«العربية للتنمية الزراعية»: 40 مليار دولار فاتورة استيراد الغذاء العربى
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
قال إبراهيم الدخيرى، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، إن فاتورة استيراد الغذاء في الوطن العربى بلغت نحو 40 مليار دولار، متوقعا ارتفاعها إلى 90 مليارا في عام 2050، الأمر الذي يدفع نحو تسريع خطى التكامل والتعاون العربى نحو تأمين الغذاء.
أخبار متعلقة
وزير الزراعة يبحث مع مدير «العربية للتنمية الزراعية» التعاون في مجال الأمن الغذائي
مدير التنمية المستدامة يستقبل وفد المنظمة العربية للتنمية الزراعية
«العربية للتنمية الزراعية» تطالب بإجراءات عاجلة لمواجهة تأثير «كورونا» على الأمن الغذائي
وأضاف «الدخيرى»، في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن المنظمة تقوم بدور فاعل نحو تحقيق التكامل العربى وحفظ الأمن الغذائى، لافتا إلى ما يشهده السودان من أحداث ومدى تأثر الموسم الزراعى، حيث إن هناك خطرا بضياع موسم الزراعة الصيفية والذى يتم خلاله زراعة 50 مليون فدان، كاشفا عن الحاجة لمليار دولار لإنقاذ هذا الموسم.
وأضاف أنه منذ موافقة مجلس الجامعة العربية على إنشاء المنظمة العربية للتنمية الزراعية وهى تعمل على تطوير الأنشطة المتعلقة بالتنمية الزراعية وتنسيقها على المستوى القومى، كما تقدم المساعدة في تقديم الوسائل الجديدة والاستراتيجيات المتعلقة بتطوير هذه المجالات بما يعزز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية العربية في النفاذ إلى الأسواق العالمية، وتحقق التكامل الزراعى العربى، والوفاء باحتياجات الدول العربية من السلع الزراعية.
وتابع «الدخيرى» أن للمنظمة جملة من الأهداف تتمثل في المساهمة بإيجاد وتنمية الروابط بين الدول العربية وتنسيق التعاون بينها بالمجالات الزراعية وتنمية الموارد الطبيعية والبشرية المتوفرة في قطاعى الزراعة والأغذية، وتحسين وسائل وطرق استثمارها على أسس علمية، ورفع الكفاءة الإنتاجية الزراعية النباتية والحيوانية، والعمل على التكامل الزراعى المنشود بين الدول العربية تحقيقًا للأمن الغذائى العربى.
ونوه بأنه من بين الأهداف أيضا تسهيل تبادل المنتجات الزراعية بين الدول العربية، والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى مع مراعاة الاستدامة، والإشراف على تنفيذ برامج من شأنها مواجهة أزمات الغذاء وتعزيز الأمن الغذائى.
وأوضح مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، أن المنظمة تعمل من أجل تحقيق هذه الأهداف عبر استراتيجيات تتعلق بتطوير تقنيات الزراعة العربية وتشجيع استثمارات الزراعة وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية العربية، وتهيئة بنية التشريعات والسياسات الزراعية وبناء القدرات البشرية والمؤسسية للدول العربية وتطوير نظم إدارة الموارد البيئية والزراعية.
وقال الدخيرى إن المنظمة عملت بعد ذلك وفق استراتيجية كانت تسمى استراتيجية العهدين (2005 – 2025) ولكن تم تعديلها في العام 2020، لتتماشى وتتواكب مع أهداف التنمية المستدامة 2030، والتى تعمل على تحقيق 17 هدفا.
وأضاف أنه «تمت مراجعة استراتيجيات المنظمة وإضافة كل المستجدات والأدبيات وعلى رأسها أهداف التنمية المستدامة وأصبحت لديها استراتيجيه الآن يطلق عليها استراتيجية التنمية الزراعية 2030، تعنى بخمسة أهداف هي التكيف والتحور بالنظم الزراعية في المنطقة العربية، والتى تحتاج جميعها تدخلات لتصبح ذات كفاءة وفعالية في القيام بمهامها، والحفاظ على الموارد الزراعية».
وتابع: «نعنى بذلك مورد الأرض والماء والمواد الوراثية الحيوانية والنباتية والطقس حتى يستفيد من هذا الجيل والأجيال اللاحقة، وقضية التكامل الزراعى خاصة في التجارة الزراعية والاستثمار الزراعى وهو هدف معنى بكيفية إيجاد مقاربات مطلوبة على مستوى السياسات والاستراتيجيات والنظم في الدول العربية حتى نحفز قضية الاستثمار الزراعى، وأيضا هناك هدف ازدهار الريف العربى وتطوير آليات التكيف والمرونة في إطار الصعوبات المناخية التي يمر بها العالم والصعوبات الاقتصادية والمجتمعية وعلى رأسها عدم الاستقرار وقضايا الأمن، وكذلك تشاركية المعرفة والتى تعتنى ببناء القدرات المؤسسية والقدرات الفنية لمنسوبى المنطقة العربية».
وعن أبرز التحديات التي تواجه التكامل العربى، أوضح أن المنطقة العربية تتمتع بأنظمة مختلفة ولدى كل نظام منه سياسات مختلفة، فضلًا عن وجود أولوية لإنجاز المصالح الوطنية بشكل كبير، فضلًا عن ضعف الاستثمار بالمستوى المطلوب، لافتًا إلى أن الشاهد في هذا الأمر وجود جهود حثيثة للدفع باتجاه إحداث تكامل عبر مشروع تكاملى يخلق ترابطًا ويجلب الكثير من المنافع عبر العمل الجماعى.
وبشأن دور المنظمة في تعزيز التعاون الإقليمى بين الدول العربية في مجال التنمية الزراعية، قال إن المنظمة قدمت 4 وثائق تتضمن سبل التنمية الزراعية وحماية الأمن الغذائى في القمة العربية بالجزائر، التي أطلق عليها قمة «الغذاء العربى»، حيث تم تقديم وثيقه أولى تتعلق باستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030 وبها رؤية واضحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتتضمن كل الإجراءات المطلوبة من أجل إصلاح العملية الإنتاجية الزراعية، كما تم تقديم وثيقة أخرى تحت مسمى «البرنامج العربى لاستدامة الأمن الغذائى» وهى عبارة عن دراسة تتناول مشروعات التكيف للنظم الزراعية الحالية وزيادة كفاءتها.
استيراد الغذاء العربى
وبها مشروعات واضحة ومحددة وأخرى جديدة، وطرحت استثمارات من أجل التوسع في مساحات ما كانت موجودة، وأخذت كل التدابير المطلوبة حتى لا يكون هذا التوسع خصمًا لقضايا البيئة، واحتوت في مجملها على حزمة استثمارات بلغت حدود 75 مليار دولار في الدول التي تمتلك موارد طبيعية تستكمل معها الموارد والخبرات الموجودة، لتحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتى أو خفض فاتورة الغذاء بالمستوى المطلوبة والآمن الذي يسمح للمنطقة العربية أن تتماشى مع الهزات والصدمات التي حدثت في العديد من مناطق العالم.
وقال إن هناك وثيقه أخرى تناولت المراعى والإدارة المستدامة لها مع حزمة مشروعات لإصلاح حال المراعى والحفاظ على الثروة الحيوانية، مشيرًا إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، طالب بالعمل على تفعيل ما جاء بتلك الوثائق، ونحن الآن بصدد دعوة وزراء الزراعة العرب لجلسة حوارية، ومن ثم دخول مؤسسات مالية لإدخال ما جاء بها في حيز التنفيذ لما لتنفيذها من أثر كبير في منظومة الغذاء العربى.
وعن دور المنظمة في تعزيز الابتكار واعتماد التكنولوجيا في الزراعة العربية، قال إبراهيم الدخيرى إن المنظمة تعمل على إدخال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة بالزراعة مثل ما يعرف بالزراعات الذكية والزراعة الخضراء والميكنة الزراعية من أجل الحفاظ على الموارد الوراثية للنباتات والحيوانات بما يسمح بالاستفادة القصوى منها مع الحفاظ عليها، وكلها برامج معنية ومصححة للتقنيات الزراعية، كما يتم بذل جهود لدفع استخدام التكنولوجيا في زيادة الإنتاجية.
وعن الشراكات التي تقوم بها المنظمة مع منظمات دولية أخرى لتعزيز التنمية الزراعية، قال إن المنظمة العربية تعتبر الشقيقة الصغرى لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، وكل الهياكل والتخصصات والأنشطة الموجودة في «الفاو»، تتواجد في المنظمة العربية للتنمية الزراعية ولكن في شكلها العربى، ولدينا شركات راسخة وقوية مع العديد من المنظمات الدولية والأممية، مثل برنامج الأغذية العالمى للأمم المتحدة «wfp» ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «UNIDO» وتربطنا أيضًا علاقات متميزة مع الهيئات الإقليمية.
مثل الوكالة السويدية للتعاون الإنمائى الدولى «sida»، والجمعية الألمانية للتعاون الدولى«giz» وهناك الكثير من هيئات العمل العربى والتمويل العربى مثل الصندوق العربى للتنمية الاقتصادية في إفريقيا والصندوق العربى للمال الكويتى وكلها تمول بعض الأنشطة التي تقوم بها المنظمة في العديد من الدول، ولكننا دائمًا ما نسعى ونحتاج إلى المزيد من التدعيم والشراكات التي تسمح بمزيد من تحقيق الرؤى والأهداف التي نتطلع إليها.
وبشأن ما يشهده السودان وتأثير الأحداث على المنظومة الزراعية العربية والأمن الغذائى العربى، أوضح الدخيرى أن المنظمة تقدمت بمبادرة تتعلق بالسودان بعد ما شهده من أحداث، خاصة أن لهذه الأحداث تداعيات على الأمن الغذائى والزراعة، فقد أثرت الأحداث على مدخلات الإنتاج نظرًا لصعوبة التنقل والحركة وأصبح الحصول على المدخلات الزراعية أمر صعب، وهو ما يهدد موسمًا زراعيًا مهمًا وكبيرًا وهو الموسم الصيفى والذى تزرع فيه مساحات كبيرة تصل إلى 50 مليون فدان، وبالتالى إذا فشل الموسم الزراعى هذا سيتأثر هو وكذلك دول الجوار، لا سيما وأن المنتجات الزراعية السودانية تصل إلى كل دول الجوار، وتؤثر التجارة بالمواد الزراعية لدى السودان مع الدول المجاورة في إحداث استقرار بالأسعار.
وأشار مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية إلى أن المنظمة كان لها الريادة في تقديم تلك المبادرة بعدما أصبح جليًا أمامها أنه إذا فشل الموسم الزراعى في السودان سيتعدى الأمر نطاقه الجغرافى.
وأوضح أن مبادرة المنظمة تعمل على حشد الجهود من أجل نجاح الموسم الزراعى الكبير في السودان، عبر دعم جهود وزارة الزراعة السودانية، نظرًا لمحدودية دورها في ضوء الأحداث الجارية، وكذلك توفير المدخلات الأساسية للموسم الزراعى من بذور ومبيدات وأسمدة وغيرها، مشيرًا إلى تناول الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط مؤخرًا لهذا الملف خلال اجتماع «دول الجوار» الذي استضافته القاهرة للفت النظر إلى هذه المشكلة.
المنظمة العربية للتنمية الزراعية
ونوه بتشكيل لجنة لإنجاح الموسم الزراعى على رأسها المنظمة العربية للتنمية الزراعية لتكييف هذه الرؤية ووضعها موضع تنفيذ بآليات مختلفة، وبدأنا في إنفاذ هذه المبادرة.
وقدر «الدخيرى» حاجة السودان إلى دعم يبلغ مليار دولار لإنقاذ الموسم الزراعى هناك، كما نوه بوجود ورقة بحثية تتحدث عن جهود إعمار المنظومة الزراعية السودانية عقب ما لحق جراء الأحداث.
وعن تأثيرات التغيرات المناخية على الزراعة وأثر ذلك على الأمن الغذائى العربى، أوضح أن أشد ما يؤثر على القطاع الزراعى هي التغيرات المناخية خاصة في العالم العربى، فلها تأثيرات ثقيلة على الموارد الزراعية الأربع بلا استثناء وهى الأرض والمياه والموارد الوراثية النباتية والحيوانية، مشيرًا إلى أن هناك العديد من المناطق التي كانت تزرع بها أنواع معينه من المحاصيل الزراعية أصبحت الآن غير صالحة لزراعتها، وهو ما يؤثر بلا شك على هذه المحاصيل، فضلًا عن تأثيرات تلك التغيرات المناخية في اتساع رقعة التصحر.
وعن دور المنظمة في مواجهة ذلك، قال الدخيرى إن قضايا التغيرات المناخية فرضت تحديات كبيرة أمام المنظمة ويحتاج الأمر منا إلى تطوير المعارف لاستنباط أصناف جديدة من النباتات قادرة على الإجهاد الحرارى وقادرة على مقاومة الجفاف وغيرها من التغيرات المناخية، موضحا أن المنظمة قدمت رؤية بشأن التخفيف من وطأة تلك التغيرات المناخية خلال مؤتمر الأطراف «كوب 27» الذي استضافته مصر من أجل التكيف والتخفيف بالقطاع الزراعى.
وتابع قائلا إن للمنظمة علاقات مع كافة الهيئات المعنية بتمويل قضايا التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية، وهناك مناقشات وتواصل دائم معها، ونفذنا بعض المشروعات بتمويلات مع هذه المنظمات، ولكن التمويل الذي نأمل به كبير على غرار مشروع ولى العهد السعودى محمد بن سلمان «الشرق الأوسط الأخضر» والذى يهدف إلى زراعة 40 مليار شجرة وهو المشروع الذي سيكون له أثر كبير على ملف التغيرات المناخية في منطقتنا العربية، مشيرا إلى وجود مبادرات محلية أيضا للحد من تأثير التغيرات المناخية ومنها المغرب الأخضر، ومبادرة مصر لزراعة 100 مليون شجرة، وكلها تصب في صالح قضايا المناخ.
وقال إن ما حدث هذا الأسبوع من ارتفاع درجات حرارة في أوروبا سيكون له تأثير خلال التفاوض معهم، فيما يتعلق بقضايانا، فمراكز القرار المالى العالمى، يتواجد أغلبها في الغرب، وتأثرهم بالتغيرات المناخية يسهل الاستجابة لنا فيما نطرحه من رؤى ومشروعات للحد من قضايا المناخ.
وعن رؤيته المستقبلية للتنمية الزراعية والأمن الغذائى العربى، أوضح الدخيرى أن الأمة العربية ليس أمامها خيار غير الاستثمار داخل الأمة العربية، فهناك استثمارات عربية كبيرة في عديد من الدول نظرا لاستقرارها ولكن ما حدث مؤخرا بين روسيا وأوكرانيا أثبت أنه ليس هناك بقعة على هذه الأرض في مأمن، وبالتالى لابد من إعادة النظر من أجل ضخ استثمارات داخل الوطن العربى.
وأكد أن الأمه العربية تمتلك الخبرات البشرية، ورؤوس الأموال، وتتوفر بها الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة وبالتالى فرص التكامل بين بلدانها كبيرة، لافتا إلى دراسة أجرتها المنظمة العربية للزراعة والتنمية، كشفت عن أن فاتورة استيراد المنطقة العربية للمواد الغذائية تصل إلى 40 مليار دولار، وسيتسع الأمر مع حلول العام 2050 وستصبح الفاتورة نحو 90 مليار دولار، الأمر الذي يشكل إرهاقا كبيرا على فاتورة الغذاء العربى ويجعل الأمن الغذائى العربى أمام تحديات كبيرة، مشددا على ضرورة العمل سريعا من أجل تغيير هذا الواقع، بحلول 2030.
أخبار عرب وعالم إبراهيم الدخيرى فاتورة استيراد الغذاء الوطن العربى تأمين الغذاء مجلس الجامعة العربية المنظمة العربية للتنمية الزراعيةالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين أخبار الوطن العربى مجلس الجامعة العربية المنظمة العربية للتنمية الزراعية زي النهاردة التغیرات المناخیة التنمیة المستدامة بین الدول العربیة التنمیة الزراعیة المنطقة العربیة ملیار دولار المنظمة فی العدید من تعمل على تحقیق ا من أجل إلى أن قال إن
إقرأ أيضاً:
بالأرقام.. كم تنفق الدول العربية على صحة مواطنيها؟
بلغ حجم سوق خدمات الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 226.97 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو إلى 241.13 مليارا في 2024 وإلى 412.25 مليارا في 2032، مما يُظهر معدل نمو سنوي مركب 6.9% خلال الفترة المتوقعة وفقا لمنصة "فورتشن بيزنس إنسايتس".
ومن المتوقع أن يصل الإنفاق على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي -على سبيل المثال لا الحصر- إلى 135.5 مليار دولار بحلول عام 2027 وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي.
وينمو سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بسبب عوامل عدة، منها:
زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية. الطلب المتزايد على هذه الخدمات. انتشار الأمراض مع زيادة عدد السكان. تزايد عدد كبار السن. المبادرات الحكومية لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية. زيادة الاستثمارات الخاصة في البنية التحتية للرعاية الصحية. الوعي المتزايد بأهمية الرعاية الصحية الوقائية.كما أن التقدم في التكنولوجيا وتبني الخدمات الصحية الرقمية وزيادة الشراكات بين القطاعين العام والخاص تعمل على تحسين وصول الرعاية الصحية إلى عامة السكان.
ومع ذلك، ثمة تفاوت كبير بين خدمات الرعاية الصحية ومستوى الإنفاق بين الدول العربية الغنية وبقية الدول العربية الأخرى.
وعالميا، بلغت قيمة سوق خدمات الرعاية الصحية 11.3 تريليون دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 19 تريليونا بحلول عام 2028، بنمو سنوي مركب بنسبة 8.96% خلال الفترة المتوقعة حسب ما ذكرت منصة "إنسايدر مونكي".
وتقدم الجزيرة نت في هذا التقرير بعضا من أبرز الدول العربية إنفاقا على خدمات الرعاية الصحية وحجم إنفاق هذه الدول، آخذين بعين الاعتبار مؤشرات عدة، ومن أهمها:
معدل إنفاق الفرد على الصحة: وهذا مؤشر أساسي لأنظمة تمويل الصحة، ويساهم في فهم إجمالي الإنفاق على الصحة نسبة إلى عدد السكان المستفيدين، معبرا عنه بالدولار الدولي الحالي وفقا لتعادل القوة الشرائية لتسهيل المقارنات الدولية، وذلك حسب قاعدة بيانات البنك الدولي لعام 2021 كعام مرجعي. متوسط العمر في الدولة لكلا الجنسين معا عام 2023 وفقا لمنصة "ورلد ببيوليشن ريفيو" اعتمادا على إحصاءات الأمم المتحدة (2023). موازنات الصحة للدول للعام 2024 كسنة مرجعية. 1- السعودية معدل إنفاق الفرد على الصحة: 3029 دولارا. متوسط العمر: 78.29 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 86.25 مليار ريال (23 مليار دولار).يظل القطاع الصحي على رأس أولويات الحكومة السعودية، وفي عام 2024 بلغت ميزانية وزارة الصحة السعودية 86.25 مليار ريال (23 مليار دولار) أو ما نسبته 7% من الميزانية العامة للدولة، وفقا لمنصة وزارة الصحة السعودية.
وبموجب رؤية 2030 تخطط الحكومة السعودية لاستثمار أكثر من 65 مليار دولار لتطوير البنية التحتية للرعاية الصحية في البلاد، وإعادة تنظيم وخصخصة الخدمات الصحية والتأمين، وإطلاق 21 مجموعة صحية في جميع أنحاء البلاد، وتوسيع نطاق تقديم خدمات الصحة الإلكترونية وفقا لمنصة إدارة التجارة الدولية الأميركي.
وبالإضافة إلى ذلك، تهدف السعودية إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في القطاع من 40 إلى 65% بحلول عام 2030، واستهداف خصخصة 290 مستشفى و2300 مركز صحي أولي، مما يخلق فرصا تجارية كبيرة للشركات في سوق الرعاية الصحية النامية في السعودية، حسب المصدر السابق.
6 مليارات دولار حجم موازنة الصحة في قطر 2024 (غيتي) 2- قطر معدل إنفاق الفرد على الصحة: 2952 دولارا. متوسط العمر: 81.9 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 21.8 مليار ريال (6 مليارات دولار).جاءت مخصصات الحكومة القطرية لقطاع الصحة في البلاد الأعلى في القطاعات الحيوية العشرة بقيمة 21.8 مليار ريال (6 مليارات دولار) في عام 2024، وتستحوذ على 11% من المصروفات الإجمالية المعلنة في الموازنة والبالغة قيمتها 202 مليار ريال (53.49 مليار دولار)، وهذا يدل على الاهتمام الكبير الذي توليه قطر للقطاع الصحي في البلاد.
وأطلقت قطر الإستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 لتقديم مجتمع يركز على الصحة مدعوما بنظام صحي متكامل يركز على التميز السريري والاستدامة والابتكار.
ويمثل إطلاق الإستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 المرحلة التالية في رحلة الصحة في قطر لتقديم أفضل النتائج الصحية لشعب قطر، وفقا لصحيفة العرب القطرية.
وحددت الإستراتيجية الوطنية للصحة 3 مجالات إستراتيجية ذات أولوية للعمل عليها تتمثل في:
تحسين صحة السكان ورفاهيتهم. التميز في تقديم الخدمات وتجربة المرضى. كفاءة النظام الصحي ومرونته.وبموجبها سيتم تحويل النظام الصحي في البلاد إلى نظام رقمي بالكامل، وتسعى الإستراتيجية الجديدة إلى تحقيق طموح القطاع الصحي المتمثل في "بناء مجتمع يركز على الصحة مدعوم بنظام صحي متكامل قائم على التميز السريري والاستدامة والابتكار".
3- الإمارات معدل إنفاق الفرد على الصحة: 4065 دولارا. متوسط العمر: 80.65 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 5 مليارات درهم (1.36 مليار دولار).تمثل الرعاية الصحية أحد أهم القطاعات الخدمية في الإمارات وتحتل مكانة خاصة في أجندة الحكومة، وتخصص الحكومة حصة كبيرة من ميزانيتها الاتحادية لقطاع الرعاية الصحية كل عام، وذلك من أجل توفير خدمات صحية ذات جودة عالية تلبي احتياجات المواطنين.
وبلغت الموازنة الاتحادية المخصصة للرعاية الصحية في دولة الإمارات 5 مليارات درهم (1.36 مليار دولار) عام 2024.
يشار إلى أن ثمة موازنة أخرى لكل إمارة على حدة، فمثلا قال المكتب الإعلامي لإمارة دبي إن الموازنة العامة لحكومة دبي اعتمدت بإجمالي نفقات قدره 246.6 مليار درهم (67.14 مليار دولار) للسنوات المالية 2024-2026.
وتسعى الإمارات إلى رقمنة أنظمة الرعاية الصحية واستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتوفير الوصول إلى منصة تمريض رعاية افتراضية "ذكية" تغطي أقسام الطوارئ وغرف العمليات ووحدات العناية المركزة ووحدات حديثي الولادة.
4- سلطنة عمان معدل إنفاق الفرد على الصحة: 1646.6 دولارا. متوسط العمر: 79.18 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 1.056 ريال (2.73 مليار دولار).تولي الحكومة العمانية اهتماما كبيرا بالصحة العامة لمواطنيها، ووصلت قيمة مخصصات الإنفاق على القطاع الصحي 1.056 مليار ريال عماني في عام 2024 مقابل 946 مليون ريال عام 2023، بزيادة نحو 11 مليون ريال، وفقا لصحيفة عُمان.
ويستحوذ قطاع الصحة على 22% من الإنفاق على الخدمات في السلطنة.
ووفق بيانات نشرتها منصة "استثمر في عُمان" عن الآفاق الاستثمارية في القطاع الصحي، يوجد في سلطنة عمان 88 مستشفى بسعة 7 آلاف سرير، إضافة إلى 487 مركزا صحيا، ويحتاج القطاع الصحي إلى 13 ألفا من المتخصصين في المجالات الصحية بحلول عام 2040.
5- الكويت معدل إنفاق الفرد على الصحة: 2908.3 دولارات. متوسط العمر: 80.63 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 2.75 مليار دينار (8.9 مليارات دولار).سجلت الكويت أحد أعلى مستويات الإنفاق على الرعاية الصحية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بفضل خطة التنمية الإستراتيجية لرؤية 2035.
وبحسب تقرير صادر عن مؤسسة "بي إم آي"، فإن الإنفاق الصحي في البلاد كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي بلغ 5.1% في عام 2023.
10 مليارات دولار موازنة الصحة في مصر العام 2024 (غيتي) 6- مصر معدل إنفاق الفرد على الصحة: 615 دولارا. متوسط العمر: 72.2 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 496 مليار جنيه (10 مليارات دولار).خصصت حكومة مصر 469 مليار جنيه (نحو 10 مليارات دولار) للقطاع الصحي بموازنة العام المالي الحالي 2025/2024.
ويتمتع 66% من السكان بتغطية تأمين صحي عام (نحو 77 مليون مواطن) وفقا لتقديرات وزارة الصحة والسكان لعام 2023، مما قد يترك الملايين في مصر بدون تغطية، حسب ما ذكرت منظمة العفو الدولية.
ويعاني نظام الرعاية الصحية العام في مصر من نقص في أسرّة المستشفيات العامة، إذ يوفر 1.4 سريرا فقط لكل ألف شخص، وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 2.9 سرير لكل ألف شخص.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اقترح في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أن تبني الحكومة مستشفيات وأن تحولها إلى القطاع الخاص لإدارتها بسبب سوء إدارة الحكومة للمستشفيات العامة، وهو ما أدى إلى صدور قانون جديد بالفعل في يونيو/حزيران 2024، والذي يسمح للقطاع الخاص بتشغيل وإدارة المرافق الصحية العامة على أساس الربح.
ولا يتضمن القانون أي لوائح سعرية، مما يمنح المستثمرين من القطاع الخاص والحكومة سلطة تقديرية لتحديد الأسعار على أساس كل حالة بصورة مستقلة.
وقالت منظمة العفو الدولية إن القانون الجديد لخصخصة الرعاية الصحية في مصر من شأنه أن يعرّض للخطر إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية وتوافرها، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يفتقرون إلى التأمين الصحي و/ أو يعيشون في فقر.
7- الجزائر معدل إنفاق الفرد على الصحة: 672.25 دولارا. متوسط العمر: 77.54 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 848 مليار دينار (6.35 مليارات دولار).اعتمدت الحكومة الجزائرية مبلغ 848 مليار دينار جزائري (6.35 مليارات دولار) ميزانية القطاع الصحي في البلاد لعام 2024.
وكشف وزير الصحة الجزائري عبد الحق سايحي عن تخصيص مبلغ 238 مليار دينار (1.78 مليار دولار) للوقاية، و17 مليار دينار (127.4 مليون دولار) للتدريب، و551 مليار دينار (4.13 مليارات دولار) للإدارة العامة وتسيير المؤسسات والمستشفيات وشراء الأدوية.
ويعاني النظام الصحي في الجزائر من نقص الأدوية والمعدات والموظفين، مما يعطل الاستجابة الفعالة.
6.4 مليارات دولار حجم موازنة الصحة في الجزائر عام 2024 (غيتي) 8- المغرب معدل إنفاق الفرد على الصحة: 515.76 دولارا. متوسط العمر: 75.43 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: نحو 31 مليار درهم (3 مليارات دولار).تبلغ الميزانية الإجمالية المخصصة لقطاع الصحة والحماية الاجتماعية في 2024 نحو 31 مليار درهم (3 مليارات دولار)، بزيادة إجمالية تقدر بـ55 % مقارنة بميزانية سنة 2021 كما أعلن رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش.
من جهة أخرى، أكدت وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي أن الحكومة سترفع ميزانية قطاع الصحة والحماية الاجتماعية بـ1.9 مليار درهم في عام 2025 مقارنة بالسنة الجارية لتصل إلى 32.6 مليار درهم (3.25 مليارات دولار).
ويواجه نظام الرعاية الصحية المغربي تحديات، مثل التفاوت في الموارد، وعدم كفاية التمويل، والأمراض غير المعدية، ومع ذلك فإن الإنجازات مثل التغطية الصحية الشاملة وتحسين المؤشرات الصحية تُظهر تقدما.
ولتعزيز النظام فإن معالجة التفاوت في الموارد، وزيادة التمويل والقوى العاملة، وإدارة الأمراض غير المعدية، وتبني التقنيات الرقمية، والتركيز على الوقاية كلها أمور ضرورية، ويمكن لهذه الخطوات أن تمهد الطريق لنظام رعاية صحية فعال وشامل ومركّز على المريض في المغرب.
أكثر من مليار دولار موازنة الصحة في الأردن للعام 2024 (شترستوك) 9- الأردن معدل إنفاق الفرد على الصحة: 738.52 دولارا. متوسط العمر: 76.83 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 766 مليون دينار (1.08 مليار دولار).ارتفعت موازنة وزارة الصحة المقدرة للعام 2024 إلى 766 مليون دينار (1.08 مليار دولار) بعد أن كانت 701 مليون دينار (988.5 مليون دولار) للعام 2023 بزيادة قدرها 65 مليون دينار (91.6 مليون دولار)، وفقا لصحيفة الغد الأردنية.
ويملك الأردن نظاما صحيا متطورا مقارنة بغيره من الدول المجاورة، إذ بلغ مجموع عدد المستشفيات في المملكة 119، بمجموع عدد أسرّة يقارب 16.2 ألف سرير.
ومع ذلك، يواجه القطاع الصحي في البلاد العديد من المشاكل والتحديات، مثل ضعف الحوكمة، والضغط الكبير على المنشآت الصحية، وتباعد المواعيد، ووجود تجارب سلبية لدى بعض المراجعين، وعدم وضوح آليات حماية المريض من الأخطاء الطبية، والانتشار المرعب لوباء التدخين، والشكاوى من أن الطب في الأردن تحول إلى تجارة.
10- تونس معدل إنفاق الفرد على الصحة: 784.1 دولارا. متوسط العمر: 77.16 سنة. موازنة الصحة لعام 2024: 3.93 مليارات دينار (1.25 مليار دولار).تعد ميزانية وزارة الصحة الأضخم بعد ميزانيات وزارة التربية والصناعة والداخلية والدفاع، وتمثل 5.5% من مشروع الميزانية العامة للدولة في سنة 2024.
ماذا عن الوضع في العالم؟تشير بيانات منظمة الصحة العالمية في تقرير الإنفاق الصحي العالمي لعام 2023 إلى الإنفاق على الصحة بلغ في عام 2021 مستوى مرتفعا جديدا وصل إلى 9.8 تريليونات دولار أو 10.3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، تزامنا مع تفشي جائحة "كوفيد-19".
وبلغ متوسط الإنفاق الفردي على الصحة نحو 4 آلاف دولار في البلدان ذات الدخل المرتفع، وفق تقرير المنظمة.
وبحسب بيانات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (أو إي سي دي) في عام 2022، وذكرته منصة إنفستوبيديا:
تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأعلى في الإنفاق على الرعاية الصحية بين الدول المتقدمة في العالم بـ12 ألفا و555 دولارا للفرد. احتلت سويسرا المرتبة الثانية من حيث أعلى ميزانية للرعاية الصحية، إذ بلغ الإنفاق 8049 دولارا للفرد. تحتل ألمانيا والنرويج والنمسا الثالثة والرابعة والخامسة على التوالي، إذ يبلغ الإنفاق لكل منها ما بين 7 آلاف و8 آلاف دولار للفرد.