شهدت أروقة مركز عمان للمؤتمرات والمعارض صباح اليوم تدفقا كبيرا من طلبة المدارس، الذين اندفعوا نحو أجنحة معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الجارية، باحثين عن كنوز المعرفة التي ينشدون.. وشهدت الأروقة حضورا لافتا من مختلف شرائح الزوار الذين توافدوا للاطلاع على مرفقات المعرض ومحتوياته الثرية، والاستمتاع بالفعاليات المصاحبة له، و راح هؤلاء الزوار يتجولون في أرجاء المعرض، متطلعين إلى اكتناز المعرفة، باحثين بشغف عن العناوين التي تلبي اهتماماتهم وتطلعاتهم الفكرية والثقافية.

وكان لافتا حرص الطلبة والشباب على التقاط الصور التذكارية أمام أجنحة دور النشر ومعروضاتها، مبدين إعجابهم بما يزخر به المعرض من كتب ومطبوعات. وعلى الرغم من ندرة ملء الكراسي ( وهي ظاهرة متكررة في معارض الكتب الخليجية والعربية عموما) في الفعاليات الثقافية المرافقة للمعرض، إلا أن الحضور المركز للأشخاص ذوي الاختصاص في تلك الفعاليات أعطى زخما نوعيا للحدث، رغم تعدد توجهات الزوار واختلاف أهدافهم من المشاركة. هكذا استطاع معرض مسقط الدولي للكتاب أن يجذب إليه الطلبة الباحثين عن المعرفة، والمثقفين الراغبين بالارتقاء، في مشهد ثري بالنشاط الفكري والثقافي. وكان قد شهد اليوم الخامس لمعرض مسقط الدولي للكتاب إقامة سلسلة من الفعاليات المتنوعة، حيث جمعت الجلسات الحوارية والمحاضرات الفنية والأدبية عددًا كبيرًا من الحاضرين والمهتمين بالمعرفة والثقافة، وتنوعت الفعاليات بين جلسات حوارية ومحاضرات تفاعلية، حيث استضافت جلسة بعنوان "نفاذ بلا عوائق.. ذوو الإعاقة وحق الوصول إلى المعرفة" معاذ الرقادي وهاجر المعمرية وسليمان القسيمي، بينما ناقشت وزارة الثقافة والرياضة والشباب في جناحها موضوع حصر وتوثيق الفن الصخري في سلطنة عمان مع الدكتور سيف الأغبري والدكتور حبيب الهادي. وفي سياق آخر، تمتع الحاضرون بجلسة حوارية حول الآفاق والتطلعات لمجلة "ثقافة"، بمشاركة خميس العدوي وسعيد الطارشي ونورة الغافرية، بالإضافة إلى محاضرة تناولت دور الذكاء الاصطناعي في نجاح المشاريع قدمها علي بن جعفر الخابوري. وأحتضنت قاعة أحمد بن ماجد ندوة حول الكتابة الإبداعية للموهبة والصنعة، شارك فيها طاهر الزهراني ومحمد عبد النبي والروائي زهران القاسمي، فيما قدم الدكتور قاسم الصالحي محاضرة حول "الوعي التاريخي في زمن الفوضى". ومن بين الفعاليات الهامة أيضا ندوة الأدب العربي في ميزان الترجمة بمشاركة الدكتورة جوخة الحارثي والدكتور يونس الأخزمي والأستاذ الدكتور ميشيل هارتمان، وندوة حول فرص الاستثمار في محافظة الظاهرة بمشاركة صالح بن ناصر العلوي وحمود بن محمد الخليلي وسيف بن سعيد البادي، كما أستضاف المسرح المدرج جلسة حوارية حول "كتاب عن السيرة الذاتية للشيخ عيسى بن صالح الطائي"، بمشاركة حاتم بن حمد الطائي والشاعر سماء عيسى والدكتور محمد بن حمد العريمي والباحث أحمد الكندي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مسقط الدولی للکتاب

إقرأ أيضاً:

"معرض هاينان الدولي".. ركيزة الصين في مواجهة التحديات التجارية

 

 

 

تشو شيوان **

يتساءل الكثيرون كيف ستكون قوة الاقتصاد الصيني على امتصاص الصدمات ومواجهة أزمة التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين، والتي قامت الصين بدورها بفرض تعريفات جمركية على البضائع الأمريكية؟

وفي مواجهة هذه الإجراءات الحمائية، تعمل الصين على تسريع تكامل التجارة الداخلية والخارجية من ناحية، ومن ناحية أخرى، تمضي قُدمًا بخطى ثابتة نحو توسيع انفتاحها على الخارج، وخلال الفترة المقبلة سوف يرى العالم بشكل أكثر وضوحًا أن نزعة الحماية التجارية طريق مسدود، وأن الانفتاح والتعاون فقط هما القادران على كسب المستقبل، وهذا رهان قوي ستتكشف نتائجه يومًا بعد يوم.

وفي ظل التحديات الاقتصادية العالمية وتصاعد موجة الحمائية التجارية، يبرُز معرض هاينان الدولي الخامس للسلع الاستهلاكية كإحدى الركائز الحيوية التي تعتمد عليها الصين لتعزيز مرونة تجارتها الخارجية. ففي الوقت الذي تفرض فيه الولايات المتحدة تعريفات جمركية عشوائية وتواجه العولمة الاقتصادية عراقيل متزايدة، نجحت الصين في تقديم رسالة واضحة للعالم: أن الانفتاح والتعاون لا يزالان خيارها الاستراتيجي، وهذا الخيار لا يمكن للصين التخلي عنه أولًا كدولة مسؤولة تمارس دورها الإيجابي العالمي، وثانيًا كدولة كبرى اقتصاديًا ولها حلول الاستراتيجية لمواجهة جميع التحديات.

لقد اختتم المعرض في 18 أبريل الجاري، مُحقِّقًا أرقامًا قياسية؛ حيث استقطب أكثر من 1767 شركة و4209 علامات تجارية من 71 دولة ومنطقة حول العالم، وبلغ حجم التعاون المُوَقَّع خلال المعرض حوالي 92 مليار يوان صيني؛ مما يعكس الثقة المتزايدة بالسوق الصينية رغم التقلبات الدولية. المثير للاهتمام أن مئات الشركات أكدت رغبتها في المشاركة في الدورة المقبلة، ما يُبرهن على الجاذبية المتنامية للسوق الاستهلاكية الصينية، وهذه الأرقام خير برهان على أن الانفتاح والتعاون هما الأساس والطريق الأسلم لضمان استقرار العالم اقتصاديًا.

يأتي هذا النجاح مدعومًا بإمكانات السوق المحلية؛ إذ وصلت مبيعات التجزئة إلى 48.8 تريليون يوان صيني عام 2024؛ بزيادة سنوية قدرها 3.5% مقارنة بعام 2023؛ ما يُعزِّز مكانة الصين كثاني أكبر سوق استهلاكية في العالم. وقد أشار العديد من العارضين الأجانب إلى أن فرص النمو والتوسع التي يتيحها السوق الصيني كانت الدافع الرئيسي لمشاركتهم في هذا الحدث، وأيضًا برزت أهمية هذا المعرض لكونه نافذة للسوق الصيني والتي باتت فرصة أمام الكثير من الدول ممن تمارس عليهم الولايات المتحدة حمائية تجارية غير مسبوقة، وهؤلاء يجدون في الصين والسوق الصيني فرصة كبيرة لتعويض الخسائر وتدارك الأمر.

أيضًا يجب أن نذكر هنا أن المعرض يُعزِّز مكانة هاينان بوصفها منصة رئيسية للانفتاح الاقتصادي؛ ففي إطار سياسات المنطقة الحرة يتمتع المشاركون بمزايا مثل التعرِفة الصفرية؛ مما يسهم في تدفق السلع عالية الجودة إلى الأسواق الصينية والعالمية على حد سواء، وهذا التوجه يضع هاينان في موقع الريادة كمحور حيوي للتجارة الحرة والانفتاح، وهنا يجب القول إن الصين تمضي في الاتجاه المعاكس للولايات المتحدة؛ فالصين تدفع نحو الانفتاح والتشارك، بينما الولايات المتحدة تسير نحو الانغلاق والحمائية.

من جهة أخرى، يعكس المعرض ديناميكية الابتكار في الصين، فمع تسارع تطوير قوى إنتاجية جديدة وعالية الجودة، يتم تجديد السوق الاستهلاكية الصينية باستمرار؛ ما يوفر بيئة خصبة لنمو الشركات المحلية والأجنبية على حد سواء. وأظهر تقرير الابتكار الوطني الأخير أن الصين قفزت 10 مراكز خلال عقد واحد، لتصبح ضمن العشرة الأوائل عالميًا في مجال الابتكار، وهو عامل محوري في تعزيز مرونة التجارة الخارجية، وهذه النقطة تحديدًا أجدها من أهم النقاط؛ حيث إن الصين تؤمن بأن الابتكار هو من سيقود المستقبل وهو المحرك الأساسي للاقتصاد.

وفي ظل استمرار انعقاد معارض دولية كبرى مثل معرض كانتون ومعرض الصين الدولي للاستيراد، تواصل الصين الوفاء بوعودها بالانفتاح العملي، لا بالأقوال فقط؛ بل بالأفعال، خصوصًا وسط حالة الاضطراب في النظام التجاري العالمي. وهنا يقدم معرض هاينان دليلًا حيًا على قدرة الصين على تحويل التحديات إلى فرص، معتمدة على سوقها الواسعة، وسياساتها التفضيلية وديناميكية الابتكار الدائم.

وفي النهاية، لدي رأي أجده مهمًا بأن الانفتاح هو الحل؛ إذ إن الصين لا تزال قلب الاقتصاد العالمي النابض من خلال الجمع بين قوة السوق المحلية، والابتكار التكنولوجي، والشراكات العالمية، كما تُظهر الصين أن الحمائية ليست حلًا؛ بل الانفتاح والتعاون هما الطريق لاقتصاد مستقر ومزدهر. وكما قال أحد العارضين الأجانب: "السوق الصينية ليست فقط كبيرة، ولكنها ديناميكية وتقدم فرصًا لا مثيل لها". وبهذه الروح، تواصل الصين كتابة فصل جديد في تاريخ التجارة العالمية؛ فصل تقوده الشراكات وليس الحواجز، والثقة لا الشكوك.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أجنحة بأرفف فارغة وبدون إصدارات| القصة الكاملة لأزمة الناشرين المصريين في معرض الرباط الدولي للكتاب
  • فعاليات توعوية متنوعة في جناح "التنمية" بـ"معرض مسقط للكتاب"
  • وزير الخارجية الإيراني يوقع كتابه "قوة التفاوض" في معرض مسقط الدولي للكتاب.. الجمعة
  • معرض مسقط للكتاب وضيف الشرف
  • "معرض هاينان الدولي".. ركيزة الصين في مواجهة التحديات التجارية
  • راشد بن حميد النعيمي يشيد بجناح «تريندز» في «الرباط الدولي للكتاب»
  • بمشاركة أكثر من 30 دولة.. انطلاق الدورة الـ51 لمعرض طرابلس الدولي
  • لبتكار طبي فريد.. جامعة القاهرة تكرم الدكتور حازم السباعي لفوزه بفضية معرض جنيف الدولي
  • الدار البيضاء تحتضن المعرض الدولي لطب الأسنان بمشاركة دول افريقية 
  • الثقافة تختتم فعاليات معرض الشلاتين الثاني للكتاب