◄ حتى هذه اللحظات لم تنتهِ مأساة الشعب الفلسطيني الذي يضرب للعالم أروع الأمثلة في الصبر طلباً لزوال الاحتلال.. لقد أصبحوا بسجن كبير اسمه غزة، وزنزانة تعذيب مؤلمة اسمها رفح
محمد رامس الرواس
في ظل هذه الأيام الصعبة لإخواننا الفلسطينيين، وفي ظل حصارهم وتجويعهم بقطاع غزة عامة ومدينة رفح الفلسطينية خاصة، من قبل دولة الكيان الصهيوني وأعوانها من دول الغرب والولايات المتحدة، تصل المأساة حالياً إلى ذروتها، وأحوالهم إلى اقصى درجات البؤس والشقاء.
تقفُ رفح الفلسطينية اليوم على شفا مجاعة إنسانية غير مسبوقة، أُنَاس فقدوا مساكنهم وأهليهم وأموالهم وممتلكاتهم، وأصبحوا محاصرين، ولم تعد له إلا رحمة الله عز وجل، بينما الكيان الإسرائيلي بعد هذا الحصار والتجويع يقصف ويهدِّد بالاجتياح ويبشِّر بمأساة ستحدث لهم.
حدَّثنِي صديق فلسطيني يقيم بالسلطنة أنَّ أسرته التي كانت تُقيم في شمال قطاع غزة قد تمَّ تهجيرها منذ الأيام الأولى للاجتياح البري للجيش الإسرائيلي إلى الجنوب، ففقدوا أولا مساكنهم وممتلكاتهم وهم يُهجَّرون قسراً، وفي الجنوب أصبحت حالتهم يُرثَى لها، فهم ينتقلون من مدرسة إلى مدرسة طلباً للمأوى، ومن مستشفى إلى مستشفى طلباً للعلاج، يُرحَّلون تحت التهديد والاستهداف ومرمى القصف الجوي والمدفعية الإسرائيلية التي لا تهدأ أبداً تقض مضاجعهم، بينما أعدادهم تتناقص يوما بعد يوم وأحوالهم تسوء بمرور الأيام، ويلاحقهم الموت إما استشهادًا أو إصابات بليغة. وأضاف قائلاً: ما زالوا يتحركون كمجموعة لكي يساندوا بعضهم البعض بتوفير الغذاء والدواء لأنفسهم ومن حولهم؛ فمنهم الطبيب، والمحامي، والمهندس، والأستاذ الجامعي، أناس كِرَام أفقدتهم الأحداث المأسوية أغلى ما يملكون "الحرية"، فأصبح همهم الغذاء والدواء والمأوى لنسائهم وأطفالهم.
حتى هذه اللحظات لم تنتهِ مأساة الشعب الفلسطيني الصابر الذي يضرب للعالم أروع الأمثلة في الصبر طلباً لزوال الاحتلال؛ لقد اصبحوا بسجن كبير اسمه قطاع غزة، وزنزانة تعذيب وتجويع مؤلمة اسمها رفح.
وأضاف صديقي قائلاً: لم يعد يشتغل رجال العائلة إلا بتوفير لقمة العيش للأطفال خاصة، دعك من الحرمان من لقمة العيش؛ فالدواء أصبح أكثر صعوبة للمرضى، فليس هناك جهة يمكنها أن تحميك إلا نفسك؛ فالحصار اصبح حولك وحواليك، ولقد اتضح أنَّ حرمة النفس الإنسانية في هذا العالم يستهان بها في فلسطين الأبية.
وختاماً.. نسال الله العلي القدير أنْ يُنقذ أهلَ فلسطين عامة وقطاع غزة ومدينة رفح خاصة مما يعانوه من مآسٍ في سجنهم الكبير بأرضهم؛ فله الأمر عزَّ وجل من قبل ومن بعد، وهو أرحم الراحمين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: مقتل أكثر من 700 في حصار الفاشر بالسودان
جنيف (رويترز) – قال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن أكثر من 700 شخص قتلوا بمدينة الفاشر السودانية منذ مايو أيار، مناشدا قوات الدعم السريع شبه العسكرية رفع الحصار عن المدينة، وأضاف تورك في بيان أن الحصار و”القتال المستمر دون هوادة يدمران حياة الناس كل يوم على نطاق واسع”.
وتابع “لا يمكن أن يستمر هذا الوضع المقلق. يجب على قوات الدعم السريع إنهاء هذا الحصار المروع”.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 782 مدنيا وإصابة أكثر من 1143 منذ مايو أيار، مشيرة إلى أدلة تستند جزئيا إلى مقابلات مع الفارين من المنطقة.
وأوضحت أن القتلى والمصابين سقطوا جراء القصف المتكرر والمكثف من جانب قوات الدعم السريع لمناطق سكنية مكتظة بالسكان بالإضافة إلى الغارات الجوية المتكررة من جانب قوات الجيش السوداني.
وقالت مفوضية حقوق الإنسان إن مثل هذه الهجمات على المدنيين قد تصل إلى حد جرائم الحرب. ونفى الجانبان مرارا تعمد مهاجمة المدنيين وتبادلا الاتهامات باستهدافهم في الفاشر ومحيطها.
واندلع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من 18 شهرا، مما تسبب في أزمة إنسانية حادة شملت نزوح أكثر من 12 مليون شخص عن منازلهم في وقت تواجه فيه وكالات الأمم المتحدة صعوبات في تقديم الإغاثة.
والفاشر واحدة من أكثر خطوط المواجهة احتداما بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور. ويخشى المراقبون من أن يؤدي انتصار قوات الدعم السريع هناك إلى هجمات انتقامية على أساس عرقي كما حدث في ولاية غرب دارفور العام الماضي.
وقال سكان محليون إن قوات الدعم السريع هاجمت في وقت سابق من هذا الشهر المستشفى الرئيسي، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
كما تعرض مخيم زمزم القريب، حيث يقول الخبراء إن هناك مجاعة بين سكانه الذين يزيد عددهم على نصف مليون شخص، لنيران مدفعية قوات الدعم السريع خلال الأسبوعين الماضيين، مما أجبر الآلاف على الفرار من المخيم.