السيد أسعد يقص شريط افتتاح "مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية".. ونقاشات مستفيضة للتحول نحو الاقتصاديات المستدامة والحياد الكربوني
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
الرؤية - ريم الحامدية
رعى صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان، صباح أمس الإثنين، انطلاق أعمال "مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية" في نسخته الثانية، والذي عُقد بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، وناقش عددا من الموضوعات في المجالات البيئية والبحثية والعلمية المرتبطة بالحياد الكربوني، كأفضل الممارسات والخبرات العالمية والتشريعات والقوانين واللوائح البيئية.
وقال سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، خلال كلمته: إن تنظيم المؤتمر هذا العام يأتي في ظل توجه عالمي جاد نحو التحول إلى الاقتصاديات المستدامة والمنخفضة الكربون، وصولا للحياد الصفري، سعيا إلى الحد من آثار التغير والتطرف المناخي الذي أخل بالاستقرار البيئي وأفقد الطبيعة توازنها. وأضاف سعادته: إن الشواهد على التطرف المناخي قد أضحت جليّةً لا تخفى على أحد، كالأعاصير وحرائق الغابات وتآكل الشواطئ واختلال سلاسل إمدادات الغذاء وغيرها من الظواهر الطبيعية، التي نتجت من جراء الارتفاع التراكمي لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية المنشأ، والتي زادت في عام 2019 بنحو 12% مقارنة بما كانت عليه عام 2010 وبنسبة 54%.
وأشار إلى أن سلطنة عُمان دشنت عددا من المشروعات لتعزيز إنتاجها من الطاقة المتجددة وصولا إلى ما نسبته 39% من إجمالي الطاقة المنتجة وطنيا بحلول 2040، لافتا إلى أنها تحث الخطى نحو المدن المستدامة من خلال التخطيط المستدام، عبر مشروعات للمدن الذكية والمستدامة وفي طليعتها مدينة السلطان هيثم. وفي مجال الحلول المعتمدة على الطبيعة، تم تدشين مشروع عُمان للكربون الأزرق الذي يستهدف زراعة مائة مليون شجرة قرم لامتصاص 14 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
واشتمل الحفل على تدشين المنصة الوطنية لمؤشرات جودة الهواء "نقي"، والتي تهدف لتعزيز الصحة العامة وتحسين المؤشر البيئي في سلطنة عُمان. كما تشمل فعاليات المؤتمر معرضا بيئيا يعرض أحدث الابتكارات والتقنيات والحلول والتكنولوجيات في مختلف المجالات البيئية.
كما وقعت سلطنة عُمان -ممثلة في هيئة البيئة- على هامش أعمال المؤتمر، برنامج تعاون مع مركز الاعتماد الخليجي في مجال ضمان السلامة البيئة في سلطنة عُمان، ويأتي هذا التعاون لتعزيز العمل المشترك والتواصل والتنسيق في مجال الاعتماد وضمان جودة وسلامة البيئة وخدماتها في سلطنة عُمان وفقا للممارسات الدولية، وقّع البرنامجَ سعادةُ الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، ومن جانب مركز الاعتماد الخليجي المهندس متعب بن سعيد الميزاني المدير العام للمركز.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
العالم سيكون أسعد لو امتلك الناس القدرة على الصمت!
بعض الناس يصابون بحالة من عدم القدرة على النطق أو الدفاع عن أنفسهم، عندما تحاصرهم الظروف، وربما أكثر صمتًا وحيرة عندما تأتيهم سهام الغدر من أقرب الناس إليهم، صمتهم ليس ضعفًا، لكن هول الأمر وعدم توقعه تجعلهم في حالة ذهول وصدمة تلجمهم عن النطق بأي كلمة فمن أقسى ما قيل في الانهزام وعمق جراح القلب «أنا لست ضعيفا.. لكن الخصم كان أقوى من طاقتي».
إذا كان هناك هجوم لاذع من أشخاص نعرفهم يصبح الأمر أكثر تعقيدًا وحيرة، أما الذين لا نعرفهم فربما شجارنا مجرد حادثة عابرة ستنتهي حتى لو لم ندافع عن أنفسنا ولو بكلمة واحدة.
هناك حالة أخرى من الصمت تحدث للإنسان تشل حركته لسانه، وتجعله واجمًا ساكنًا في مكانه، لا يعرف كيف يعبر عما في نفسه من وجع أو اضطراب نفسي، أقرب الأمثلة إلى ذلك هو حالة الإنسان عندما يفقد عزيزا عليه، لذا لا تستغرب إن وجدته حائرا ما بين القوة والضعف.
والسؤال: هل لأن هول المفاجأة أو الفاجعة هو الذي يلجم أفواه الناس ويمنعهم من البكاء أو الصراخ أو النطق بكلمة واحدة؟
أحيانا تخيب الظنون عندما نتخيل الكثير من الأشياء غير الحقيقية، نتهم الآخرين بأنهم ليسوا بشرا يشعرون ويتألمون بصمت، ولكن عندما نتدارك ونتدارس الأمر نعيد الحسابات المفقودة، ونستفيق على أمر آخر نعلم من خلاله أننا قد سلكنا الطريق الخاطئ فمثلا: «الصمت عند النزاع له ردة فعل، وعند المصيبة له ردود أخرى، ولكن بعض الصمت نفسره على أنه تجرد تام من المشاعر والأحاسيس، وعدم الاكتراث بالأشياء المهمة التي تستوجب ردة فعل «إيجابية أو سلبية».
الواقع أن الصمت هو جزء من الألم النفسي، وربما لا يطول أمد هذا الصمت حتى نرى انفجار البعض في موجة من البكاء أو الصراخ بشكل هستيري، وبعضهم يطلق صيحات الأنين ويزفر كل الألم الذي حبسه لبرهة من الوقت في حجرات قلبه بدون أن يدرك أنه كان يعد قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
يوصي أحد الحكماء ابنه قائلا: «إذا أردتَ يا بني أن تشغل خصمك فكن صامتا؛ لأن صمت العدو دائما باعث للحيرة والاستغراب»، وقال آخر: «الصمت أفضل من النقاش مع شخص تدرك جيدا أنه سيتخذ من الاختلاف معك حربا، لا محاولة فهم»، أما أحد الفلاسفة فيقول: «سيكون العالم مكانا أسعد لو امتلك الناس قدرة على الصمت بنفس قدرتهم على الكلام».
إذن رسالة الصمت ربما تكون أعمق بكثير من الحديث أو التعبير عما يشعر به الإنسان، فالصمت إذن ليس هزيمة كما يراها البعض، وإنما قد يكون نوعًا من الحكمة وحفظا للقوى من الانهيار.
وسواء كنت صامتًا أمام حديث لاذع يصدر من عدو لدود، أو مصدوما من فاجعة فقد مؤلمة، فالصمت يمكن أن نفسره على أنه لا يعني عدم القدرة على الرد ! بل يحمل في جوفه غايتين: الأولى التغاضي عن التَفاهات المطروحة من أشخاص حقودين ومرضى نفسيين، والآخر: حينما لا ترى جدوى من الحديث سوى الشعور بالألم ولكن بصمت!، إذن علينا أن ندافع عن الصمت ونعتبره بأنه ليس ضعفا، بل نوعا من الارتقاء الإنساني نحو أفق أبعد.. ربما الدهشة التي تحدث في تلك اللحظة هي جزء من عدم إدراك العقل لما يحدث فيصبح الإنسان عاجزا عن التعبير.
أحد المغردين في «ميتا» أعجبني حديثه عن هذه النقطة ومن شدة إعجابي بما قاله اقتبسه هنا، فهو يقول: «الرقي ليس أن تجادل، ولا أن تثبت أنك على حق، بل أن تختار صمتك سلاحًا حين يدور الحديث في دائرة الحُمق.. الرقي أن تملك الكلمات، لكنّك تختار ألا تُهدرها على من لا يفهم قيمتها.. بل أن تقف بثبات، وتراقب بصمت من يصرخ لإثبات لا شيء..»
ويضيف قائلا: «الرقيّ هو أن تدرك أن الكرامة ليست في الانتصار بالكلمات، بل في الحفاظ على هيبة الصمت.. فالحكمة تقول: «الصمت في حضرة الجهلاء عزّة نفس، لا ضعفًا» إن كنت ترى ما لا يُدركه غيرك، فلا تُرهق نفسك بالشرح؛ لأن بعض العقول ترى ما تريد فقط، فاختر رقيّك وأغلق أبواب الحديث حفاظًا على قيمتك».