جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-23@20:12:01 GMT

يوم المعلم العماني.. تطلعات وتجليات

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

يوم المعلم العماني.. تطلعات وتجليات

غنية الحكماني
Alhakmania85@gmail.com
لم تحظ مهنة بهذه القدسية ومُمتهنها بهذا الشرف إلا لعظمة تلك المهمة الجليلة، فالخامس من أكتوبر من كل عامٍ هو يوم الاحتفال العالمي بالمعلم، وعُمان ارتأت أن يكون لها يوم خاص للاحتفال بالمعلم العماني وهو يوم الرابع والعشرين من فبراير من كل عامٍ، فتلك اللفتة العالمية والوطنية والإشادة العظيمة بالمعلم؛ اعترافا بفضله وقدره وسمو شأنه ومكانته، وتكريما لخدمته المتفانية في سبيل مخرجاتٍ طامحة واعدة وهمم وقادة رائدة، فالأمم تعقدُ به أمل تطورها ونهضتها وارتقائها، وبقدر الاهتمام بالمعلم والتبجيل له بقدر الصدق في الرسالة التربوية والولاء الوظيفي والانتماء المؤسسي، فله أحقية الاحتفاء بهذا اليوم الذي يزيد من رفعته واعتزازه وامتنانه، وتقليده أوسمة التميز والعرفان لحمله الأمانة الإنسانية وخدمة التنمية المستدامة.


ولا يقتصر دور المعلم على نقل معلومة أو بناء معرفة أو إكساب مهارة وباستخدام إستراتيجيات تعليمية وطرائق تدريس تحفيزية مختلفة فحسب بل تعددت أداوره وتشعبت مهامه، فهو يمسك زمام القيادة التربوية والنفسية والإرشادية والتوجيهية، وبمتابعة إشرافية مباشرة منه، طلبته هم أسرته الثانية التي يقف على مسؤولية تعليمها إلى جانب تربيتها ورعايتها، وصدق الإمام الغزالي حين قال : "حق المعلم أعظم من حق الوالدين، فإن الوالدين سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية، فأبو الإفادة أنفع من أبي الولادة". ولا يوفي أجره شيئا، ولا يوزن عمله بمقدار ولا عطاؤه بمكيال، فهو يبذل منتهى إمكانياته وطاقة جهده في تنشئة جيلٍ يتمتع بسمات عالية في كافة جوانب التربية، مرسخا للقيم الفاضلة ومهذبا للسلوك وغارسا للأخلاق، ومعززا الثقة بالنفس وقوة الشخصية، وحريصا على تنمية روح الوطنية وقيم المواطنة وتأصيل المسؤولية والانضباط، منقبا عن المواهب الدفينة ونفخ روح التصقيل فيها، بالتشجيع على إبرازها ومشاركة لمسات إبداعاتها مع بيئات حاضنة لمختلف المستويات.
وفي عصر الانفجار المعرفي والتطور التقني والاكتشافات العلمية تكبر المهمة على كاهل المعلم، فهو في وسط تراكمات معرفية متجددة وقفزات تكنولوجية متسارعة، مما يتوجب عدم الاكتفاء بالمخزون الذاتي أو المنهاج المعتمد بل مواكبة آخر صرعات العلم الحديث في فضاء العولمة المعرفي، ومجاراة الركب المعلوماتي للحاق بقافلة التقدم الحضاري. فأصبحت الأمية الآن رقمية وتقاس بجهل استثمار تلك التقانة التكنولوجية في المجال التعليمي والتربوي، ولا مفر من التعامل مع تكنولوجيا الثورة الجديدة كالذكاء الاصطناعي وتقنياته المتعددة والخوض في غمار إمكاناتها المعززة وسد الفجوة الرقمية، فهي جزء رئيسي في العملية التعليمية ولمزيد من الكفاءة والتفاعلية والجاذبية، ومزيد من خيارات وأساليب تقييم الأداء، وحل المشكلات المعقدة إضافة إلى اختصار الوقت وتقليل الجهد وسرعة الإنجاز وخفض التكلفة، وتقديم الدعم الفوري والتغذية الراجعة، وقائمة من المزايا والاستفادات التي لا حصر لها مقابل بعض التحديات الدخيلة والمنعطفات السلبية التي تفرزها تلك التكنولوجيا.
لذا؛ أصبحت التربية النقدية والمحاكمة العقلية ضرورية أمام هذا الطوفان الجارف من كم المعلومات والحقائق والتطبيقات، وبتغييب المعلم للمنهجية النقدية يعني التعطيل الكامل للعقل المفكر وسد منافذ البحث والتحليل والتفسير، وتجميد خلايا التفكير وقتل القدرات العقلية، مما يؤدي إلى التسليم التلقائي والتشبث بمسلمات وقناعات سائدة، والاحتكام إلى مرجعيات سابقة والذود عن حياضها، والارتكاز على قوالب تفسيرية جاهزة، دون كشف اللثام عن وجه التزييف والمغالطات المنطقية، ودون تفعيل مبادىء السببية والبرهنة، باحثاً عن الحقيقة ممحصا عنها، مستخدما العقلية النقدية المبنية على التساؤل الحر والتحليل المستقل والشك المدحض، وثمة مقولة تقول: " اعطني تعليما عقلانيا أعطك شعبا يقود الحضارة". فتلك العقول الغضة النضرة المفكرة هي السبيل في إنجاح الشعوب وارتقائها سلم الحضارة، وبها تتم مجابهة التحديات وحل المشكلات وصناعة القرارات، باستخدام العقل كدليلٍ يرشدها ويلهمها.
 أخيرا فالمدرسة بمنتسبيها دورها واعد فهي منطلق الهمم ومنبع القيم ومعبر القمم، والمحركة الأولى لعجلة التنمية في مختلف المجالات، وللمجتمع المحلي دور في إكمال مسيرة تشكيل وبناء الإنسان وصياغة الأهداف مع المؤسسة التربوية. تتعاضد جميع الأطراف في بناء تحتية المنظومة التعليمية وإضافة لبنات الرسالة وتطلعاتها، دعما للرؤية التي ترنو المؤسسة التعليمية جاهدة إلى تحقيقها. والتركيز بلا شك على المعلم في بلورة تصورات وسياسات التعليم، نفحاته هي من تبقى متيقظة في مستقبل الناشئة وبصمته تبقى متجذرة في أفهامهم متجسدة في مسالك حياتهم، فكل عام وشعلة المعلم متوقدة أبد الآبدين لا يطفئ توهج ديمومتها حائل، وتبقى شهادة الجميع مجروحة فيه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المنتخب القطري يواجه نظيره العماني ضمن كأس الخليج

المناطق_واس

أكد مدرب المنتخب القطري الإسباني لويس غارسيا، جاهزية فريقه لخوض مواجهة المنتخب العماني غدًا على إستاد جابر المبارك، ضمن الجولة الثانية من المجموعة الأولى في بطولة كأس الخليج الـ26 المقامة بالكويت.

 

أخبار قد تهمك استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على حي الشجاعية وخان يونس 23 ديسمبر 2024 - 6:55 مساءً مهرجان “فنون العُلا 2025” يكشف عن تشكيلة من المعارض لعدد من الفنانين السعوديين والعالميين 23 ديسمبر 2024 - 6:49 مساءً

وأوضح خلال المؤتمر الصحفي أن الاستعدادات اكتملت من خلال برامج الاستشفاء للوصول إلى أفضل حالة بدنية، مشيرًا إلى أهمية المباراة بعد التعادل في مواجهات الجولة الأولى، حيث تُعد النقاط الثلاث خطوة نحو التأهل للدور الثاني.

 

من جهة أخرى، أشار لاعبو المنتخب القطري، إلى صعوبة المباراة أمام وصيف النسخة السابقة، مؤكدين عزم الفريق على تقديم أداء أفضل لتحقيق الفوز، مثنين على الدعم الجماهيري ودور مبادرة “مدرج العنابي” في مساندة المنتخب.

 

على الجانب الآخر، شدد مدرب المنتخب العماني رشيد جابر، على أهمية المباراة، عادًّا أن الفوز سيكون مفتاحًا للتأهل إلى نصف النهائي, وأكد لاعبو المنتخب العماني، أن الفريق استعد جيدًا للمواجهة بحثًا عن النقاط الثلاث لتعزيز حظوظه في المنافسة على اللقب.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 23 ديسمبر 2024 - 6:56 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد23 ديسمبر 2024 - 6:46 مساءً“الحياة الفطرية” تطلق 66 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية أبرز المواد23 ديسمبر 2024 - 6:45 مساءًزلزال بقوة 4.2 درجات يضرب شمال باكستان أبرز المواد23 ديسمبر 2024 - 6:25 مساءًالأمير حسام بن سعود يدشن مبادرتين للتمكين الاقتصادي للمرأة الريفية وصغار المزارعين في منطقة الباحة أبرز المواد23 ديسمبر 2024 - 6:24 مساءًأمير منطقة الباحة يرأس اجتماع اللجنة الإشرافية العليا لمهرجان وفعاليات شتاء الباحة 1446هـ أبرز المواد23 ديسمبر 2024 - 6:20 مساءًنائب وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفيًا من وزيرة خارجية ليبيريا23 ديسمبر 2024 - 6:46 مساءً“الحياة الفطرية” تطلق 66 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية23 ديسمبر 2024 - 6:45 مساءًزلزال بقوة 4.2 درجات يضرب شمال باكستان23 ديسمبر 2024 - 6:25 مساءًالأمير حسام بن سعود يدشن مبادرتين للتمكين الاقتصادي للمرأة الريفية وصغار المزارعين في منطقة الباحة23 ديسمبر 2024 - 6:24 مساءًأمير منطقة الباحة يرأس اجتماع اللجنة الإشرافية العليا لمهرجان وفعاليات شتاء الباحة 1446هـ23 ديسمبر 2024 - 6:20 مساءًنائب وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفيًا من وزيرة خارجية ليبيريا استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على حي الشجاعية وخان يونس استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على حي الشجاعية وخان يونس تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • هل يهدد «الروبوت» مهنة المعلم البشرى؟
  • المنتخب القطري يواجه نظيره العماني ضمن كأس الخليج
  • انطلاق أعمال"المنتدى الاقتصادي العماني الكويتي"
  • جهود التهدئة في غزة| بين تطلعات السلام وتحديات الاحتلال
  • توفي أثناء صلاة الظهر.. خلف الزناتي ينعى معلم المدرسة الإنجيلية بأسيوط
  • كيف يعيد المحتوى المحلي رسم ملامح الاقتصاد العماني؟
  • نقيب المعلمين ينعى مدرسًا بأسيوط توفي أثناء صلاة الظهر
  • التعليم بين الرؤية والواقع
  • يا شعبنا المعلم: أشعلت ديسمبر ضد الظلاميين ضد الحرامية!
  • ذكرى ميلاد الفنان محمد رضا.. سر إتقانه دور المعلم في السينما