لجريدة عمان:
2024-10-06@09:56:31 GMT

إرهاب وإبادة.. وكثير من الأحقاد التاريخية

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

إرهاب وإبادة.. وكثير من الأحقاد التاريخية

بعد أن دخلت الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الشهر الخامس وتسببت في استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني ثلاثة أرباعهم أطفال ونساء، تساقطت الكثير من السرديات الإسرائيلية والغربية التي أكدت في بداية الحرب أن إسرائيل تسترشد في حربها بمبادئ الدفاع عن النفس بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس عليها في السابع من أكتوبر الماضي.

ورغم أن مبدأ الدفاع عن النفس ملتبس جدا فيما يخص الوضع في فلسطين المحتلة إلا أن الانطلاق منه لمناقشة الوضع العام لا تكون في صالح «إسرائيل»! فاستهداف المدنيين وقتل أكثر من 30 ألف شخص وإصابة أكثر من 100 ألف شخص آخرين وتهجير أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني لا يمكن أن يقرأ حتى من أي صهيوني متطرف باعتباره دفاعا عن النفس. كما أن تدمير البنية الأساسية في قطاع غزة لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس، ومنع الماء والغذاء والدواء عن سكان غزة لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس بأي مستوى من مستويات قراءة الحدث.

ولذلك لا يمكن فهم ما تقوم به إسرائيل إلا باعتباره عملا إرهابيا تقوم به زمرة سياسية حاكمة في إسرائيل، وتطرفا دينيا وحقدا تاريخيا.. إضافة إلى ذلك هو نوع من العُصاب المرضي الذي يصيب بعض المجرمين.

لا يمكن أن يكون هناك أي تفسير آخر للمشهد الذي ترتكبه «إسرائيل» في قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر؛ لأن هذا لا يمكن أن يكون دفاعا عن النفس، ولا يمكن أن يكون تأمينا للحدود الإسرائيلية أو إعادة رسم للقواعد الأمنية. حيث إن أصغر سياسي يمكن أن يعرف أن إسرائيل بكل هذه الأعمال تدمر نفسها ذاتيا، وتزيد من أحقاد الفلسطينيين ضدها وتجعل فصائل المقاومة تستبسل أكثر وأكثر للرد عليها اليوم وفي المستقبل الذي لا يمكن أن يكون آمنا لإسرائيل.

وإذا كان هذا مفهوما في ظل تاريخ إسرائيل الدموي فإنه غير مفهوم أو غير متقبل بالنسبة لبقية دول العالم التي كان عليها من البداية أن توقف هذه الحرب لا أن تزيد في إشعالها عبر جسور الإمداد العسكري ووفود الدعم السياسي.

ورغم التحذيرات الكثيرة التي تبرعت بها بعض الدول «الصديقة» لإسرائيل من أنها تنثر بذور الحقد ضدها في المنطقة بأكملها إلا أن الزمرة الحاكمة في دولة الاحتلال والغارقة في دماء الأطفال لا تطرب إلا لصوت الحرب ومنظر الدماء وهي تتساقط من أردان الساسة الإسرائيليين.

أما العالم الصامت والمتواطئ إن كان مهتما بمستقبل السلام في المنطقة من منطلق اهتمامه بإسرائيل نفسها، فعليه أن يدرك أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على أراضيها، وحين ذلك سيتمكن العالم من الحوار مع الدولة الفلسطينية وليس مع حركات المقاومة والتحرر الوطني التي لا تقبل بالحلول الوسطى عبر كل التاريخ البشري.

ودون ذلك على العالم أن يستعد لمرحلة صعبة جدا لا يمكن تصور مستوى تداعياتها ولا نطاقها الجغرافي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا یمکن أن یکون دفاعا عن النفس أکثر من

إقرأ أيضاً:

لبنان: استهداف إسرائيل الواسع للمسعفين والقطاع الصحي هو جريمة خطيرة لا يمكن تبريرها

#سواليف

قال المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تذرع #الجيش_الإسرائيلي من دون أن يقدم أي أدلة تثبت صحة ما يدعيه، بأن مقاتلين يستخدمون #سيارات_الإسعاف من أجل نقل الوسائل القتالية ما هو إلّا حجّة لتبرير انتهاكاته الصارخة بحق قطاع #الإغاثة والإسعاف في #لبنان.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن هذه الاستهدافات تأتي كجزء من العدوان الذي تشنه إسرائيل على لبنان، وجزء من الهجوم المنهجي والواسع النطاق التذي تشنه ضد المدنيين اللبنانيين، وبالتالي يشكل جريمة ضد الإنسانية، عدا عن استهدافات الأعيان المدنية، بما في ذلك الأعيان الصحية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، يشكل جريمة حرب قائمة بحد ذاتها وأبرز الأورومتوسطي أنه منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على لبنان في 8 تشرين الأوّل/أكتوبر 2023، وحتّى تاريخ 3 تشرين الأوّل/أكتوبر 2024، استهداف إسرائيل 45 مركزا طبيا، و128 سيارة إسعاف وإطفاء ممّا أسفر عن قتل 97 مسعف وجرح 188 بحسب الحصيلة المعلن عنها من قبل وزارة الصّحة اللّبنانيّة.

وذكر الأورومتوسطي أن إسرائيل استهدفت كذلك 17 مركزا و62 آليّة تابعة للهيئة الصحيّة الإسلاميّة في لبنان ممّا أدى إلى مقتل 68 مسعف فيها وإصابة 98. بالإضافة إلى ذلك، تمّ استهداف 15 مركزا طبيا تابعا لكشّافة الرّسالة الإسلاميّة و57 آليّة تابعة لها، ممّا أسفر عن مقتل 18 مسعف وإصابة 62 جريح. أمّا بالنّسبة لهيئة الإسعاف اللّبنانيّة فقد استهدف مركز طبّي وآليّتان تابعتان لها ممّا أدّى إلى مقتل 7 مسعفين. فضلاً عن ذلك، استهدف الجيش الإسرائيلي 3 مراكز طبيّة تابعة لجمعيّة “عامل” الدولية، كما استهدف آليّة تابعة للصليب الأحمر اللّبناني مما أدّى إلى إصابة 3 متطوّعين. أمّا بالنّسبة للدّفاع المدني اللّبناني فقد استهدفت له 9 مراكز طبيّة و6 آليّات ممّا أوقع 4 قتلى و25 جريح من صفوف المسعفين.

مقالات ذات صلة مصدر أمريكي: الهجوم الإسرائيلي على إيران سيبدأ قريبا جدا 2024/10/05

وفي السياق نفسه، تلقّى جهاز الدّفاع المدني اللّبناني يوم الخميس 3 تشرين الأول/أكتوبر 2024 تهديداً إسرائيليًّا بعدم التّوجّه إلى المناطق المستهدفة وتحديداً إلى الضاحية الجنوبيّة لبيروت التي كانت قد تعرّضت لأعنف غارات منذ توسّع الهجمات في 23 أيلول/سبتمبر 2024 على لبنان، باستهدافهم في حال الاقتراب من مواقع الغارات في الضاحية لإغاثة الضحايا. وجاء هذا التطور بعد أن كانت مراكز الدفاع المدني في مختلف المناطق في لبنان قد تلقّت في 26 أيلول/سبتمبر 2024 اتصالات تدعو العناصر إلى إخلاء المراكز تحت التهديد بهدف نشر الذعر بينهم وتعطيل أعمال الإغاثة.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن حصيلة الضّحايا في لبنان منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى تاريخ 3 تشرين الأول/أكتوبر 2024، بلغت 1974 قتيلا من بينهم 127 طفلا و261 امرأة و97 مسعفا و9384 مصابا بحسب وزارة الصحّة اللبنانية. فيما تعرضت أكثر من 10 مستشفيات لأضرار بسبب الاعتداءات الاسرائيلية كان آخرها مستشفى بنت جبيل التي قُصف مساء يوم الخميس 4 تشرين الأول/أكتوبر 2024 ورُفض إعطاء إذن لطواقم الإسعاف عبر اليونيفل للدخول إليه وإجلاء الجرحى.

وأكد الأورومتوسطي أن هذه الممارسات من قبل الجيش الإسرائيلي والاستهدافات للقطاع الصحّي والإغاثي تشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدّولي الإنساني الذي ينص صراحةً على وجوب احترام وحماية العاملين في المجال الطبي العسكري والمدني في جميع الظروف. كما أكد المرصد أنّ الهجمات المتعمّدة ضد العاملين في قطاع الإغاثة واستهداف المنشآت الصحيّة يشكّل جريمة حرب عملاً بالمادّة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائيّة الدّوليّة والمادّة 85 الفقرة 5 من بروتوكول الإضافي الأوّل لعام 1977.

ونبه الأورومتوسطي إلى أنه وعلى الرّغم من أنّ إسرائيل ليست مُصدّقة على البروتوكول الإضافي الأوّل أو بنظام روما الأساسي ولا تعتبر نفسها ملزمة بهما إلّا أنّها تبقى ملزمة باتفاقيّات جنيف وبالقانون الدّولي الإنساني العرفي ممّا يلزمها قانونيًا، إلى جانب التزامها الإنساني والأخلاقي، باحترام وحماية المسعفين وعمّال الإغاثة الذين يقومون بنقل وإخلاء الجرحى من أماكن العمليّات ذات الطّابع العسكري وبكفالة حريّة مرور جميع المهمّات الطبيّة.

وشدد المرصد على أنَّ هذه الاستهدافات تؤكّد على نيّة الجيش الإسرائيلي باستهداف المدنيين وتعطيل وصول المساعدات والإغاثات لهم، ممّا يشير إلى نيّته بالقتل العمد للمدنيين والأشخاص غير المعنيين بالقتال والأعمال العسكرية، دون إيلاء اعتبار لقواعد القانون الدولي، بما في ذلك التمييز بين المدنيين والمقاتلين في كل الأوقات.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التدخل فورًا وإلزام إسرائيل بوقف الجرائم التي ترتكبها ضد عمال الإغاثة في لبنان وحمايتهم، ومنع التصعيد في المنطقة، وفرض العقوبات الفعّالة عليها ومساءلتها ومحاسبتها على جرائمها المستمرة بحق المدنيين والعُزّل ووقف هجماتها غير القانونية.

مقالات مشابهة

  • سيناريوات مجنونة على الطاولة.. هل تستغل إسرائيل “الفرصة التاريخية” لضرب النووي الإيراني بعد الهجوم الصاروخي؟
  • لبنان: استهداف إسرائيل الواسع للمسعفين والقطاع الصحي هو جريمة خطيرة لا يمكن تبريرها
  • ماكرون: لا يمكن التضحية بالشعب اللبناني.. ولن يكون هذا البلد غزة جديدة
  • عراقجي: الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني كان دفاعاً مشروعاً عن النفس
  • عميد بلدية سبها: أكثر من 3 آلاف منزل متضرر جراء سيول الأمطار الأخيرة التي شهدتها المدينة
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • من يكون الفلسطيني الضحية الوحيد الذي سقط بصواريخ إيران في الضفة الغربية؟(صورة)
  • واشنطن: لا يمكن تحديد مدة زمنية لعمليات إسرائيل في لبنان
  • إرهاب ممنهج.. فلسطين تدين تصريحات إسرائيل عن غوتيريش
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة