إرهاب وإبادة.. وكثير من الأحقاد التاريخية
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
بعد أن دخلت الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الشهر الخامس وتسببت في استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني ثلاثة أرباعهم أطفال ونساء، تساقطت الكثير من السرديات الإسرائيلية والغربية التي أكدت في بداية الحرب أن إسرائيل تسترشد في حربها بمبادئ الدفاع عن النفس بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس عليها في السابع من أكتوبر الماضي.
ورغم أن مبدأ الدفاع عن النفس ملتبس جدا فيما يخص الوضع في فلسطين المحتلة إلا أن الانطلاق منه لمناقشة الوضع العام لا تكون في صالح «إسرائيل»! فاستهداف المدنيين وقتل أكثر من 30 ألف شخص وإصابة أكثر من 100 ألف شخص آخرين وتهجير أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني لا يمكن أن يقرأ حتى من أي صهيوني متطرف باعتباره دفاعا عن النفس. كما أن تدمير البنية الأساسية في قطاع غزة لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس، ومنع الماء والغذاء والدواء عن سكان غزة لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس بأي مستوى من مستويات قراءة الحدث.
ولذلك لا يمكن فهم ما تقوم به إسرائيل إلا باعتباره عملا إرهابيا تقوم به زمرة سياسية حاكمة في إسرائيل، وتطرفا دينيا وحقدا تاريخيا.. إضافة إلى ذلك هو نوع من العُصاب المرضي الذي يصيب بعض المجرمين.
لا يمكن أن يكون هناك أي تفسير آخر للمشهد الذي ترتكبه «إسرائيل» في قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر؛ لأن هذا لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس، ولا يمكن أن يكون تأمينا للحدود الإسرائيلية أو إعادة رسم للقواعد الأمنية. حيث إن أصغر سياسي يمكن أن يعرف أن إسرائيل بكل هذه الأعمال تدمر نفسها ذاتيا، وتزيد من أحقاد الفلسطينيين ضدها وتجعل فصائل المقاومة تستبسل أكثر وأكثر للرد عليها اليوم وفي المستقبل الذي لا يمكن أن يكون آمنا لإسرائيل.
وإذا كان هذا مفهوما في ظل تاريخ إسرائيل الدموي فإنه غير مفهوم أو غير متقبل بالنسبة لبقية دول العالم التي كان عليها من البداية أن توقف هذه الحرب لا أن تزيد في إشعالها عبر جسور الإمداد العسكري ووفود الدعم السياسي.
ورغم التحذيرات الكثيرة التي تبرعت بها بعض الدول «الصديقة» لإسرائيل من أنها تنثر بذور الحقد ضدها في المنطقة بأكملها إلا أن الزمرة الحاكمة في دولة الاحتلال والغارقة في دماء الأطفال لا تطرب إلا لصوت الحرب ومنظر الدماء وهي تتساقط من أردان الساسة الإسرائيليين.
أما العالم الصامت والمتواطئ إن كان مهتما بمستقبل السلام في المنطقة من منطلق اهتمامه بإسرائيل نفسها، فعليه أن يدرك أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على أراضيها، وحين ذلك سيتمكن العالم من الحوار مع الدولة الفلسطينية وليس مع حركات المقاومة والتحرر الوطني التي لا تقبل بالحلول الوسطى عبر كل التاريخ البشري.
ودون ذلك على العالم أن يستعد لمرحلة صعبة جدا لا يمكن تصور مستوى تداعياتها ولا نطاقها الجغرافي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لا یمکن أن یکون دفاعا عن النفس أکثر من
إقرأ أيضاً:
غزة: أكثر الأماكن التي تضررت بها خيام النازحين في القطاع نتيجة الأمطار
أكد الدفاع المدني في غزة تعرض الخيام التي تؤوى آلاف النازحين في مناطق عديدة من القطاع صباح اليوم الأحد، إلى أضرار جسيمة بعد أن تدفقت مياه الأمطار بداخلها، ما أدى إلى تضرر واتلاف أمتعتهم وأفرشتهم.
وفيما يلي نص التصريح كما وصل وكالة سوا:
تصريح صحفي صادر عن الدفاع المدني في غزة:
▪تعرضت الخيام التي تؤوى آلاف النازحين في مناطق عديدة من قطاع غزة صباح اليوم إلى أضرار جسيمة بعد أن تدفقت مياه الأمطار بداخلها، ما أدى إلى تضرر واتلاف أمتعتهم وأفرشتهم.
▪تركزت الحالات التي تضررت فيها خيام النازحين في كل من: مخيم إيواء ملعب اليرموك ومتنزه بلدية غزة ومنطقة مخيم الشاطئ والخيام المقامة في بعض المدارس، وكذلك في وسط وجنوب القطاع في وادي الدميثاء بالقرارة ومنطقة وادي السلقا ومحيط بركة حي الأمل وحرم جامعة الأقصى ومنطقة الشاكوش بمواصي رفح ومنطقة البركة وساحل البحر في دير البلح.
▪نوجه تساؤلات للعالم الإنساني وللمنظمات الدولية بأن خيام النازحين تعرضت لأضرار صباح اليوم بمجرد سقوط أمطار محدودة وخفيفة؛ فكيف الحال لو شهدت هذه الخيام أمطار غزيرة ومتواصلة؟ بالتأكيد أننا أمام مشهد إنساني كارثي إذا استمر النازحون في المخيمات على هذا الحال لاسيما في ظل تلف كثير من خيامهم وعدم صلاحها للإيواء.
▪نحذر بشدة بأن النازحين أمام مخاطر كبيرة حال تعرضت المناطق المنخفضة إلى غمر مياه الأمطار في ظل انسداد قنوات الصرف الصحي بفعل تدمير جيش الإحتلال الإسرائيلي للبنى التحتية في مناطق القطاع، والخشية أيضا من انهيار منازل ومباني ينزح فيها مواطنون هي غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي.
▪نناشد المجتمع الدولي الإنساني والأمم المتحدة بأن تتداعى لإنقاذ حياة النازحين الفلسطينيين في المخيمات بقطاع غزة قبل فوات الأوان، وأن تساعدهم وتمدهم بخيام وكرفانات إيواء للوقاية من أضرار فصل الستاء.
المصدر : وكالة سوا