الوطن:
2025-03-18@07:41:28 GMT

دعاء حلمي تكتب.. لماذا الحشاشين؟!

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

دعاء حلمي تكتب.. لماذا الحشاشين؟!

أيام معدودة تفصلنا عن موسم مسلسلات رمضان 2024، ليترقب الجميع إنتاجات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى نالت ثقة الجمهور المصرى والعربى بإنتاجاتها الدرامية المتميزة على مدار العام لأعمال تحترم عقلية ووجدان المواطن بمختلف اهتماماته وفئاته.

إلا أن حالة الترقب والانتظار تصل إلى ذروتها بعد الإعلان عن مسلسل الحشاشين على وجه التحديد لعدد من الأسباب، أهمها أنه من صنيعة عدد من أمهر صُناع الدراما، على رأسهم النجم كريم عبدالعزيز لما يحظى به من نجومية مستحقة، ومن إخراج المخرج المتميز بيتر ميمى الذى اقترن اسمه بعدد من الأعمال الجماهيرية الناجحة.

وكذلك المؤلف عبدالرحيم كمال الذى أصبح اسماً يحمل علامة لجودة المحتوى الذى يحمل اسمه، بالإضافة إلى التكلفة الإنتاجية الضخمة للمسلسل الذى تم تصويره بين ثلاث قارات مختلفة، وهى أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى، وهو ما يعيد مصر إلى المنافسة فى مجال الأعمال التاريخية بعد غياب سنوات طويلة كانت لمصر الصدارة خلالها فى التصدى لتقديمها، وها هى تعود إلى موطنها الأصلى.

ولكن التساؤل الذى يطرح نفسه هو: لماذا «الحشاشين» الآن؟

وبما أننا الآن ليس أمامنا سوى التكهن لأننا لم نرَ المسلسل كى نتمكن من الإجابة، إلا أن التساؤل يمكن الإجابة عنه فى حال معرفة من هى تلك الطائفة وما هو الظرف التاريخى لنشأتها. وعقدُ المقارنة بالظرف التاريخى الذى نحياه اليوم فى وطننا العربى قد يجعل الإجابة ممكنة.

فقد ظهرت هذه الحركة التاريخية عندما كان الصراع السياسى على أشده فى المنطقة بأسرها بعد ضياع هيبة الدولة العباسية فى العراق وانهيارها الذى أصبح وشيكاً، وكانت مصر وشمال أفريقيا تحت حكم الفاطميين، أما الأندلس فكانت تحت إمرة فرَق متبقية من انهيار الدولة الأموية وهم ملوك الطوائف.

باختصار كان الصراع السياسى والعراك العسكرى والتناحر العقائدى -خاصة بين السنة والشيعة- يعصف بالأمة الإسلامية، واكتملت الطينة بلة بظهور الصليبيين، وهذا ما يعكس أن ظهور الحركات الدينية دائماً ما يرتبط بالأزمات الحضارية والمراحل الانتقالية، وبالفعل ظهرت حركة الحشاشين التى اختلفت الروايات حولها، فسُميت الحركة النزارية نسبة إلى نزار ابن المستنصر الذى انحاز إليه حسن الصباح عندما كان فى مصر وهو مؤسس هذه الحركة، كما سُميت بالحركة الألموتية نسبة إلى قلعة ألموت التى باشر منها حسن الصباح قيادة تلك الحركة السرية، أما ماركو باولو فسماها حركة الملاحدة.

وكما اختلفت المسميات اختلفت أيضاً الأسباب وراء تسميتها بالحشاشين فقالوا إن المنتمين إليها كانوا يأكلون من حشاش الأرض بسبب حصار الدولة السلجوقية الحاكمة آنذاك لهم، وآخرون قالوا إنهم كانوا يختبئون خلف الحشائش لاغتيال معارضيهم، وقيل لشربهم «الحشيش» قُبيل عمليات الاغتيال، إلا أن الرواية الأشهر أن زعيمهم حسن الصباح استعان بنبات القنب «الحشيش» كى يتمكن من السيطرة على أتباعه وإيهامهم عن طريق تشييد قلعة ضخمة كمصغر للجنة وبها كل ما لذ وطاب من أنهار العسل واللبن وفتيات أشبه بالحوريات كى يجعلوا منه زعيماً بل وحاكماً بأمر الله.

كانت تلك الفرقة الشيعية التابعة للطريقة الإسماعيلية الفاطمية واحدة من أشرس وأعنف الحركات الدينية على مر التاريخ الإنسانى، ولكنها لا تختلف أبداً من حيث الهرمية والتراتبية والهيكلية فى تنفيذ الأوامر عن أى جماعة ثيوقراطية «تحكم باسم الدين» مهما اختلفت المسميات والمشارب، مثل التنظيمات الشيوعية والجماعات اليهودية المتطرفة والحملات الصليبية.

وكذلك الحركة الصهيونية، وبالطبع جماعة الإخوان، وكافة التنظيمات الإرهابية -مثل القاعدة وداعش وغيرهما- التى تتشابه إلى حد التطابق مع تلك الفرقة الدموية وكأنها الامتداد الطبيعى لها، من حيث الطاعة العمياء للإمام أو القائد المعصوم، واستخدام العنف والإرهاب للسيطرة على العامة، واستغلال الفقر وقلة الوعى لتحقيق المكاسب المادية، واستغلال الدين كحصان طروادة للوصول للسلطة.

ولذلك كانت هناك ضرورة ملحة لإنتاج مثل تلك النوعية من الأعمال الدرامية التى ترصد التاريخ الحقيقى والجذور الأصلية لكل تلك الحركات الأصولية، على أمل أن تنفع الذكرى ويزيد الوعى الجمعى بمخاطر هذا المرض اللعين المسمى بالحكم باسم الدين، فيا عزيزى كلهم «حشاشين» وجب العلاج الجذرى لهم!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدراما الموسم الرمضانى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الحشاشين

إقرأ أيضاً:

حماس: الغارات الإسرائيلية قـ.تلت وأصابت عددا من أسرى الاحتلال لدى الحركة

أكد قيادي في حركة حماس أن غارات جيش الاحتلال  الإسرائيلي على قطاع غزة  تسببت في مقتل وإصابة  عدد من الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة.  

وقال القيادي في حركة حماس، والذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات إعلامية له، إن الحركة وافقت على مقترح بولر ففوجئت بمقترح ويتكوف.

وشدد القيادي بحركة حماس على أن هدف نتنياهو الرئيسي هو التخلص من الأسرى الإسرائيليين.

وختم تصريحاته بالقول: “حماس نفذت جميع الالتزامات منذ بداية اتفاق وقف إطلاق النار”.

وبحسب مصادر فلسطينية؛ فإن الغارات استهدفت مناطق سكنية ومرافق مدنية في قطاع غزة، إضافة إلى مخيمات اللاجئين، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.

وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، في ظل وجود العديد من الإصابات الخطيرة واستمرار انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

وأكدت وزارة الصحة في القطاع أن النظام الصحي في القطاع في حالة انهيار كامل، حيث تواجه المستشفيات نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى أزمة وقود خانقة تؤثر على تشغيل المولدات وأقسام العناية المركزة.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية استئناف العمليات العسكرية ضد حركة "حماس"، متهمة الأخيرة برفض مبادرات التهدئة واحتجاز رهائن، وهو ما دفع إسرائيل إلى تنفيذ ضربات وصفتها بـ"الموسعة" على مواقع الحركة، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

من جانبها، حمّلت حركة حماس إسرائيل المسئولية الكاملة عن المجازر التي ترتكب بحق المدنيين، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف "العدوان المستمر" على الشعب الفلسطيني.

المشهد في قطاع غزة يتجه نحو كارثة إنسانية متفاقمة، وسط تصاعد الغارات الجوية، وتزايد أعداد القتلى والمصابين، وتدهور الوضع الإغاثي والطبي بشكل غير مسبوق، في ظل غياب أفق واضح لوقف التصعيد أو التوصل إلى تهدئة جديدة.

مقالات مشابهة

  • حماس: الغارات الإسرائيلية قـ.تلت وأصابت عددا من أسرى الاحتلال لدى الحركة
  • 8 سنوات على رحيل السيد ياسين.. أستاذ الباحثين
  • يزيد الرزق ويسدد الدين .. دعاء بعد الفجر مجرب
  • وفد الحزب الكردي يزور حزب الحركة القومية
  • لماذا ندعو ولا يستجاب لنا؟ فيديو لشيخ الأزهر يلخص الإجابة
  • إلهام أبو الفتح تكتب: صواريخ رمضان
  • جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية
  • أرملة حلمي بكر تتحدث عن الجنازة الصادمة: حاولوا اختطاف جثمانه
  • نفت التعدي عليه.. أرملة حلمي بكر تروي اللحظات الأخيرة فى حياته
  • أرملة حلمي بكر تفجر مفاجأة: “حاولوا اختطاف جثمانه”!