صحيفة أثير:
2024-10-06@09:36:09 GMT

حتى لا ننسى: حصار اللقمة يطوّق قطاع غزة

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

حتى لا ننسى: حصار اللقمة يطوّق قطاع غزة

أثير – مكتب أثير في دمشق

جائعون.. الدمار يحيط بكل الأشياء والأشخاص والحالات، لا شيء في الأفق إلا خفافيش الظّلام التي تملأ الأفق الصدئ، صوت حشرجات الأطفال تتكدس كغيوم سوداء في سماء عقول الآباء والأمهات.

كل شيء يبكي.. الأشجار المحروقة ترفع أذرعها للسّماء متوسّلة، فصوت أنين الجرحى والأمهات الثكالى نفذ إلى صميم عروقها، فصارت تشعر وتتألم.

صارت البيوت نائمة على امتداد الأراضي المحروقة، نوافذها لم تعد مشرعة فقد امتطاها الخراب، وأعمدتها لم تعد واقفة، لم يتعبها الوقوف، إنما كسر ظهرها النوم على الأرض، وضعت ثقلها ولم ترتح، تقاعدت عن حمل ثقل البيوت، ماتت فصارت البيوت قبوراً وعافت أهلها.

بين كلّ هذه المواجع يسكن الأطفال، أقصد من بقي من الأطفال مع بقايا الأهل، تحت حائط نصفة مائل والنصف الآخر متهالك، في ظله هناك أطفال صبروا كثيراً، ينتظرون أن يشرق ضمير العالم ويسفر عن لقمة خبز، أو حفنة حليب بودرة لطفلٍ رضيع لايزال فيه بقية من حياة.

في حصار اللّقمة.. قد لا يكون الموضوع مشجعاً للخوض في مفرداتٍ قد لا تقوى ولا تتسع لحمل المعاني، دبابات، طائرات، كل أنواع الأسلحة تحاصر طفلاً جائعاً أو امرأة ثكلى أو والد منكوب.

يجب أن يجوعوا.. الجوع أولاً بعد ذلك يموتوا..
لا يسمح لهم العالم بممارسة حقهم في المضغ والهضم، غريزة الجوع لا يحتاجونها
هكذا يقول العالم المتحضر!!!!
أين يحصل ذلك؟!
ليس بعيداً من هنا.. وهناك.. وكلّ الأمكنة
حيث الضّمير أخذ غفوة أبدية
في عالم الذي لم تعد تعنيه الضحية إلا إذا أراد بيعها، هنا حيث صارت غزة في الأسر وتحت النار، وبلا ماء أو طعام.
هل من نسمة حياء أو هبة خجل تجعل العالم الوقح يشعر أنه يفقد من أوردته آخر نقطة من الدم، التي بتحليلها يثبت أنه لم يعد ينتمي للجنس الإنساني.

تحجر البشر “قد يحزن الحجر من نعتهم بهذه الصفة” ولا مخلوق قد يفعل ذلك سوى البشر، وبئس ما يفعل البشر.
صبرا أيها الطفل الفلسطيني على البلوى فقد ولدت في محيط يسرع لإغداق عدوك بالعطايا
ويصم أذنيه عن شكواك..
لا تبكي يا بني فالبكاء عملة فقدت مفعولها.
اليوم العملة المتدوالة عملة المصالح والرياء.

هو الفلسطيني الذي قتلت إسرائيل نباتات أرضه، نعم بدأت بحربها من هناك، من نبتة الزرع والشجرة المثمرة والزيتون التي تعينه على المقاومة.
وقتلت الحيوانات التي لا ذنب لها إلا أنها في أرض يجب أن يموت أهلها.

حتى أدوات الصيد عاملها الإسرائيلي معاملة الأحياء، خاف منها، لربما ساعدت الفلسطيني على الحياة لذلك حكم على كل هذه الأدوات بالإعدام.

رحلة كيس الطحين الذي يدخل بهويته المعروفة من الأمم المتحدة كمساعدات، يتوقف كثيراً ويتعرض للتفتيش والانتظار. وعلى مرأى من دبابات الاحتلال يأخذ شاب كيس دقيق بعد طول انتظار ومعاناة ويبدأ بتقبيله مراراً ويقول “والله أخذتو من تحت الدبابة”.

إنها الحرب الجديدة القديمة، حرب اللقمة في مسار انعدام نواميس بعض الدول.

المقرر الخاص للأمم المتحدة مايكل فخري يقول: إن إسرائيل تستخدم الجوع سلاحاً لإيذاء وقتل المدنيين في قطاع غزة، ولم نشهد منذ الحرب العالمية الثانية مجاعةً سريعة وكاملة للمدنيين كما حدث في غزة، وبسبب سوء التغذية يتعرض جيل كامل لخطر الإعاقات الجسدية والإدراكية الدائمة، وهو ما يسميه الأطباء “التقزّم”.

محكمة العدل الدّولية قضت بأن تصرفات إسرائيل “قد ترقى” إلى مستوى الإبادة الجماعية.

(قد) هنا حرف تقليل، وقد يكون أول مرة يعرب حرف تقليل من فداحة الجريمة.
و(ترقى) أفعال لا تمتّ للرقي بصلة
تصرفات إسرائيل جرائم ضد الإنسانية وهي تنزلق لمستوى الإبادة.. بل وتنحدر لأسفل من مستوى الإبادة…
هذا صحيح وماذا بعد؟
ماذا يترتب على أن الأمم المتحدة تعرف وتعترف؟!
وما الذي فعلته أو ستفعله؟
لا شيء.. لا شيء مطلقاً

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

23 مستشفى في قطاع غزة تخرج عن الخدمة بعد عام على حرب الإبادة الصهيونية

الثورة نت/..
أعلنت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الاحد، أن 23 مستشفى من أصل 38 في قطاع غزة خرجت عن الخدمة، مع مرور عام على حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن المصادر، قولها: إن عدد شهداء القطاع الصحي 986 شهيدا، بعد مرور عام كامل على العدوان الصهيوأمريكي.

وأشارت إلى أن 130 مركبة اسعاف خرجت عن الخدمة نتيجة استهدافها وتضررها خلال العدوان المتواصل على غزة.

مقالات مشابهة

  • 23 مستشفى في قطاع غزة تخرج عن الخدمة بعد عام على حرب الإبادة الصهيونية
  • دراسة: نصف السعرات الحرارية التي يحصل عليها الأطفال مصدرها الأطعمة المصنعة
  • إسرائيل والصحفيون بغزة.. إستراتيجية قتل الشهود لطمس مسرح الجريمة
  • ماكرون: يجب وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي تستخدم في غزة
  • "ما الذي ينمو في راحة يدكِ؟" يفوز بجائزة بمهرجان سلا لفيلم المرأة
  • دموع تحت القصف.. قصة ياسمينا وأمنيتها التي ضاعت وسط لهيب المعارك
  • إسرائيل تباشر بفرض حصار بري وجوي غير معلن على لبنان
  • وزير لبناني: إسرائيل تسعى من وراء استهداف معبر المصنع إلى فرض حصار على الشعب اللبناني
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة