جامعة الدول العربية في اليوم الأخير من جلسات محكمة العدل: الاحتلال إهانة للعدالة الدولية

لاهاي غزة "أ ف ب" "العمانية": وصفت جامعة الدول العربية اليوم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بأنه "إهانة للعدالة الدولية" قائلة إن الفشل في إنهائه يرقى إلى مستوى "الإبادة الجماعية".

ودخلت اليوم محكمة العدل الدولية اليوم الأخير من جلسات الاستماع التي استمرت أسبوعا بعد طلب من الأمم المتحدة، حيث قدمت 52 دولة، وهو عدد غير مسبوق، وجهات نظرها بشأن الاحتلال الإسرائيلي.

وقال ممثل الجامعة العربية التي تضم 22 دولة عبد الحكيم الرفاعي للقضاة في لاهاي إن "هذا الاحتلال الطويل الأمد يشكل إهانة للعدالة الدولية".

وأكد أن "الفشل في وضع حد لها أدى إلى الفظائع الحالية التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني والتي تصل إلى حد الإبادة الجماعية".

وفي يونيو 1967، خاضت إسرائيل حربا مع جيرانها العرب استمرّت ستة أيام استولت خلالها على الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية ومرتفعات الجولان وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.

الأسبوع الماضي، شدّدت الولايات المتحدة أمام المحكمة على أنه لا يجب إلزام إسرائيل قانونيًا بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة دون أن تحصل على ضمانات أمنية.

لكن حذر المتحدثون اليوم من أن استمرار الاحتلال لفترة طويلة يشكل "خطرا شديدا" على الاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه.

وقال ممثل تركيا أحمد يلدز "إذا ترك دون رادع، فإنه لا يهدد السلام والأمن الإقليميين فحسب، بل أيضًا السلام والأمن العالميين".

وقال مارشال موبامبي موشيندي "يتوجّب على إسرائيل وفلسطين احترام حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي".

ولفت إلى أن أي تسوية للنزاع لا يجب أن "تلقي باللوم مباشرة على جهة واحدة، بل أن تطرح حلا متفاوضا عليه يفضي إلى حل الدولتين".

وطلبت الأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية إصدار "رأي استشاري" بشأن "العواقب القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية".

ومن المرجح أن تصدر المحكمة رأيها قبل نهاية العام، لكنه ليس ملزما لأي جهة.

ولن تشارك إسرائيل في جلسات الاستماع، لكنها قدمت نصًا بتاريخ 24 يوليو 2023 حضت فيه المحكمة على رفض إصدار رأي بشأن القضية. ووصفت فيها الأسئلة التي طرحت على المحكمة بأنها "مجحفة" و"متحيزة".

وتأتي جلسات الاستماع هذه وسط ضغوط قانونية دولية متزايدة على إسرائيل بخصوص الحرب في قطاع غزة الناجمة عن الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على الدولة العبرية.

وهذه الجلسات منفصلة تماما عن قضية أخرى رفعتها جنوب إفريقيا، تقول فيها إنّ إسرائيل ترتكب أعمال إبادة جماعية خلال الهجوم الحالي على غزة.

وفي حين أنّ رأي المحكمة لن يكون ملزماً، إلّا أنّه يأتي وسط ضغوط قانونية دولية متزايدة على إسرائيل بشأن الحرب في غزة التي اندلعت في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنّته حركة حماس في السابع من أكتوبر.

ارتفاع حصيلة الشهداء

ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 29,782 شهيدًا و70,782 مصابًا. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية، راح ضحيتها 90 شهيدًا و164 مصابًا.

وأوضحت أن آلاف الضحايا ما يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، إلى جانب انتشال طواقم الإسعاف جثامين 17 شهيدًا من مناطق متفرقة في مدينة خان يونس منذ فجر اليوم.

منع وصول المساعدات

ذكرت منظمة حقوق الإنسان الدولية "هيومن رايتس ووتش "اليوم أن الاحتلال الإسرائيلي لم يمتثل لأمر المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة بتقديم المساعدات العاجلة لسكان قطاع غزة، بعد شهر من صدور حكم تاريخي في لاهاي يأمر الاحتلال بتخفيف حدة الحرب. وكانت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة قد أمرت إسرائيل ببذل كل ما في وسعها لمنع الموت والدمار وأي إبادة جماعية في غزة، لكنها لم تصل إلى حد الأمر بإنهاء هجوم الاحتلال الإسرائيلي العسكري الذي تسبب في كارثة إنسانية في قطاع غزة. وتتضمن إجراءات المحكمة توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها لمعالجة الظروف المعيشية المعاكسة التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة. وبعد مرور ما يقرب من 5 أشهر على بدء الحرب، تجري الاستعدادات الآن لكي تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع نطاق عمليتها البرية في رفح - المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة على طول الحدود مع مصر -، إذ تدفق نحو 1.4 مليون فلسطيني بحثاً عن الأمان.

جامعة الدول العربية: الاحتلال الإسرائيلي "إهانة للعدالة الدولية"

المصدر: لجريدة عمان