بوابة الوفد:
2025-04-16@11:38:12 GMT

ورحل ناظر مدرسة جبر الخواطر

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

يظل الدكتور هانى الناظر أستاذ الأمراض الجلدية، حالة إنسانية خاصة جدًا فى تاريخ مهنة الطب لن تتكرر، فهذا الرجل الطيب الخلوق حجز لنفسه مساحة فى قلوب ووجدان الناس لم ينافسه فيها أحد وستبقى لسنين طويلة شاهدة على أن العمل الطيب وجبر الخواطر من أحب الأعمال وأعظم القربات إلى الله عز جل، فى زمن اشتدت فيه الحاجة إلى مواساة الناس والتخفيف عنهم.


الدكتور هانى الناظر الذى رحل عنا الخميس الماضى بجسده فقط وبقى بروحه كانت له فلسفة خاصة جدًا فى التعامل مع البشر فتحت له آفاقا إنسانية رحبة لم يصل إليها غيره من الأطباء، وهو ما جعل كثير من الناس يتسائلون عند رحيله ما الذى بينك وبين الله ليحبك الناس كل هذا الحب، ما الذى بينك وبين الله ليحزنوا عليك كل هذا الحزن ويشيعونك بالآلاف و يدعون لك بالرحمة فى صلواتهم بالملايين.
هذه الفلسفة لخصها الناظر فى «جبر الخواطر» تلك العبادة التى يغفل عنها كثير من الناس، وكشف عن سر إيمانه العميق بها فى أحد منشوراته على حسابه بالفيس بوك قبل حوالى عامين وأشار فيها إلى أن الله جبر خاطره فعاش بين الناس جابرا للخواطر.
يقول الناظر:
عندما التحقت بكلية الزراعة وأثناء دراستى سنة اولى كنت احلم ان يكون تخصصى هو علوم الأراضى ولكن تقديرى فى نهاية العام لم يسمح لى بالالتحاق بهذا القسم فشعرت بحزن واضطررت مرغما للالتحاق بالشعبة العامة بالسنة الثانية ورضيت بما قدره الله لى وشكرته واستكملت دراستى وكان تقديرى فى البكالوريوس مرتفع يسمح لى بأن أعمل معيدا بإحدى كليات الزراعة، ولكنى التحقت بالجيش، وأثناء فترة خدمتى قررت أن أستكمل دراستى بكلية الطب حيث كان فى ذلك الوقت يسمح لخريجى الزراعة بالالتحاق مباشرة بالسنة الأولى بكلية الطب، وعندما سألت عن شروط الالتحاق عرفت أن كلية الطب تقبل من خريجى الزراعة تخصص الشعبة العامة فقط دون بقية التخصصات فقلت لنفسى سبحان الله رغم حزنى على التحاقى بهذه الشعبة إلا انى رضيت بقضاء الله فجبر خاطرى وكتب لى أن أصبح طبيبا.. واليوم بعد كل هذه السنوات ها أنا أسعى لجبر خاطر المرضى ومساعدتهم والتخفيف عنهم فأنال من دعائهم ما يسترنى ويشرح صدرى.
هذا الرجل الذى تشرفت بصداقته قبل حوالى عشرين عاما، عندما كان رئيسا للمركز القومى للبحوث وكان بحق نموذجًا فريدًا يحتذى به فى الإدارة، وكان المركز فى تلك الفترة متوهجها وفى أعظم حالاته، وكانت لدى الناظر خطط ورؤى طموحة للنهوض بالبحث العلمي، وكان مهتم جدا بالتواجد الإعلامى للمركز والباحثين كنوع من الدعم المعنوى المحفز على الإبداع والتميز، وبالفعل استحوذ المركز وقتها على اهتمام ودعم جميع وسائل الإعلام.
وخلال هذه الفترة من التوهج تم ترشيح الناظر عام ٢٠٠٩ للحصول جائزة الدولة التقديرية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة فى العلوم الأساسية، ولكنها للأسف حجبت عنه بتحريض من وزير التعليم العالى فى ذلك الوقت، ورغم المحاولات التى بذلها نخبة من كبار أساتذة البحث العلمى لرفع الظلم عن الدكتور هانى الناظر، إلا أن ذلك الوزير أصر على عناده وحرمانه من الجائزة وهو لايعلم أن الجائزة الأكبر كانت من عند الله فى صورة حب جارف من ملايين البشر داخل مصر وخارجها.
فبعد أن تحرر الناظر من أعباء المنصب تفرغ لمهنته الأساسية كاستشارى أمراض جلدية، بنى بينه وبين المرضى جسورا من المودة والمحبة وفتح صفحته على الفيس بوك للاستشارات المجانية والعلاج بدون مقابل ترسيخا لفلسفته فى جبر الخواطر والتخفيف عن المرضى، وتجاوزت أعداد المتابعين له الملايين، ورغم ذلك لم يبخل على أى مريض بالرد سواء بالنصح أو العلاج، وحتى فى عيادته الخاصة بالدقى ثم المهندسين كان على نفس القدر من العطاء، ودودا بشوشا محبا للجميع.
رحم الله الدكتور هانى الناظر وأسكنه فسيح جناته.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أستاذ الأمراض الجلدية وزير التعليم العالي الدکتور هانى الناظر جبر الخواطر

إقرأ أيضاً:

رسالة الدكتور عبدالله حمدوك إلى الشعب السوداني في الذكرى الثانية للحرب

تمر علينا الذكري الثانية لهذه الحرب المدمرة التي اجتاحت بلادنا من أدناها الى أقصاها، وأنه من المؤسف
حقا ورغم كل ما لحق بالبلاد وشعبها من الموت والدمار والخراب، ما زال صوت البندقية هو الأعلى ولا
تزال أطراف الحرب تتوعدنا بالمزيد من القتل والدمار والاجهاز على ما تبقى من حطام الوطن.
إنه لمن دواعي الأسف أيضا أن قوى نظام الإنقاذ البائد، الذي أسقطه شعبنا العظيم في ثورة ديسمبر المجيدة،
لا تزال تؤجج نار الحرب ولا يهمها إلا ما يعيدهم إلى كراسي السلطة ويحافظ على ما نهبوه من موارد الشعب
السوداني.
كما أن الانتشار الواسع للممارسات الداعشية مؤخرا، تعيدنا لذات الممارسات والارتباطات التي
كانت قد أدرجت السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب طوال عمر النظام المباد، وتهدد اليوم بتحويل
السودان إلى أرض خصبة لجماعات التطرف والإرهاب الدولي.
ومن المقلق للغاية أن نهج النظام السابق في زعزعة الاستقرار في دول الجوار والدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي والذي قد قاد لعزلة البلاد ثلاثين عاما، أخذت تطل برأسها من جديد. ولعل التهديدات العسكرية الصادرة مؤخراً ضد تشاد وجنوب السودان وكينيا ودول الإقليم والدعوة المرفوعة ضد دولة الامارات في محكمة العدل الدولية مؤشرات خطيرة في ذات الاتجاه.
إننا نثمن ونقدر عاليا تحمل دول الجوار ودول الإقليم عبء استضافة الملايين من أبناء الوطن الذين شردتهم
الحرب كما نقدر مساهمة هذه الدول مع المجتمع الدولي في العديد من المبادرات الرامية لوقف الحرب.
وعوضا عن البحث عن كبش فداء علينا التحلي بشجاعة الاعتراف بأن هذه الحرب أشعلتها أيدى سودانية
وعلى عاتق السودانيين وحدهم تقع مسئولية وقفها فوراً.
لست بحاجة إلى تكرار الحديث إليكم عن الآثار المدمرة لهذه الحرب وما تعانونه من ويلات أكبر كارثة
إنسانية في العالم اليوم، فمعاناتكم ماثلة أمام كل ضمير حي وكل من في قلبه ذرة من إنسانية.
وأود أن أحي هنا كل المبادرات الوطنية في مواجهة الكارثة الإنسانية والتي تقودها بشجاعة نادرة غرف الطوارئ والتكايا والطرق الصوفية.
كما أعرب عن التقدير العميق لكل الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي لم تبخل على الشعب السوداني أمام محنته الإنسانية. وفي هذا السياق أرحب بمبادرة المملكة المتحدة بعقد الاجتماع الوزاري بلندن اليوم حول الأزمة السودانية وأدعو الدول المشاركة فيه للخروج بقرارات عملية تساهم في وضع نهاية لمعاناة السودانيين بما في ذلك تدابير عاجلة لحماية المدنيين.

أخبار ذات صلة بيان دولة الإمارات بشأن مرور سنتين على اندلاع الصراع في السودان «الإخوان».. أدوار مشبوهة لتأجيج الحرب في السودان المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • هل يجوز الكذب لجبر الخواطر وإرضاء الوالدين؟ .. اعرف رد الإفتاء
  • رسالة الدكتور عبدالله حمدوك إلى الشعب السوداني في الذكرى الثانية للحرب
  • افتتاح معرض ديارنا للحرف التراثية والصناعات اليدوية بالمتحف الزراعى بالدقى
  • عبدالرحمن الأبنودى.. الناى الذى أنشد للناس والوطن
  • الدكتور أهم.. عمرو أديب: ليه زعلانين لما بقول البلد صرفت عليكم في التعليم
  • الفاشر.. او على السودان السلام
  • خارج الأدب | علي جمعة يوجّه تنبيها مهمًا لهؤلاء الطلاب
  • سامحوني
  • مجمع البحوث الإسلامية: لا تقل هذه الكلم .. تطردك من رحمة الله
  • كريمة أبو العينين تكتب: الظالمون كم يعيشون!!