بوابة الوفد:
2025-04-16@13:27:22 GMT

مهنة الطب والرحمة 130

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

وإذا تحدثنا عن الرحمة فلا مناص من ذكر قول الله «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ  فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» وهى أصل من أمور الدين والأصل الذى يذكر الله به عباده «ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا»  وهى من نزل من السماء حتى يتراحم به العباد فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «جَعَلَ اللهُ الرحمةَ مائة جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وأَنْزَلَ فى الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الخَلَائِقُ، حتى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ» وعامة عندما أرى طفلًا بائسًا فى الطريق أقوم تلقائيًا كطبيب بالتفحص فى الوجه والأيدى والأرجل ولا يسعُنى الا أن أعطى أمه صدقة من أجل هذا الطفل البائس أو المريض لأننا وبنظرة خاطفة طبية لأى طبيب يعرف أن هذا الطفل يحتاج إلى «كنسلتو» من الأطباء ومجموعة عيادات لكى تعالج ما فيه من الإهمال المتعمد أو غيره وأنا عامة أيضًا لا أقوم بإعطاء الذين يتسولون فى الشوارع وعلى أبواب المساجد لأننا جميعًا تعودنا أنهم محترفون لمهنة التسول التى تعطى لهم قدر كبير من العائد المادى وفى زمان قد رأينا القطط والكلاب يركبون السيارات الفارهة والناس من بنى آدم «الغلابة» يقفون فى الشمس الحارقة ينتظرون بالساعات المواصلات فكيف عندما يجتمع عليهم المرض الذى إن داهمهم فإنه لا يرحم صغيرًا ولا كبيرا فالناس تستحق الرحمة وهى رحمة مطلقة أوجبها الله سبحانه وتعالى ليس لها علاقة باللون أو الدين ولا تستحق منا أن نمنعها بأى حال من الأحوال.


والرحمة عند الطبيب قد تجعل الواحد منا لا ينام حتى يؤدها وهى تتمثل فى المرضى الذين لا يجدون مالًا ينفقون به على أنفسهم فضلًا عن شراء الدواء وهنا أمثلة كثيرة لذلك لا مكان لذكرها فى هذا المقام وهى التى تجعله يتابع هؤلاء المرضى لأنهم فى حاجة أكبر إلى متابعة حالاتهم أكثر من إبداء رأى مرة واحدة فقط وقد يقوم الطبيب مباشرة البعض منهم عمره كله دون أجر وهذا مما رأيناه فى بعض الزملاء ويرفض أية أتعاب بل إنه قد يقوم بنفسه بإعطائهم ما يسترون به أنفسهم دون الحاجة إلى سؤال الناس.
أما الرحمة فى الطب فلها أكثر من صفة أولها أنّ المرض له أسباب وعلامات وقد يظن البعض أو كثير منهم أن عندهم مرضٌ وهو ليس كذلك، وثانيًا مما رأى الأطباء فى المرض أنه يتراكم مع السنين ويشتد كلما طال فنساه أو تناساه العباد توغل فى أجسادهم فالأفضل أن تدرك المرض فى أوله على أن تأتى متأخرا، ويقول العارفون بالرحمة إنها النافذة إلى القلوب بلا شحوب تسد الثقوب وتملأ الجيوب تستر العيوب وتعين الموهوب أن يخطو الدروب وفى الرحمة حروب وضرب بالطوب كما ذاق أيوب فلا تتساهلها الشعوب أولا تتوب فاقصد المحبوب عند الغروب تنجو من الرسوب.

 

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د طارق الخولي معهد القلب

إقرأ أيضاً:

محكمة إبليـــس

من ديواني السابع

محــكمـــة إبـــليـــــس
في ليلة داجية ذات شر مستطير
صاح ابليس، وقال
أيتها الريح تعالي و أسمعي
و اعقلـــي مـا أبــــــتـغي
و احذري ثم احذري
كل الوان المــــــطال
ثـــــــم لـــــبي و ارجـــــعي
نــــفذي كل طلابي، هيا هيا أرمـحي
طيري بأجــنحـة ســــــــراع
أوفضي ، هــيا، أسرعي !
أجلبي لي كل مـــــــــارد
و كل جني و عفريت أبق
و كل خـتار و شـــــــارد
و كل ملعون ســـرق
***********
فإذا ما الليل عسعس
حول قوس النار تزأر
لهــــا من حرها شهيق و زفير،
قال أبليس يصيح،
و هو يرغي و يهدد
أن سيعقد محكمة،
يجر مغصوبا اليها
كل شيطان مـريد
وكـل روح،، آثـمه
و كل، جـني عنــيد
و كل روح مجر مة
إلى الحساب و العقاب
و كل صاحب مظلمة
يشتكي ظلما و حيفــــــــا
يبتغي النصر على من ظلمه
فأتوا على عجل هيابا
فذاك سوميا، ما توانى
و بيكون و أكريبا والبانوس
بالســلاســل و القيـــــود مصفدون
و قزح و دهار و مطرش
و لاقيس و مقلاص و ابيض،
كل حضر!!
يــــــهاب ســـــــؤ الـــــخاتــــمة
حضـر الولـــهان و الاعــــــور و أجــــدع
و الشهاب و زَوْبَــــعَة
يخشــون إبليس الكبير و بأســه
إلا المـراوغ خنــزبا!
رام من ابليس هربــــا
هــيهات ، أين المهربا!
***********
و من مآلات الخبر!
أن خنزب قد تأخر
و تلكأ في الـقدوم
و ظن أبليس غبيــــــــا
لن يحس بمـقدمه
فتوارى و انحشر
خلسة بين الخصوم
صاح فيه ابليس ، خنزززززززب!!!
لأقذفـنك في الجحيم
تعـال و أمـثل هاهـنا
أيها الوغــــد المــجرب!!
أيهـــــــــا النــــــــذل الأثــــــــيم
فـــتوارى و تــــــداعى خنزب
ثم عــاج ، و غمـــــــمغـما
بين هرج و عزيف و زقــــاء
بين التدافع و التزاحم و البكاء
***********
الكل وجل من عواقب بطش إبليس ،
كل يهاب عقابه ويهاب مما أجرما
بين لغط و وجوم تعتريها جمجمة
من فجاج الأرض، ، من كـل الأقــاصي
أتى كل أفـاك أثيم
و كل ظـــلام زنيم
و كل شيطان رجيم
و كل سـحار عــليم
*********
و ابليس في كبر يجرجر ذيله
و بيمناه يهز الصولجان
فيرتجف من بأســــــــه
كل شــيطان رجيــــم
وسط الطــلاسم و الدخان
و كل عفــــريت لئـــــــيم
الجمـــع أنصت راجفا،
و كل خناس شـقي
و كل وسواس دنـي
صاح ابليس و جلجل
أخرصوا، أنصتوا
إني سأعقد محكمة!!!
***********
پدأت مـراسـيم اللقــــاء و المــــحكمـة
وجمت و أوجفت الجموع
طارت قلوب الحاضرين ،
هلعا وجزعا و خنوعا !
الكل يحلم بالعفو و المرحمة
صـــاح إبــــليس يجــلـــــجل!!
أنـــــــا مـن أخــــرج آدم
مــــن جــــــنان و نــــــــعـيم
بدهـــــــــائي و زكــــــائــي
و بــــــــعزم لا يـــــــــــلــين
و لقد أغويت قابيل و فرعون
و هــــــامان و فــــــاوســـت
و كثــــــير و كثـير غــــيرهم
فاسمعـــــوني و اعــــقــــلــوا
أيـــها الجـمـــع الـــلـئــــــيم
هـــذا بـــــــلاغ لـــكــــــــم
و لـــــكل أفــــــاك أثــــــيـم
+++++++++
قـــــــال أبــــليس الرهـــــــيب،
مات بالأمـــس سليمان النبي السيدا
و أنــا الـيوم المــطاع
أنا الكــــــبير ، الماردا
مــا بــــــدا لـي أفعـــــل
و أنــــــكل بـالـــــــعدا
من يطع أحكــام أمـــري
صــــــاغرا فقـــــد نـــجا،
و مـــــن تمـــــرد أو تـــــلكأ
فســوف يلــــــحقه الــــــردى
و سيــخلد في عذاب ثـم نار مُـوقَـدَة
********
و بدا إبـــليس يــتلو الموبــــقات على الملا
و هو يرغي ثم يزبد
يتوعـــــــد و يـهــدد
يتلو الصغـائر والكـــــــبائر
و الخطـــــــــايا الآثــــــــــمـة
قال جني ، من الجنة مارد،
هراء ، و هراء ، و هـــراء،
أن أستكين لظلم حاقـــــد
ظالــــم ، ثــــــم أثيـــم
من ربه العـــــادل شارد
فلطمه إبلـــيس لـــــــطمة
منه هولها إرتاعت و خرصـــت
هــــــلعا كـــل الأَوابــد
********
قضي الأمر بليل ،
كان امرا حـازبا
لم يجد من جَرَمَا
مخرجا أو مهربا
فمنهم من سجن
و منهم من عـذبا
و منهم من عوتــبا
و منهم من ضـربا
بالسلاسل قيـــــدوا
و في الدجى و الغيهبا
صــفدوا في كل واد
و فــــــلاة سبـــسبا
في غيابات الكـــهوف
و في محاريب البلاد
و في جوابٍ غـائرات
في الجبـــال و في الوهـاد
وفي دهــــالــيز الـــــنـــجاد
في العـــذاب يَخْسئُونَ
حتـــى يحـين الموعـدا
الرياض 25/ 10/ 2022

عمر شبرين

oshibrain@myyahoo.com  

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: أهل السنة هم أصحاب المنهج العلمي في الفهم والتوثيق
  • مات قبل قضاء صيام رمضان فهل عليه إثم؟.. الإفتاء تكشف
  • محكمة إبليـــس
  • ما هو مرض (السقاوة) وهل هو مرض مهني.؟ الصبيحي يوضح
  • مصطفى ميرغني: للأسف الشديد
  • في أسبوع الآلام.. صلوات الرحمة والبركة تعمّ العالم وتتضمن الدعاء لمصر والعالم
  • عيد ميلاد جديد!
  • الفنانة غادة طلعت: الصحافة والفن مهنتان تعتمدان على الموهبة في المقام الأول
  • تجنبًا للعقوبات المنصوص عليها.. “تقييم” تُجدّد ضرورة التقيّد بالأنظمة واللوائح المنظمة لمهنة التقييم
  • تأجيل دعوى تطالب بإلغاء ترخيص قناة الرحمة لمخالفة الميثاق الإعلامي