دعت صحيفة "التلغراف" البريطانية بقية دول العالم للتحرك في البحر الأحمر من أجل حماية الملاحة الدولية من هجمات جماعة الحوثي في اليمن التي دأبت منذ التاسع عشر من نوفمبر الماضي على مهاجمة سفن الشحن تحت مزاعم الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

 

وألمحت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر أمس الأحد بعنوان "يجب على بقية العالم أن يتحرك في اليمن" وترجمه للعربية "الموقع بوست" إلى أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وحدهن من يتحملن تكاليف حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، رغم التحالف التي أعلنتها واشنطن في عملية "حارس الازدهار الذي يضم أكثر من 40 دولة.

 

وتساءلت التليغراف بالقول: أين الفرنسيون والإسبان والإيطاليون؟ لديهم ما يكفي من المال للمساعدة، ومع ذلك لم يقبلوا حتى بشرعية هذا العمل.

 

وتابعت "يمكن القول إن الأميركيين الذين لديهم حاملة طائرات في البحر الأحمر والبريطانيون الذين لديهم قواعد في قبرص قد يحتاجون إلى أن يكونوا في الطليعة".

 

وأشارت إلى أن الدول الأوروبية الكبرى الأخرى، التي تعتمد جميعها على التجارة عبر قناة السويس، غائبة عن المعركة. لافتة إلى أن جماعة الحوثي تسخر من الحديث المتبجح عن جيش الاتحاد الأوروبي وسياسة خارجية مشتركة.

 

وذكرت أن سلاح الجو الملكي البريطاني كان يعمل مرة أخرى فوق اليمن في نهاية الأسبوع، حيث قصف مواقع الحوثيين التي كانت تستخدم لمهاجمة السفن. ضربت أربع طائرات من طراز Typhoon FGR4، مدعومة بناقلتين من طراز Voyager، منشآت عسكرية كانت تشن هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

 

وأفادت "كانت هذه هي المهمة الثالثة لسلاح الجو الملكي البريطاني التي تستخدم طائرات متمركزة في قبرص والتي تحتاج إلى التزود بالوقود لأداء المهمة، وهو في حد ذاته مؤشر على عدم وجود حاملة طائرات بريطانية في المنطقة. مشيرا إلى الطائرات الحربية الأمريكية نفذت هجمات من مجموعتها الحاملة في البحر الأحمر، رغم أنها لم تدمر مواقع الحوثيين حتى الآن".

 

وقالت الصحيفة "هذا ليس مفاجئًا تمامًا نظرًا لأن المملكة العربية السعودية المجاورة فشلت على مدى سنوات عديدة في إضعاف القدرات العسكرية للجماعة المدعومة من إيران"، لافتة إلى أن الأمر المثير للدهشة هو أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة فقط هما من شاركا في هذا الإجراء".

 

وأردفت "على الرغم من أنها توصف بأنها "مهمة تحالف" تدعمها عدة دول أخرى بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا، إلا أن بريطانيا وأمريكا هي التي تتحمل العبء الأكبر. والدولتان الوحيدتان في الاتحاد الأوروبي اللتان تقدمان الدعم اللوجستي والاستخباراتي هما الدانمرك وهولندا".

 

تقول التليغراف: متى سُمح في التاريخ لمجموعة من متمردي القراصنة بتهديد وترهيب الشحن الدولي بكل هذا القدر من اللامبالاة من جانب المتضررين؟

 

ولفت إلى أن القراصنة البربريون قاموا بالنهب والاختطاف في طريقهم حول البحر الأبيض المتوسط، وهزمهم تحالف دولي في القرن التاسع عشر.

 

وأوضحت أن حجم ضخم من صادرات الصين يمر عبر قناة السويس، كما يمر قدر كبير من النفط والغاز من الخليج، لكن بكين صوتت ضد هذا التحرك، وبقيت الدول العربية خارج القناة.

 

وختمت صحيفة التلغراف افتتاحيتها بالقول "مرة أخرى، يُترك الأمر للمملكة المتحدة والولايات المتحدة لمراقبة طرق التجارة العالمية"، مستدركة بالقول "المشكلة في ذلك هي أنه يمكن بعد ذلك استخدامها كدعاية مناهضة للغرب عندما يكون إبقاء الممرات المائية مفتوحة في صالح الجميع. ولا ينبغي ترك هذه المسألة للمشاركين المعتادين لحلها".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن بريطانيا أمريكا الحوثي البحر الأحمر فی البحر الأحمر إلى أن

إقرأ أيضاً:

شركات الأمن البحري: خروقات وقف إطلاق النار قد تُشعل هجمات من اليمن

يمانيون../
حذّرت شركات مختصة بالأمن البحري من أن أي خروقات أو تجاوزات لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة من قبل العدو الصهيوني قد تؤدي إلى استئناف الهجمات البحرية من اليمن، مما يهدد استقرار الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن جاكوب لارسن، مسؤول الأمن البحري في “بيمكو”، أكبر جمعية شحن عالميًا، أن الوضع الراهن هش للغاية، وأن حتى الانحرافات الطفيفة عن الاتفاق قد تجرّ المنطقة إلى تصعيد جديد.

في السياق، أشارت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري إلى أن السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، سواء المملوكة له أو التي ترفع علمه، لا تزال تواجه تهديدات متزايدة في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكدت الشركة أن استئناف النشاط الملاحي الآمن يعتمد بشكل كبير على مدى التزام الأطراف بوقف إطلاق النار.

كما حذرت الشركة من أن التجارة البحرية الإسرائيلية معرضة لمخاطر أكبر مقارنة بتلك المرتبطة بالولايات المتحدة أو بريطانيا، مشددة على أن الوضع يتطلب مراقبة دقيقة في ظل هشاشة الهدنة واستمرار المفاوضات الجارية.

من جهته، أوضح مركز المعلومات البحرية المشترك “JMIC”، الذي تشرف عليه البحرية الأمريكية، أن التهديدات التي تواجه الشحن المرتبط بالكيان الصهيوني، الولايات المتحدة، أو المملكة المتحدة في البحر الأحمر وخليج عدن ستظل مرتفعة في الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة تبحث مع الأمم المتحدة مشروع حماية الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر
  • منصة دولية: هل يحمل اليمن الحل المناخي المتمثل في القهوة كأجودها بالعالم؟ (ترجمة خاصة)
  • نسب الإشغال تتجاوز 80%.. انتعاشة ملحوظة في سياحة الشتاء بالبحر الأحمر|تفاصيل
  • بعد 14 شهراً من الاحتجاز، الحوثي يطلق سراح طاقم سفينة غلاكسي ليدر
  • لماذا تعتزم الهند استعادة 18 ألف مواطن من أمريكا بعد عودة ترامب؟
  • الأمم المتحدة: انخفاض حاد في طاقة الموانئ اليمنية على البحر الأحمر بسبب الأعمال العدائية
  • شركات الأمن البحري: خروقات وقف إطلاق النار قد تُشعل هجمات من اليمن
  • مصر جميلة.. قصور الثقافة تواصل فعاليات اكتشاف ورعاية المواهب بالبحر الأحمر
  • الاتحاد الأوروبي يدعو الحوثي إلى وقف هجماتها في البحر الأحمر والعودة إلى عملية السلام 
  • نبيل فهمي: خطاب ترامب يكشف ملامح أمريكا الجديدة والانفصال عن المسؤولية الدولية