واشنطن تعترف: الحرب الأوكرانية مفيدة للاقتصاد الأمريكي
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
قد يظنّ البعض أنّ اتهام الولايات المتحدة بإطالة عمر الحرب في أوكرانيا هو مغالاة، أو ربّما تحامل على إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين، لكنّ الوقائع تظهر ما هو خلاف ذلك. هذه الحقيقة لا يخجل المسؤولون الأمريكيون أنفسهم من قولها علنا، في المؤتمرات الصحافية وأمام شاشات الكاميرات وبوضوح واضح وفاضح.
في معرض إرسال التطمينات للناخب الأمريكي، كشفت نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، خلال حديث صحافي قبل أيام، أنّ "الجزء الأكبر من الأموال التي تخصّصها واشنطن من أجل دعم كييف سيبقى ضمن الاقتصاد الأمريكي"، محاولة من خلال ذلك عدم إثارة حساسية الناخبين الأمريكيين عشية انطلاق الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية.
في الوقت نفسه أعربت نولاند عن ثقتها بأنّ مجلس النواب الأمريكي "سيدافع عن الحرية والديمقراطية في جميع أنحاء العالم"، من خلال الموافقة على مخصصات إضافية في الميزانية لدعم كييف، وغيرها مثل إسرائيل وتايوان، وذلك بعد انتهاء العطلة البرلمانية بعد نحو أسبوعين، إدارة بايدن لا تخسر شيئا من الحرب في أوكرانيا، بل على العكس فإنّها من خلال تلك الحرب تضخّ الأموال في سوق السلاح، وتخلق فرصَ عمل جديدة في الولايات الأمريكية، وفي الوقت نفسه تضغط على خصومها وحلفائها عبر تلك الحرب، التي تظهر الأحداث كم هي اليوم غير مجدية ولا طائل منها، خصوصا مع تقدم الجيش الروسي على الجبهات كافة، في مقابل تعثّر الجيش الأوكراني المنهك، والذي تحول إلى الدفاع بدلا من الهجوممذكّرة بأنّ "الجزء الأكبر من الأموال يعود مباشرة وفورا إلى الاقتصاد الأمريكي من أجل إنتاج المزيد من الأسلحة"، وكذلك يساهم الدعم المُقدم أمريكيا إلى أوكرانيا في "خلق وظائف جيدة الأجر في نحو 40 ولاية أمريكية".
باختصار شديد، كشفت نولاند أنّ إدارة بايدن لا تخسر شيئا من الحرب في أوكرانيا، بل على العكس فإنّها من خلال تلك الحرب تضخّ الأموال في سوق السلاح، وتخلق فرصَ عمل جديدة في الولايات الأمريكية، وفي الوقت نفسه تضغط على خصومها وحلفائها عبر تلك الحرب، التي تظهر الأحداث كم هي اليوم غير مجدية ولا طائل منها، خصوصا مع تقدم الجيش الروسي على الجبهات كافة، في مقابل تعثّر الجيش الأوكراني المنهك، والذي تحول إلى الدفاع بدلا من الهجوم.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أرسلت، في وقت سابق، طلبا إلى الكونغرس من أجل الحصول على مخصصات إضافية من ميزانية السنة المالية الحالية 2024، والتي بدأت في الولايات المتحدة منذ الأول من 9 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، وذلك من أجل تقديم المساعدة لإسرائيل وأوكرانيا وكذلك لمواجهة الصين وروسيا في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ.
وفي 13 شباط/ فبراير الفائت، أقرّ مجلس الشيوخ بدعم من بعض الجمهوريين، نسخة بديلة لمشروع القانون الذي ينصّ على تخصيص 95 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل وتايوان. لكنّ المشروع لا يتضمن بنودا من أجل تشديد الرقابة على الحدود الجنوبية الأمريكية، فتمّ رفضه من مجلس النواب الذي دخل منذ 15 شباط/ فبراير في عطلة ستمتد إلى أسبوعين من دون التصويت على مشروع القانون.
ومع كل يوم تتأخّر فيه تلك المساعدات والأسلحة عن أوكرانيا، يتكبّد الجيش الأوكراني خسائر بشرية ويتراجع في الميدان صوب العمق الغربي، مما يجعل الأراضي الأوكرانية مفتوحة أمام القوات الروسية.
ونتيجة لذلك، استطاع الجيش الروسي في غضون الأيام القليلة الماضية من احتلال بلدة أفدييفكا الواقعة في إقليم دونيتسك، وهو ما يعتبر نجاحا كبيرا لموسكو منذ الاستيلاء على مدينة باخموت، مع كل يوم تتأخّر فيه تلك المساعدات والأسلحة عن أوكرانيا، يتكبّد الجيش الأوكراني خسائر بشرية ويتراجع في الميدان صوب العمق الغربي، مما يجعل الأراضي الأوكرانية مفتوحة أمام القوات الروسيةفي حين تحمّل كييف الإدارة الأمريكية مسؤولية ذلك، نتيجة غيابها عن الجبهة منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبرر الفائت، أي منذ انطلاق الحرب في قطاع غزة وتحوّل الاهتمام الأمريكي نحو الشرق الأوسط لدعم الجيش الإسرائيلي.
وفيما اعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا أنّ المناطق التي خسرتها قوات بلاده ليست "ذات أهمية استراتيجية"، أدان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي "تآكل تضامن" المجتمع الدولي تجاه بلاده، وبدأ بالاعتراف بأنّ الوضع بات "صعبا للغاية" في نقاط عدّة على خطوط المواجهة.
وتمكّن الجيش الروسي من اختراق الدفاعات الأوكرانية في مدينة أفدييفكا مقتربا من الطريق الرئيسي الذي تتلقى عبره القوات الأوكرانية إمداداتها، غير أنّ تقدم الجيش الروسي الأبرز خلال اليومين الماضيين كان نحو البحيرة الزرقاء (أو بحيرة مقلع الحجارة). إذ أشارت تقارير إلى أنّ القيادة الأوكرانية طلبت من قواتها الانسحاب خشية وقوعها في دائرة الحصار، خصوصا أنّ القوات الروسية استطاعت التقدم نحو الجنوب الغربي في أفدييفكا نحو آخر طريق إمداد للقوات الأوكرانية.
وأضافت التقارير العسكرية إلى أنّ القوات الروسية بدأت تدخل بلدة برفومايسكا غربي أفدييفكا، الأمر الذي مهّد لتطويق القوات الأوكرانية في أفدييفكا، التي شكلت مصدر إزعاج لمدينة دونيتسك، حيث كانت مصدر إطلاق القذائف على عاصمة الإقليم منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
كل ذلك يؤكد أنّ الولايات المتحدة ليست متضررة من الحرب في أوكرانيا، بل على العكس فإنّها تستغلّ تلك الفرصة داخليا وخارجيا لتحقيق أهداف استراتيجية واقتصادية، وكلما طال أمد الحرب، تراكم واشنطن المكاسب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المساعدات المكاسب امريكا روسيا مساعدات اوكرانيا مكاسب مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب فی أوکرانیا الجیش الأوکرانی القوات الروسیة الجیش الروسی تلک الحرب من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
قناة إسرائيلية: الجيش يعاني نقصا حادا في صفوفه
قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يعاني نقصا حادا في صفوفه بنحو 7 آلاف مقاتل ومساند للقتال بسبب الحرب المستمرة في عدة قطاعات، وإنه قد يلجأ إلى تجنيد الآلاف من الشباب الحريديم (اليهود المتشددين) لتعويض النقص.
وأضافت أن وزير الدفاع الإسرائيلي طلب فحص خطط الجيش لتجنيد اليهود المتشددين وما إذا كان من الممكن تحقيق الأهداف المحددة.
وقالت إن الهدف المحدد هو تجنيد 4800 من الحريديم سنويا ومن المتوقع أن يرتفع العدد تدريجيا على مر السنوات.
وكانت وزارة الحرب الإسرائيلية كشفت في وقت سابق عن خطة جديدة تستهدف تجنيد 10 آلاف جندي لتعويض خسائر الحرب التي تشنها إسرائيل على جبهتي غزة ولبنان، ومن ضمنها تجنيد نحو 6 آلاف من الحريديم خلال عامين.
وفي التفاصيل، فإن خطة الجيش الإسرائيلي هي تجنيد 4800 شاب حريدي في الجيش الإسرائيلي خلال عام 2025، على أن يتم تجنيد 1700 شاب آخر في عام 2026، ليصل العدد الإجمالي إلى 6200 جندي من الحريديم في غضون عامين، بحيث تساعد هذه الخطة على تخفيف العبء عن جنود الاحتياط، وتوفر إمدادات بشرية إضافية للوحدات القتالية المنتظمة.
وكشفت تلك الخطة عن أزمة حقيقية في جيش الاحتلال، كما سلطت الأضواء على سعي الأحزاب الدينية المتشددة الممثلة في الكنيست لعرقلته من خلال السعي لسن قانون تجنيد يحد من اندماجهم في الجيش.
إعلانوالتقى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء أمس الأربعاء، مع كبار المسؤولين في هيئة القوى البشرية العسكرية، وعلى رأسهم رئيس الأركان، الجنرال دادو بار-كليفا، لمناقشة احتياجات الجيش وقدرته على تعويض الجنود القتلى والجرحى وذوي الإعاقات بسبب الحرب، وخاصة الشباب الحريديم.
ويأمل الجيش في تعديل قانون الخدمة العسكرية ليشمل تمديد الخدمة الإلزامية لتكون 3 سنوات بدلا من 32 شهرا كما هو معمول به الآن، وذلك لتلبية احتياجات الحرب الحالية، لأن عدم تعديل القانون سيجعل النقص في عدد الجنود أكبر بكثير.
غير أن هذه الخطط لا تزال تواجه عقبات كبيرة من قبل زعماء الأحزاب الحريدية في الكنيست التي تعارض على سبيل المثال فرض العقوبات على أولئك الذين يرفضون التجنيد، وتطالب بإلغاء الأوامر التي صدرت بحق الشباب الذين لم يتوجهوا لتلبية نداء الجيش في وقت سابق.
ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه الجيش الإسرائيلي من نقص كبير في أعداد جنود الاحتياط الذين يستدعون للمشاركة في العمليات العسكرية، إذ تشير الأرقام إلى أن معدلات الاستجابة لدعوات الاحتياط قد انخفضت لنحو 70% فقط في الأشهر الأخيرة.