تحذير عاجل من قطر بشأن التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح وتهجير سكان غزة
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
جددت قطر إدانتها بأشد العبارات للهجمات والتهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، محذرة من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت الملاذ الأخير لمليون ونصف مليون شخص من النازحين داخل القطاع المحاصر.
ودعت قطر، في كلمة ألقتها لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية، إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح وارتكاب إبادة جماعية في المدينة وتنفيذ مخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني الشقيق من قطاع غزة، وتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
جاءت كلمة وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية، أمام الحدث الجانبي الوزاري رفيع المستوى حول "حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة - الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني" في جنيف اليوم.
وأشارت خاطر، إلى استمرار العدوان الإسرائيلي والأوضاع الصعبة التي يعيشها حاليا الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة والتي أصبحت على حد وصف الأمين العام للأمم المتحدة "مقبرة للأطفال".
ولفتت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي انتهك خلال الـ 75 سنة الماضية جميع القوانين والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وارتكب جميع الانتهاكات والجرائم التي نصت عليها المواثيق الدولية ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضحت أنه على مدى هذه العقود الطويلة لم يتوقف العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ولم تتوقف سياساته الاستعمارية والعنصرية ومخططاته الاستيطانية غير القانونية وانتهاكاته المتواصلة للمقدسات الدينية ومخططاته لتهويد مدينة القدس وتغيير وضعها القانوني والتاريخي، فضلاً عن الاعتقالات والاحتجازات التعسفية وسياسات الحصار والعقاب الجماعي.
وأضافت أن ما نشهده الآن في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو استمرار لجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة، وذلك في استهدافها المتعمّد للمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية ودور العبادة، وقصفها العشوائي للمدنيين بالأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليا واستخدامها سياسات التجويع عبر منع وقطع وصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الماء والكهرباء والوقود والأدوية والغذاء، والتهجير القسري لأكثر من 2.2 مليون شخص.
كما أشارت خاطر إلى استهداف الصحفيين وعوائلهم والكوادر الطبية وسيارات الإسعاف والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية والخدمات الطبية، وموظفي المنظمات والوكالات الأممية العاملة في المجالات الإنسانية والطبية.
وقالت الوزيرة القطرية إن فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي والمنظومة الدولية المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في التصدي لجرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، بنفس الدرجة والفاعلية التي تم اتباعها خلال انتهاكات وجرائم وحروب في أماكن أخرى من العالم؛ يؤكد ازدواجية المعايير وتباين مواقف المجتمع الدولي في التعامل مع جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وجددت ترحيب دولة قطر بالقرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بشأن الامتثال لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، وعدته خطوة مهمة في مسيرة محاسبة جميع المسؤولين عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وقالت إن قطر تدعو جميع الدول إلى الابتعاد عن الازدواجية واتخاذ جميع التدابير من أجل إلزام إسرائيل بتنفيذ التدابير المؤقتة التي أقرتها المحكمة، ووقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة وحماية المدنيين الفلسطينيين.
وذكرت أن مواصلة الإفلات من العقاب وعدم ضمان تحقيق المساءلة والمحاسبة على هذه الجرائم والانتهاكات سيدفع الى تكرارها وارتكاب المزيد منها دون أي رادع أو خوف، الأمر الذي سيهدد حياة ملايين الناس ويقوض الاستقرار والسلم والأمن الدوليين.
واعتبرت أن وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمر خطير للغاية، وحذرت من أن تكون هذه الخطوة هي بداية لسياسة ترمي إلى إنهاء موضوع اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة. وأضافت "إذا كانت هناك ادعاءات ضد بعض الموظفين فيجب التحقيق في تلك الادعاءات واتخاذ الإجراءات المناسبة، ولكن لا يمكن قبول فرض العقاب الجماعي على الفلسطينيين وتجويعهم بسبب اتهامات جار التحقيق فيها".
وشددت الوزيرة على التزام قطر الثابت بدعم الشعب الفلسطيني حتى ينال جميع حقوقه المشروعة، لا سيما الحق في تقرير المصير، وإدانة كل أشكال استهداف المدنيين ومواصلة جهودها الدبلوماسية والوساطة من أجل التخفيف من حدة الصراع وآثاره الإنسانية الكارثية والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين، وتهيئة الظروف المناسبة للوصول إلى حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفد إسرائيلي يتوجه إلى قطر لبحث اتفاق الهدنة في غزة أمير قطر يبحث مع هنية جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزةالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطر غزة قطاع غزة رفح وزارة الخارجية القطرية الاحتلال الاسرائيلي الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: إمدادات المساعدات الإنسانية لا تلبي 6% من حاجة سكان غزة
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن ما تسمح إسرائيل بإدخاله عبر المعابر، من مساعدات إنسانية لا يلبي 6% من حاجة السكان، الأمر الذي تسبب بأزمة حادة.
إسرائيل: حماس كانت مستعدة للإفراج عن محتجزين دون ربط ذلك بشرط وقف إطلاق النار في غزة مستشار كبير لخامنئي: إيران تجهز للرد على إسرائيل
وبحسب"روسيا اليوم"، ذكرت "أونروا" أن أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة، يحاصرهم الجوع والعطش والمرض والخوف، وأن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة للأسر في القطاع.
وأشارت إلى أن أوضاع النازحين في خيام النزوح ومراكز الإيواء مأساوية، في ظل الجوع والبرد، وعدم قدرة المنظمات الدولية على تلبية حاجات النازحين، إثر شح الطعام والغذاء.
وطالبت بفتح كامل للمعابر، وإدخال ما يحتاجه السكان للحد من المجاعة التي فاقمت حالات سوء التغذية والأمراض المتعددة.
ونفت "أونروا" ادعاءات إسرائيل مرارا حول تعاونها مع حركة "حماس"، وأكدت الأمم المتحدة أن الوكالة تلتزم الحياد وتركز حصرا على دعم اللاجئين، وشددت على أنه لا يمكن لمنظمة أخرى القيام بمهام "أونروا
وكانت إسرائيل قد أصدرت قرارا يحظر أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأمر الذي حذر مسؤولون أمميون وعرب من تداعياته، في ظل تعاظم اعتماد الفلسطينيين على الوكالة منذ بدء الحرب الإسرائيلية بدعم أمريكي على غزة في 7 أكتوبر 2023.
وأسفرت الحرب عن مقتل وجرح أكثر من 147 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم قاطبة.