يتزامن دخول شهر رمضان 2024 مع العام الدراسي، مما يجعل الطلاب أمام معضلة، حيث تواجه الطلاب مشكلة تنظيم الوقت خلال الصيام وتحقيق التوازن بين المذاكرة وروحانيات رمضان الخاصة.

لذا، نصحت داليا الحزامي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر وخبيرة الأسرية الطلاب بهذه النصائح.

قالت الحزاوي: من الأهمية عمل جدول للمذاكرة يحاول الأبناء الالتزام به قبل بداية الشهر الكريم، ويجب اختيار أوقات المذاكرة عندما يكون التركيز مرتفعا وعادة ما يكون ذلك بعد الإفطار بساعتين، وبعد السحور، ويمكن قبل الإفطار سماع الفيديوهات التعليمية أو أخذ قسط من الراحة حتى يكون الابن مستعدا للمذاكرة بعد الإفطار بشكل جيد وفعال.

وأضافت أنه يجب تجنب الجمع بين عملين في وقت واحد، متابعة مسلسل ومذاكرة، فالواقع أن المذاكرة والتحصيل في هذه الحالة ضعيف جدا.

واستكملت الحزامي: يجب الحديث مع الأبناء أن شهر رمضان ليس شهر الخمول والكسل، بل هو شهر العمل، ويمكن ذكر الانتصارات والفتوحات التي حدثت في شهر رمضان الفضيل مثل انتصار أكتوبر العظيم وغزوة بدر وغيرهم.

واختتمت الحزامي بتوجيه نصيحة للأمهات بالاهتمام بما يقدم للأبناء في الإفطار والسحور، وضرورة تقليل التجمعات العائلية والعمومات حتى يستطيع الأبناء التركيز في المذاكرة بعيدا عن أي مشتتات ويمكن الاكتفاء بعمل تلك التجمعات في الإجازة الأسبوعية. ويمكن عمل مكافأة للأبناء عند إنجاز جدول المذاكرة اليومي بمشاهدة برنامج أو مسلسل وهذا سوف يدفعهم إلى الاهتمام بإنجاز المذاكرة بشكل جيد حتى يحصلوا على هذه المكافأة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ائتلاف أولياء الأمور شهر رمضان 2024 شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

«كورالاين» وأزرارُ العين!

قلّما نجد اشتغالات سردية ملائمة للصغار ولليافعين على وجه الدقة، تكشف بحذر شديد عن الجذور المتشابكة لنمط العلاقات المعقدة التي نعيشها اليوم، لاسيما تلك التفاصيل شديدة الرهافة والحساسية التي تعيد نسج العلاقة المرتبكة بين الآباء والأبناء. الأبناء الذين لا يتمتعون بعناية كافية ويعانون من فقدان حصّتهم الطبيعية من إصغاء الأهالي الغارقين في انشغالات لا نهائية لتأمين سبل العيش. فهذه النوعية من السرديات تعيد تثمين جوهر الروابط في وقت بات «التشظي» من سمات عصرنا المضطرب.

انشغل بعضنا -ونحن صغار- برغبة محمومة وفاتنة يحرضها الخيال تارة وانشغال آبائنا وأمهاتنا عنّا تارة أخرى.. رغبة وإن بقيت متوارية فإن الأدب بمجساته الواعية تمكن من القبض عليها، فجعلنا ننظر إلى المكان غير المأهول من أفكارنا.. فعندما يعيث النكران بحياتنا فسادا، يأتي الأدب ليكسر الحالة المثالية والقداسة التي نحبس أنفسنا خلف زجاجها.. وأعني هنا رغبتنا في استبدال آبائنا وأمهاتنا، رغبتنا في امتلاك حياة أخرى بعيدا عن أولئك الذين ولدنا من أصلابهم وترائبهم. إذ لسبب ما نرفضهم، لاسيما لو كانت الحياة تالفة، لا يغذيها تبادل الأحاديث، فينشغل خيال الطفل المستفيض بالوقوع في فخ المقارنات.. شكل غرف بيوت الغير، طعامهم بين المجمد والطازج، الحبّ الفاتر والمتواري أو المشع والمرئي! ماذا أيضا عن الأحضان والتطريز واللعب والرسم بألوان الماء وقراءة قصّة ما قبل النوم!

لا أدري حقا كيف تلقف خيال الكاتب الإنجليزي نيل غايمان هذه الفكرة وجسدها في روايته «كورالاين». لقد شاهدت الفيلم المأخوذ عن الرواية والذي رشح لجائزة الأوسكار عدّة مرّات برفقة أبنائي، وتسنى لي مؤخرا قراءة الرواية، ترجمة هشام فهمي، صدر عن منشورات تكوين.

بدا لي وكأنّ غايمان يقول العادي بطريقة غير عادية، وفي الحقيقة انتابني شعور مماثل لما كتب على ظهر الغلاف: «لم يحدث منذ أن سقطت «أليس» في جحر الأرنب أن قاد تصرف بسيط كفتح الباب إلى رحلة مخيفة وشديدة الغرابة كهذه».

فمن خلف باب موارب تمكنت «كورالاين» من العثور على والدين جديدين، وهباها الحياة المتمناة بادئ الأمر، ولكن كان لكل ذلك ثمن شديد الغرابة، «خيط قطني أسود وإبرة فضية طويلة وجوارهما زِران أسودان كبيران». كان ينبغي أن تصير شيئا آخر لا يشبهها، وعندما أدركت الفخ أرادت استعادة حياتها الآفلة. توهمنا مثلها انعدام الأساس الكافي لبناء علاقة سوية بوالديها، لكنها تذكرت والدها عندما داست على عش دبابير في فرع شجرة متعفن، فأمرها بصعود التل ريثما يتلقى اللدغات نيابة عنها، وفي المغطس قامت «كورالاين» بعدِها، فكانت ٣٩ لدغة. لقد تعلمتْ أنّ الحبّ يأتي في أشكال لا نهائية غاية في الجمال والفرادة، وآنذاك تمتعت بذخيرة جيدة من الشجاعة.

لا يمكنك أن تقرأ الرواية أو أن تشاهد الفيلم دون أن ترتعش أو أن يقشعر بدنك، في مكان يمكن للقط أن يتكلم فيه وللوجه أن ينفتح كغلاف كتاب وللجسد العجوز أن يرتعش بحيوية الشباب.. لكن لماذا اختار غايمان الأعين، لتغدو أزرارا. خطر في ذهني عدّة تفسيرات لذلك، منها أنّ الأعين صلتنا الحميمية مع الأبناء والعالم. هي المرايا العاكسة الأشد صدقا التي ترينا حركة عواطفنا. أمّا الأزرار فهي بمثابة الجمود البلاستيكي الذي يحمل دلالة الموت والانطفاء المطلق. في الحقيقة لم يكن والدا «كورالاين» يرفعان رأسيهما من فوق تلال أعمالهما المتراكمة ولم يكونا ينظران إليها، كانت تفتقد أعينهما كثيرا.. فكانت مدخلا للشر والعتمة.بقدر ما ترفع الرواية اللثام عن سذاجة طفولتنا الراغبة في استبدال كل ما لا يتوافق مع عنفوان تمردنا، تقدم أيضا نقدا لاذعا للمجتمعات التي تتقوض فيها القيمة الأصيلة للروابط التي تثري حياة الأبناء! فالوهن الذي يصيب العلاقة - عندما لا يكترث الوالدان بطفل محمل بالفضول والرغبة في الاكتشاف- يدفع الأسئلة الجامحة للنمو كالفطر السام في حديقة مزهرة.

قد يبدو الخيال العارم في قصّة «استبدال الوالدين» وكأنّه يفرغ الحياة من واقعيتها، إلا أنّه في حقيقته يحفر عميقا في دهاليز النفس الغامضة التي تجابه حياة مجردة من المعنى، فعندما يغفل الكبار صميم حزن الصغار ومخاوفهم، يبدو الأمر وكأنّ أحدهم يقتلع أعينهم الأصلية، يضللهم.. لكن «كورالاين» اختارت أن تحشد عزيمتها الداخلية لاستعادة راهنها بكل مثالبه، اختارت رفع الغشاوة الماكرة.

مقالات مشابهة

  • «كورالاين» وأزرارُ العين!
  • فايننشال تايمز: الحوثيون أرسلوا مئات المقاتلين إلى روسيا للمساعدة في حرب أوكرانيا
  • سقوط الأمطار.. نصائح هيئة الأرصاد للتعامل مع الأجواء غير المستقرة
  • من غير حيرة.. احذر تناول هذه الأطعمة في وجبة الإفطار
  • برلماني: انتخابات الاتحادات الطلابية فرصة حقيقية لتطوير مهارات الدارسين
  • بارزاني: بأقل من عام سنذهب الى اجراء انتخابات في العراق ويمكن الاستفادة من تجربة كوردستان
  • 10 أطعمة ومشروبات لتحسين التركيز والذاكرة
  • 9 عادات سلبية تدمر الصحة وتفقدك التركيز.. منها العيش في الماضي
  • عاجل - الاستعلام عن تسجيل الطلاب الجدد في المدارس لعام 2025 عبر موقع وزارة التعليم
  • كلية القانون بجامعة سبها تعقد الملتقى الأول للطلاب