"ديوان الشيخ حمد الطائي".. عصامية رجل أعمال تماهت روحه التواقة مع إبداعات الصور الشعرية المتلألئة
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
◄ القصائد الأولى للشيخ حمد كانت تنبئ بشاعر واعد يقبض على جمر الكلمة فوُلِدت ناصعة البلاغة
◄ فن السيرة الشخصية في حياة الشعوب هو الهامش الأكثر اتساعًا للتاريخ شبه الرسمي للأوطان
الرؤية - خاص
أضافت مؤسسة "الرؤيا" للصحافة والنشر، إلى المكتبة العُمانية الإصدار الأحدث لديوان "الطائيات.. ديوان الشيخ حمد بن عيسى الطائي"، وذلك ضمن مشاركتها الثرية بالنسخة الحالية من معرض مسقط الدولي للكتاب.
ويتكئ الكتاب الجديد على مجموعة ثريَّة من المقابلات التسجيلية مع رفقاء رحلة الشيخ حمد بن عيسى الطائي، ويحوي تأريخًا مرويًّا على ألسنة معاصريه، ومن قصيدة إلى أخرى نقرأ فصلاً جديدًا من التاريخ العُمانيّ المُوازي شِبه الرسميّ، فضلاً عن عدسته التسجيلية التي صوّرت لنا فصولا من العلاقات الإنسانية سواءً العائلية أو بصُنّاع القرار في فترة أشد خصوصية من تاريخ سلطنة عُمان، كما يظهر مدى تشبث الشيخ حمد بن عيسى الطائيّ بجغرافية الأرض خاصةً ملاعب صباه في (بوشر) و(سمائل) وما حولهما، ومسقط وما جاورها. إنها حياة شعرية قصيرة في دروب العزة والكرامة وقوية بأثرها الطيّب والفاعل في حياة من تحلّقوا حوله.
وفي هذه السيرة الشعريّة والعصامية التي خاضها الشيخ حمد بن عيسى الطائيّ في النصف الثاني من القرن العشرين سنقلب معًا صفحات مشرقة من تاريخ أمّتنا بدايةً من بوابة (المدرسة السعيدية) الصرح العلميّ الذي كان بمثابة جامعة تخرّج فيها نخبة من العمانيين الذي قادوا الموجة الأولى من النهضة العُمانية، وعبورا إلى (جوادر) وفيها ذوو رحم وصلة دم مازالوا يتشبثون بهويّتنا وسماحة أخلاقنا، مرورًا بحاضرة (الدمّام) السعودية، وصولا إلى (البحرين) حيث كانت المحنة التي تولّدت منها المنحة حيث استطالت شجرة رجولته وصبره واستوت على سوقها، وأينعت ثمرتها في (دبي) بعد أن ربط على قلبه حجر الشوق إلى (عُمان) في (أبوظبي)، وقفل بعدها غربة طويلة إلى مسقط الحضن الدافيء مُلبيًا رسالة بريدية من السيد طارق بن تيمور - رحمة الله عليه- أول رئيس وزراء في حكومة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- الذي دعا كل العُمانيين للعودة والمشاركة في النهضة المباركة، تكللت بتطوير صناعة الطباعة والمشاركة في تأسيس (غرفة تجارة وصناعة عُمان) عبر أكثر من خمسة وعشرين شركة كانت أحد أعمدة الاقتصاد الوطنيّ.
إنّ القصائد الأولى للشيخ حمد الطائيّ كانت تنبيء عن شاعر واعد يقبض على جمر الكلمة فوُلدت ناصعة البلاغة، صافية الأوزان، ورصينة الألفاظ غير أنّ انخراطه في الوظيفة الحكومية ومن بعدها داخل أروقة رجال المال والأعمال ورحلاته الاقتصادية المكوكية شرقًا وغربا أخذته من بيت القصيد إلى بيت المال فارتكز على شعر المناسبات تأريخًا وتقريظًا فأتت القصائد على عجل، ولم تمهله تجارته التفرغ للتنقيح وتطوير تجربته الشعرية.
ومن خلال مقدمة الكتاب نقرأ للابن البار حاتم بن حمد الطائي (إذا كان كلُّ والد أسطورةً في عيون بنيه؛ فأنا كنتُ شاهد عيان على التاريخ المشرّف لأبي الذي استند على ظهر أمي المرأة العمانية المثابرة والشجرة الطيبة أصلا وفرعًا فقد كانت نعم الأم التي قبضت على جمر محبتنا، وكانت وفيّة لوالدنا فلم تكسرها المحن، ولم تحن ظهرها الضوائق، ولم تتبرّم من رحيلها الدائم ما بين الأقطار والحواضر فَرَدَت جُنْحَها وذادت عن حياض أسرتها، ورعت فراخها حتى شبّوا عن الطوق ومازالت مصباح أمل نتحلّق حوله جميعًا ونتزوّد منه في رحلتنا اليومية نحو المستقبل).
وفي الأخير يبقى القول أنّ فن السيرة الشخصية في حياة الشعوب هو الهامش الأكثر اتساعًا للتاريخ شبه الرسميّ للأوطان، بل ويمثل (التاريخ الشعبيّ الموازي) للمسيرة الحضارية التي انطلقت منذ عصر التدوين الأول في التاريخ الإنسانيّ، وتاريخ عُمان وحضارتها الضاربة بجذورها في التربة الإنسانية جزء لا يتجزأ من مجموع تاريخ الأمم كافة، وإن شئنا الدقة فالتاريخ العُمانيّ القديم والمعاصر والموغل في القدم، ومنه تاريخ الأشخاص الذين رسموا مستقبل أوطانهم ومنهم والدي -رحمه الله وطيَّبَ ثراه- في حقيقته قطع من الفُسيفساء صنعها مواطنون شرفاء تجاورت، وتداخلت وتكاملت حياتهم وشكّلت لوحة فنيّة ضخمة نحتتها مغامراتهم بحب على جدران الضمير الوطنيّ باتساع خارطة عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وامتدت في أطراف الأرض يحملونها في قلوبهم أينما ولّوا بوجوههم حاملين رسالة عُمان إلى العالم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عقب الحريق .. وزير الصحة يتفقد مبنى المعامل المركزية ويوجه بنقل الخدمات إلى ديوان الوزارة بدءًا من الأحد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجه الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، بسرعة نقل كافة خدمات مبنى إدارة العلاج الحر، وخدمات مبنى إدارة التكليف إلى ديوان عام الوزارة بمنطقة وسط البلد، لتسهيل حصول المواطنين على الخدمات لحين الانتهاء من إصلاح المبنى المتضرر، على أن يتم استقبال المترددين على الإدارتين بداية من بعد غد الأحد 16 مارس.
جاء ذلك خلال اجتماع عاجل، عقده الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، مع قيادات الوزارة، صباح اليوم الجمعة، لمتابعة تداعيات الحريق الذي اندلع فجرا، بأكشاك خشبية غير تابعة لوزارة الصحة، بجوار إدارة التراخيص الطبية والعلاج الحر، والمعامل المركزية للوزارة، وإدارة التكليف، في محيط شارع الشيخ ريحان، بمنطقة وسط البلد.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الوزير اطلع خلال الاجتماع على تقرير مبدئي حول الخسائر التي خلفها الحريق، والاحتياجات اللازمة لعودة العمل بأقصى سرعة، مؤكدا التزام الوزارة بتذليل أي عقبات قد تواجه وصول الخدمات للمواطنين، مضيفا أن الوزير وجه بتخصيص استراحة مجهزة داخل ديوان عام الوزارة، لتوفير بيئة مريحة للمترددين على الإدارات المتضررة لتلقي الخدمات.
وأضاف أن الوزير تفقد مبنى العلاج الحر، الذي تأثر بالحريق، حيث اطلع الوزير على حجم الأضرار التي لحقت بالمبنى، كما اطلع على موقع الحريق في أكشاك خشبية خلف المبنى ولا تتبع وزارة الصحة والسكان، لتقييم مدى تأثيره على البنية التحتية والتشطيبات والتجهيزات بمبنى العلاج الحر، مشددا على سرعة البدء في أعمال الصيانة والإصلاح، لضمان عودة المبنى إلى الخدمة في أسرع وقت، مؤكدا أن سلامة العاملين هي الأولوية القصوى، وأنه لن يتم إعادة تشغيل المبنى إلا بعد التأكد من استيفائه لجميع معايير السلامة والجودة.
وأوضح «عبدالغفار» أن الوزير وجه بالمتابعة والتنسيق مع الحماية المدنية، لتحديد موعد السماح بعودة التيار الكهربائي إلى أجهزة إدارة المعامل المركزية، بحيث يعود العمل لمبنى المعامل يوم الأحد المقبل، حال عودة التيار، وإذا وجد سبب فني يمنع عودة التيار، سيتم توفير 6 وحدات متنقلة داخل ساحة ديوان عام الوزارة لسحب العينات من المواطنين وتقديم كامل الخدمات، إلى جانب التوجيه بنقل لجنة السفر من المعامل المركزية إلى ديوان عام الوزارة، مع توفير أماكن مناسبة لتشغيل هذه الخدمات، مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لعودة العمل يوم الأحد المقبل.
وأضاف «عبدالغفار» أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة تفقد موقع الحريق لتقييم الأضرار التي لحقت بعدد من المكاتب الإدارية، حيث تضمنت جولته تفقد المبنى الخلفي الذي اندلع فيه الحريق (وهو مبنى غير تابع للوزارة)، ومبنى العلاج الحر، للوقوف على حجم الأضرار وتوجيه فرق الصيانة بسرعة إصلاحها.
وتابع «عبدالغفار» أن نائب رئيس مجلس الوزراء تفقد مبنى المعامل المركزية، حيث حرص على تفقد كافة الأقسام، للتأكد من سلامة الأجهزة، والتي لم تتأثر مطلقا بسبب الحريق ، كما تفقد المبني الإداري التابع للمعامل المركزية، للوقوف على حجم التلفيات التي لحقت بعدد من المكاتب الإدارية، وتحديد الاحتياجات اللازمة لإعادة تشغيل المبنى.
رافق الوزير الدكتور عمرو قنديل نائب الوزير، والدكتور أنور إسماعيل مساعد الوزير لشئون المشروعات القومية، والدكتور محمد عبدالوهاب الوكيل الدائم، والدكتور راضي حماد رئيس قطاع الطب الوقائي، والدكتور هشام زكي رئيس الإدارة المركزية للموسسات غير الحكومية والتراخيص، والدكتورة نانسي الجندي رئيس الإدارة المركزية للمعامل، والأستاذة منال مأمون رئيس الإدارة المركزية للموارد البشرية، والدكتور محمد رمضان رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية، واللواء محسن مطر مدير الأمن بالوزارة.
IMG-20250314-WA0031 IMG-20250314-WA0030 IMG-20250314-WA0025 IMG-20250314-WA0027 IMG-20250314-WA0026 IMG-20250314-WA0029 IMG-20250314-WA0028 IMG-20250314-WA0024 IMG-20250314-WA0023 IMG-20250314-WA0022 IMG-20250314-WA0019 IMG-20250314-WA0020 IMG-20250314-WA0021 IMG-20250314-WA0016 IMG-20250314-WA0017 IMG-20250314-WA0018 IMG-20250314-WA0014 IMG-20250314-WA0015 IMG-20250314-WA0013 IMG-20250314-WA0011 IMG-20250314-WA0010