قالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، أوكونغو إيويالا إن معدل نمو التجارة السلعية العالمي يمكن أن يقل عن 3.3% هذا العام. وأضافت، خلال فعالية في أبوظبي حيث يعقد اجتماع المنظمة الوزاري اليوم "يبدو أن نمو حجم تجارة السلع العالمية في عام 2023 قد انخفض عن 0.8% التي توقعناها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

. وبالنظر إلى جميع المخاطر السلبية، فمن المحتمل أن لا نحقق معدل نمو تجارة السلع البالغ 3.3% لهذا العام".

قواعد جديدة

يهدف الاجتماع الذي عقد اليوم إلى وضع قواعد جديدة للتجارة العالمية، لكن حتى المديرة العامة للمنظمة أوكونغو إيويالا سعت إلى الحد من التوقعات.

وتحاول المنظمة العالمية التي يعود تاريخ تأسيسها إلى 30 عاما تقريبا وتدعم لوائحها 75% من التجارة العالمية، إبرام اتفاقات بتوافق الآراء لكن هذه الجهود أصبحت أكثر صعوبة مع تزايد الدلائل على أن الاقتصاد العالمي ينقسم إلى كتل منفصلة.

وقالت أوكونغو إيويالا في كلمة افتتاحية خلال الاجتماع: "دعونا لا نتصنع أن أيا من هذا سيكون سهلا"، واصفة الأجواء بأنها "أصعب" مما كانت عليه عند عقد الاجتماع السابق لمنظمة التجارة العالمية في عام 2022، إذ أشارت إلى الحروب والتوترات والانتخابات ومؤشرات على أن نمو التجارة سيقل عن توقعات المنظمة.

ودعت الوزراء إلى "التشمير عن سواعدهم" وإكمال المفاوضات، غير أنها استبعدت على ما يبدو إبرام أي اتفاق في أبوظبي بشأن إصلاح محكمة الاستئناف التابعة للمنظمة، قائلة: "لم نصل إلى هذا الحد بعد".

مع ذلك يقول المفاوضون إنهم ما زالوا يأملون في التوصل إلى اتفاق يمكن أن يدعم الأرصدة السمكية العالمية ويحمي الصيادين من خلال حظر الدعم الحكومي.

أوكونغو إيويالا استبعدت تحقيق معدل نمو تجارة السلع مستوى 3.3% لهذا العام (رويترز) ليست أرض الأحلام

ونقلت رويترز عن أحد المندوبين التجاريين، قوله: "لسنا في أرض الأحلام هنا. التعاون الدولي في حالة سيئة. النجاح الحقيقي سيكون في موضوع الأسماك بالإضافة إلى شيئين أو 3".

وبعد أن توصّل المؤتمر الوزاري السابق الذي انعقد في مقر المنظمة في جنيف في يونيو/حزيران 2022، إلى اتفاق تاريخي حظر المساعدات لصيد السمك المضر بالحياة البحرية، تأمل المنظمة التوصل إلى اتفاق ثانٍ يتمحور هذه المرة على المساعدات التي تدعم الصيد الجائر والقدرة المفرطة.

وقالت أوكونغو إيويالا "نحن على وشك المصادقة على اتفاق مساعدات مصائد الأسماك".

ومن النتائج الأخرى التي سيتمخض عنها الاجتماع الذي يستمر 4 أيام، والتي إما أن تكون مؤكدة أو قابلة للتحقيق، انضمام عضوين جديدين هما جزر القمر وتيمور الشرقية والتوصل إلى اتفاق بين نحو 120 دولة لإزالة الحواجز التي تعوق التنمية والاستثمار.

أما النتائج الأصعب فتتمثل في تمديد الوقف الاختياري لمدة 25 عاما بشأن تطبيق التعريفات الجمركية على التجارة الرقمية، وهو ما تعارضه جنوب أفريقيا والهند، وفي إبرام اتفاق بشأن قواعد التجارة الزراعية الذي استعصى على المفاوضين لعقود من الزمن.

وقال وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي ورئيس المؤتمر، ثاني الزيودي، في كلمته الافتتاحية: "يمر النظام التجاري المتعدد الأطراف، وفي جوهره منظمة التجارة العالمية، بمنعطف حرج إذ يواجه العديد من التحديات".

وأضاف: "تظل منظمة التجارة العالمية قوة قوية في مواجهة التدابير الأحادية الجانب وسياسات الحماية الاقتصادية والتمييز حاليا".

خلال توقيع رئيس جزر القمر أزالي عثماني اتفاقية انضمام بلاده إلى منظمة التجارة العالمية في أبو ظبي (الفرنسية) أهمية مستقبلية

وأعلنت الإمارات، أمس، تخصيص 10 ملايين دولار لدعم مبادرات منظمة التجارة العالمية مثل آلية تمويل مصائد الأسماك والإطار المتكامل المعزز وصندوق النساء المصدرات في صندوق الاقتصاد الرقمي الذي تم إطلاقه خلال المؤتمر.

وقال الزيودي إن التجارة والاستدامة ستكونان على جدول أعمال المؤتمر في إطار الجهود المبذولة لضمان أهمية المنظمة في المستقبل.

ومن العوامل التي قد يكون لها تأثير إيجابي هو عزيمة أوكونغو إيويالا، وزيرة المالية النيجيرية السابقة، التي ساعد إصرارها في السابق في إبرام حزمة من الصفقات في جنيف عام 2022.

وقال آلان يانوفيتش، الشريك في شركة المحاماة أكين جامب شتراوس: "ما يجعلني أكثر تفاؤلا بعض الشيء من الآخرين في هذه المرحلة هو أن المديرة العامة شخصية استباقية للغاية ومستعدة لدفع الوزراء. كما أن وزير التجارة الإماراتي يركز بشكل كبير على النتائج".

وقال الأمين العام لغرفة التجارة الدولية، جون دينتون إنه حتى النتائج المتواضعة مثل البيان الوزاري المرتقب الذي يظهر هدفا مشتركا بين الحكومات سيكون أمرا يستحق الاهتمام.

وأضاف: "منظمة التجارة العالمية هي منفعة عامة في نهاية المطاف، ووجهة نظرنا هي أن هناك تكلفة كبيرة على الاقتصاد الحقيقي من أي تآكل لهذا النظام".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منظمة التجارة العالمیة تجارة السلع إلى اتفاق

إقرأ أيضاً:

أونكتاد: اتجاهات التجارة العالمية تحولت إلى إيجابية في الربع الأول

أكدت منظمة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة "أونكتاد" اليوم أن اتجاهات التجارة العالمية تحولت إلى إيجابية في الربع الأول من 2024 مع زيادة قيمة التجارة في السلع بنحو 1% على أساس ربع سنوي والخدمات بنحو 1.5%.

وتوقعت المنظمة الدولية في تقرير صدر في جنيف.. أن تضيف هذه الطفرة - التي تغذيها ديناميكيات التجارة الإيجابية للولايات المتحدة والدول النامية ولا سيما الاقتصادات الآسيوية النامية الكبيرة - ما يقرب من 250 مليار دولار إلى تجارة السلع و100 مليار دولار إلى تجارة الخدمات في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالنصف الثاني من عام 2023.

وأشارت "أونكتاد" الى أن التوقعات العالمية لنمو الإنتاج المحلي الإجمالي لاتزال عند حوالي 3% لعام 2024 مع تفاؤل حذر بشأن التجارة على المدى القصير.

وأضافت أنه إذا استمرت الاتجاهات الإيجابية فقد تصل التجارة العالمية في عام 2024 إلى ما يقرب من 32 تريليون دولار لكنها قالت إنه من غير المرجح أن تتجاوز مستواها القياسي المسجل في عام 2022.

وأكد التقرير أن الصين والهند والولايات المتحدة تقود التجارة العالمية موضحا أن نمو التجارة العالمية في الربع الأول من عام 2024 كان مدفوعا بشكل أساسي بزيادة الصادرات من الصين "9%" والهند "7%" والولايات المتحدة "3%".. وقال أنه وعلى العكس من ذلك فلم تظهر صادرات أوروبا أي نمو وانخفضت صادرات أفريقيا بنسبة 5%.

من ناحية أخرى وفي الوقت الذي أكد التقرير أن التجارة بين الجنوب والجنوب هي التي تحدد الوتيرة فقد أشار إلى أن التجارة في البلدان النامية قد زادت فيما بين بلدان الجنوب بنحو 2% في كل من الواردات والصادرات خلال الربع الأول بينما وبالمقارنة شهدت الدول المتقدمة استقرارا في الواردات وارتفاعا متواضعا بنسبة 1% في الصادرات.

ولفت التقرير إلى أنه وعلى أساس سنوى فقد انخفضت التجارة بين بلدان الجنوب بنسبة 5% عند مقارنة الربع الأول من عام 2023 بالربع الأول من عام 2024.

وذكر التقرير أن قطاعات الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي تشهد طفرة قوية مشيرا إلى أن نمو التجارة تباين بشكل كبير عبر القطاعات حيث شهدت المنتجات المرتبطة بالطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي زيادات أقوى.

ونوه إلى أن القيمة التجارية للخوادم عالية الأداء ارتفعت بنسبة 25% مقارنة بالربع الأول من عام 2023 بينما شهدت أجهزة الكمبيوتر ووحدات التخزين الأخرى زيادة بنسبة 8% كما نمت القيمة التجارية للسيارات الكهربائية بشكل ملحوظ، حيث زادت بنحو 25% أو أكثر.
 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • قمة منظمة شنغهاي في أستانا.. التعاون رغم غياب الانسجام
  • أمين عام منظمة شنغهاي للتعاون: رغبة بعض الدول الانضمام إلى المنظمة تعبر عن قيمة المبادىء والأهداف التي تتبناها
  • منظمة الصحة العالمية: الأزمة الصحية بلغت مستويات كارثية في غزة وتتفاقم في الضفة الغربية
  • المملكة تؤكد أهمية الاستثمار في العلوم والتقنية لتعزيز الاستقرار العالمي
  • أونكتاد: اتجاهات التجارة العالمية تحولت إلى إيجابية في الربع الأول
  • منظمة الصحافيين الجزائريين تندد بظهور أشخاص يدعون زورا وبهتانا الانتماء لمهنة الصحافة
  • ميون: أي اتفاق في مسقط يجب أن يشمل موظفي المنظمات المختطفين بصنعاء
  • برنامج الغذاء: نصف العائلات في شمال اليمن لا تتناول ما يكفيها من طعام
  • منظمة حقوقية تطالب بإدراج ملف المختطفات ضمن أجندة مفاوضات مسقط
  • «صندوق محمد بن زايد» و«التنمية العالمية» يدعمان شباب حماية البيئة