شولتس يرفض توريد صواريخ «تاوروس» لأوكرانيا
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
برلين «د.ب.أ»: أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن رفضه الواضح لتوريد صواريخ «تاوروس» الموجهة إلى أوكرانيا في الوقت الراهن مبررًا ذلك بتجنب خطر تورط ألمانيا في الحرب.
وخلال مؤتمر لرئاسة التحرير لدى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال شولتس اليوم: «لا ينبغي لنا بأي حال من الأحوال أن نتورط في الأهداف التي يصل إليها هذا النظام»، وأضاف: إنه لهذا السبب لا يعتبر هذا الأمر خيارًا للتحرك كخطوة تالية على جدول الأعمال.
وأضاف السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي: «هذا الوضوح مطلوب أيضا. أنا مندهش من أن البعض لا يتأثر بذلك، ولا يفكرون حتى في ما إذا كان ما نقوم به قد يؤدي بنا بطريقة ما إلى الانخراط في الحرب».
واستطرد شولتس حديثه قائلا: «إنه سلاح بعيد المدى للغاية. والأمور المتعلقة بتوجيه الهدف ومرافقة توجيه الهدف التي يقوم بها البريطانيون والفرنسيون، لا يمكن القيام بها في ألمانيا. وهذا معروف لكل من تعامل مع هذا النظام». وأعرب عن اندهاشه من تكرار توجيه هذا السؤال حول هذا الموضوع.
كما أعرب شولتس عن «انزعاجه الشديد» حيال «التوازن المفقود» بين ما هو مطلوب بحق في الوقت الراهن والنقاش حول هذا النظام بالذات، وقال في معرض رده على موضوع صواريخ تاوروس: «ما تفتقر إليه أوكرانيا هو الذخيرة بكافة الأطوال والمسافات، وليس بالضرورة هذا الشيء من ألمانيا».
ووصف شولتس «الحديث» عن التردد(وهو الاتهام الذي توجهه له المعارضة) بأنه يُعد مشكلة في ألمانيا، وقال: «الكثير من الناس يشاهدون التلفزيون مساء ويأملون في أن يحافظ المستشار على هدوئه».
يذكر أن صواريخ «تاوروس» تعد أحدث صواريخ سلاح الجو الألماني، ويمكنها إصابة أهدافها من ارتفاعات ومسافات كبيرة، ويمكنها تدمير المخابئ على سبيل المثال. وكان شولتس قرر مطلع أكتوبر الماضي عدم توريد صواريخ تاوروس الجوالة إلى أوكرانيا بشكل مبدئي خوفا من إمكانية أن تصيب هذه الصواريخ التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، الأراضي الروسية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تدخل أزمة كبيرة.. إقالة وزير المالية وانسحابات من الحكومة في أسوأ توقيت ممكن
دخلت ألمانيا في أزمة سياسية كبيرة مع انهيار الائتلاف الحكومي الهشّ إثر إقدام المستشار أولاف شولتس، على إقالة وزير المالية وانسحاب بقية وزراء الحزب الليبرالي من الحكومة، لتجد البلاد بذلك نفسها أمام انتخابات مبكرة محتملة في مطلع العالم المقبل.
والأربعاء، قال المستشار شولتس إنّه أقال وزير المالية كريستيان ليندنر لأنّه "خان ثقتي مرارا.. العمل الحكومي الجدي غير ممكن في ظل ظروف كهذه"، وليندر هو زعيم الحزب الليبرالي الشريك في الائتلاف الحكومي.
وبعد ساعات قليلة من الإقالة، أعلن بقية الوزراء الليبراليين انسحابهم من الحكومة التي فقدت بذلك أغلبيتها في مجلس النواب.
ويأتي هذا التغيير السياسي الكبير في أسوأ وقت ممكن لألمانيا، إذ إنّ القوة الاقتصادية الأكبر في أوروبا تعاني حاليا من أزمة صناعية خطيرة وتشعر بالقلق بسبب فوز الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتّحدة وما لهذا الفوز من تداعيات على تجارتها وأمنها، بحسب ما ذكرت "فرانس برس".
وفي معرض تبريره لقراره إقالة وزير المالية، قال شولتس "نحن بحاجة إلى حكومة قادرة على العمل ولديها القوة لاتخاذ القرارات اللازمة لبلدنا".
ويتولى شولتس المستشارية عبر ائتلاف من ثلاثة أحزاب هي الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامته، وحزب الديموقراطيين الأحرار بزعامة ليندنر، وحزب الخضر.
وأشار المستشار الى أنه يعتزم طرح الثقة بحكومته أمام البرلمان مطلع العام المقبل، وأن التصويت قد يحصل في 15 كانون الثاني/ يناير المقبل، قائلا: "عندها يمكن لأعضاء البرلمان التقرير ما اذا يريدون تمهيد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة".
وحال عدم منح الثقة قد تقام الانتخابات نهاية آذار/ مارس 2025. وأتت إقالة ليندنر خلال اجتماع حاسم في مقر المستشارية ضمّ شخصيات أساسية من الأحزاب الثلاثة التي يتألف منها الائتلاف الحكومي، بحسب المتحدث.
وجاء توقيت الاقالة في وقت يشتد فيه الخلاف حول سبل إنعاش الاقتصاد الألماني المتعثر والميزانية المتشددة في الإنفاق منذ أسابيع بين الاشتراكيين الديموقراطيين بزعامة شولتس وشركائه.
وطرح ليندنر تبنّي إصلاحات اقتصادية شاملة عارضها الحزبان الآخران، وطرح صراحة فكرة الخروج من الائتلاف.
وقد تؤدي الأزمة إلى تنظيم انتخابات مبكرة في آذار/ مارس أو ترك شولتس والخضر يحاولون البقاء في حكومة أقلية حتى الانتخابات المقررة في أيلول/ سبتمبر المقبل.
وقبل محادثات الأربعاء، حذّر ليندنر من أن "عدم القيام بأي شيء ليس خيارا".
وفي خضم الفوضى، حض شولتس شريكيه في الائتلاف على مقاربة براغماتية للتوصل إلى اتفاق، قائلا: "قد تكون لدينا وجهات نظر سياسية واجتماعية مختلفة، لكننا نعيش في بلد واحد. هناك ما يوحدنا أكثر مما يفرقنا".
من جانبه، حذر نائب المستشار روبرت هابيك من حزب الخضر من أن الانتخابات الرئاسية الأميركية، والمشاكل الاقتصادية في ألمانيا والحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط تجعل من الوقت الحالي "أسوأ وقت للحكومة للفشل".
وبعد إعلان فوز ترامب، حث هابيك الأحزاب المتناحرة في برلين على تحكيم المنطق وقال إن "الحكومة يجب أن تكون قادرة تماما على العمل الآن".
كما رأى زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي لارس كلينغبيل أن نتيجة الانتخابات الأميركية "ستغير العالم"، داعيا إلى إيجاد تسوية "لأننا لا نستطيع تحمل أسابيع من المفاوضات داخل الحكومة".
وتعرض شولتس وشركاؤه في الائتلاف لانتقادات لاذعة من ميرتس، زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي، الذي طالب بإجراء انتخابات مبكرة تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيكون المرشح الأوفر حظا فيها.