صاروخ أسقط طائرة “هرمز 450”.. ماذا في جعبة المقاومة؟
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
يمانيون../
أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، في بيان صادر عنها اليوم، إسقاط مسيرة تابعة لجيش العدو الصهيوني من نوع “هرمز 450” بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح جنوبي لبنان.
المسيرة التي أُسقطت بعد محاولة أولى تصدت لها منظومة مقلاع داوود، أثارت حالة من الإرباك في الإعلام الإسرائيلي، إذ اعتبر إسقاطها بـ”الحادث الخطير للغاية”، فأي أهمية يحملها سلاح المسيرات في الحروب المعاصرة؟ وما أهمية المسيّرة “هرمز 450” تحديداً”؟
سلاح المسيرات في الحروب المعاصرةتشكّل “الدرونز” سلاحاً فعالاً على المستوى الاستراتيجي والتشغيلي، وتشهد جيوش العالم اليوم حالةً من السباق للتسلح بها.
يتميّز هذا السلاح بالقدرة على تحقيق إحاطة معلوماتية تجسسية عالية في ظل انخفاض كلفتها، والقدرة على التحليق لمسافات بعيدة وتنفيذ مهام دقيقة، إضافةً إلى المسيرات الانتحارية التي أثبتت تفوقاً في كل من الحربين؛ الروسية الأوكرانية، والأرمينية الأذربيجانية.
وتتميز طائرات الدرونز (طائرات من دون طيار) بانخفاض كلفة التصنيع، إذ يقدّر ثمن 1000 طائرة دون طيار بثمن طائرة “أف – 15 إيغل” واحدة.
وكذلك من حيث استهلاك الوقود، تساوي كمية الوقود اللازمة لرحلة واحدة في طيارة إف-4 فانتوم ما يقارب الكمية اللازمة لـ200 رحلة بطائرة من دون طيار.
ومن حيث تكلفة التدريب، يُكلِّف تدريب الطيار لاستخدام طائرة عادية تكلفة باهظة. مثلاً، يكلف تدريب الطيار على طائرة “تورنادو” 3 مليون جنيه إسترليني، في حين لا تحتاج الطائرات المسيرة إلى هذه المبالغ الطائلة، كما تتطلب 3 أشهر فقط ليصبح المتدرب محترفاً عليها.
وهذا فيما لو حصرنا بحثنا، كما حال هذا التقرير، بالجانب العسكري للاستخدام فقط، من دون الخوض في المهام التي يمكن أن تكون المسيرات رائدة في أدائها على المستوى التجاري والصحي والاجتماعي والأمني وغيرها.
طائرة هرمز 450تعرف طائرة “هرمز 450” في “الجيش” الإسرائيلي باسم “زيك”، وهي مسيّرة تصنعها شركة “إلبيت” الإسرائيلية، وهي أيضاً طائرة تكتيكية مزودة بصواريخ تعمل من بعد، وتستطيع التحليق والبقاء في الجو لمدة 20 ساعة متواصلة، ويمكن أن تحمل صواريخ متفجرة تزن 150 كيلوغراماً، إذ يمكن استخدامها في مهام الهجوم والاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية.
وتعدّ “هيرمز” ثالث أكبر طائرة مسيّرة في منظومة “جيش” العدو، ويشغلها “سرب 161” من سلاح الجو، المعروف باسم “سرب الأفعى السوداء”، وأيضاً وحدة “زيك” التابعة لسلاح المدفعية.
هي مسيرة متوسطة الحجم مصممة للعمليات التكتيكية طويلة المدى ضمن وحدات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ تطير إلى مسافة 300 كلم في الحد الأقصى.
وللمسيرة نظام تصوير متطور، فهي تحمل كاميرات كهروضوئية وأشعة تحت الحمراء تستطيع التقاط صور عالية الجودة في النهار والليل، إضافةً إلى نظام لايزر لتحديد أهدافها.
ويتم توجيهها بنظام هرمز للتحكم الأرضي “جي إس سي”، وهو نظام تعقب طيفي متطور جداً يساعدها على تحليل التضاريس.
هذه هي طائرة “هرمز 450” المسيرة التي أسقطها اليوم صاروخ أرض جو أطلقته المقاومة الإسلامية في لبنان. أما عن هذا الصاروخ ومدى قدرته على حماية الأجواء اللبنانية من انتهاكات مماثلة، وهل تبدأ قدراته بمستوى طائرة “هرمز 450” المسيرة أم تنتهي بها، فكل تلك الأسئلة متروكة الآن في جعبة مفاجآت المقاومة في لبنان.
# إسقاط مسيرة# جيش العدو الصهيوني#المقاومة الإسلامية اللبنانية#طوفان الأقصى#فلسطين المحتلةً#لبنانالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هرمز 450
إقرأ أيضاً:
ماذا كان يفعل “عالم آثار” يهودي في أرض المعركة؟
#سواليف
كتب علي سعادة *
حينما يكون المقاتلون في ميدان المعركة “جيش احتلال” يسعى إلى سرقة الأرض، وتأليف رواية مزورة لابتلاعها، فسيكون من الطبيعي أن ترى بين قتلى ذلك الجيش “عالم آثار”.
لم يكن عالم الآثار اليهودي زئيف حانوخ إرليخ والملقب بـ”جابو”، في الصفوف المتقدمة للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، لتقديم خدمات الإرشاد السياحي لعناصر الجيش، ولم يكن جزء من الخدمات اللوجستية التي يحتاجها المقاتلون في ميدان المعركة، كان “جابو” جزءا من معركة لم يخضها التاريخ إلا “لصوص التاريخ”، ضمن استراتيجية تهدف لاستخدام الآثار لإثبات الحق في الأرض.
مقالات ذات صلة كيف يمكن لنتنياهو الالتفاف على قرار “الجنائية الدولية”؟ خبراء يجيبون 2024/11/23فتح مقتل “جابو”، في الكمين الذي وقعت فيه قوة من “وحدة ماجلان” في منزل جنوب لبنان (الأربعاء 20 تشرين ثاني/نوفمبر)، ملف سرقة الآثار وتزويرها من قبل علماء وباحثين يهود في فلسطين على نحو خاص والوطن العربي بشكل عام.
إرليخ قتل بعد أن دخلت قوة بقيادة رئيس أركان “لواء غولاني”، مقام النبي شمعون في إحدى قرى جنوب لبنان، وكانت تعتقد أن المنطقة جرى السيطرة عليها، لكن تبين وجود اثنين من مقاتلي حزب الله نصبا كمينا داخل القلعة الأثرية.
وبعد الدخول إلى المقام الأثري جرت مهاجمة قوة “غولاني” ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين، ومن بين القتلى كان إرليخ.
وتعد دولة الاحتلال نموذجا خاصا من الاحتلال عبر التاريخ الذي يقوم على تغيير وتزييف التاريخ من أجل مواصلة احتلاله وفرض أحقيته بالأرض استنادا إلى مزاعم تاريخية ودينية لا يوجد ما يؤكدها، وفرض مقولة يهودية الدولة عبر تزييف النقوش والرموز والحفريات وعمليات التنقيب.
ويقول الباحث في علم الآثار والتراث الثقافي خبير الآثار الدكتور حمدان طه، بأنه يوجد في كل نصف كيلومتر من مساحة فلسطين التاريخية موقع أثري ذو دلالة على الهوية العربية والإسلامية لفلسطين، وأن سلطات الاحتلال ترتكب أكبر جريمة بحق الآثار في التاريخ، حين تقوم بعمليات تزوير فاضحة تشكل جرائم قانونية.
وتعتبر فلسطين من أكثر الدول الزاخرة بالآثار القديمة منذ آلاف السنين، ويمكن اعتبارها متحفا مفتوحا على التاريخ، وعلى الجغرافية وعلى أهم الأحداث التي شهدها العالم القديم، وتنافس مصر بهذا الشأن عربيا، ومرت على فلسطين نحو 22 حضارة، أولها الحضارة الكنعانية العربية، ثم الاحتلال الصهيوني الحالي الذي يريد أن يعثر لنفسه على أي أثر أو دليل يؤكد ادعاءاته المزعومة.
وتشير دراسات أجرتها دائرة الآثار والتراث الثقافي الفلسطيني في 2007، إلى وجود أكثر من 3300 موقع أثري في الضفة الغربية وحدها، فيما يصل عدد المعالم الأثرية إلى 10 آلاف معلم أثري وهناك ما يزيد عن 350 نواة لمدينة وقرية تاريخية تضم ما يزيد عن 60 ألف مبنى تاريخي.
وحتى ما قبل قيام دولة الاحتلال في عام 1948 سعت الحركة الصهيونية إلى تشجيع علماء الآثار اليهود في البحث الأركيولوجي في كافة أماكن فلسطين بهدف تزوير الآثار الفلسطينية وإعطاء صبغة يهودية لها.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل حاول الاحتلال سرقة الأزياء والمأكولات والتراث الفلسطيني وترويجه عالما بوصفه تراثا يهوديا.
ويفرض الاحتلال الإسرائيلي سيطرته على 90 بالمئة من المواقع الأثرية الفلسطينية، وفقا لإحصاءات وزارة السياحة الفلسطينية.
ومن أخطر أشكال عمليات استهداف المواقع الأثرية والتاريخية التي تمارسها سلطات الاحتلال وأذرعها عمليات سرقة الآثار ونقلها من مواقعها الفلسطينية إلى متاحف تقع تحت السيطرة الإسرائيلية في داخل أراضي 1948 كما تمت سرقة الكثير من الآثار عن طريق عصابات تنقيب وسرقة الآثار.
وتشير دائرة الآثار والتراث الثقافي الفلسطينية إلى تعرض ما يزيد عن 500 موقع أثري وأكثر من 1500 معلم أثري فرعي في الضفة للسرقة والتدمير من قبل لصوص الآثار المدعومين من قبل الاحتلال، إلى جانب تعرض عدد من مراكز القرى التاريخية لأعمال التدمير الكلي أو الجزئي.
ويعد القتيل إرليخ، من مؤسسي مدرسة “سدي عوفرا” الدينية، والمقامة على أراض استولى عليها الاحتلال من بلدتين سلواد ويبرود قرب رام الله، فضلا عن أنه تلقى تعليمه في مؤسسات الصهيونية الدينية المتطرفة، ودرس في المدرسة الدينية عند حائط البراق في القدس المحتلة.
وينحدر إرليخ من يهود بولندا، وألف العديد من الكتب عن تاريخ الإسرائيليين البولنديين، وخدم في جيش الاحتلال كضابط مشاة وضابط مخابرات خلال الانتفاضة الأولى.
وأشارت مواقع عبرية إلى أن له عشرات الدراسات المنشورة في صحف عبرية مثل “يديعوت أحرونوت” و”هآرتس” و”ميكور ريشون”، ويعمل محاضرا حول الضفة الغربية في عدد من الكليات الإسرائيلية.
وينشط في القرى الفلسطينية، ويحاول تزييف تاريخها الأثري، عبر ادعاء وجود ارتباطات يهودية من أجل الاستيلاء عليها، كما فعل ذلك عام 2012، حين دخل مع قوة من لواء بنيامين في جيش الاحتلال، إلى بلدة قراوة بني حسان، وصور الآثار فيها وإلقاء محاضرات في الجنود بشأن ارتباطهم المزعوم بالمنطقة.
وكشفت تحقيقات أولية، إنه دخل منطقة عمليات لجيش الاحتلال، وهو يرتدي زيا عسكريا ويحمل السلاح، بموافقة قائد لواء غولاني، لكنه لم يكن ضمن قوات الاحتياط، والتحقيقات جارية لكشف ملابسات دخوله، خاصة وأنها جرت بطريقة تخالف الإجراءات، ولم يحصل على الموافقات المطلوبة.
وأدى بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية إلى ضم ما يزيد عن حوالي 270 موقعا أثريا رئيسا، وحوالي 2000 معلم أثري وتاريخي، إلى جانب عشرات المواقع الأثرية التي دمرت في مسار الجدار.
لم تترك سلطات الاحتلال ومستوطنوها وسيلة لتزوير التاريخ ومحاولة إبراز الطابع القديم للوجود اليهودي في فلسطين إلا وسلكته، ومن ذلك سرقة الأحجار القديمة وإعادة بنائها في أماكن لليهود في أراضي 48 أو داخل المستوطنات بهدف إبراز وجود قديم مزيّف لتبرير الاستيلاء والاستيطان الحالي.
ويقول المفكر والكاتب الأردني إبراهيم غرايبة بأن الرواية التاريخية المتشكلة حول الدراسات التاريخية والآثارية اليوم “تنفي وجود أي مملكة إسرائيلية في فلسطين، فلم تشر المصادر التاريخية القديمة إلى مملكة أورشليم، والنتيجة التي يتبناها اليوم عدد من المؤرخين المهمين بأنه لا وجود لمملكة إسرائيل، ولا يوجد دليل على الديانة اليهودية بالوصف القائم اليوم قبل العام 135 ق.م.”
ومع أن علماء الآثار الإسرائيليين بمختلف مسمياتهم، وعلى مدار أكثر من 130 عاما ومعهم وقبلهم علماء الآثار من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا أعلنوا فشلهم في العثور على أية آثار في أرض فلسطين التاريخية تدلل على وجودهم في فلسطين، أو وجود ما يسمى الهيكل الثالث، لكن يواصل هذا الاحتلال الذي يعادي الوعي، ويعاند التاريخ على ممارسة علمية السرقة والتزييف.
أراد قادة اليهود وباحثيهم اختراع شعب وتلفيق تاريخ عبر الآثار المزعومة عبر أسطورة النفي والاضطهاد ثم الخلاص والعودة بنصوص توراتية محرفة وتفسيرات تلمودية مخرفة، لكنها لم تكن مقنعة لهم ولغيرهم، فجعلوا من علم الآثار بديلا وأملا تعلقوا به، لكن أيضا ثبت فشله.
ويؤكد البروفسور اليهودي، شلومو زاند، أستاذ التاريخ في جامعة “تل أبيب” ومن أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في كتابه “اختراع الشعب اليهودي” الذي صدر بالإنجليزية عام 2009 بقوله: “إن أراد اليهود البحث في تاريخهم عبر الحفريات والتنقيبات فعليهم أن يتوجهوا لروسيا، ويبحثوا في حقيقة اليهود الأشكناز وأصولهم وآثارهم هناك، آن الأوان لنقض تلك المعتقدات الشائعة بشأن التاريخ اليهودي الذي لا أساس له من الصحة”.
وأكد عالم الآثار إسرائيل فنكلشتاين، والذي يعرف بـ”أبي الآثار”، لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في تصريحات صحافية نشرت في عام 2011 أن علماء الآثار اليهود “لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة، بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بن نون على كنعان”.
أما فيما يتعلق بهيكل سليمان المزعوم، فأكد عالم الآثار الإسرائيلي أنه “لا يوجد أي شاهد أثري يدل على أنه كان موجودا بالفعل”.
وأكد أمين عام “اللجنة الملكية لشؤون القدس” (رسمية أردنية) عبدالله كنعان بأن التاريخ والآثار، جزء من مشروع النضال والدفاع الفلسطيني والعربي عن هويته وحقه الأصيل في أرضه ومقدساته، والتي تجمع بين الرواية التاريخية والدليل الأثري الداعم لها.
وأشار كنعان في تصريحات سابقة له إلى “ازدياد مخططات الصهيونية لتهويد الثقافة وسرقة التاريخ وتزويره، ونشر الرواية التلمودية والتوراتية المزيفة، ودعا إلى تكثيف العمل على مأسسة أرشيف وثائقي فلسطيني يحمي هذه الوثائق من الضياع والتهويد والإتلاف والمصادرة المتعمدة من قبل الاحتلال، ونشر الرواية التاريخية الفلسطينية والمقدسية بكافة اللغات لأهميتها”.
لقد فضح قتل عالم الآثار الإسرائيلي إرليخ في لبنان خطط الاحتلال بشكل مبكر في نهب وتزييف التاريخ وسرقة تاريخ البلاد العربية حيث يشن الاحتلال حربا صامتة على الآثار والتاريخ العربي والإسلامي.
مهمة لم تكتمل في أن قرية شمع الصفا التي تحتضن مقام “النبي شمعون الصفا”، لإثبات بأن المنطقة هي يهودية لا مسيحية ولا إسلامية وبأن أرض لبنان بكل معالمها وآثارها هي ضمن “إسرائيل الكبرى”.