صفعة قوية للمنظومة الأمريكية.. آرون بوشنيل
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
آرون بوشنيل هو ذلك الطيار الأمريكي الذي سكب الوقود على جسمه ليموت حرقا، احتجاجا على سياسة بلاده تجاه الفلسطينيين وما يحدث في غزة، مرددا "فلسطين حرة" قبل أن تلتهمه النيران وتقضي عليه وهو في عز شبابه. اختار الموت احتجاجا على الإدارة الأمريكية التي لا تزال مصرة على استمرار حرب الإبادة وإضفاء الشرعية عليها، في مشهد تراجيدي لن ينساه الأمريكيون وإدارتهم بسهولة.
في أمريكا أزمة ضمير، والخطوة التي أقدم عليها هذا الشاب الذي يعمل في سلاح الجو، تُجسد بعمق ومأساوية الصراع الشديد الذي يعاني منه عشرات أو ربما مئات الآلاف من الأمريكيين؛ بين القيم التي تعلموها في المدارس والجامعات وبين السياسات التي ينفذها الساسة والعسكريون، والتي بلغت درجة إغداق الأموال الضخمة بدون حساب لصالح من وصفهم رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت بـ"العصابة"، مؤكدا على أن احتلال غزة ليس سوى "مجرد خطوة" في مخطط حكومة بنيامين نتنياهو من أجل "تطهير" الضفة الغربية المحتلة من الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل.
في أمريكا أزمة ضمير، والخطوة التي أقدم عليها هذا الشاب الذي يعمل في سلاح الجو، تُجسد بعمق ومأساوية الصراع الشديد الذي يعاني منه عشرات أو ربما مئات الآلاف من الأمريكيين؛ بين القيم التي تعلموها في المدارس والجامعات وبين السياسات التي ينفذها الساسة والعسكريون، والتي بلغت درجة إغداق الأموال الضخمة بدون حساب لصالح من وصفهم رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت بـ"العصابة"
لهذا تجد الشباب الأمريكي غاضبا في عمومه من سياسة الرئيس بايدن الذي ضحّى بسمعة بلاده وبمكانتها، حتى أصبحت معزولة على الصعيد الدبلوماسي بشهادة صحيفة لوموند. لقد كشف استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية "سيينا" في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أن "ما يقرب من ثلاثة أرباع الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما لا يوافقون على دعم الرئيس بايدن القوي لإسرائيل في الحرب".
لقد فقدت السياسة الأمريكية قيمتها من الناحية الأخلاقية، وأصبحت شريكة فيما اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة تقويضا لسلطة مجلس الأمن الدولي بـ"شكل قاتل"، مؤكدا على أن المجلس "بحاجة إلى إصلاح جدي لتركيبته ومنهاج عمله". ومن هي الدولة التي أضعفت المجلس وأفقدته قيمته الرمزية وكشفت ثغراته القاتلة؟ أليست الولايات المتحدة التي استعملت سلاح الفيتو ضد كل قرار يمكن أن يدين الكيان الصهيوني؟ فالأرقام الرسمية تكشف استخدام حق النقض "الفيتو" 260 مرة منذ تأسيس مجلس الأمن الدولي، نصيب الولايات المتحدة منها 114 مرة، من بينها 80 مرة لمنع إدانة حليفتها إسرائيل، و34 مرة ضد قوانين تساند حق الشعب الفلسطيني.
على هذا الأساس لا يمكن أن تكون واشنطن مصدر ثقة عند الفلسطينيين، لن تكون بلدا محايدا، لقد اختارت أن تعاديهم بشكل مباشر وبشكل دائم. لهذا السبب سيكون من المستبعد جدا أن يأت حل عادل للقضية الفلسطينية عن طريق الإدارة الأمريكية، سواء الحالية أو التي ستحل محلها بعد الانتخابات الرئاسية القادمة.
ما حصل لغزة المنكوبة ليس سوى دليل على خطورة الصهيونية الأمريكية، ودورها أساسي في تعميق عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الآن وخلال المرحلة القادمة؛ لأن انحيازها الأعمى إلى الدولة العبرية من شأنه أن يزيد من صعود حركات أقصى اليمين داخل إسرائيل. وهي حركات لا تؤمن بالحوار ولا تقر بمبدأ تقاسم الأرض والبحر والهواء مع غيرهم من الفلسطي
السياسة الأمريكية الحالية بصدد تقويض معظم الانجازات التي شاركت الولايات المتحدة في إنجازها منذ قرن أو أكثر، وذلك من أجل ترضية مجموعات صهيونية مهووسة تريد القضاء على فلسطين والفلسطينيين بأي ثمن. إذ لم يدرك الساسة الأمريكيون أنهم باختيارهم هذا قد حولوا بلادهم الضخمة والقوية فعلا إلى دولة صغيرة؛ تقف وراء عصابة تكذب وتسرق وتقتل على مرأى ومسمع من الجميع.
وما حصل لغزة المنكوبة ليس سوى دليل على خطورة الصهيونية الأمريكية، ودورها أساسي في تعميق عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الآن وخلال المرحلة القادمة؛ لأن انحيازها الأعمى إلى الدولة العبرية من شأنه أن يزيد من صعود حركات أقصى اليمين داخل إسرائيل. وهي حركات لا تؤمن بالحوار ولا تقر بمبدأ تقاسم الأرض والبحر والهواء مع غيرهم من الفلسطينيين، لهذا لا يمكن التعامل مع هذه الحركات إلا بحد أدنى من المقاومة الصلبة والقادرة على الدفاع عن الحد الأدنى من الحقوق الوطنية المشروعة.
ما فعله الطيار الأمريكي المنتحر هو ردة فعل مؤلمة على وضع سياسي واجتماعي وأخلاقي منهار. لم تعد أمريكا مثالا يحتذى، فهناك رفض عالمي واسع النطاق لما يعرف بـ"النموذج الأمريكي". فانتحار "آرون بوشنيل" بزيه العسكري يشبه ما فعله أحد الكتاب اليابانيين الذي قرر أن يقتل نفسه على طريقة الساموراي، وهو يرى مجتمعه يخضع لمشروع الأمركة بشكل إجباري، فعلم أن اليابان تحولت الى بلد ممسوخ بعدما كانت دولة عظيمة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين إسرائيل إسرائيل امريكا احتجاجات فلسطين مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
رسائل قوية.. الآلاف أمام معبر رفح رفضًا لتهجير الفلسطينيين- صور
كتب- محمد أبو بكر:
شهد معبر رفح، اليوم تجمع عشرات الآلاف من المصريين للتعبير عن رفضهم القاطع لأي مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين قسريًا، مؤكدين أن مصر لن تسمح بتمرير أي خطط تهدد استقرار المنطقة أو تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني.
تأييد كامل لموقف القيادة المصريةونشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عبر صفحتها على فيسبوك صورا من الوقفة أمام معبر رفح.
وأعلن المشاركين في الوقفة، دعمهم الكامل للقيادة السياسية، التي تؤكد على ضرورة إيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية وفقًا لمبدأ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، تكون القدس الشرقية عاصمتها.
رسائل قوية ضد التهجيررفع المشاركين أعلام مصر وفلسطين، وحملوا لافتات تدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتؤكد رفض التهجير القسري، مشددين على أن الحدود المصرية خط أحمر لا يمكن المساس به.
وأكدوا وقوفهم صفًا واحدًا خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤيدين جميع الإجراءات التي تتخذها الدولة لحماية الأمن القومي المصري والحفاظ على القضية الفلسطينية.
وأكد المشاركين أن أي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا لاستقرار المنطقة بأسرها، مشددين على أن مصر، بقيادة الرئيس السيسي، لن تكون طرفًا في أي ظلم يمارس ضد الأشقاء الفلسطينيين.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، أكد على أن ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني هو “ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلى ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية وأنه لا يمكن أبداً التنازل بأي شكل من الأشكال عن تلك الثوابت والأسس الجوهرية التي يقوم عليها الموقف المصري.
اقرأ أيضًا:
مراكب الشمس تكشف أسرار الفراعنة.. المتحف المصري الكبير يعرض أبرز اكتشافات القرن العشرين
طقس الـ6 أيام المقبلة.. الأرصاد: رياح وأمطار وشبورة بهذه المناطق
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
معبر رفح تهجير الفلسطينيين مصر القضية الفلسطينيةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: إقبال على حفل توقيع رواية “نوح المذبوح” بمعرض الكتاب الأخبار المتعلقة "مستقبل وطن": حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس سبيل لتحقيق أخبار حزب الحرية: موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابت وراسخ أخبار حزب إرادة جيل: الحشود أمام معبر رفح تأكيد بأن مصر خط الدفاع الأول عن القضية أخبار محافظ شمال سيناء يستقبل قافلة بيت الزكاة المتوجهة لغزة أمام معبر رفح - أخبارإعلان
إعلان
أخباررسائل قوية.. الآلاف أمام معبر رفح رفضًا لتهجير الفلسطينيين- صور
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك بث مباشر.. آلاف المصريين في معبر رفح رفضًا لمقترح تهجير الفلسطينيين 22القاهرة - مصر
22 13 الرطوبة: 42% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك