أحمد فهمي: فيلم عائلة المكسيكي رحلة في محافظات مصر تكشف أهمية الأسرة
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
وصف الفنان أحمد فهمي فيلمه الجديد "عائلة المكسيكي" الذي بدأ تصويره مؤخرا في العديد من الأماكن بالقاهرة، بأنه "رحلة مليئة بالمواقف الكوميدية".
وأشار إلى أنه بدأ التحضير للفيلم منذ عام تقريبا، منذ كان يقوم بتصوير فيلمه الأخير "مستر أكس" الذي حقق إيرادات ضخمة في السعودية وصلت لأكثر من 550 مليون جنيه مصري حسبما أعلن المستشار تركي آل شيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية.
وقال أحمد فهمي " بدأنا العمل على الفيلم والتحضير له فعليا من شهر مايو الماضي، لكن بدأنا التصوير في الأسبوع الأول من شهر فبراير الجاري".
وأشار أحمد فهمي، إلى أن عائلة المكسيكي مختلف تماما عن الأعمال التي قدمتها على شاشة السينما خلال الفترة الماضية، فهو رحلة يخوضها المكسيكي من القاهرة إلى الإسكندرية ومنها للبحر الأحمر، وخلالها يمر بالعديد من المواقف الكوميدية، ويشاركني في الرحلة عدد من النجوم منهم روبي والنجمة لبلبة واوس اوس واحمد فهيم وحاتم صلاح، وعدد كبير من ضيوف الشرف الذين سيقدمون مشاهد مميزة خلال العمل سيفاجئ بها الجمهور.
وأَضاف أحمد فهمي: "احببنا من خلال الفيلم أن نقوم برحلة في العديد من الأماكن والمحافظات بداخل مصر لنبرز مدي جمال بلدنا وأن بها الكثير الذي لم نكتشفه حتى الان، ونحاول من خلال الفيلم تقديمها للجمهور المصري والعربي، كما نؤكد أيضا على أهمية العائلة وقيمتها في حياة أي شخص، والقوة التي تمنحها للفرد في مواجهة العديد من الأمور في المجتمع".
وعن اسم الفيلم وهل تم تغييره، قال أحمد فهمي: "الفيلم منذ بدأنا العمل عليه وتم الاتفاق أن يكون "عائلة المكسيكي" فهو الأفضل لإنه يتماشي مع تفاصيل فكرة الفيلم الذي تدور أحداثه في أطار كوميدي حول "المكسيكي" الذي اعتاد على القيام بعمليات السرقة والتهريب وحده دون أي مساعدة، ويتورط في عملية كبيرة تحتاج أن يستعين بمجموعة تساعده في تنفيذها، ولكنه يكتشف أن من أختارهم يورطوه في مشاكل أكبر تهدد نجاح العملية".
ومن المقرر أن يعرض الفيلم في موسم عيد الاضحي ويستمر خلال موسم صيف 2024، ليكون الفيلم بمثابة عودة لأحمد فهمي للسينما للعام الثاني على التوالي في موسم عيد الاضحي حيث عرض له في نفس التوقيت العام الماضي فيلم "مستر اكس" الذي حقق أعلى إيراد بعام 2023 في مصر والوطن العربي.
فيلم عائلة المكسيكيفيلم "عائلة المكسيكي" اخراج حسام سليمان في اول تجاربه الاخراجية بعد أن عمل كمساعد مخرج في العديد من الأعمال السينمائية مع عدد كبير من المخرجين منهم محمد ياسين وهاني خليفة وغيرهم، ومن تأليف كل من رامي على وأمجد الشرقاوي، وبطولة احمد فهمي وروبي ولبلبة واوس اوس وحاتم صلاح مع وجود عدد كبير من ضيوف الشرف، ومن إنتاج "اتحاد الفنانين" و "ليجسي برودكشن للانتاج الفني".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: احمد فهمي الفنان احمد فهمى عائلة المكسيكي فيلم عائلة المكسيكي أفلام أحمد فهمى عائلة المکسیکی العدید من أحمد فهمی
إقرأ أيضاً:
من العوجة إلى ميسان رحلة تحول الحكم الكبرى
بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
على مدى قرون من الزمن رزح الجنوب العراقي تحت حكم السطوة السياسية المحكومة بالجذور الأولى لقيام الدولة العربية الإسلامية في بغداد وما تبعها من أنظمة حكم مختلفة كانت سبباً في تكريس مفهوم السلطة الغالبة والمهيمنة على القرار السياسي والإقتصادي وتفاعلات السطوة على الثقافة والنسيج الإجتماعي الذي تصنعه أياد بتوجهات معينة ثابتة مستقرة غير قابلة للتحول والإنهيار لتلك الإعتبارات التي رسخها الوجود العثماني في العراق على مدى قرون من الزمن والذي كرس هو الآخر سلطة متفردة واحدة غالبة غير قابلة للتصدع مدعومة من هيمنة عثمانية في غالب الدول العربية حتى شمال افريقيا والمناطق الداخلية البعيدة نسبياً عن البحر المتوسط ومدن الساحل المتوسطي الذي يطبعه وجود ديني وطائفي متجذر وممتزج بالوجود التركي الذي كان يقاوم في البداية وفقاً لقاعدة الصراع القومي بين العرب والأتراك الذين مارسوا سياسة التتريك في المناهج العلمية والثقافية العامة وحتى إشتراطات الدين والمذهب من خلال تكريس الفكر الصوفي المتماهي مع الدولة وغير الراغب في المواجهة لأنه يعتمد الروحانية الخالصة البعيدة عن المنافسة والتي تقترب وتبتعد وفقاً لمزاج خاص مع المذاهب الدينية في الجسد الإسلامي ما سمح بتهدئة الأوضاع بين جماعات فكرية والسلطة العثمانية مع أن الوازع القومي كان يتصاعد في الجغرافيا التركية حتى إنهيار الخلافة العثمانية وصعود التيار الأتاتوركي الذي دفع بالدين خارج مساحة التاثير ودعم الثقافة التركية القومية الممتزجة مع العلمانية الحديثة المتأثرة بأوربا وتداعيات التحولات الكبرى فيها منذ الثورة الفرنسية التي غيرت وجه العالم .
ومع إنهيار الوجود التركي ودخول القوات البريطانية من جنوب العراق في العام 1916 وترسخه عام 1917 بإحتلال بغداد وقيام المملكة الهاشمية التي كرست هيمنة دينية خالصة لم تسمح لجغرافيا الجنوب العراقي من النهوض لكن بمرور الوقت وتجذر الثقافة الدينية والإنفتاح الثقافي وظهور الإعلام بشكله الجديد وتأسيس برلمان ونظام حكم ملكي ووزارات راعية لشؤون الدولة .
كانت هيمنة بغداد على الجنوب تتآكل ببطء رهيب يشبه التحولات المناخية أو ذوبان الجليد في القطبين وإرتفاع درجة حرارة الكوكب رويداً رويداً وهنا كان صعود الجنوب من خلال زيادة السكان ونزوحهم نحو المركز ومدن الفرات الأوسط وقيام ثقافة متجذرة من خلال نشوء الحوزات الدينية وظهور فئات إجتماعية تشتغل في التجارة والسياسة والثقافة وكان الثقل السكاني في بغداد يتحول تدريجياً رغم محاولات نظام صدام حسين منع ذلك وإصدار قوانين وتشريعات لا تتيح الإنتقال أو التملك في بغداد وبرغم أن القانون كان شاملاً للمحافظات كافة لكنه كان واضحاً في قصديته لسكان الجنوب والفرات الأوسط الذي يتمثل فيه ثقل السكان الذين تمكنوا من الإنتقال بنسبة كبيرة إلى ضواحي العاصمة وما إن إنهار نظام صدام حسين حتى وجدنا أن الحكم والنفوذ والهيمنة السياسية والإقتصادية تحول من شمال وغرب ووسط العراق إلى الجنوب الفاعل والمتحفز والمنتظر لتلك اللحظة التاريخية .
بدأ الصعود السياسي والإقتصادي والثقافي المدعوم من اغلبية سكانية متصاعدة ونسبة إنجاب عالية أدت إلى سطوة وهيمنة كبرى للجنوب العراقي على بقية الجغرافيا العراقية .
كان صدام حسين يتعمد في مناسبات عدة أن يتوجه إلى تكريت مملكته الخاصة وعاصمتها قرية العوجة ليمارس رقصة الجوبي في المناسبات المختلفة وكان يبعث بإشارات الإهتمام والأفضلية من خلال تغليب تكريت والعوجة إقتصادياً وسياسياً وثقافياً وحتى من خلال اللهجة التي بدأ العديد من العراقيين بنطقها على قاعدة : ( عجل يابا .. هينه .. يولو ) وبدأت سلطة القرية تتكرس في العاصمة العتيدة بغداد التي تمتزج فيها اللغات واللهجات والثقافات ، لم يجرؤ أي رئيس وزراء على إرسال إشارات التحدي والنظرة بإعتزاز بمحافظات الجنوب كما فعل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي جال بلباس عربي تقليدي على مضايف محافظة ميسان وصلى صلاة عيد الفطر وزار أسرها وتوغل في نواحيها ومعروف عن ميسان أنها المحافظة الأكثر معاناة من سطوة البعث والسلطة المهيمنة التي جعلت الجنوب يتراجع ويتخلف ويتحول إلى نكتة وسخرية ونوع من القمع غير المسوق .
التحولات السياسية الكبرى في العراق في هذا القرن تنسف أربعة عشر قرناً من هيمنة الرأي الواحد والفكر الواحد ولعل زيارة السوداني إلى ميسان مسقط رأسه دليل على نوع التحول ومداه وإلى أين يذهب .
Fialhmdany19572021@gam