عربي21:
2024-07-05@12:35:12 GMT

صفعة قوية للمنظومة الأمريكية.. آرون بوشنيل

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

آرون بوشنيل هو ذلك الطيار الأمريكي الذي سكب الوقود على جسمه ليموت حرقا، احتجاجا على سياسة بلاده تجاه الفلسطينيين وما يحدث في غزة، مرددا "فلسطين حرة" قبل أن تلتهمه النيران وتقضي عليه وهو في عز شبابه. اختار الموت احتجاجا على الإدارة الأمريكية التي لا تزال مصرة على استمرار حرب الإبادة وإضفاء الشرعية عليها، في مشهد تراجيدي لن ينساه الأمريكيون وإدارتهم بسهولة.

فهو ليس إرهابيا، ولا معتوها، ولا عربيا أو مسلما، إنه ابن المؤسسة العسكرية الأمريكية بامتياز.

في أمريكا أزمة ضمير، والخطوة التي أقدم عليها هذا الشاب الذي يعمل في سلاح الجو، تُجسد بعمق ومأساوية الصراع الشديد الذي يعاني منه عشرات أو ربما مئات الآلاف من الأمريكيين؛ بين القيم التي تعلموها في المدارس والجامعات وبين السياسات التي ينفذها الساسة والعسكريون، والتي بلغت درجة إغداق الأموال الضخمة بدون حساب لصالح من وصفهم رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت بـ"العصابة"، مؤكدا على أن احتلال غزة ليس سوى "مجرد خطوة" في مخطط حكومة بنيامين نتنياهو من أجل "تطهير" الضفة الغربية المحتلة من الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل.

في أمريكا أزمة ضمير، والخطوة التي أقدم عليها هذا الشاب الذي يعمل في سلاح الجو، تُجسد بعمق ومأساوية الصراع الشديد الذي يعاني منه عشرات أو ربما مئات الآلاف من الأمريكيين؛ بين القيم التي تعلموها في المدارس والجامعات وبين السياسات التي ينفذها الساسة والعسكريون، والتي بلغت درجة إغداق الأموال الضخمة بدون حساب لصالح من وصفهم رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت بـ"العصابة"
لهذا تجد الشباب الأمريكي غاضبا في عمومه من سياسة الرئيس بايدن الذي ضحّى بسمعة بلاده وبمكانتها، حتى أصبحت معزولة على الصعيد الدبلوماسي بشهادة صحيفة لوموند. لقد كشف استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية "سيينا" في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أن "ما يقرب من ثلاثة أرباع الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما لا يوافقون على دعم الرئيس بايدن القوي لإسرائيل في الحرب".

لقد فقدت السياسة الأمريكية قيمتها من الناحية الأخلاقية، وأصبحت شريكة فيما اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة تقويضا لسلطة مجلس الأمن الدولي بـ"شكل قاتل"، مؤكدا على أن المجلس "بحاجة إلى إصلاح جدي لتركيبته ومنهاج عمله". ومن هي الدولة التي أضعفت المجلس وأفقدته قيمته الرمزية وكشفت ثغراته القاتلة؟ أليست الولايات المتحدة التي استعملت سلاح الفيتو ضد كل قرار يمكن أن يدين الكيان الصهيوني؟ فالأرقام الرسمية تكشف استخدام حق النقض "الفيتو" 260 مرة منذ تأسيس مجلس الأمن الدولي، نصيب الولايات المتحدة منها 114 مرة، من بينها 80 مرة لمنع إدانة حليفتها إسرائيل، و34 مرة ضد قوانين تساند حق الشعب الفلسطيني.

على هذا الأساس لا يمكن أن تكون واشنطن مصدر ثقة عند الفلسطينيين، لن تكون بلدا محايدا، لقد اختارت أن تعاديهم بشكل مباشر وبشكل دائم. لهذا السبب سيكون من المستبعد جدا أن يأت حل عادل للقضية الفلسطينية عن طريق الإدارة الأمريكية، سواء الحالية أو التي ستحل محلها بعد الانتخابات الرئاسية القادمة.

ما حصل لغزة المنكوبة ليس سوى دليل على خطورة الصهيونية الأمريكية، ودورها أساسي في تعميق عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الآن وخلال المرحلة القادمة؛ لأن انحيازها الأعمى إلى الدولة العبرية من شأنه أن يزيد من صعود حركات أقصى اليمين داخل إسرائيل. وهي حركات لا تؤمن بالحوار ولا تقر بمبدأ تقاسم الأرض والبحر والهواء مع غيرهم من الفلسطي
السياسة الأمريكية الحالية بصدد تقويض معظم الانجازات التي شاركت الولايات المتحدة في إنجازها منذ قرن أو أكثر، وذلك من أجل ترضية مجموعات صهيونية مهووسة تريد القضاء على فلسطين والفلسطينيين بأي ثمن. إذ لم يدرك الساسة الأمريكيون أنهم باختيارهم هذا قد حولوا بلادهم الضخمة والقوية فعلا إلى دولة صغيرة؛ تقف وراء عصابة تكذب وتسرق وتقتل على مرأى ومسمع من الجميع.

وما حصل لغزة المنكوبة ليس سوى دليل على خطورة الصهيونية الأمريكية، ودورها أساسي في تعميق عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الآن وخلال المرحلة القادمة؛ لأن انحيازها الأعمى إلى الدولة العبرية من شأنه أن يزيد من صعود حركات أقصى اليمين داخل إسرائيل. وهي حركات لا تؤمن بالحوار ولا تقر بمبدأ تقاسم الأرض والبحر والهواء مع غيرهم من الفلسطينيين، لهذا لا يمكن التعامل مع هذه الحركات إلا بحد أدنى من المقاومة الصلبة والقادرة على الدفاع عن الحد الأدنى من الحقوق الوطنية المشروعة.

ما فعله الطيار الأمريكي المنتحر هو ردة فعل مؤلمة على وضع سياسي واجتماعي وأخلاقي منهار. لم تعد أمريكا مثالا يحتذى، فهناك رفض عالمي واسع النطاق لما يعرف بـ"النموذج الأمريكي". فانتحار "آرون بوشنيل" بزيه العسكري يشبه ما فعله أحد الكتاب اليابانيين الذي قرر أن يقتل نفسه على طريقة الساموراي، وهو يرى مجتمعه يخضع لمشروع الأمركة بشكل إجباري، فعلم أن اليابان تحولت الى بلد ممسوخ بعدما كانت دولة عظيمة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين إسرائيل إسرائيل امريكا احتجاجات فلسطين مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

12 مسؤولا حكوميا أمريكيا استقالوا بسبب حرب غزة يصدرون بيانا مشتركا

ندد 12 مسؤولا حكوميا أمريكيا، استقالوا بسبب مواقف إدارة بايدن إزاء الحرب في غزة، بسياسة بايدن تجاه غزة التي قالوا إنها فشلت، كما أنها تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي.

ودفع دعم بايدن اللامحدود لـ"إسرائيل" خلال عدوانها المستمر على غزة مسؤولين في إدارته إلى الاستقالة، واتهمه بعضهم بغض الطرف عن الفظائع الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني.

وتنفي إدارة بايدن ذلك مستشهدة بانتقادها لسقوط قتلى مدنيين في غزة وجهودها لتعزيز المساعدات الإنسانية للقطاع حيث يقول مسؤولو صحة هناك إن نحو 38 ألف شخص قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.


وقال المسؤولون المستقيلون، الثلاثاء، في بيان مشترك أن الأزمة الحالية تفسر الضرر الذي تلحقه السياسة الأمريكية الحالية في غزة بالفلسطينيين و"إسرائيل" وبالأمن القومي الأمريكي.

واعتبر البيان أن الغطاء الدبلوماسي الأمريكي لـ"إسرائيل" وتدفق الأسلحة المستمر تواطؤ لا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع للسكان الفلسطينيين المحاصرين في غزة.

كما قال البيان إن هذه السياسة المتعنتة تهدد الولايات المتحدة وحياة جنودها ودبلوماسييها، وقد تجلى ذلك في مقتل 3 من أفراد الخدمة الأمريكية في الأردن في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وشدد البيان أن هذه السياسة تقوض مصداقية الولايات المتحدة بشدة في جميع أنحاء العالم.

وفيما يلي أبرز المسؤولين الأمريكيين الذين استقالوا:
- مريم حسنين، عملت مساعدة خاصة بوزارة الداخلية الأمريكية المختصة بالموارد الطبيعية والإرث الثقافي. وانتقدت سياسة بايدن الخارجية ووصفتها بأنها "تسمح بالإبادة الجماعية" وتجرد العرب والمسلمين من إنسانيتهم.

- ستايسي جيلبرت، عملت في مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية. وقالت إنها استقالت بسبب تقرير إلى الكونغرس قالت فيه الإدارة كذبا إن "إسرائيل" لا تمنع المساعدات الإنسانية عن غزة.

- ألكسندر سميث، متعاقد مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بدعوى الرقابة بعد أن ألغت الوكالة نشر عرض له عن وفيات الأمهات والأطفال بين الفلسطينيين.

- ليلي غرينبيرغ كول أول شخصية سياسية يهودية معينة تستقيل، بعد أن عملت مساعدة خاصة لكبير موظفي وزارة الداخلية الأمريكية. وكتبت في صحيفة الغارديان "باعتباري يهودية، لا أستطيع أن أؤيد كارثة غزة".

- هالة راريت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية باللغة العربية، احتجاجا على سياسة الولايات المتحدة في غزة، حسبما كتبت على صفحتها على موقع "لينكدإن".


- أنيل شيلين من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية، وكتبت في مقال نشرته شبكة "سي.أن.أن" أنها لا تستطيع خدمة حكومة "تسمح بمثل هذه الفظائع".

- طارق حبش، وهو أمريكي من أصل فلسطيني، مساعد خاص في مكتب التخطيط التابع لوزارة التعليم. وقال إن إدارة بايدن "تتعامى" عن الفظائع في غزة.

- هاريسون مان، الضابط برتبة ميجر في الجيش الأمريكي والمسؤول بوكالة مخابرات الدفاع، بسبب السياسة في غزة.

- جوش بول، مدير مكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الخارجية، بسبب الدعم الأعمى من واشنطن لـ"إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • ممثل أمريكي: ما تفعله إسرائيل غير أخلاقي وغير قانوني.. وإدارة بايدن متورطة
  • فنان أمريكي: ما تفعله إسرائيل غير أخلاقي وغير قانوني.. وإدارة بايدن متورطة
  • بالفيديو.. باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل إذا دخلت في جبهة صراع جديدة
  • باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل إذا دخلت في جبهة صراع جديدة
  • خبراء أمميون يدينون 57 عامًا من غياب العدالة في الضفة الغربية المحتلة 
  • مسئولون أمريكيون يتهمون بايدن بإنكار العدوان الإسرائيلي على غزة: يتواطأ مع حليفته
  • 12 مسؤولاً أمريكياً استقالوا بسبب غزة يتهمون واشنطن بالتواطؤ في قتل الفلسطينيين
  • بيان مشترك لـ12 مسؤولاً أمريكياً استقالوا بسبب سياسة بايدن تجاه "حرب غزة"
  • مسؤولون سابقون: الإدارة الأمريكية متواطئة في قتل الفلسطينيين
  • 12 مسؤولا حكوميا أمريكيا استقالوا بسبب حرب غزة يصدرون بيانا مشتركا