بعد أكثر من أربعة أشهر على عملية «طوفان الأقصى»، سمح جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك» بنشر تفاصيل جديدة حول ما حدث قبيل أحداث 7 أكتوبر، ونجاح الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، في تنفيذ الهجوم المباغت، الذي كشف عن ثغرة أمنية لم تنتبه إليها الأجهزة الأمنية، رغم أنها كانت واضحة بشكل كبير، وفق ما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية اليوم الاثنين.

ثغرة أمنية أربكت الأجهزة الأمنية بحكومة الاحتلال

ذكرت الصحيفة العبرية أنه قبيل ساعات قليلة من تنفيذ الفصائل الفلسطينية لعملية «طوفان الأقصى»، في السابع من أكتوبر 2023، اعترفت الأجهزة الأمنية في حكومة الاحتلال، بأن كثيراً من رجال المقاومة الفلسطنية كانوا قد استخدموا شريحة اتصال إسرائيلية، في هواتفهم.

ورغم أن تلك المعلومات تم تداولها منذ فترة، فقد نفى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك المتحدث باسم جهاز «الشاباك»، أن يكون قد تم التعرف على مئات الإشارات التي تم تشغيلها في الساعات القليلة قبل الهجوم، واتهموا وسائل الإعلام العبرية بنشر أمور كاذبة وبعيدة عن الواقع.

وعاد جهاز «الشاباك» اليوم الاثنين، ليعترف بوجود ثغرة أمنية تسببت في نجاح هجوم 7 من أكتوبر، حيث تم التعرف على إشارات تشغيل لعدد كبير من الهواتف المحمولة، لكن تم إهمال تلك الإشارات، حيث كان يعتقد أنها خلل من الأدوات التكنولوجية، ولم يتم التحقيق فيها كجزء من عملية سابقة، وهو ما يُعد «فشلاً ذريعاً» للأجهزة الأمنية، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

الإعلام العبري يهاجم جهاز «الشاباك»

وكانت صحيفة يديعوت إحرنوت قد نشرت في يناير الماضي، أن الأجهزة الأمنية تلقت معلومات استخبارية تفيد باستقبال «علامات إرشادية»، تدل على وجود نشاط عملياتي، يقصد عملية طوفان الأقصى، مشيرةً إلى أنه تم تلقي هذه الإشارات اعتباراً من يوم 6 أكتوبر.

وأضافت أنه مع تقدم الوقت، ارتفعت وتيرة الإشارات، والتي كانت مؤشراً على بداية الهجوم، لكن قيادة المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال تجاهلت الأمر، ولم تكن على دراية بالمحادثات، التي كانت تتم خلال الليل لتنظيم عملية طوفان الأقصى، ولم يعلم كبار مسؤولي جيش الاحتلال بتلك المعلومات، إلا بعد تنفيذ الهجوم بعدة أيام.

وبعد نشر التقرير في يناير الماضي، أثار ضجة في المجلس الوزاري والأمني، إذ أصدر مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بياناً قال فيه إن المسؤولين لم يدركوا أن الفصائل الفلسطينية استخدمت شرائح هاتف إسرائيلية قبيل الهجوم.

كما أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والشاباك بياناً مشتركاً واستثنائياً، بعد ساعات قليلة من نشر التقرير، زعم فيه أن التقرير «كاذب وبعيد عن الواقع»، كما أكد أنه تم تفعيل عشرات الشرائح فقط، وليس المئات.

وبحسب ما جاء في التقرير، فإنه تم رصد نحو 1000 إشارة لاسلكية لاستخدام شرائح اتصالات إسرائيلية، تم تشغيلها في نفس الوقت، ووصف البيان الأمني هذه المعلومات بأنها «أمر كاذب وبعيد عن الواقع»، وفقاً لما أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية في ذلك الوقت.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عملية طوفان الأقصى السيوف الحديدية هجوم 7 اكتوبر الفصائل الفلسطينية غزة اسرائيل الأجهزة الأمنیة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي منتقداً الشاباك: تغيير رئيس الجهاز لا يصلح الإخفاق

رأى الكاتب الإسرائيلي، ميخا أفني، أن إخفاق جهاز الأمن العام الإسرائيلي، شاباك، لا يمكن إصلاحه بابدال شخص واحد، ولكن الأمر يتطلب تغييراً عميقاً، يشمل التصورات وأساليب العمل والثقافة التنظيمية.

وقال في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن استبدال رئيس الشاباك أمر لا مفر منه بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتي تُعد أكبر فشل أمني في تاريخ إسرائيل، مؤكداً أن المسؤولية تتطلب التغيير، ولكن السؤال المهم لا يتعلق بمن سيحل محله، بل كيف يمكن ضمان عمل جهاز الشاباك بشكل مختلف، وكيف سيمنع الكارثة القادمة.

الضغط الإسرائيلي على حماس قد ينتهي بغزو جديد للقطاع#تقارير24
https://t.co/jS2g5WJnhn pic.twitter.com/E14a94qoGR

— 24.ae (@20fourMedia) March 9, 2025

 

فشل 7 أكتوبر

وأشار إلى أن فشل أكتوبر  لم يبدأ يومها، ولكنه كان نتاج عملية طويلة. وعلى مدى سنوات، بترسيخ تصور خاطئ وخطير مفاده أن حركة حماس الفلسطينية، لا تخطط لحرب شاملة، بل فقط "تدير الصراع"، ولكن في الوقت نفسه قامت حماس بتسليح نفسها وتدريبها وبناء بنية تحتية عسكرية هائلة تحت أنوف مجتمع الاستخبارات، ثم جاء 7 أكتوبر (تشرين الأول).


ضعف مثير للقلق

وقال الكاتب تحت عنوان "فشل وراء فشل.. استبدال رئيس الشاباك لن يكون كافياً"، إنه على الرغم من الصدمة، يبدو أن جهاز الأمن العام "الشاباك" يواصل إظهار ضعف مثير للقلق، فقد فشل في اكتشاف شبكات التجسس الإيرانية داخل إسرائيل، وفشل في وقف عمليات التدخل الأجنبي التي تهدف إلى الانقسام الداخلي، وفي الهجوم الضخم الذي تم التخطيط له بالعبوات الناسفة، لم تمنع الكارثة إلا معجزة، مستطرداً: "إن تغيير الاسم في أعلى الهرم ليس كافياً، لا يمكن حل هذا الفشل عن طريق استبدال شخص واحد، إن التغيير العميق ضروري، تغيير في الإدراك، تغيير في أساليب العمل، تغيير في الثقافة التنظيمية، كما ينبغي أن تصبح عمليات صنع القرار أكثر شفافية وتحكماً".
ولذلك رأى الكاتب أن استبدال رونين بار يجب أن يأتي بشكل مختلف، لأن الشاباك أصبح "حاضنة مغلقة" حيث ينشأ الجميع على نفس المسار، ويفكرون بنفس الأنماط، وتابع: "إذا أردنا التغيير الحقيقي، فنحن بحاجة إلى شخص يجلب منظوراً جديداً، خالياً من الالتزامات الداخلية، شخص يمكنه إجراء التغييرات دون خوف ودون الاعتماد على النظام الحالي".

حماس: إسرائيل "تواصل الانقلاب" على اتفاق غزةhttps://t.co/opFm1KG1Sm

— 24.ae (@20fourMedia) March 10, 2025
ثمن باهظ

وقال إن إسرائيل لا تستطيع أن تتحمل تكلفة جهاز أمني يتجاهل التهديدات الأكثر خطورة، مشدداً على أنه حال عدم استغلال الحكومة هذه الفرصة لإجراء إصلاحات جذرية، فسيجد الإسرائيليون أنفسهم متفاجئين مرة أخرى، وسيدفعون ثمناً باهظاً مرة أخرى.
واختتم مقاله قائلاً: "لم تكن الإخفاقات من صنع جهاز الشاباك وحده، فقد ارتُكبت أخطاء خطيرة في الجيش الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي، ولكن الآن هو الوقت المناسب لتعلم الدروس والتغيير، سواء كانت هناك حقيقة في الادعاءات حول تسييس الشاباك أم لا، فإن رئيس الجهاز القادم يجب أن يضمن أن يكون الشاباك هيئة مهنية محايدة تنتمي إلى الجمهور بأكمله".

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • قطر تدين بشدة إقدام الاحتلال الإسرائيلي على قطع الكهرباء عن قطاع غزة
  • انطلاق بطولة “طوفان الأقصى” الرمضانية لفئة الشباب في مديرية الوحدة
  • انطلاق بطولة “طوفان الأقصى” الرمضانية للشباب في مديرية الوحدة
  • «إيلون ماسك» يكشف عن هجوم سيبراني ضخم استهدف منصة «إكس»
  • كاتب إسرائيلي منتقداً الشاباك: تغيير رئيس الجهاز لا يصلح الإخفاق
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • مكتب نتنياهو يؤكد سعيه لإقالة رئيس جهاز "الشاباك"
  • الاحتلال الإسرائيلي يعترف بخروج أكثر من 10 آلاف جندي عن الخدمة منذ 7 من أكتوبر 2023م
  • تحقيقات طوفان الأقصى تضع الشاباك في مواجهة نتنياهو