديمية العسكرية وغيرها من الكليات العسكرية بمناسبة وغير مناسبة، فتترس السيسي بالمؤسسة العسكرية وليس بالشعب هو عين القلق الذي يحاول تبديده لدى أنصاره. فالحاكم المطمئن غير القلق يتحرك بشكل طبيعي بين الناس، ويكون عنوان إقامته معروفا وليس مجهولا رغم مرور 12 عاما على انقلابه.
وحين يوجه نظام السيسي إعلامه ولجانه لتشويه الثورة السورية، والتركيز على صور القتل والسحل التي جرت مؤخرا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة على الحكم هناك، في محاولة لتذكير المصريين بفضله عليهم إذ جنبهم هذا المصير، فإنه في الحقيقة يزيد الخوف والقلق لديهم من حيث يدري أو لا يدري، فأنصار النظام في مصر الذين حرضوا على الانقلاب، ثم على قتل المعارضين لهذا الانقلاب في مجازر لن تمحى من الذاكرة الوطنية، يشعرون أنهم سيكونون هدفا لردود فعل غير منضبطة حال حدوث تغيير، ولذا فإن الرسالة المبطنة لهم هي التمسك بهذا النظام والعض عليه بالنواجذ حتى يتجنبوا ذلك المصير، لكن ذلك لا يبدد القلق لديهم بل يزيده.
حين يوجه نظام السيسي إعلامه ولجانه لتشويه الثورة السورية، والتركيز على صور القتل والسحل التي جرت مؤخرا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة على الحكم هناك، في محاولة لتذكير المصريين بفضله عليهم إذ جنبهم هذا المصير، فإنه في الحقيقة يزيد الخوف والقلق لديهم من حيث يدري أو لا يدريقوى سياسية مدنية لا تخفي قلقها أيضا من احتمالات تغيير يمكن أن يفتح الباب لتصفية حسابات، وإسالة دماء، وهي أيضا مذعورة مما حدث في سوريا، خاصة أن بعضها كانت داعمة لنظام بشار الأسد، أو أنها في خصومة أيديولوجية مع التيار الإسلامي عموما في المنطقة، وساهمت هذه القوى في نشر الذعر مما حدث في سوريا في معركة الساحل الأخيرة ضد فلول نظام الأسد، وإن وجب التنويه هنا لرفضي واستنكاري التام لجرائم القتل على الهوية التي تمت للعلويين، فانتماء الأسد أو معظم أركان حكمه لهذه الطائفة لا يبرر قتل المدنيين الأبرياء منها، وحسنا فعلت السلطة السورية بفتح تحقيقات لمحاسبة الجناة.
لا يمكن لعاقل تجاهل هذه المخاوف وهذا القلق، وبعضه مشروع، خصوصا لدى بعض الأقليات الدينية أو الثقافية، ولكن الاحتماء بحكم عسكري يستغل هذا الخوف لتعزيز قبضته لن يمحو هذه المخاوف وهذا القلق، لأنه يتغذى بالأساس عليه، كما أن احتماء النظام بقواه العسكرية والأمنية، وبنائه الأسوار حول عاصمته الإدارية أو قصور حكمه لحمايته، أو بناء المزيد من السجون لاعتقال معارضيه؛ ليس كافيا لتحقيق الأمن والاستقرار، أو الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية. وهنا نستحضر ما كتبه أحد الولاة إلى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) يطلب منه مالا كثيرا ليبني سورا حول عاصمة الولاية، فقال عمر: ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل ونقِّ طرقها من الظلم.
بدلا من تغذية المخاوف والقلق تعالوا بنا إلى حوار مجتمعي حقيقي، يطرح فيه كل طرف مخاوفه وهمومه، فليس صحيحا أن أطرافا بعينها فقط لديها مخاوف، بل إن كل الأطراف المنشغلة بالشأن العام لديها مخاوف من بعضها، إذن لنكن صرحاء ومباشرين في الحوار حول هذه المخاوف، ليس لمجرد الفضفضة أو البحث عن خلاص وأمان شخصي أو طائفي،كنت ولا زلت من دعاة الحوار الجاد المنتج، وليس حوار اللقطة والشكليات وتسديد الخانات، كنت ولا زلت مع حوار شامل لا يستثني أحدا وليس مع حوار مغلق على تيار أو مجموعات تشاركت في حدث واحد مثل 30 يونيو، كنت ولا زلت مع حوار تقوده أطراف موثوقة من الجميع، وليس مع حوار إذعان وتوجيهات عُلوية ولكن بحثا عن أمان للشعب كله، وللوطن كله، بحثا عن صيغة مقبولة للعيش المشترك، بحثا عن عقد اجتماعي جديد يحدد الحقوق والواجبات، والتحديات المشتركة، وسبل التنافس الشريف سياسيا واقتصاديا وثقافيا لصالح الوطن والمواطن.
كنت ولا زلت من دعاة الحوار الجاد المنتج، وليس حوار اللقطة والشكليات وتسديد الخانات، كنت ولا زلت مع حوار شامل لا يستثني أحدا وليس مع حوار مغلق على تيار أو مجموعات تشاركت في حدث واحد مثل 30 يونيو، كنت ولا زلت مع حوار تقوده أطراف موثوقة من الجميع، وليس مع حوار إذعان وتوجيهات عُلوية، ولذا فقد دعوت أكثر من مرة -وها أنا أكرر الدعوة- لحوار تقوده جهة موثوقة مثل الأزهر الشريف، أو بيت العائلة، أو لجنة مشتركة من النقابات المهنية، أو لجنة من شخصيات وطنية تحظى بقبول عام، وتقوم هذه الجهة الداعية للحوار بوضع أجندته، وتحديد مساراته، وتحدد توقيتاته، وتحدد قوائم المستهدفين بالحوار من كل التيارات، والفئات، من المصريين المقيمين داخل الوطن أو خارجه، لتكون النتيجة وثيقة تأسيسية جديدة، تضع الحلول والتوجهات العامة لإنقاذ الوطن، واستعادة اللحمة الوطنية، وتضع تقييما أمينا لما جرى خلال السنوات الماضية وكيف يمكن تجنبه مستقبلا، وترسم الحدود الدقيقة بين ما هو مدني وما هو عسكري، وما هو ديني وما هو دنيوي، وعلاقة هذا بذاك، كما تحدد الثوابت الوطنية التي يلتزم بها الجميع، ويمكن أن تكون الخطوة العملية العاجلة هي الإفراج عن السجناء السياسيين، والدعوة لانتخابات جديدة رئاسية وبرلمانية وفق ضمانات نزاهة كافية، وتنافسية حرة لا تستبعد أحدا.
إن حوارا وطنيا مجتمعيا حقيقيا هو الكفيل فعلا بطي صفحة العشرية السوداء، بكل مآسيها، والانتقال بمصر إلى الحكم المدني الرشيد، واستعادة مكانتها اللائقة في إقليمها وفي العالم، وبدخولها مرحلة جديدة من التنمية والحرية والاستقرار والرخاء.
x.com/kotbelaraby