جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-05@23:29:14 GMT

على المرأة أن تعمل

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

على المرأة أن تعمل

 

جابر حسين العُماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

صحيحٌ أن الرجل هو المسؤول الأول عن الإنفاق على أسرته والعمل على راحتها وتوفير متطلباتها واحتياجاتها؛ فذلك أمر معروف من الناحية الشرعية والاجتماعية، ولكن لا يعني ذلك أن المرأة عليها أن تعيش البطالة، وهو أمر مرفوض لا تقبله الأعراف الدينية والاجتماعية؛ لذا ينبغي على المرأة السعي الجاد من أجل العمل؛ لأن الله يمقت من لا عمل له، وحتى لا تقع المرأة في فخ الفراغ القاتل، عليها أن تعمل من أجل أسرتها ومجتمعها ووطنها؛ فقد جاء في الحديث عن الإمام جعفر الصادق، وهو حفيد الرسالة المحمدية: "إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبْغِضُ كَثْرَةَ اَلنَّوْمِ وَكَثْرَةَ اَلْفَرَاغِ".

إنَّ المتأمل في حياة وتأريخ سيدة نساء العالمين السيدة الجليلة فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- يجد كيف كانت تعمل جاهدة في خدمة زوجها وأولادها، وقد روي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال لرجل من بني سعد: "أَلاَ أُحَدِّثُكَ عَنِّي وَعَنْ فَاطِمَةَ اَلزَّهْرَاءِ، أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدِي فَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَ فِي صَدْرِهَا، وَطَحَنَتْ بِالرَّحَى حَتَّى مَجِلَتْ يَدَاهَا، وَكَسَحَتِ اَلْبَيْتَ حَتَّى اِغْبَرَّتْ ثِيَابهَا، وَأَوْقَدَتْ تَحْتَ اَلْقِدْرِ حَتَّى دَكِنَتْ ثِيَابهَا، فَأَصَابَهَا مِنْ ذَلِكَ ضرٌّ شَدِيدٌ"؛ فقد كانت الزهراء تعمل وتكدح من أجل بيتها وزوجها وأولادها.

إنَّ من أهم الأمور التي ينبغي أن لا يغفل عنها الإنسان في أسرته: العمل بإخلاص ووفاء، وهو سبب رئيسي لنجاح وازدهار الأسرة وتعزيز الروابط الأسرية فيها. أما البطالة، فهي سبب رئيسي لإصابة الأسرة بالفساد الأخلاقي الذي يؤدي في كثير من الأحيان للانحرافات المؤثرة على الأسرة وأفرادها، وكما ينبغي على الرجل العمل الجاد من أجل سعادة من يعولهم، كذلك ينبغي على المرأة العمل بجد واجتهاد من أجل أسرتها، وذلك بإدارة المنزل وتربية الأبناء، بما أوتيت من عقل وحنان وعطف وحكمة، وهو في حد ذاته عمل جبار تقوم به المرأة، وعليها أن تفتخر وتفاخر به على الدوام، وأن تعتبره شرفاً لها تسعى من أجله لخلق الكثير من النجاحات الاسرية بهدف تكوين أسرة صالحة في المجتمع قوامها التعاون والمحبة والمودة.

جميلة هي المرأة التي تعمل تحت سقف بيتها في خدمة بَعْلِها وأبنائها، وهذا لا يعني أن تكون المرأة حِكراً على بيتها فحسب؛ فالإسلام يبيح لها العمل خارج البيت ولكن بشروط ينبغي مراعاتها والالتفات إليها، ومن تلك الشروط التي ينبغي على المرأة الالتزام بها وتطبيقها التطبيق الأمثل في حال قررت العمل خارج بيتها:

- أولًا: التفاهم مع الزوج بشأن العمل خارج البيت؛ فليس من الصحيح اتخاذ قرار العمل خارج البيت بدون رضا الزوج، ومن حق الرجل أن يمنع زوجته من الخروج من البيت تلبية لحقوقه المفروضة على المرأة، كما ينبغي على الزوج إذا أرادت المرأة العمل من أجل تعزيز دخل الاسرة أن لا يقف حجر عثرة أمامها، وأن لا يتشدد في ذلك؛ فالمرأة الصالحة ينبغي لها إعانة الرجل من أجل خدمة الأسرة والمجتمع والوطن بما أوتيت من قوة؛ فهي نصف المجتمع ولا غنى  عنها، فكما أن المجتمع بحاجة لعمل الرجل فهو بحاجة لعمل المرأة كذلك ولكن بعفة وسداد واحتشام.

- ثانيًا: الالتزام الكامل بالزي الشرعي الذي يتوافق مع العادات والتقاليد والقيم الإسلامية والاجتماعية، وتجنب الاختلاط بالجنس الآخر بالشكل المباشر ما أمكن.

- ثالثًا: على المرأة أن تعلم جيدا أنَّ العمل خارج المنزل لا يعني الفِرَار من المسؤوليات الأسرية داخل الأسرة أو الاعتذار عن أدائها؛ فهناك واجبات ينتظرها الزوج والأولاد، ويجب العمل عليها بإخلاص ووفاء عند الرجوع من العمل.

- رابعًا: القيام بالمسؤوليات بالشكل المطلوب وعدم إلقاء المسؤوليات الأسرية على الأهل أو الخادمة، خصوصا المسؤولية التربوية كتربية الأبناء والاهتمام بهم؛ فهم بحاجة ماسة لتواجد الوالدين في حياتهم والإشراف عليهم بشكل مباشر.

- خامسًا: اختيار العمل المناسب لطبيعة المرأة الفسيولوجية والبيولوجية؛ مما يعبر عن هدف العمل والخروج لأجله، وبه يكتمل استكمال منظومة الوجود البشري وضروراته.

لقد كانت المرأة ولا تزال تشكل النصف الآخر من المجتمع، ومساهمتها في ازدهار ونجاح المجتمع يجب أن تكون بقدر مساهمة الرجل، وبحسب الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات فقد سجَّلت سلطنة عُمان إجمالي النساء العاملات من خمسة عشر سنة فأكثر 231 ألفا و745 وذلك في العام 2022م مرتفعة بنحو 7% مقارنة بالعام 2021، يُشكلن ما نسبته 29 بالمائة من إجمالي العُمانيين المشتغلين، فأصبح عمل المرأة أمرا متعارفا عليه في مجتمعاتنا العربية والاسلامية وفي جميع المجالات الخدمية؛ وبالتالي ينبغي على الرجل والمرأة العمل على صناعة الأسرة الصالحة والنموذجية في المجتمع، وهذا بكل تأكيد لا يمكن توفيره إلا بالتعاون والتفاهم بأداء الواجبات المشروعة بين الرجل والمرأة والجمع بين العمل في الأسرة وخارجها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اختتام دورة لفرسان التنمية بمديريتي معين وشعوب

الثورة نت/..

اختتمت بمديريتي معين وشعوب في أمانة العاصمة اليوم، دورة تدريبية لفرسان التنمية في مجال العمل التنموي، نظمها المجلسان المحليان بالمديريتين ومؤسسة بنيان التنموية ضمن برنامج دعم التطوع.

هدفت الدورة في 15 يوماً، بدعم وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بالأمانة بالتعاون مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل والاتحاد التعاوني الزراعي بالأمانة، إكساب 73 متدرباً، أساسيات العمل الطوعي والموارد التنموية والمبادرات المجتمعية والتنمية الحضرية.

وفي الاختتام الذي حضره عضو مجلس الشورى عسكر القلاطي ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بمحلي أمانة العاصمة حمود النقيب، أشار وكيل وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية المساعد الخليل القريشي، إلى أهمية دورات وبرامج التأهيل والتدريب في مسار تفعيل العمل المجتمعي والتنموي.

ولفت إلى دور فرسان التنمية والمبادرات المجتمعية في النهوض بالواقع الخدمي والتنموي وبناء شراكة حقيقية بين الجهات الحكومية والمجتمعات المحلية لتعزيز متطلبات التنمية الشاملة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

واعتبر القريشي، الدورة نواة لتفعيل دور الجمعيات التعاونية، وتنظيم العمل المجتمعي، وبناء قيادة تنموية فاعلة قادرة على بلورة رؤية مستقبلية تنطلق من الواقع وتستجيب لاحتياجات الناس، وصولاً إلى مجتمع أكثر وعيًا وفاعلية في إدارة موارده وتنمية بيئته.

وأشاد بجهود قيادة السلطة المحلية بأمانة العاصمة ومؤسسة بنيان ووحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية، في دعم المبادرات المجتمعية والتنموية وتأهيل فرسان التنمية بالمديريات.

فيما أكد مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالأمانة ناصر الكاهلي، أن تأهيل الكوادر المحلية ضمن برنامج فرسان التنمية، خطوة مهمة باتجاه تنمية المجتمع وتحقيق المصلحة العامة وبلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي خصوصاً في ظل تحديات المرحلة التي تمر بها البلاد.

وأشار إلى أن الأنشطة والمبادرات المجتمعية تتّوج النجاح في جبهة الوعي وترسيخ المسؤولية المرتبطة بالهوية الإيمانية والوطنية وتسهم بشكل فاعل في التنمية المحلية، داعياً إلى تضافر جهود الجميع لتنفيذ موجهات قائد الثورة لتحقيق التنمية.

بدوره أكد أمين محلي مديرية شعوب محمد الحضرمي، أهمية أن تسهم الدورة في تفعيل العمل التعاوني وتحفيز جهود وطاقات المجتمع على المشاركة في تنفيذ المبادرات والمشاريع.

وثمن حرص قيادة أمانة العاصمة ووحدة التمويل على بناء قدرات الكوادر المحلية وإشراك المجتمع في التنمية ومواجهة التحديات.

وألقيت كلمات من منسق مؤسسة بنيان بالأمانة عبدالحفيظ حصن وعن اكاديمية بنيان عبدالله فضايل وعن الخريجين محمد الكبسي، استعرضوا في مجملها البرامج والأنشطة التي شملتها الدورة التدريبية لفرسان التنمية.

وأكدوا أهمية برامج تدريب وتأهيل فرسان التنمية التي تسهم في تفعيل العمل التعاوني التنموي، وتشجيع المجتمع على تنفيذ المبادرات الذاتية.

حضر الاختتام مديرا وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية بالأمانة المهندس عبدالملك الإنسي، ومديرية معين عبدالملك الرضي، وأمين عام الاتحاد التعاوني الزراعي بالأمانة عبدالناصر السريحي ومنسق مشاريع مؤسسة بنيان بمديريات الثورة والوحدة وشعوب محمد عواض.

مقالات مشابهة

  • «سعاد صالح»: النشوز قد يكون في الرجل وليس المرأة فقط | فيديو
  • قانونية تكشف مفاجأة عن حقوق المرأة حال الطلاق الغيابي
  • اختتام دورة لفرسان التنمية بمديريتي معين وشعوب
  • إلهام أبو الفتح تكتب: قانون جديد للتعليم
  • خبير أسري: الأمية لم تكن عائقًا أمام نجاح النساء في بناء بيت متماسك
  • استشارية أسرية: الأسرة تنهار حال رفع العبء عن الرجل وإلقائه على المرأة
  • خبير أسري: السعي للمساواة لا يجب أن يكون على حساب تماسك الأسرة
  • مجلس شؤون الأسرة يرأس وفد المملكة المشارك في الاجتماع التشاوري الثالث لمجموعة عمل تمكين المرأة ضمن مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا.
  • مجلس شؤون الأسرة يرأس وفد المملكة المشارك في الاجتماع التشاوري الثالث لمجموعة عمل تمكين المرأة 
  • من ماكينة الخياطة إلى سوق العمل.. سيدات زاوية صقر بالبحيرة ينسجن طريق التمكين