استبعد المحلل العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري الاستمرار في تجاوز قواعد الاشتباك المتعارف عليها في المواجهة بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني رغم التصعيد المتبادل خلال الساعات الماضية، لافتا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يزال يحاول خلط الأوراق عبر ذلك التصعيد.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه استهدف بعلبك في البقاع ردا على إسقاط حزب الله مسيّرة إسرائيلية من نوع "هرمز 450" بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح جنوبي لبنان، وقال إنه سيواصل عملياته للدفاع عن إسرائيل، بما في ذلك في المجال الجوي اللبناني.

وفي وقت لاحق، أعلن حزب الله أنه قصف مقر قيادة فرقة الجولان التابعة للجيش الإسرائيلي بعشرات الصواريخ ردا على استهداف الطيران الإسرائيلي مواقع تابعة له في بعلبك شرقي لبنان.

وقال الدويري في تحليل للجزيرة، إن المسيّرة الإسرائيلية التي أسقطها حزب الله متطورة ولها مواصفات فنية متقدمة، وهو ما دفع جيش الاحتلال لاستهداف المنطقة التي سقطت فيها بشكل مكثف لتدمير حطامها خوفا من أن يقع في يد حزب الله ويستفيد منها من خلال الهندسة العكسية.

وربط الدويري التصعيد الحاصل في الساعات الأخيرة بتصريحات قيادات الاحتلال الإسرائيلي بإمكانية الدخول في حرب مفتوحة مع حزب الله، وهو الأمر الذي يدركه الحزب اللبناني ويعمل على تجنبه بسبب الأوضاع التي يعيشها لبنان ولا يتحمل معها الدخول في تلك الحرب المفتوحة.

أفق مسدود

ويشير المحلل العسكري في هذا السياق إلى أن إسرائيل وصلت لأفق مسدود في قطاع غزة، حيث لم يتسن لها حسم المعركة عسكريا، كما لم يستطع نتنياهو تقديم شيء ملموس يترجم عملية النصر التي يعد بها، وهو ما يدفعه لمحاولة خلط الأوراق في الشمال عبر التوجه لعملية عسكرية مفتوحة.

ويرى في هذا السياق أنه لن يكون مستغربا قيام نتنياهو بذلك لأخذ جزء من التركيز العالمي تجاه الأوضاع في الشمال، والهروب من الانتقاد والضغط الدولي بشأن قطاع غزة والعملية العسكرية التي يعتزم تنفيذها جنوبا في رفح.

لكن الدويري يرى في ذات الوقت، أن هذه المستجدات لن تؤدي إلى تصعيد مفتوح كما يتخيل البعض، وأن قواعد الاشتباك ستعود كما كانت عليه، وسيعود العمق التقريبي للمواجهة بين الطرفين، في ظل إدراك حزب الله لأهداف نتنياهو وحرصه على تفويت الفرصة عليه بسبب الأوضاع الداخلية في لبنان.

وتلوح إسرائيل بعملية عسكرية واسعة لإبعاد مقاتلي الحزب عن الحدود في حال لم يتم التوصل إلى تسوية دبلوماسية بهذا الشأن.

وكان حزب الله بدأ الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر الحدود بعيد إطلاق المقاومة الفلسطينية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأسفرت المواجهات عن قتلى في الجانبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

‏هآرتس: الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء في لبنان أكثر من 60 يومًا كما هو متفق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار

قالت صحيفة ‏هآرتس، إن الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء في لبنان أكثر من 60 يومًا كما هو متفق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار.

وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • “تحريض وتشويش وتهديد” .. هذه هي التهم التي تلاحق سارة نتنياهو في المحكمة وقد تدفع بها لدخول السجن
  • وتيرة الخروقات تتصاعد جنوب لبنان.. كيف يُفهَم التصعيد الإسرائيلي؟!
  • ‏مصادر طبية في غزة: الجيش الإسرائيلي يحتجز مدير وطاقم مستشفى كمال عدوان
  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • خبير: جيش الاحتلال نفذ مجازر ولم يلتزم بخطوط الاشتباك
  • خبير: جيش الاحتلال نفذ جرائم في غزة .. ولم يلتزم بخطوط الاشتباك
  • اليونيفيل: الجيش اللبناني ينتشر في الخيام وسط قلق من التصعيد الإسرائيلي بالناقورة
  • غارات للاحتلال الإسرائيلي تستهدف البقاع اللبناني
  • NYT: بعد 7 أكتوبر غيّرت إسرائيل قواعد الاشتباك ولم تعد تهتم بالمدنيين
  • ‏هآرتس: الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء في لبنان أكثر من 60 يومًا كما هو متفق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار