تحليل: خمسة أمور تقيّم الوضع الأمني الحالي في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
يمن مونيتور/ عدن/ ترجمة خاصة:
قدمت النشرة الشهرية استخبارات الدفاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابعة لمعهد هيدسون للدراسات (أمريكي) تقييماً للوضع الجيو-سياسي والأمني في البحر الأحمر في الوقت الحالي.
ومنذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني، يشن الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على التجارة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن بحجة دعم الفلسطينيين الذين يواجهون حرباً وحشية من الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر ورداً على ذلك تشن الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات في البر اليمني على مواقع للجماعة.
ويقول الباحثون الدوليون –إلى جانب الحكومة المعترف بها دولياً- إن أهداف الحوثيين الفعلية محلية إذ يستخدمون هجماتهم البحرية والرد الدولي لتعزيز دعمهم المحلي المتراجع من خلال حشد اليمنيين ضد عدو خارجي مشترك والاستفادة من المشاعر المؤيدة للفلسطينيين لتعزيز التعبئة والتجنيد، والهروب من التعهدات والالتزامات في مناطق سيطرتهم التي تعاني من وضع اقتصادي سيئ.
وقدم معهد “هيدسون” في نشرته خمسة أمور رئيسية لفهم الوضع الأمني الحالي في البحر الأحمر.
أدميرال أمريكي رفيع المستوى يؤكد وجود الحرس الثوري الإيراني في اليمن
أكد نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، الأدميرال براد كوبر، أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني (IRGC) تتواجد الآن على الأرض في اليمن ، حيث تعمل جنبًا إلى جنب مع جماعة الحوثي وتقدم لها مساعدة في تحديد الأهداف. يعتبر تصريح الأدميرال كوبر أبرز اعتراف رسمي من الجيش الأمريكي بالدور المباشر لإيران في حملة الحوثيين المزعجة ضد التجارة البحرية العالمية والبحرية الأمريكية.
تؤكد التقارير الأخيرة على تأكيد الأدميرال كوبر وتشير إلى أنه تم إرسال الجنرال رفيع المستوى في الحرس الثوري عبد الرضا شهلائي إلى اليمن منذ فترة ليشرف شخصيًا على العمليات. يعتبر الجنرال شهلائي هدفًا لبرنامج مكافآت العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، الذي يعرض 15 مليون دولار مقابل أي معلومات تكشف عن موقعه الدقيق.
يزيد وجود السفينة الإيرانية للتجسس “بهشاد” في البحر الأحمر، حيث تقدم قدرات الاستخبارات والمراقبة واستهداف وتحديد المواقع (ISTAR) للحوثيين، من نطاق جهود إيران في اليمن. تشير بيانات تتبع حركة الملاحة البحرية إلى أن السفينة “بهشاد” اقتربت مؤخرًا من القاعدة العسكرية الصينية في جيبوتي لطلب الحماية من الضربات الأمريكية.
وفقًا لعدة منفذ إخباري، يُزعم أن القوات الأمريكية حاولت في الأسبوع الماضي تنفيذ هجوم إلكتروني لإعاقة السفينة “بهشاد” والحد من قدرتها على مشاركة المعلومات الاستخبارية مع الحوثيين. إن لجوء إدارة بايدن إلى هجوم إلكتروني بدلاً من أي من الخيارات العسكرية المتاحة له يوضح مدى تأثير سياسة إيران في عهد أوباما، والتي تهدف إلى تجنب المواجهة ولكنها فقط تسلم مقاليد السيطرة على التصعيد إلى طهران.
الضربات الوقائية المحدودة لها أهمية تكتيكية – ولكن ليست استراتيجية
دفعت حملة الحوثيين المزعجة ضد التجارة البحرية في البحر الأحمر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى شن عملية “بوسيدون آرتشر” وهي سلسلة من الضربات الوقائية والعقابية ضد مختلف الأصول التكتيكية للحوثيين.
عملية “بروسبرتي جارديان” (حارس الازدهار)، وهي جهد مشترك آخر من القوات البحرية الأمريكية والبريطانية، تشن أيضًا ضربات استباقية في اليمن. واحدة من هذه الضربات في 16 يناير دمرت عدة صواريخ حوثية لا تزال في مواقع إطلاقها. ركزت القوات الأمريكية والبريطانية بعض إجراءاتها الوقائية على تدهور القدرات العسكرية المزعجة للحوثيين، بما في ذلك أنظمة صواريخ أرض-جو (سام) والمركبات السطحية غير المأهولة والطائرات بدون طيار.
على الرغم من استهداف القوات الأمريكية والبريطانية لأصول الحوثيين التكتيكية، إلا أن القيمة الاستراتيجية ونطاق الضربات الوقائية الغربية ظلت محدودة حتى الآن. فشلت عمليات “حارس الازدهار” و”بوسيدون آرتشر” في تحييد القدرات الحيوية للجماعة المدعومة من إيران ولم تحاول إلا بالكاد تفكيك وجود الحرس الثوري الإيراني في اليمن. والأهم من ذلك، فشلت الحملات في ردع إيران أو قيادة الحوثيين عن شن هجمات واسعة النطاق مستمرة.
تستمر تهديدات الحوثيين للوجود الأمريكي المتقدم في الشرق الأوسط. ففي الآونة الأخيرة، اقترب صاروخ حوثي بشكل خطير من إصابة مدمرة صواريخ موجهة من طراز “آرلي بورك” تابعة للبحرية الأمريكية، وهي السفينة الحربية “يو إس إس غرافيلي”، بعد أيام فقط من محاولة أخرى لاستهداف مدمرة أمريكية أخرى، وهي السفينة الحربية “يو إس إس كارني”. وقد شكلت هذه الحوادث أبرز تصعيد شهدته البحرية الأمريكية في المنطقة مؤخرًا. نجحت السفينة الحربية “يو إس إس غرافيلي” في إحباط الهجوم باستخدام نظام سلاح القتال القريب “فالانكس” (CIWS)، مما أنقذ السفينة من أضرار جسيمة محتملة على منصتها وطاقمها.
يُزعم أن الحوثيين أسقطوا طائرة أمريكية أخرى بدون طيار
في أوائل نوفمبر 2023، يُزعم أن الحوثيين أسقطوا طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper فوق البحر الأحمر. وفي الأسبوع الماضي، اعترضت الجماعة طائرة أمريكية أخرى من نفس النوع، ما يمثل ثاني طائرة MQ-9 تسقط منذ بدء الهجمات. يشير هذا الهجوم إلى أن مجموعة من وكلاء إيران يستهدفون أصولًا مهمة وعالية التقنية ذات تكلفة باهظة.
لم يحدد استخبارات مفتوحة المصدر بعد أي أنظمة دفاع جوي إضافية إيرانية الصنع في أيدي الحوثيين. لكن صاروخ الدفاع الجوي الإيراني القاتل “358” – المعروف أيضًا في اليمن باسم “صقر” – هو المشتبه به الرئيسي في الهجمات على الطائرات الأمريكية.
يُوصف صاروخ 358 بأنه سلاح دفاع جوي محلق، وهو سلاح مهيب مع فلسفة تصميم مميزة. يتم إطلاقه من الأرض ويستخدم معززًا صاروخيًا يعمل بالوقود الصلب يحترق ويسقط على الأرض بعد الصعود الأولي. ثم ينتقل الصاروخ إلى نمط طيران جديد باستخدام محرك توربيني يقلد صاروخ كروز. يتسلل السلاح المجهز بمداخل للهواء على طول مؤخرته، وهي مصبوبة على قسم محركه، بينما يحلق في أنماط على شكل رقم ثمانية وينقض على هدف ما بعد اكتشافه.
يوفر صاروخ 358 للحوثيين قدرة قاتلة أخرى يمكن أن تهدد المنصات الأمريكية عالية القيمة التي تعمل فوق البحر الأحمر.
مركبات مسيّرة إيرانية تحت الماء تنضم إلى ترسانة الحوثيين
في 18 فبراير/شباط، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن ترسانة الحوثيين تشمل الآن مركبات غير مأهولة مسيرة تحت الماء زودتهم بها إيران. وفقًا لهذا الإعلان، فإن المركبات المسيرة، التي تشبه المتغيرات الإيرانية الانتحارية تحت الماء في نفس الفئة، تمثل إضافة جديدة إلى قدرات الحوثيين العسكرية المزعجة في حرب الصواريخ والطائرات بدون طيار.
يجب أن يؤخذ هذا التهديد الجديد على محمل الجد. يصعب اكتشاف الطائرات المسيرة تحت الماء واعتراضها أكثر من السفن السطحية. علاوة على ذلك، تشير الأدلة المتاحة إلى أن طهران أنشأت ترسانة متنامية من المركبات المسيّرة تحت الماء، وتتميز بأصول تتراوح بين الطائرات المسيرة التي تهاجم باتجاه واحد إلى المركبة تحت الماء غير المأهولة “ناظر-1” ذات الحجم الكبير. يمكن أن تشكل الأسلحة الجديدة للحوثيين تهديدًا كبيرًا لأصول البحرية الأمريكية في المنطقة.
تحالف بحري بقيادة الاتحاد الأوروبي ينضم إلى المعركة
يوم 19 فبراير 2024، شهد دخول تحالف دفاعي جديد إلى مسرح عمليات البحر الأحمر: عملية “أسبيدس” التابعة لقوة الاتحاد الأوروبي البحرية (EUNAVFOR) – والتي تعني “الدرع” باليونانية القديمة – انضمت إلى القتال لمواجهة التهديد الحوثي المتزايد بسرعة. وفقًا لخدمة العمل الخارجي الأوروبي (EEAS)، يسعى التحالف إلى تقديم رد فعل سريع وقوي على هجمات الحوثيين والمساعدة في استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر.
من الناحية التكتيكية، لا شك أن إضافة حملة جديدة في المنطقة مهمة. ومع ذلك، فإن أهمية عملية “أسباديس” ستعتمد على قواعد الاشتباك الخاصة بها. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان جهود الاتحاد الأوروبي ستشارك في ضربات وقائية، كما فعلت المملكة المتحدة والولايات المتحدة، أم ستطلق النار فقط إذا تعرضت للهجوم.
المصدر الرئيس
MENA Defense Intelligence Digest: The Red Sea Security Situation
يمن مونيتور26 فبراير، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام وصول جثمان العميد حسن فرحان بن جلال إلى مأرب وسط استقبال رسمي وشعبي مقالات ذات صلة وصول جثمان العميد حسن فرحان بن جلال إلى مأرب وسط استقبال رسمي وشعبي 26 فبراير، 2024 السعودية تدعو المواطنين والمقيمين لتحري هلال رمضان يوم 10 مارس 26 فبراير، 2024 الحكومة الفلسطينية تقدم استقالتها للرئيس محمود عباس 26 فبراير، 2024 غوتيريش: هجوم إسرائيلي على رفح سيعني “نهاية برامج المساعدات الإنسانية” في غزة 26 فبراير، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية رئيس الوزراء اليمني يصل اليوم إلى موسكو للقاء كبار المسؤولين الروس 26 فبراير، 2024 الأخبار الرئيسية تحليل: خمسة أمور تقيّم الوضع الأمني الحالي في البحر الأحمر 26 فبراير، 2024 وصول جثمان العميد حسن فرحان بن جلال إلى مأرب وسط استقبال رسمي وشعبي 26 فبراير، 2024 رئيس الوزراء اليمني يصل اليوم إلى موسكو للقاء كبار المسؤولين الروس 26 فبراير، 2024 مركز حقوقي: يجب على الأطراف اليمنية إطلاق سراح كافة المعتقلين 26 فبراير، 2024 دراسة: انقطاع الشحن في البحر الأحمر يؤثر على أكثر من نصف المصدرين في بريطانيا 26 فبراير، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم وصول جثمان العميد حسن فرحان بن جلال إلى مأرب وسط استقبال رسمي وشعبي 26 فبراير، 2024 رئيس الوزراء اليمني يصل اليوم إلى موسكو للقاء كبار المسؤولين الروس 26 فبراير، 2024 مركز حقوقي: يجب على الأطراف اليمنية إطلاق سراح كافة المعتقلين 26 فبراير، 2024 دراسة: انقطاع الشحن في البحر الأحمر يؤثر على أكثر من نصف المصدرين في بريطانيا 26 فبراير، 2024 واشنطن: الحوثيون استهدفوا ناقلة كيماويات أمريكية في خليج عدن 26 فبراير، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 21 ℃ 21º - 18º 43% 2.54 كيلومتر/ساعة 19℃ الأثنين 23℃ الثلاثاء 23℃ الأربعاء 24℃ الخميس 24℃ الجمعة تصفح إيضاً تحليل: خمسة أمور تقيّم الوضع الأمني الحالي في البحر الأحمر 26 فبراير، 2024 وصول جثمان العميد حسن فرحان بن جلال إلى مأرب وسط استقبال رسمي وشعبي 26 فبراير، 2024 الأقسام أخبار محلية 25٬873 غير مصنف 24٬149 الأخبار الرئيسية 12٬916 اخترنا لكم 6٬711 عربي ودولي 6٬163 رياضة 2٬140 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬025 كتابات خاصة 2٬011 منوعات 1٬851 مجتمع 1٬763 تراجم وتحليلات 1٬546 تقارير 1٬479 صحافة 1٬458 آراء ومواقف 1٬422 ميديا 1٬275 حقوق وحريات 1٬228 فكر وثقافة 848 تفاعل 767 فنون 462 الأرصاد 191 أخبار محلية 68 بورتريه 62 كاريكاتير 27 صورة وخبر 24 اخترنا لكم 7 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر 27 سبتمبر، 2023 وفاة رجل الأعمال اليمني محمد حسن الكبوس أخر التعليقات Tarek El Noamany
الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
Tarek El Noamanyالله يصلح الاحوال...
Fathi Ali Alfaqeehالهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
راي ااخرما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
رانيا محمدعملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة الحرس الثوری تحت الماء بدون طیار فی الیمن أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف تفاعل الأكاديميون والسياسيون العرب مع إسقاط طائرة f 18 الأمريكية في البحر الأحمر؟
يمانيون../
بوتيرة عالية منقطعة النظير، تخوض القوات المسلحة اليمنية معركة ضارية ضد العدوّ الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين؛ إسنادًا لغزة؛ وانتصارًا لمظلوميتها.
وتشهد المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي، اشتعالًا كَبيرًا بفعل العسكرة الأمريكية للمياه، حَيثُ تتواجد قوة بحرية أمريكية كبرى، تشمل حاملات الطائرات، والمدمّـرات، والبوارج الحربية، إضافة إلى الفرقاطات، وسفن الإمدَاد الأمريكي، والتي تتواجد في المنطقة؛ بهَدفِ تأمين الملاحة البحرية للكيان الصهيوني.
وعلى الرغم من قوة وعظمة وشُهرة الترسانة البحرية الأمريكية بصفتها السلاحَ الأبرزَ في القوة الأمريكية، ووسيلتها الأبرز في بسط الهيمنة الأمريكية على شعوب العالم، إلا أن القوة الصاروخية والطيران المسير اليمني أخرج تلك الترسانة الكبرى 31 عن معادلة المواجهة.
ومؤخّرًا نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية نوعية ضد حاملات الطائرات “يو إس إس ترومان” وأجبرتها على الابتعاد من منطقة التمركز المعد لتنفيذ أعمال عدائية ضد اليمن، إلى شمال البحر الأحمر، لتحدث ارتباكًا كَبيرًا للقوات البحرية الأمريكية، أسفر عن إسقاط طائرة أمريكية إف18.
وعلى إثر ذلك تفاعل عدد من النشطاء والمحللين السياسيين، واصفين الحادثة بالتاريخية، ومؤكّـدين أن القوات المسلحة اليمنية فرضت هيمنتها على كافة المياه الإقليمية، مبعدة الولايات المتحدة الأمريكية بكل ترسانتها الحربية.
اليمنُ يُنهِي زمن حاملات الطائرات:
وفي هذا السياق يؤكّـد رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” عبد الباري عطوان أن اليمن أصبح متخصصًا في قصف حاملات الطائرات والمدمّـرات الأمريكية.
ويوضح في تصريح خاص لقناة “المسيرة” أن “اليمن يقول ويفعل ويهدّد وينفذ، يضرب السفن وحاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، ويستهدف عمق الكيان”، مُشيرًا إلى أن “اليمن رفع رأس فلسطين، والأمة عاليًا، ويقض مضاجع الكيان وداعميه، وَأن مشكلة الغرب و”إسرائيل” ضد اليمن، تكمن في أن اليمن لا يخاف لا شعبًا ولا قيادةً وَلا يهاب ولا يعرف التقهقر ولا يخضع للضغوط أيًّا كانت”.
ويلفت إلى أنه، و”على مدى التاريخ القديم والحاضر لم يخض اليمن أية معركة إلا وانتصر فيها”.
وينوّه عبد الباري عطوان إلى أن التجمهر في الساحات، يعد تحديًا شعبيًّا لأمريكا و”إسرائيل”، مُشيرًا إلى أنه لو كانت اليمن قريبة من “إسرائيل” لاجتاح الشعب اليمني بكله “إسرائيل” وأنهى الاحتلال، مشدّدًا بأن اليمن في معركته الجهادية المقدسة نصرة للشعب الفلسطيني، وإسنادًا لغزة انتصر على أمريكا و”إسرائيل”، كما انتصر، واستطاع أن يلقن الولايات المتحدة الأمريكية درسًا قويًّا، واستطاع أن يغلق البحر الأحمر كليًّا، وبحر العرب، وأجزاء من المحيط الهندي، في وجه حاملات الطائرات الأمريكية.
ويذكر عطوان أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت إلى المنطقة بكل حملها العسكري في سبيل حماية الكيان الصهيوني، ومع ذلك فشلت في التصدي للعمليات اليمنية العسكرية المساندة لغزة.
ويرى أن اليمن يخوض معركته المساندة لغزة ضد العدوّ الصهيوني والأمريكي بكل حكمة واقتدار.
الرد اليمني واضح وحاسم:
بدوره يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية واصف عريقات أن اليمن نجح في تعقيد الحسابات الإسرائيلية بعد قصفه موقعين عسكريين في يافا.
ويضيف في تصريح خاص لمنصة القدس الإخبارية أن أحد المسؤولين الصهاينة أقر واعترف بسقوط الصاروخ على منطقة “رمات غان” وأن الإصابة كانت دقيقة، موضحًا أن الرأس المتفجر للصاروخ، أحدث دمارًا واسعًا، بعكس رواية الجيش الإسرائيلي، التي زعمت اعتراض الصاروخ.
ويشير إلى أن منظومة “حيتس” الإسرائيلية لم تتمكّن من اعتراض الصواريخ اليمنية بفعالية؛ ما يمثل نقطة ضعف تقلق القيادة العسكرية الإسرائيلية، وتحد من قدرتها على تصعيد الهجمات ضد اليمن دون مواجهة ردود فعل مكلفة.
ويلفت عريقات إلى أن القصف الإسرائيلي الأخير استهدف البنى التحتية اليمنية بشكل مكثّـف، بما في ذلك ميناء الحديدة، والصليف، ورأس عيسى، وجنوب العاصمة صنعاء، حَيثُ قُصفت محطتا ذهبان وحزيز وخزانات الوقود ومحطات الكهرباء، وأسفر القصف عن سقوط شهداء وجرحى.
ويرى أن الرد اليمني على هذه الهجمات جاء واضحًا وحاسمًا، حَيثُ أكّـد أن هذه الاعتداءات لن تثنيَ اليمنيين عن “تأدية واجبهم الديني والأخلاقي” في دعم قطاع غزة، والرد على المجازر الإسرائيلية، فيما شدّدت القوات اليمنية على استمرار عملياتها العسكرية حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ويتم رفع الحصار عنها.
ويعتقد عريقات أن الجيش الإسرائيلي قد يلجأ إلى توسيع نطاق عملياته داخل اليمن، بما في ذلك استهداف مواقع استراتيجية حيوية، واغتيال قيادات ومسؤولين بارزين، ومع ذلك، فَــإنَّ الردود اليمنية الحاسمة، وإصرارها على مواصلة دعم المقاومة الفلسطينية، يشكلان تحديًا كَبيرًا أمام “إسرائيل”، ويزيدان من تعقيد خياراتها العسكرية في المنطقة.
عملياتُ اليمن تُبهِجُ أحرارَ الأُمَّــة:
وفي السياق ذاته، يؤكّـد الدكتور حمود النوفلي أن سَمَاعَ بيانات القوات المسلحة اليمنية الخَاصَّة بضرب وقصف العدوّ الصهيوني والعدوّ الأمريكي والبريطاني يفرح كافة المسلمين الأحرار في مختلف بلدان العالم.
ويبين في سلسلة تغريدات له على منصة “إكس” أن “عدم الفرحة والبهجة بالعمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة توحي بمرض إنساني خطير ينافي الفطرة الإنسانية السوية التي فطر اللهُ الناسَ عليها، كما أنها مؤشِّــرٌ من مؤشرات النفاق”.
ونظرًا لما تقوم به القوات المسلحة اليمنية من معارك ضارية وشرسة ضد أعتى دول العالم ممثلًا بأمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” ينصح الدكتور النوفلي الشعب اليمني بعدم الكشف عن أية تحَرّكات عسكرية، أَو أماكن إطلاق المسيرات والصواريخ.
هجومٌ كبيرٌ يفوقُ الدفاعَ الافتراضي:
من جهته يرى الناشط والمحلل السياسي سامح عسكر أن “الترسانة الحربية البحرية الأمريكية تعاني من أزمة كبيرة في معركتها ضد القوات المسلحة اليمنية”.
ويوضح في سلسلة تغريدات له على منصة “إكس” أن “القصف اليمني لحاملة الطائرات “هاري ترومان” وإسقاط طائرة أمريكية مقاتلة من طراز إف 18 يفسر التحليل التالي:
أولًا: لن تقبل أية دولة عربية هبوط أية مقاتلة أمريكية ضربت اليمن فيها، خشية انتقام أنصار الله بقصف هذه الدولة، أَو قصف القواعد الأجنبية فيها، وهذا الذي دفع أمريكا لاستدعاء حاملات الطائرات منذ بداية الحرب لتعويض نقص المطارات والقواعد العربية.
ثانيًا: إصابة أي مدرج هبوط للحاملة، ولو إصابة طفيفة، يعني عدم قدرة الطائرات الأمريكية على الهبوط فوق الحاملة، وزمن اتِّخاذ القرار بشأن ذلك سريع للغاية، والوقت لا يسعف الأمريكيين لاتِّخاذ البديل، سواء بالتفاوض مع دولة عربية أَو دول في القرن الإفريقي.
ثالثًا: الصواريخ اليمنية دقيقة ومتطورة، سبق أن أصابت قِطَعًا بحرية أمريكية كبيرة باعتراف القيادة المركزية، وهذا يجعل من أي هجوم يمني على الحاملة خطرًا كَبيرًا على عشرات الطائرات المقاتلة؛ مما يستدعي وجودَ دفاع جوي قوي ومحكم”.
ويقول المحلِّلُ السياسي عسكر: “يبدو أن ضخامةَ الهجوم اليمني كان أكبرَ من الدفاع الافتراضي، فطلبوا العون من المقاتلات التي كانت تشارك في الضربة”، منوِّهًا إلى أن “تفسيرَ سقوط الطائرة إف 18 يكون بأحد احتمالين، بناء على ذلك، الأول بنيران أمريكية صديقة، وهذا احتمال ضعيف، حَيثُ تتمتع المقاتلات الأمريكية بنظم اتصال متطورة منها iff المعروف بتمييز العدوّ من الصديق، إضافة لنظم ملاحة جوية آمنة تجعل من الصعب إصابتها بالخطأ”.
ويتابع: “لو فرضنا أن شدة الهجوم اليمني وكثافته دفعوا الأمريكيين بإطلاق نار عشوائي، فهذا يعني وجود خلل بتلك النظم من أَسَاسه، وأن ما قيل إن طائرات الجيل الرابع الأمريكية والتباهي بقوتها محض وهم”.
ويواصل: “الاحتمالُ الثاني بنيران يمنية، وهذا هو الأرجحُ، حَيثُ وفي ظل القصف الكبير على الحاملة انسحبت المقاتلات للدفاع، وفي ظل الانسحاب غير المنظَّم تصبح المقاتلات عُرضةً للضربات الأرضية، واليمنيون يملكون بعضَ الدفاع الجوي الذي يحقّق ذلك”.
ويختتم عسكر حديثه بالقول: “اليمن كان وسيظل رقمًا صعبًا، ليس لطبيعة شعبِه المثابر والشجاع فحسب، ولكن لموقعه الجغرافي المميز وتضاريسه وبيئته وثقافته، التي جعلت من اليمن كهفًا مغلقًا غيرَ معروف، والمعلومات الصادرة عنه شحيحةً للغاية”.
المسيرة – محمد حتروش