جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-24@12:42:34 GMT

يوم المعلم العماني.. تطلعات وتجليات

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

يوم المعلم العماني.. تطلعات وتجليات

غنية الحكماني
Alhakmania85@gmail.com
لم تحظ مهنة بهذه القدسية ومُمتهنها بهذا الشرف إلا لعظمة تلك المهمة الجليلة، فالخامس من أكتوبر من كل عامٍ هو يوم الاحتفال العالمي بالمعلم، وعُمان ارتأت أن يكون لها يوم خاص للاحتفال بالمعلم العماني وهو يوم الرابع والعشرين من فبراير من كل عامٍ، فتلك اللفتة العالمية والوطنية والإشادة العظيمة بالمعلم؛ اعترافا بفضله وقدره وسمو شأنه ومكانته، وتكريما لخدمته المتفانية في سبيل مخرجاتٍ طامحة واعدة وهمم وقادة رائدة، فالأمم تعقدُ به أمل تطورها ونهضتها وارتقائها، وبقدر الاهتمام بالمعلم والتبجيل له بقدر الصدق في الرسالة التربوية والولاء الوظيفي والانتماء المؤسسي، فله أحقية الاحتفاء بهذا اليوم الذي يزيد من رفعته واعتزازه وامتنانه، وتقليده أوسمة التميز والعرفان لحمله الأمانة الإنسانية وخدمة التنمية المستدامة.


ولا يقتصر دور المعلم على نقل معلومة أو بناء معرفة أو إكساب مهارة وباستخدام إستراتيجيات تعليمية وطرائق تدريس تحفيزية مختلفة فحسب بل تعددت أداوره وتشعبت مهامه، فهو يمسك زمام القيادة التربوية والنفسية والإرشادية والتوجيهية، وبمتابعة إشرافية مباشرة منه، طلبته هم أسرته الثانية التي يقف على مسؤولية تعليمها إلى جانب تربيتها ورعايتها، وصدق الإمام الغزالي حين قال : "حق المعلم أعظم من حق الوالدين، فإن الوالدين سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية، فأبو الإفادة أنفع من أبي الولادة". ولا يوفي أجره شيئا، ولا يوزن عمله بمقدار ولا عطاؤه بمكيال، فهو يبذل منتهى إمكانياته وطاقة جهده في تنشئة جيلٍ يتمتع بسمات عالية في كافة جوانب التربية، مرسخا للقيم الفاضلة ومهذبا للسلوك وغارسا للأخلاق، ومعززا الثقة بالنفس وقوة الشخصية، وحريصا على تنمية روح الوطنية وقيم المواطنة وتأصيل المسؤولية والانضباط، منقبا عن المواهب الدفينة ونفخ روح التصقيل فيها، بالتشجيع على إبرازها ومشاركة لمسات إبداعاتها مع بيئات حاضنة لمختلف المستويات.
وفي عصر الانفجار المعرفي والتطور التقني والاكتشافات العلمية تكبر المهمة على كاهل المعلم، فهو في وسط تراكمات معرفية متجددة وقفزات تكنولوجية متسارعة، مما يتوجب عدم الاكتفاء بالمخزون الذاتي أو المنهاج المعتمد بل مواكبة آخر صرعات العلم الحديث في فضاء العولمة المعرفي، ومجاراة الركب المعلوماتي للحاق بقافلة التقدم الحضاري. فأصبحت الأمية الآن رقمية وتقاس بجهل استثمار تلك التقانة التكنولوجية في المجال التعليمي والتربوي، ولا مفر من التعامل مع تكنولوجيا الثورة الجديدة كالذكاء الاصطناعي وتقنياته المتعددة والخوض في غمار إمكاناتها المعززة وسد الفجوة الرقمية، فهي جزء رئيسي في العملية التعليمية ولمزيد من الكفاءة والتفاعلية والجاذبية، ومزيد من خيارات وأساليب تقييم الأداء، وحل المشكلات المعقدة إضافة إلى اختصار الوقت وتقليل الجهد وسرعة الإنجاز وخفض التكلفة، وتقديم الدعم الفوري والتغذية الراجعة، وقائمة من المزايا والاستفادات التي لا حصر لها مقابل بعض التحديات الدخيلة والمنعطفات السلبية التي تفرزها تلك التكنولوجيا.
لذا؛ أصبحت التربية النقدية والمحاكمة العقلية ضرورية أمام هذا الطوفان الجارف من كم المعلومات والحقائق والتطبيقات، وبتغييب المعلم للمنهجية النقدية يعني التعطيل الكامل للعقل المفكر وسد منافذ البحث والتحليل والتفسير، وتجميد خلايا التفكير وقتل القدرات العقلية، مما يؤدي إلى التسليم التلقائي والتشبث بمسلمات وقناعات سائدة، والاحتكام إلى مرجعيات سابقة والذود عن حياضها، والارتكاز على قوالب تفسيرية جاهزة، دون كشف اللثام عن وجه التزييف والمغالطات المنطقية، ودون تفعيل مبادىء السببية والبرهنة، باحثاً عن الحقيقة ممحصا عنها، مستخدما العقلية النقدية المبنية على التساؤل الحر والتحليل المستقل والشك المدحض، وثمة مقولة تقول: " اعطني تعليما عقلانيا أعطك شعبا يقود الحضارة". فتلك العقول الغضة النضرة المفكرة هي السبيل في إنجاح الشعوب وارتقائها سلم الحضارة، وبها تتم مجابهة التحديات وحل المشكلات وصناعة القرارات، باستخدام العقل كدليلٍ يرشدها ويلهمها.
 أخيرا فالمدرسة بمنتسبيها دورها واعد فهي منطلق الهمم ومنبع القيم ومعبر القمم، والمحركة الأولى لعجلة التنمية في مختلف المجالات، وللمجتمع المحلي دور في إكمال مسيرة تشكيل وبناء الإنسان وصياغة الأهداف مع المؤسسة التربوية. تتعاضد جميع الأطراف في بناء تحتية المنظومة التعليمية وإضافة لبنات الرسالة وتطلعاتها، دعما للرؤية التي ترنو المؤسسة التعليمية جاهدة إلى تحقيقها. والتركيز بلا شك على المعلم في بلورة تصورات وسياسات التعليم، نفحاته هي من تبقى متيقظة في مستقبل الناشئة وبصمته تبقى متجذرة في أفهامهم متجسدة في مسالك حياتهم، فكل عام وشعلة المعلم متوقدة أبد الآبدين لا يطفئ توهج ديمومتها حائل، وتبقى شهادة الجميع مجروحة فيه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«التربية» تعلن تحديث المسارات التعليمية في الحلقة الثالثة

أبوظبي: شيخة النقبي

أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تحديثات في المسارات التعليمية لطلبة الحلقة الثالثة في المدارس الحكومية، والمدارس الخاصة التي تعتمد المنهاج الوزاري ابتداءً من العام الدراسي القادم 2025-2026 وذلك بعد إجراء دراسات ميدانية معمقة شملت المتخصصين في الميدان التربوي وأولياء الأمور وبعد تحليل توجهات الطلبة خلال الأعوام السابقة.
جاء الإعلان خلال لقاء إعلامي بمقر وزارة التربية والتعليم في ابوظبي بحضور المهندس محمد القاسم وكيل وزارة التربية والتعليم، وعدد من مسؤولي الوزارة وممثلي وسائل الإعلام الوطنية.
وبينت الوزيرة، ان الوزارة قامت بإعادة تصميم المسارات التعليمية بما يتماشى مع توجهات الطلبة المستقبلية وبما يدعم مسيرتهم الجامعية ويعزز من قدراتهم على مواكبة تحولات سوق العمل المستقبلية. واكدت ان الوزارة حرصت على أن تتضمن التحديثات على المسارات التعليمية مواءمة المناهج الدراسية بحيث يتم تدريس أسس المواد العلمية لطلبة المسار العام بما يضمن صقل مهاراتهم ومواهبهم، فيما سيتم التركيز على مواد العلوم المتقدمة في المسار المتقدم لتأهيل الطلبة لدراسة التخصصات العلمية في المرحلة الجامعية.
وأكدت الوزارة أن هذه التحديثات لن تؤثر على الخطط الأكاديمية المستقبلية للطلبة الحاليين في الصفين الحادي عشر والثاني عشر؛ وكشفت أنه بإمكان طلبة الصف الثاني عشر ضمن المسار العام استبدال مادة الفيزياء بإحدى المواد الأخرى المحددة ضمن الدليل الإرشادي الذي أصدرته الوزارة. كما أكدت الوزارة على أهمية تحديد طلبة الصف الثامن مسارهم بما يتواءم مع طموحاتهم الجامعية، حيث حددت الوزارة آلية وشروط للتسجيل في المسار المتقدم.
بموجب هذا التحديث، سيتمكن طلبة المسار المتقدم من متابعة دراستهم الجامعية في مجالات الهندسة، والطب، والصيدلة والعلوم بأنواعها، إلى جانب كافة التخصصات الأخرى، بينما سيتمكن طلبة المسار العام من دراسة التخصصات في مجالات العلوم الإنسانية والأدبية، وإدارة الأعمال، والقانون، والفنون، والعلوم الاجتماعية، والشرطية.
كما كشفت الوزارة أن هذه التحديثات جاءت بعد التواصل والتنسيق مع عدد من مؤسسات التعليم العالي في الدولة بهدف ضمان انسيابية رحلة الطالب من مرحلة التعليم العام إلى مرحلة التعليم الجامعي ومن ثم سوق العمل بسهولة ويسر.
وعممت الوزارة عدداً من الإرشادات والموجهات ضمن الخطة الأكاديمية الخاصة بالميدان التربوي، وذلك بهدف مساعدة الكوادر التربوية على تزويد الطلبة برؤية أشمل حول بناء خططهم الدراسية واختيار المسار الدراسي المناسب لتطلعاتهم، وضمان ارتباط المسارات مع المعايير الاسترشادية للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، وإصدار دليل إرشادي لأولياء الأمور والطلبة يتضمن تفاصيل حول هذه التحديثات، مع ضمان تفعيل دور المرشدين الأكاديميين في تقديم الدعم والإرشاد للطلبة.

مقالات مشابهة

  • «التربية» تعلن تحديث المسارات التعليمية في الحلقة الثالثة
  • تجاوزت 20 مليار دولار.. تطلعات كويتية لتعميق فرص التعاون والاستثمار في مصر
  • احذرها.. 8 مخالفات تُنهي مسيرة المعلم المهنية فورًا
  • عاجل - احذرها.. 8 مخالفات تُنهي مسيرة المعلم المهنية فورًا
  • الأرض المباركة في خطبة الجمعة.. تأملات في تاريخ وتجليات سيناء
  • 142.6 مليون ريال إيرادات "مطارات عمان" الإجمالية.. و51% نموا في الأرباح التشغيلية لـ"الطيران العماني"
  • مدير الجامع الأزهر: تطلعات جديدة لتعزيز دور الرواق الأزهري في الأقصر
  • وفد طوكيو التعليمي يزور أكاديمية المعلمين لتبادل الخبرات في تطوير المعلم المصري
  • الخرج يكرّم أفضل معلم في العالم، لفوزه بجائزة “فاركي العالمية”
  • الوزير السكاف لـ سانا: نؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد استثماراً نوعياً لهذه القاعدة في تطوير السياسات والأنظمة المرتبطة بإدارة الموارد البشرية في القطاع العام، بما يسهم في بناء إدارة أكثر كفاءة، وأقرب إلى تطلعات السوريين.