الاتحاد الإفريقي : لا مبرر للمعاناة البالغة التي تُلحقها إسرائيل في غزة
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
قالت ممثلة الاتحاد الإفريقي هاجر جيلديتش في مرافعة أمام محكمة العدل الدولية، إنه لا مبرر للمعاناة البالغة التي تُلحقها إسرائيل بسكان غزة ، معتبرة أن استمرار تل أبيب بانتهاكاتها في فلسطين رغم أوامر المحكمة هو نتيجة إفلاتها الدائم من العقاب.
جاء ذلك في كلمة أمام جلسة استماع تعقدها محكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي الهولندية، بناء على طلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم آراء استشارية بخصوص التبعات القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت جيلديتش: "لا شيء يبرر المعاناة البالغة التي تلحقها إسرائيل بسكان غزة بحرمانهم من الغذاء والماء وسط دمار كارثي جراء استهداف المنازل ودور العبادة".
واعتبرت أن "تصعيد إسرائيل لممارساتها بحق الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة وتجاهلها لقرارات محكمة العدل الدولية، هو نتيجة إفلاتها الدائم من العقاب".
وأشارت إلى أن دول الاتحاد الإفريقي تواصل دعم القضية الفلسطينية لأنها تشعر بالمعاناة من الاحتلال والاستعمار الغربي لأراضيها لأجيال متتالية.
وأدانت ممثلة الاتحاد العمليات الإسرائيلية العسكرية العنيفة التي تهدف إلى إجبار الفلسطينيين في غزة على الهجرة القسرية وخلق ظروف "نكبة" جديدة لمحو الوجود الفلسطيني بشكل كارثي من أراضيه.
وذكّرت بأن المحكمة اعترفت قبل أسابيع قليلة بالواقع الرهيب الذي يواجهه الفلسطينيون في غزة، وذلك من خلال توصيات بخصوص القضية التي رفعتها أمامها جنوب إفريقيا والتي تتهم إسرائيل بالتورط بالإبادة الجماعية.
وأكدت على أن الفلسطينيين كانوا لما يقرب من قرن، ضحايا التهجير والقتل والفصل العنصري والتضييق والحصار والحروب والتصعيد في العنف من قبل إسرائيل، وآخرها آلة الحرب الشرسة على غزة.
يأتي ذلك بالتزامن مع انتهاء مهلة الشهر التي منحتها محكمة العدل الدولية لإسرائيل لاتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، ضمن قضية "الإبادة الجماعية" التي رفعتها ضدها جنوب إفريقيا.
وفي 26 يناير/ كانون الثاني الماضي أمرت محكمة العدل الدولية - أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة - تل أبيب باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
كما أمرت المحكمة - مقرها في مدينة لاهاي بهولندا - إسرائيل بتقديم تقرير خلال شهر من صدور القرار الأولي في القضية بشأن بمدى تطبيقها التدابير المؤقتة. المصدر : وكالة سوا
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الإفريقي يقف بحزم إلى جانب غزة والدول العربية تغرق في التطبيع
في ختام القمة الإفريقية الـ37 التي نظمها الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، عبر القادة الأفارقة عن دعمهم الكامل لفلسطين، مطالبين بوقف جميع أشكال التعاون مع إسرائيل استنادًا إلى القرارات الدولية التي تدين ممارسات الاحتلال الإسرائيلي. وأكد البيان الختامي للاتحاد الإفريقي على ضرورة دعم فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتقرير مصير الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة. كما شدد البيان على ضرورة تكثيف الجهود لتسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان في فلسطين، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
القمة أدانت بشدة العدوان الإسرائيلي على غزة، ووصفتها بالهمجية، مشيرة إلى استهداف المدنيين الفلسطينيين والبنية التحتية في القطاع، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. القادة الأفارقة طالبوا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف “الكارثة الإنسانية” التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في غزة، داعين إلى رفع الحصار المفروض على القطاع بشكل فوري.
وفي سياق متصل، اتهمت القمة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، مؤكدة أن استهداف المدنيين والمنشآت المدنية بشكل ممنهج يعد جريمة حرب تستوجب محاسبة دولية عاجلة. وطالبت القمة بمحاسبة الاحتلال على جرائمه، وتطبيق القرارات الدولية التي تدين انتهاكاته المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
بينما أظهر الاتحاد الإفريقي موقفًا قويًا وواضحًا في دعم فلسطين، تواصل جامعة الدول العربية موقفها المتخاذل الذي يقتصر على إصدار البيانات دون اتخاذ خطوات عملية. العديد من الدول العربية المطبعة مع إسرائيل تواصل سياسة المهادنة والتعاون، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، دون اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف العدوان الإسرائيلي أو دعم الشعب الفلسطيني في مواقفه النضالية. هذا التخاذل من قبل الدول العربية يعكس التباين الشديد في المواقف بين إفريقيا، التي تتبنى موقفًا حازمًا وداعمًا للفلسطينيين، والدول العربية التي تظل محاصرة في سياسات التطبيع والتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي.
إن الموقف الإفريقي في هذه القمة لم يكن مجرد رد فعل دبلوماسي، بل كان إعلانًا صارمًا بالتحرك ضد الاحتلال الإسرائيلي. من خلال هذا البيان، أظهر الاتحاد الإفريقي أن التضامن مع فلسطين يجب أن يُترجم إلى أفعال ملموسة، لا مجرد كلمات. هذا الموقف يعكس إرادة حقيقية في دعم فلسطين، ويدعو إلى الضغط على إسرائيل وفرض عزلتها الدولية من خلال الإجراءات السياسية والدبلوماسية.
أبرزت القمة الإفريقية موقفًا لا لبس فيه، يطالب بالتحرك الفوري والمحاسبة الدولية لإسرائيل على جرائمها. بينما تواصل بعض الدول العربية المطبعة مع إسرائيل تقويض كل مسعى نحو حظر أو منع تعاونها مع الاحتلال، تظل إفريقيا في صدارة المشهد العالمي مدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، داعية إلى فرض العزلة على إسرائيل من خلال خطوات عملية تدعم نضال الشعب الفلسطيني.
ختام
بينما يسعى الاتحاد الإفريقي لتحميل إسرائيل مسؤولية جرائمها ضد الفلسطينيين والعمل على فرض عزلة دولية عليها، تواصل الدول العربية المطبعة سياستها الاستسلامية التي تروج للتهدئة مع الاحتلال. وبينما تصدر جامعة الدول العربية بيانات شجب لا تجد لها صدى فعليًا، تثبت إفريقيا أنها الحائط الصامد في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية. الوقت قد حان لمراجعة المواقف العربية وتحويل التضامن إلى أفعال حقيقية تفرض التغيير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.