◄ القصائد الأولى للشيخ حمد كانت تنبئ بشاعر واعد يقبض على جمر الكلمة فوُلِدت ناصعة البلاغة

◄ فن السيرة الشخصية في حياة الشعوب هو الهامش الأكثر اتساعًا للتاريخ شبه الرسمي للأوطان

الرؤية - خاص

أضافت مؤسسة "الرؤيا" للصحافة والنشر، إلى المكتبة العُمانية الإصدار الأحدث لديوان "الطائيات.. ديوان الشيخ حمد بن عيسى الطائي"، وذلك ضمن مشاركتها الثرية بالنسخة الحالية من معرض مسقط الدولي للكتاب.

ويتكئ الكتاب الجديد على مجموعة ثريَّة من المقابلات التسجيلية مع رفقاء رحلة الشيخ حمد بن عيسى الطائي، ويحوي تأريخًا مرويًّا على ألسنة معاصريه، ومن قصيدة إلى أخرى نقرأ فصلاً جديدًا من التاريخ العُمانيّ المُوازي شِبه الرسميّ، فضلاً عن عدسته التسجيلية التي صوّرت لنا فصولا من العلاقات الإنسانية سواءً العائلية أو بصُنّاع القرار في فترة أشد خصوصية من تاريخ سلطنة عُمان، كما يظهر مدى تشبث الشيخ حمد بن عيسى الطائيّ بجغرافية الأرض خاصةً ملاعب صباه في (بوشر) و(سمائل) وما حولهما، ومسقط وما جاورها. إنها حياة شعرية قصيرة في دروب العزة والكرامة وقوية بأثرها الطيّب والفاعل في حياة من تحلّقوا حوله.

وفي هذه السيرة الشعريّة والعصامية التي خاضها الشيخ حمد بن عيسى الطائيّ في النصف الثاني من القرن العشرين سنقلب معًا صفحات مشرقة من تاريخ أمّتنا بدايةً من بوابة (المدرسة السعيدية) الصرح العلميّ الذي كان بمثابة جامعة تخرّج فيها نخبة من العمانيين الذي قادوا الموجة الأولى من النهضة العُمانية، وعبورا إلى (جوادر) وفيها ذوو رحم وصلة دم مازالوا يتشبثون بهويّتنا وسماحة أخلاقنا، مرورًا بحاضرة (الدمّام) السعودية، وصولا إلى (البحرين) حيث كانت المحنة التي تولّدت منها المنحة حيث استطالت شجرة رجولته وصبره واستوت على سوقها، وأينعت ثمرتها في (دبي) بعد أن ربط على قلبه حجر الشوق إلى (عُمان) في (أبوظبي)، وقفل بعدها غربة طويلة إلى مسقط الحضن الدافيء مُلبيًا رسالة بريدية من السيد طارق بن تيمور - رحمة الله عليه- أول رئيس وزراء في حكومة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- الذي دعا كل العُمانيين للعودة والمشاركة في النهضة المباركة، تكللت بتطوير صناعة الطباعة والمشاركة في تأسيس (غرفة تجارة وصناعة عُمان) عبر أكثر من خمسة وعشرين شركة كانت أحد أعمدة الاقتصاد الوطنيّ.

إنّ القصائد الأولى للشيخ حمد الطائيّ كانت تنبيء عن شاعر واعد يقبض على جمر الكلمة فوُلدت ناصعة البلاغة، صافية الأوزان، ورصينة الألفاظ غير أنّ انخراطه في الوظيفة الحكومية ومن بعدها داخل أروقة رجال المال والأعمال ورحلاته الاقتصادية المكوكية شرقًا وغربا أخذته من بيت القصيد إلى بيت المال فارتكز على شعر المناسبات تأريخًا وتقريظًا فأتت القصائد على عجل، ولم تمهله تجارته التفرغ للتنقيح وتطوير تجربته الشعرية.

ومن خلال مقدمة الكتاب نقرأ للابن البار حاتم بن حمد الطائي (إذا كان كلُّ والد أسطورةً في عيون بنيه؛ فأنا كنتُ شاهد عيان على التاريخ المشرّف لأبي الذي استند على ظهر أمي المرأة العمانية المثابرة والشجرة الطيبة أصلا وفرعًا فقد كانت نعم الأم التي قبضت على جمر محبتنا، وكانت وفيّة لوالدنا فلم تكسرها المحن، ولم تحن ظهرها الضوائق، ولم تتبرّم من رحيلها الدائم ما بين الأقطار والحواضر فَرَدَت جُنْحَها وذادت عن حياض أسرتها، ورعت فراخها حتى شبّوا عن الطوق ومازالت مصباح أمل نتحلّق حوله جميعًا ونتزوّد منه في رحلتنا اليومية نحو المستقبل).

وفي الأخير يبقى القول أنّ فن السيرة الشخصية في حياة الشعوب هو الهامش الأكثر اتساعًا للتاريخ شبه الرسميّ للأوطان، بل ويمثل (التاريخ الشعبيّ الموازي) للمسيرة الحضارية التي انطلقت منذ عصر التدوين الأول في التاريخ الإنسانيّ، وتاريخ عُمان وحضارتها الضاربة بجذورها في التربة الإنسانية جزء لا يتجزأ من مجموع تاريخ الأمم كافة، وإن شئنا الدقة فالتاريخ العُمانيّ القديم والمعاصر والموغل في القدم، ومنه تاريخ الأشخاص الذين رسموا مستقبل أوطانهم ومنهم والدي -رحمه الله وطيَّبَ ثراه- في حقيقته قطع من الفُسيفساء صنعها مواطنون شرفاء تجاورت، وتداخلت وتكاملت حياتهم وشكّلت لوحة فنيّة ضخمة نحتتها مغامراتهم بحب على جدران الضمير الوطنيّ باتساع خارطة عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وامتدت في أطراف الأرض يحملونها في قلوبهم أينما ولّوا بوجوههم حاملين رسالة عُمان إلى العالم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من يقود ديوان الوقف السني؟ الحرب الباردة تشتعل بين الكتل السنية!

أبريل 15, 2025آخر تحديث: أبريل 15, 2025

المستقلة/- كشفت مصادر سياسية مطلعة للمستقلة اليوم الثلاثاء ، عن وجود “فوهة خلافية” آخذة في الاتساع بين الكتل والقيادات السنية حول منصب رئيس ديوان الوقف السني، وسط محاولات كل طرف لفرض مرشحه على حساب التوافق داخل المكون.

وبحسب المصادر، فإن الكتل السنية الكبرى، وعلى رأسها تحالفي السيادة وعزم، دخلت في سباق محموم للسيطرة على هذا المنصب السيادي الحساس، الذي يمثل عمقاً رمزياً ومؤسساتياً للطائفة السنية في العراق. ويعود سبب الخلاف إلى غياب التوافق على شخصية تحظى بقبول جماعي، في وقت يتمسك فيه كل تيار بمرشح يعكس مصالحه السياسية أو العشائرية.

المصادر ذاتها أكدت أن الرئاسة الحالية لديوان الوقف السني باتت محل جدل بين من يرى ضرورة التغيير واستبدال الرئيس الحالي، وبين من يدعو إلى التريث وتجنب تأجيج الخلافات الداخلية في وقت تمر فيه البلاد بأزمة سياسية وأمنية واقتصادية خانقة.

ويُنظر إلى هذا الصراع على أنه امتداد لحالة الانقسام التي تعصف بالمشهد السني منذ سنوات، حيث فشلت القوى السياسية السنية في توحيد موقفها إزاء الملفات الكبرى، بدءاً من رئاسة البرلمان، وصولاً إلى المناصب التنفيذية العليا.

فمن هو الرئيس الجديد؟

حتى اللحظة، لم تُحسم هوية الرئيس الجديد لديوان الوقف السني، في ظل تضارب الأسماء وتبادل الاتهامات خلف الكواليس. وتدور التسريبات حول طرح عدة أسماء، بعضها من الشخصيات الدينية المعتدلة، وأخرى مدعومة سياسياً من قيادات بارزة، إلا أن أيّاً منها لم يحظَ بالإجماع المطلوب.

ويخشى مراقبون من أن استمرار هذا الخلاف قد ينعكس سلباً على أداء الديوان، ويزيد من تفكك البيت السني، ما يفسح المجال أمام تدخلات خارجية أو استقطابات طائفية تهدد وحدة القرار السني.

وفي ظل هذا المشهد المرتبك، تبقى الأنظار موجهة نحو القيادات السنية: هل تضع خلافاتها جانباً وتتفق على مرشح توافقي يعيد للديوان هيبته؟ أم أن الصراع سيطول، ويزيد من هشاشة تمثيل المكون في مؤسسات الدولة؟

مقالات مشابهة

  • اختيار الله خير لي.. حلا شيحة رجعت تاني للحجاب بشكل مفاجئ
  • وزارة الخارجية تعرب عن إشادة المملكة بالإجراءات التي اتخذتها الجهات الأمنية في الأردن لإحباط مخططات كانت تهدف إلى المساس بأمنه وإثارة الفوضى
  • نظر محاكمة المتهمين بإنهاء حياة شاب داخل مسكنه بمدينة الشيخ زايد
  • 5 طرق تجعل صور آيفون أفضل
  • قصر الثقافة بالشارقة يحتضن «ورشة الأساليب البلاغية الشعرية المعاصرة»
  • ديوان المظالم يرفع معدلات الإنجاز القضائي بأكثر من 46 ألف دعوى
  • من يقود ديوان الوقف السني؟ الحرب الباردة تشتعل بين الكتل السنية!
  • خبراء يحذرون من تحويل الصور إلى رسوم كرتونية
  • العيداني يعطل الدوام الرسمي غداً في ديوان محافظة البصرة والدوائر المرتبطة به
  • من Ghibli لـ Muppet.. ترند ChatGPT الجديد هيغير شكل صورك