جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-06@13:09:12 GMT

اندماج البنوك العمانية

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

اندماج البنوك العمانية

 

 

حمود سنجور الزدجالي

ظهرت منذ فترة محاولات لاندماج بعض البنوك العمانية، وهذا توجُّه محمود؛ لأنه سيأتي من هذا الاندماج بنوك جديدة قوية ومقتدرة، وبرأسمال كبير وقوى بشرية متمكنة من إدارة البنك العملاق الجديد لصالح الاقتصاد الوطني، وهذا ما تحتاجه السلطنة لتحقيق الرؤية الاقتصادية المتكاملة التي يتطلع إليها الجميع.

إنَّ تفكير البنوك في الاندماج والتملك وتوحيد الأعمال المصرفية، من الأمور المهمة لتطوير العمل المصرفي، إضافة إلى أنه يصبح أمرا طبيعيا ضروريا وتحوطاً احترازيا يجد التقدير، ولقد سعت بعض البنوك العمانية في الماضي للاندماج والاستحواذ، ونجحت في ذلك وحققت نتائج باهرة، ونأمل أن يكون لهذا التصور الاندماجي أثر وحمى (Domino effect) لدى كافة البنوك؛ لأن في الاتحاد والوحدة قوة لا تُقدَّر بثمن.

وتقديرا للأوضاع الاقتصادية في المنطقة وفي كل العالم؛ فمن المستحسن أن تقوم البنوك المركزية -بصفتها الإشرافية والراعية "الأبوية"- بتشجيع الاندماج والتملك والاستحواذ لتكوين كيانات مصرفية قوية تستطيع مجابهة الهزات والعواصف القوية التي تعصف بالصغار والضعفاء. وعلى البنوك المركزية بالنسبة لاندماج البنوك -في نظرنا- أن تتقمَّص شخصية الوالد الذي يفرح ويشجع زواج الأبناء ويدعمه، ولكن لا يفرض شروطه بل يتركها لرغبة الأبناء الذاتية.

إنَّ اندماج البنوك له مُتطلبات قانونية عديدة لا بد من تنفيذها والالتزام بها؛ حمايةً للحقوق وحفاظا للواجبات وكل التوابع الأخرى. ولا شك أنَّ رؤساء وأعضاء مجالس إدارة البنوك لهم القدح الأعلى؛ لأن الخطوة الأولى وضربة البداية تبدأ عندهم ومنهم ولهم. وهنا نقول إنَّ على هؤلاء الأعضاء تجشُّم روح القيادة والتجرُّد، والسعي بجدية نحو تحقيق الاندماج، إذا كان في هذا مصلحة البنك. نقول هذا لأنَّ بعض مجالس الإدارات، أو بعض الأعضاء، يقفون ضد أي فكرة للاندماج أو ما شابهها؛ انطلاقا من الحفاظ على "الكرسي"، وما يتبعه من هالة ومادة ومكانة في المجتمع. وفي مثل هذه الحالات، فإنَّ المساهمين يكون لهم دور مفصلي من أجل ترجيح كِفَّة ما لصالح الفائدة للشركة خاصة والمجتمع عامة.

ومن الخطوات القانونية التي تسبقها الدراسات الفنية والعديد من الخطوات الإدارية التنفيذية، موافقة المساهمين ومجلس الإدارة عبر إصدار قرار واضح يتضمَّن الاندماج، أو غيره من الخطوات الخاصة بالملكية، وتفاصيل كيفية تنفيذ القرار المشفوع بموافقة السلطات الإشرافية الرقابية ذات الصلة، خاصة البنك المركزي. وقبل هذه الموافقات الداخلية والرسمية، في العادة، تقوم البنوك بتشكيل لجنة لبحث تفاصيل الاندماج والاتفاق على المبدأ أولا، ثم التفاصيل المكملة؛ مثل: اسم البنك "الجديد" بعد الاندماج، وتشكيل مجلس الإدارة ورئيس المجلس، والمقر الجديد، والإدارة التنفيذية العليا، ومقدار رأس المال وملكية الأسهم، وسعر الأسهم، وقيمة الأصول، وثمن الشهرة "Goodwill" والسمعة التجارية...إلخ.

إنَّ النقاش حول هذه التفاصيل يُشكل حجر الأساس للمشروع الجديد الذي قد يكتمل أو قد ينتهي عند عتبة هذه اللجان لعدم الاتفاق النهائي، أو ربما لتعارض وتنازع المصالح، وغيرها من الظروف والمستجدات الداخلية والخارجية.

أيضا، من الناحية القانونية، لا بد من الإشارة إلى أنَّ السلطات الرقابية والجهات الحكومية الإشرافية وذات العلاقة قد لا توافق على الاندماج إذا رأت أنه ضار، أو قد يضر، بالمنافسة التجارية الشريفة بصفة عامة، أو على القطاع المعني بصفة خاصة، أو يقود للهيمنة والاحتكار الضار بالمستهلك وأصحاب وذوي العلاقة...إلخ. ولقد رأينا سوابق عديدة لأنَّ السلطات الرسمية في أوروبا وأمريكا اعترضت على بعض الاندماجات؛ لأنها قد تأتي بنتائج عكسية وتضر بالمنافسة والتجارة الحرة وحماية المستهلك. ولا شك أنَّ السلطات المختصة هنا ستأخذ بهذه النقاط في الاعتبار قبل منح الموافقات النهائية.

وكحقيقة ثابتة، فإنَّ حدوث الاندماجات سيخلق وحدات مصرفية قوية ومتمكنة لتقديم أفضل وأمثل الخدمات للزبائن ولكل الحركة الاقتصادية والتجارية في البلد والمنطقة. لذا، على الجميع الوقوف لتحقيق هذه الأمور لأن انعكاساتها الإيجابية و"نعمها" لا تحصي. ومن العلاقة الجديدة سيتم ميلاد ابن شرعي يحبه الجميع لأنه سيخلق وضعا مصرفيا خاصا ومتميزا يؤدي لإحراز أهداف جميلة يستمتع بها الجميع، وهذا هو المبتغى؛ لأنَّ النجاح في هذا المسعى سيحمِّس البنوك الأخرى بل وكل الشركات التجارية الأخرى ذات الوزن والدور المهم للسير في طريق الاندماجات والوحدة؛ مما يخلق قواعد اقتصادية قوية ومتمكنة للعب أدوار مفيدة للاقتصاد الوطني.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لجنة البادل تناقش تحديات المرأة في اللعبة.. وتبحث عن مقترحات للتطوير

ناقشت اللجنة العمانية لرياضة البادل أهم التحديات التي تواجه المرأة في لعبة البادل مع طرح مقترحات لتطوير وتوسيع انتشار البادل على مستوى المحافظات واستقطاب عدد أكبر من لاعبات البادل وإعداد مدربات وطنيات في اللعبة وتنظيم المزيد من البطولات والمسابقات المحلية، كما تم عرض أهداف المنتخب النسائي للبادل خلال المرحلة المقبلة والكشف عن أبرز المشاركات الخارجية القادمة للمنتخب النسائي، جاء ذلك في اجتماع اللجنة العمانية للبادل بلاعبات المنتخب وممارسات لعبة البادل في سلطنة عمان والذي أقيم في مركز الشباب بجراند مول، كما شهد الاجتماع تكريم لاعبات المنتخب الوطني للبادل اللاتي حققن المراكز الأولى في 3 بطولات خليجية، حضر الاجتماع النعمان بن سلطان النعماني رئيس اللجنة العمانية لرياضة البادل.

تحسين بيئة رياضة البادل

وخلال الاجتماع أكد النعمان بن سلطان النعماني رئيس اللجنة العمانية لرياضة البادل أن اللجنة حريصة على وضع الخطط المستدامة لتحسين بيئة رياضة البادل للمرأة، وتحقيق أقصى معايير الخصوصية للاعبات في أماكن التدريب وأيضا في الملاعب، ووضع خيارات متنوعة أمام اللاعبات لاختيار المكان الأفضل لهن في التدريب، وتطمح اللجنة إلى زيادة عدد لاعبات البادل، وإعداد وتأهيل مدربات وطنيات في لعبة البادل، وذلك لأن واحدة من أبرز الإشكاليات التي طرحت في الاجتماع عدم وجود مدربات في اللعبة لتدريب اللاعبات، وطالبت اللاعبات بوجود كوادر تدريبية نسائية خلال المرحلة المقبلة لضمان استمرار اللاعبات في رياضة البادل، بالإضافة إلى أن اللجنة حاليا في صدد إعداد حكام وحكمات وطنيات في اللعبة، كما ستعقد اللجنة العمانية لرياضة البادل اجتماعا مع رؤساء الأندية الرياضية لتشكيل فرق نسائية في لعبة البادل لتنظيم بطولات ومسابقات نسائية في الملاعب المغلقة، كما ستجتمع اللجنة بالاتحاد العماني للرياضة المدرسية لتضمين لعبة البادل في برامج وأنشطة الاتحاد واكتشاف المواهب والعناصر المجيدة في اللعبة منذ المراحل السنية الصغيرة التي ستشكل مستقبل المنتخبات الوطنية للبادل للذكور والإناث، مشيرا إلى أن جميع المقترحات التي طرحت في اجتماع اللجنة باللاعبات ستؤخذ بعين الاعتبار وستخضع للتقييم ودراسة إمكانية تنفيذها، وخلال الاجتماع حفزت اللاعبات على تأكيد مشاركتهن في البطولات الخارجية، حيث يعد المنتخب الوطني النسائي للبادل من الركائز الأساسية في تشكيل اللجنة العمانية لرياضة البادل، وفوز المنتخب النسائي في 3 بطولات خليجية ساهم في إشهار اللجنة خلال زمن قياسي.

مشاركات المنتخب القادمة

من جانبها قالت فاطمة بنت طالب النبهانية لاعبة في المنتخب الوطني النسائي للبادل وعضو اللجنة العمانية لرياضة البادل ورئيسة لجنة المنتخبات: تتطلع اللجنة العمانية للبادل إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المتعلقة بالمنتخب النسائي، وأبرزها الحفاظ على لقب البطولة الخليجية، حيث حقق المنتخب النسائي المركز الأول في 3 بطولات خليجية على التوالي، وآخر بطولة خليجية شارك فيها المنتخب كانت قبل عامين، لذلك من المتوقع أن نواجه عددا من التحديات في المشاركة الخليجية القادمة، حيث إن المنتخبات الخليجية النسائية شهدت تطورا كبيرا في مستوياتها الفنية وكل منتخب سينافس بأفضل إمكانياته لتحقيق اللقب، كما سيشارك المنتخب في تصفيات كأس العالم للبادل وهذا الحدث الأهم بالنسبة للجنة لأن المنتخب سيشارك للمرة الأولى على المستوى الدولي، ونأمل أن يتأهل المنتخب والصعود إلى المنافسات النهائية في بطولة كأس العالم ومواجهة المحترفات الدوليات في لعبة البادل والاحتكاك بهن وخوض تجربة مثرية جديدة، كما تطمح اللجنة إلى زيادة عدد اللاعبات العمانيات المصنفات دوليا وتوفير فرص أكبر للمشاركات الدولية، بالإضافة إلى أن المنتخب النسائي سيشارك في البطولة العربية للبادل التي تقام للمرة الأول على مستوى الدول العربية، ونتوقع بأن المنتخب المصري سيكون من أقوى المنافسين في البطولة حيث يتمتع المنتخب المصري بخبرة كبيرة في اللعبة وجميع لاعبات المنتخب المصري مصنفات دوليا ولديهن مشاركات دولية واسعة، كما سيشارك المنتخب في البطولة الآسيوية وسنعمل على إعداد المنتخب وتجهزيه لتحقيق أفضل النتائج في جميع المشاركات، والخروج من البطولات بمركز متقدم، ووضعت لجنة المنتخبات تصورا واضحا لتشكيل قاعدة أساسية للذكور والإناث في لعبة البادل والتركيز على فئة المراحل السنية وتشكيل المنتخبات فيها.

التحديات

بينما قالت لاعبة المنتخب النسائي للبادل إيثار بنت طالب البلوشية: انضممت إلى المنتخب الوطني النسائي للبادل منذ 3 أعوام، وشاركت في 3 بطولات مع المنتخب وحققنا فيها المركز الأول، وأعتبر ضمن لاعبات أول منتخب نسائي للبادل والأول من نوعه في تاريخ اللعبة في سلطنة عمان، وسنسعى لتحقيق المراكز المتقدمة في المشاركات القادمة للمنتخب، وفي الاجتماع ناقشنا التحديات التي تواجهها المرأة العمانية في ممارسة لعبة البادل، حيث أصبح من الصعب العثور على لاعبات يمارسن لعبة البادل لسببين رئيسيين، الأول ملاعب البادل مفتوحة وعامة ولا تراعي خصوصية اللاعبات، والسبب الثاني أن لعبة البادل تتطلب استثمارا ماليا لتستطيع اللاعبات الاستمرار في ممارستها وتطوير مستوياتهن فيها، وسابقا كان من الصعب توفر ملاعب بادل للتدريب ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية بدأت ملاعب البادل تنتشر بصورة أكبر في مختلف محافظات سلطنة عمان ولكن أغلبها مفتوحة ولا تحقق معايير الخصوصية، لذلك لضمان استمرار لاعبات البادل لا بد من وجود ملاعب مغلقة.

مقالات مشابهة

  • مسؤول يمني سابق يكشف عن تطور هام في مفاوضات السلام بمسقط.. تفاصيل
  • "يجمعنا تاريخ مشترك".. منظمة في بورتوريكو تخطط لعودة الاندماج مع إسبانيا
  • الطيور الغازية دخيلة على البيئة العمانية
  • أسرار “الكنز السعودي” قبالة السواحل العمانية!
  • ندوة توعوية لرفع وعي المجتمع بطرق التعامل مع المسن
  • ملاذات السياحة العمانية
  • ضوء أوروبي أخضر لصفقة اندماج شركتي لوفتهانزا وإيتا للطيران
  • رواد أعمال يشقون طريق النجاح ويسعون للتطوير والتوسع
  • مؤشر بورصة مسقط يرتفع إلى مستوى 4685 نقطة
  • لجنة البادل تناقش تحديات المرأة في اللعبة.. وتبحث عن مقترحات للتطوير