واشنطن بوست تفتح الملفات السوداء لقوات الدعم السريع في السودان
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه منذ اندلاع الحرب في السودان في الربيع الماضي، نفذت قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش النظامي حملة اختطاف في صفوف المدنيين، إما للحصول على فدية أو لاستعبادهم، وذلك وفقا لما ذكره شهود و10 ضحايا أطلق سراحهم.
وقال ضحايا وناشطون إن عناصر قوات الدعم السريع التي استولت على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، واجتاحت معظم أنحاء منطقة دافور الغربية، جعلت من عمليات الاختطاف مصدرا للدخل.
في حين أكد آخرون أنهم احتُجزوا بينما أُجبرت عائلاتهم على دفع فدية لهم. وأكد شهود للصحيفة الأميركية أن من بين المختطفين فتيات تم استغلالهن في التجارة الجنسية.
وبحسب واشنطن بوست، فر أكثر من 10.7 ملايين شخص من منازلهم، وهو ما جعل السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم.
حكاية موسى
وحكى محمد أرباب موسى (21 عاما) للصحيفة أنه كان مختبئا تحت سرير عندما اقتحم مقاتلون من قوات الدعم السريع الحامية العسكرية في ضاحية أردماتا، خارج مدينة الجنينة بدارفور، في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، حيث قتل نحو 15 ألف شخص خلال هذا الهجوم في الجنينة، وفقا لتقرير غير منشور للأمم المتحدة اطلعت عليه واشنطن بوست.
لكن موسى وعددا من أصدقائه نجوا، فقام المقاتلون بسحبهم من مخابئهم ووصفوهم بـ"العبيد"، وأمروهم بالعمل في إصلاح السيارات، وأخبروهم أنهم سيقتلون عندما ينتهون.
لكن بدلا من ذلك، أجبر الخاطفون موسى على ركوب دراجة نارية تحت تهديد السلاح واقتادوه إلى ما بعد جسر الجنينة، حيث قال إن مئات الأشخاص كانوا يعدمون هناك في ذلك الوقت.
ثم أُجبر هو ومجموعة من الأشخاص الآخرين على العمل في المزارع المحلية قبل أن يتمكن من الهروب والاختباء في قرية مجاورة لعدة أيام قبل أن يسيروا إلى تشاد ليلا.
وأكد الشاب السوداني آدم حامد (24 عاما) أنه نجا من إعدام جماعي في الجنينة، وتحدث عن اختطاف الدعم السريع طفلة جاره تبلغ من العمر عامين، وهددوا بقتلها ما لم تدفع الفدية، وهو ما تم في نهاية المطاف.
وقال حامد إن المليشيات أخذت شقيقه واستعبدته، لكن الأسرة تمكنت في النهاية من العثور عليه ودفع فدية له أيضا.
استعباد واغتصاب
بينما أكدت فاطمة (40 عاما)، أن قوات الدعم السريع قتلت ابنها البالغ من العمر 17 عاما عندما داهمت منزلها في أرداماتا. وقالت إن ابنتها الصغرى، البالغة من العمر 15 عاما، اختطفت أثناء محاولتها الفرار.
ونقلت واشنطن بوست عن أحد الشهود قوله إنه شهد بيع شابات أسيرات في دارفور كإماء جنس، وقال إنه سمع في أكتوبر/تشرين الأول اثنين من مقاتلي قوات الدعم السريع في السوق يناقشان بيع فتاتين. وطالبا بحوالي ألف دولار، وأخذهما أحد السكان بنصف المبلغ، وأطلق سراحهما وأرسلهما للبحث عن عائلتيهما.
وأوضحت سليمة إسحاق، رئيسة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في وزارة التنمية الاجتماعية السودانية، لواشنطن بوست أن الفتيات يتم بيعهن عادة على متن السيارات. وقالت إن وحدتها تعقبت فتيات مختطفات في عدة مناطق، بما في ذلك دارفور والخرطوم وأماكن أخرى.
وصرحت إحدى الضحايا بأن مقاتلي قوات الدعم السريع احتجزوها مدة 5 أيام واغتصبوها. وقالت امرأة أخرى إنها احتُجزت في الخرطوم بالقرب من المطار، مع حوالي 50 امرأة أخرى في مبنى سكني يُستخدم الآن لاحتجاز النساء لاغتصابهن.
المصدر : واشنطن بوست
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش
اعترف قائد "قوات الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الجمعة، بخسارة قواته مناطق لصالح الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم.
ودعا حميدتي قواته في فيديو مسجل، إلى عدم الالتفات إلى المواقع التي استعادها الجيش وسيطر عليها مؤخرا.
وقال: "إلى كل القوات في كل المحاور، يجب عدم التفكير في ما أخذه الجيش منا في القيادة (وسط الخرطوم) وسلاح الإشارة (بمدينة بحري) وبلدة الجيلي (شمال الخرطوم) ومدينة ود مدني (عاصمة ولاية الجزيرة)".
ودعا حميدتي قواته إلى عدم النظر إلى ما خسروه أمام الجيش بل التركيز على ماذا يريدون السيطرة عليه.
وأضاف أنه قواته قادرة على طرد الجيش من الخرطوم مرة أخرى كما فعلت من قبل، على حد قوله.
#السودان | فيديو ???? | خطاب جديد لـ حميدتي :
سنطرد الجيش مرة أخرى وسبق أن طردناهم من الخرطوم في مناطق كثيرة.
الغربال «ناعم» وستتمايز الصفوف.
حقق جنودنا الآن أربعة انتصارات في أم درمان وهناك مناطق محددة سنقوم باستلامها.#برق_السودان pic.twitter.com/3Srd5DENIu — برق السودان???????? (@SDN_BARQ) January 31, 2025
وتأتي تصريحات حميدتي عقب انتصارات حققها الجيش خلال الأيام الماضية بفك الحصار عن قيادة الجيش وسلاح الإشارة، واستعادة السيطرة على معظم مدينة بحري شمالي الخرطوم ومدينة أم روابه بولاية شمال كردفان.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.