فى الماضى كنا نصف المكان الذى نعيش ونكبر ونأكل وننام، نلعب ونتصارع فيه، يسكن بعضنا إلى بعض «بالسكن» أى السكينة والراحة والأمان والشعور بالطمأنينة وفى القانون يسمى «مسكن الزوجية» أو «مسكن الوالدين» وهذا هو المفهوم والمعنى الذى أنشئت عليه المدن والحضارة الحديثة، ففى مصر كنا نعيش فى القرى فى بيوت تعيش بها الطيور والدواب والماشية مع الإنسان، ثم انتقلنا إلى حياة المدن والمنازل والبيوت، ثم جاءت إلينا نسائم الحضارة الغربية بعد حضارات إسلامية فاطمية وعثمانية فبنى الخديو إسماعيل مناطق جديدة فى وسط مصر المحروسة وعلى جزر نيلها البديع أواخر القرن التاسع عشر فظهرت العمارة الأوروبية حيث تجتمع كل طبقات المجتمع فى نسيج إنسانى اجتماعى واحد يسمح بالتبادل الفكرى والسلوكى ويعطى مساحات للجميع لتكوين علاقات تكاملية وليست علاقات طبقية خالصة، فمعظم مساكن مصر فى القرن الماضى كانت تتكون من عمارات تفتح أسفلها محلات تجارية أو حرفية وتسكن الطبقة الوسطى العليا أوالثرية إلى حد ما فى شقق ثم فى الأعلى على أسطح تلك المساكن أو العمارات نجد غرفاً مخصصة للعاملين ومن يقومون بخدمة العائلات من خدم وحراس وبهذا يكون هذا المعمار الغربى الأوروبى معبراً عن تمازج كامل بين طبقات المجتمع ومحفزاً لهم على الترقى وصعود السلم الاجتماعى مزيلاً للكثير من الفوارق بين الطبقات ومحققاً لمعنى ومفهوم السلام الاجتماعى أو الأمن ااجتماعى والاقتصادى.
السكن أصبح عقارا أى لم يعد يحمل ذات المعنى والمفهوم والصفات والدلالات وإنما كل شىء ما هو إلا سلعة سواء للاستهلاك أم للاستثمار، والعقار يعنى سلعة محكومة مربوطة تم عقدها وحبسها لجنى المزيد من الأموال فى البناء والأراضى عن طريق التمويل والقروض وسلسلة من الفكر الاقتصادى الذى يهدد السلام الاجتماعى والإنسانى للأجيال الجديدة.
السكن من السكنى والعقار من الاحتجاز والفكر المعمارى الحضارى يجب أن يمزج الطبقات والمجتمعات فى نسيج إنسانى وفكرى متجانس بينما المعمار الأمريكى الحديث يفصل ذلك الفصل الطبقى الاجتماعى القريب من الفصل العنصرى بين أفراد وفئات المجتمع وهو ما يشكل خطراً داهماً على المدى القريب والبعيد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مسكن الزوجية
إقرأ أيضاً:
إخلاء عدد من المباني في هذه المناطق بعد ورود اتصالات تحذير للسكان!
أفادت مندوبة "لبنان 24"، مساء اليوم السبت، بإخلاء عدد من المباني في زقاق البلاط وراس النبع وبرج أبي حيدر وسليم سلام والحازمية بعد ورود اتصالات تحذير لقاطنيها.
وكانت قد وردت اتصالات مشبوهة في أكثر من منطقة إلى هواتف المواطنين تطلب منهم إخلاء أماكن تواجدهم.