فضائل شهر رمضان.. قالت دار الإفتاء المصرية إن حديث سلمان في فضائل شهر رمضان المبارك، ذُكر في خطبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شهر شعبان، مؤكدًة أن معاني الحديث صحيحة وتم إثباتها بالنصوص والدلائل حتى وإن كان العلماء قد أضغفوه.

فضائل شهر رمضان المبارك

وقالت دار الإفتاء: ما يُقال من أن هذا الحديث موضوع لا يجوز العمل به كلام غير دقيق؛ لأن الحديث المذكور وإن كان العلماء قد ضعفوه إلا أن جميع المعاني الواردة فيه صحيحة ثابتة بنصوص وشواهد أخرى، بالإضافة إلى أن فيه حثًّا على فضائل الأعمال المُجْمَع على جواز العمل به فيها.

نص الحديث المسؤول عن حديث سلمان في فضائل شهر رمضان المبارك: أن سيدنا سلمان رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ، وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ». قَالُوا: لَيْسَ كُلُّنَا نَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ. فَقَالَ: «يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ، مَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ، وَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَيْنِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَيْنِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا، فَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، فَشَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ، وَأَمَّا اللَّتَانِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا، فَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أَشْبَعَ فِيهِ صَائِمًا، سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ».

حديث سلمان في فضائل شهر رمضان المبارك

وهذا الحديث أخرجه الأئمة: ابن خُزَيْمة في "صحيحه" وبوَّب له بقوله: "باب فضائل شهر رمضان إنْ صح الخبر"، وابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان"، والبيهقي في "شعب الإيمان" و"فضائل الأوقات" و"الدعوات الكبير"، وابن شاهين في "فضائل رمضان"، والأصبهاني في "الترغيب"، وابن حِبَّان في "الثواب"، والدَّيْلَمي في "مسنده"، وابن بشكوال في "الذيل على جزء بقي بن مخلد من أحاديث الحوض"، والحافظ ابن عساكر في جزء "أحاديث شهر رمضان في فضل صيامه وقيامه".

والحديث جاء في الترغيب في فضائل الأعمال، وقد ورد في روايات وطرق أخرى غيره، والحديث هنا مداره على: علي بن زيد بن عبد الله بن زهير أبي مليكة بن جُدعان أبي الحسن القرشي التيمي البصري، وكان من علماء التابعين وفقهاء البصرة، فقد روى عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه وعن الإمام سعيد بن المسيب وغيرهما، إلا أنه اختلط آخر عمره.

فضائل شهر رمضان

وقد ضعَّفه عدد من أئمة الجرح والتعديل؛ قيل: لاختلاطه في آخر عمره، وأنه لا يحفظ؛ قال الإمام ابن حجر العسقلاني في "إتحاف المهرة" (5/ 560، ط. الملك فهد): [مداره على علي بن زيد، وهو ضعيف] اهـ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فضائل شهر رمضان شهر رمضان حديث سلمان الإفتاء

إقرأ أيضاً:

ما الفرق بين رفع الأعمال إلى الله في شعبان وأيام الإثنين والخميس؟ ..الإفتاء تجيب

أكدت دار الإفتاء المصرية أن رفع الأعمال إلى الله يتم بطريقتين مختلفتين: رفع سنوي ورفع أسبوعي، وكلاهما ورد في السنة النبوية.

رفع الأعمال إلى الله في شعبان وأيام الإثنين والخميس

وأوضحت الدار أن الرفع السنوي يكون في شهر شعبان، حيث تُعرض جميع أعمال العبد أمام الله تعالى مجملة. واستدلت بحديث أسامة بن زيد رضي الله عنه: "يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلِكَ شَهْرٌ يغفل الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضان، وهو شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى رب العالمين؛ فأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائمٌ" (رواه النسائي).

أما الرفع الأسبوعي، فيتم يومي الإثنين والخميس، حيث تُعرض الأعمال بالتفصيل، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "تُعرَض الأعمالُ يومَ الإثنينِ والخميسِ؛ فأُحِبُّ أن يُعرَض عملي وأنا صائمٌ" (رواه الترمذي).

وبيّن العلماء أنه لا تعارض بين النوعين، حيث قال ابن حجر: "يجوز أن تُرفع أعمال الأسبوع مفصلة، وأعمال العام مجملة".

ويُعد شهر شعبان فرصة للاستعداد لرمضان، حيث يُستحب فيه الإكثار من العبادات كالصيام، وقراءة القرآن، والقيام، والذكر، والدعاء، مما يساعد المسلم على التهيؤ للشهر الكريم روحانيًا وجسديًا.

 

أدعية مستحبة في شهر شعبان

شهر شعبان من الأشهر الفضيلة التي تُهيئ المسلم لاستقبال رمضان، ويُستحب فيه الإكثار من الدعاء والاستغفار، ومن الأدعية الواردة والمستحبة في هذا الشهر:

أدعية مأثورة عن النبي ﷺ

اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

ورد عن النبي ﷺ أنه كان يدعو:
"اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" (رواه أحمد والبيهقي).

دعاء الاستغفار والتوبة

"اللهم اغفر لي وارحمني وتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم"

دعاء طلب القبول

"اللهم اجعل عملي خالصًا لوجهك الكريم، واغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما تعمدت، وما علمت وما جهلت، إنك أنت الغفور الرحيم".أدعية مستحبة للاستعداد لرمضان

اللهم اجعلنا من عبادك المقبولين في هذا الشهر المبارك، وبلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، وأعنا فيه على الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وتقبل منا أعمالنا يا أرحم الراحمين.

اللهم إني أسألك حسن الختام في هذا الشهر، وأن تبلغني رمضان بروح نقية ونفسٍ طاهرة، واجعلني من عتقائك من النار.

اللهم اجعل شعبان شهر طهارة وتوبة، واغسل فيه ذنوبي، ونقِّ قلبي من النفاق، وعملي من الرياء، ولساني من الكذب، وعيني من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

اللهم اجعل لنا في شعبان نصيبًا من الرحمة والمغفرة، وارزقنا فيه البركة في أعمالنا وأعمارنا وأرزاقنا، وبلغنا رمضان برضوانك وعفوك.

أدعية الاستغفار والرحمة في شهر شعبان

 

أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، اللهم اغفر لي ذنوبي كلها، دقها وجلها، أولها وآخرها، سرها وعلانيتها، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين.

يا رب في هذا الشهر المبارك، اجعل لنا نصيبًا من رحمتك، وتجاوز عن سيئاتنا، وأبدلها حسنات، واغفر لنا ولوالدينا ولأحبابنا، وارزقنا القبول في طاعتك.

أفضل العبادات في شعبان مع الدعاء

 

 الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ:
"اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا."

الدعاء عند الصيام في شعبان:
"اللهم إني لك صمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، واجعلني من المقبولين عندك."

 الدعاء عند قيام الليل:
"اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم ارزقني حسن الخاتمة، واغفر لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين."

شهر شعبان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، فاجتهد بالدعاء والطاعة والاستعداد لاستقبال رمضان بروح نقية وقلب خاشع.

مقالات مشابهة

  • كيفية ختم الصلوات بالأذكار.. الإفتاء توضح
  • ما الفرق بين رفع الأعمال إلى الله في شعبان وأيام الإثنين والخميس؟ ..الإفتاء تجيب
  • حكم صيام شهر شعبان كاملا | الإفتاء توضح
  • «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبان 2025
  • دار الإفتاء توضح حكم صيام شهر شعبان كاملا (فيديو)
  • 3 فضائل لشهر شعبان في الإسلام.. ترفع فيه الأعمال إلى الله
  • موعد استطلاع هلال شهر شعبان.. دار الإفتاء تعلنه رسميًا اليوم
  • قبل بدء شهر رمضان 2025.. حكم صيام يوم الشك | الإفتاء توضح
  • دار الإفتاء المصرية تستطلع هلال شهر شعبان غدًا
  • الفرق بين رفع الأعمال في شعبان وأيام الاثنين والخميس.. الإفتاء توضح