ننشر نص كلمة محمود توفيق في الدورة الـ41 لمجلس وزاراء الداخلية العرب
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
شارك اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية في أعمال الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب والمنعقدة حاليًا بمقر الأمانة العامة للمجلس بالعاصمة التونسية.
وقال الوزير في نص كلمته الآتي: معالي السيد/ كمال الفقي، وزير داخلية الجمهورية التونسية.. صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير داخلية المملكة العربية السعودية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب… معالي الشيخ عبد العزيز بن فيصل بن محمد آل ثاني – وزير الدولة للشئون الداخلية القطري، رئيس الدورة الحادية والأربعين للمجلس.
كما أود أن أتوجه ببالغ الشكر وعظيم التقدير.. لـ الرئيس قيس سعيد وللحكومة والشعب التونسى الشقيق على حفاوة الاستقبال راجيا التوفيق لمسيرة الجمهورية التونسية نحو المزيد من التقدم والتنمية والإزدهار.
أصحاب السمو والمعالي.. السيدات والسادة:
نجتمع اليوم لمواصلة مسيرة التعاون الأمنى العربى.. وتجمعنا العديد من القواسم المشتركة وتطلعات المستقبل فى ظل إضطرابات تموج بها المنطقة تلقى بظلالها على مناخ الاستقرار الأمني وتفرض تحديات متصاعدة أمام مؤسساتنا الأمنية مما يزيد من أهمية استمرار جهودنا لتحقيق التكامل والتقارب في الفكر الأمني عبر تبادل المعلومات والخبرات وتعزيز آليات التصدي للجريمة بمختلف صورها لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار ببلادنا العربية.
السادة الحضور:
على الرغم من تحقيق جهودنا الأمنية نجاحات نوعية.. في تقويض حركة التنظيمات الإرهابية وتشديد الحصار عليها وتفكيك هياكلها وتجفيف منابع تمويلها إلا أن آفة الإرهاب والأفكار المتطرفة ومخططات نشر الفوضى ستظل التحدى الرئيسى والخطر الأول محليًا وإقليميًا فى ضوء مساعى تلك التنظيمات لإعادة التمركز ببعض مناطق محيطنا الإقليمى لتنظيم صفوفها وإستعادة قدراتها وإستغلال مواقع التواصل الإجتماعى لإستقطاب الشباب وتدريبهم إفتراضيًا ودفعهم للقيام بأعمال عدائية تستهدف مقدرات بلادهم.
وهنا تؤكد مصر على موقفها الثابت.. الداعم للإستقرار العربى والإقليمى والحفاظ على مفهوم الدولة والتعاون الفعال على المستوى الثنائى وعبر آليات مجلسنا الموقر للتعامل مع معطيات واقعنا الإقليمى المضطرب والذى يفرض أهمية تفعيل آليات الفريق العربى المعنى برصد وتحليل التهديدات الإرهابية وبلورة الرؤى المشتركة لمواجهتها.
وفي سياق متصل تتنامى مخاطر الجريمة المنظمة بمختلف صورها وفى مقدمتها جرائم المخدرات حيث إتخذت العصابات الإجرامية أنماطًا جديدة فى نشاطها واللجوء لتهريب المواد الخام ومكونات تصنيع المخدرات التخليقية لسهولة إخفائها وإرتفاع عائدها المادى وتضطلع أجهزة وزارة الداخلية المصرية بالتعاون مع نظرائها بالدول العربية الشقيقة بالتصدى لتلك الجرائم وإجهاضها وبما يعكس أهمية العمل المشترك لمواجهة هذا الخطر والذى لا يقل عن خطر الإرهاب.
كما تصاعدت أنشطة تهريب الأسلحة والذخائر.. وعمليات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وإقترانها بجرائم غسل الأموال المتحصلة عنها وهنا تتعاظم ضرورة الإستمرار فى تعزيز جهودنا المشتركة من خلال تبادل المعلومات والخبرات الميدانية وتوجيه الضربات الأمنية الحاسمة لإجهاض تلك المخططات.
والحيلولة دون إستفادة العصابات الإجرامية.. من متحصلات جرائمهم أو توجيهها لصالح أنشطة غير مشروعة إضافة إلى ملاحقة الهاربين عبر التعاون الثنائى ومنظومة إدارة الملاحقة الجنائية العربية لتقديمهم للعدالة.
وفى ضوء ما يشهده العالم من طفرات تكنولوجية..متسارعة وما تبعته من تصاعد فى أنماط الجريمة الإلكترونية تبرز أهمية مواصلة التعاون العربى فى مجال الأمن السيبرانى لتحقيق الإستباق الأمنى أمام محاولات توظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الإصطناعى فى الأنشطة غير المشروعة وترحب الوزارة بالتنسيق المشترك لتبادل الخبرات وتنفيذ البرامج التدريبية لصقل المهارات فى هذا المجال والذى أصبح أحد الأدوات الرئيسية للجريمة بشتى صورها.
الجمع الكريم:
ارتكزت محاور خطط وزارة الداخلية المصرية فى تحقيق رسالة الأمن على ثوابت يأتى ضمن أولوياتها الإرتقاء بمعايير حقوق الإنسان وتطوير مفهوم العدالة الإصلاحية عبر إنشاء مراكز الإصلاح والتأهيل كبديل للسجون التقليدية وقد حققت التجربة بعد عامين من تطبيقها أثرا نوعيًا فى تقويم سلوك النزلاء وتنمية مهاراتهم المهنية والحرفية وزيادة معدلات إعادة إندماجهم فى المجتمع عقب الإفراج عنهم.
وانطلاقا من مبدأ التعاون الأمنى العربى المشترك وعبر آليات مجلس وزراء الداخلية العرب من المقرر إستضافة مصر مؤتمر رؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية بالدول العربية فى شهر مايو القادم لإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات والإطلاع على التجارب الناجحة لدولنا العربية فى هذا المجال وبما يسهم فى تطوير المؤسسات العقابية لتحقيق مستهدفاتها فى حماية أمن مجتمعاتنا.
وفى ذات السياق تستضيف الوزارة المؤتمر العاشر للمسئولين عن حقوق الإنسان بوزارات الداخلية العربية خلال شهر سبتمبر القادم فضلًا عن إطلاق النسخة الثالثة من المسابقة البحثية للكوادر الشرطية العربية فى مجال حقوق الإنسان.
وعلى صعيد تعزيز أطر التعاون التدريبى وتقريب الفكر الأمنى العربى قدمت الوزارة 81 منحه دراسية بكليتى الشرطة والدراسات العليا خلال العام الدراسى الحالى وتجدد الوزارة ترحيبها بإتاحة معاهدها التدريبية المتخصصة لأشقائها من الكوادر الشرطية العربية.
أصحاب السمو والمعالى.. السيدات والسادة:
أود فى نهاية كلمتى أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكى الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير داخلية المملكة العربية السعودية الرئيس الفخرى لمجلسنا الموقر على الدعم المتواصل للمجلس والحرص على نجاح دوراته المتعاقبة.
– وأتوجه بالتحية لزياد هب الريح – وزير داخلية دولة فلسطين للجهود الكبيرة التى بذلها خلال رئاسته للدورة الأربعين للمجلس.. وأعرب عن خالص تمنياتى لـ الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثانى وزير داخلية دولة قطر داعيا الله عز وجل – أن يوفقه فى رئاسته لدورة المجلس الجديدة.
والشكر موصول للأمانة العامة للمجلس والدكتور محمد بن على كومان الأمين العام على الجهود الحكيمة لتنفيذ خطط عمل المجلس بما يساهم فى تعزيز التعاون العربي.
وختاما أسأل الله العلى القدير أن يسدد جهودنا لما فيه خير أمتنا العربية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمود توفيق وزير الداخلية وزراء الداخلية العرب وزراء الداخلیة العرب وزیر داخلیة
إقرأ أيضاً:
وزير الداخلية الإسباني: الجزائر شريك رئيسي لنا في مجال التعاون الأمني والهجرة
وصف وزير الداخلية الإسباني غراندي مارلاسكا الجزائر بـ”الشريك الرئيسي” لإسبانيا في مجال التعاون الأمني والهجرة.
وفي تصريح له بعد لقائه مع وزير الداخلية ابراهيم مراد، قال غراندي مارلاسكا:” نتشارك العديد من المصالح والتحديات المشتركة التي تتطلب اليوم أكثر من أي وقت مضى استجابات جماعية تقدم حلولا فعالة.”
وأضاف الوزير الاسباني:” ناقشنا مع وزير الداخلية الجزائري التحضيرات لعقد اللجنة المشتركة القادمة ضمن اتفاقية الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتي دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2009.”
وتابع: “إسبانيا تشيد بالجهود التي تبذلها الجزائر لمكافحة شبكات تهريب البشر داخل أراضيها والتي ساهمت في تفكيك “عدد كبير” من المنظمات الإجرامية.”
وختم غراندي مارلاسكا تصريحاته قائلا:”نشكر الجزائر على “الدعم والفعالية” التي أظهرتها الأجهزة الأمنية الجزائرية ودورها “الحاسم” في تحرير المواطن الإسباني الذي اختطف جنوب الجزائر في 14 جانفي الماضي.”