جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-28@01:58:06 GMT

المبدأ الأخلاقي

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

المبدأ الأخلاقي

 

 

لماذا يتماهى مَنْ جاءوا من خلفيات عانت حقبًا طويلة من الظلم والعنصرية والاضطهاد مع نظام عنصري ووحشي كدولة الاحتلال؟!

 

عوض المغني

تُقاتل دولة جنوب إفريقيا لاستصدار أحكام قضائية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتقاضيها في جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والعجيب أن تكون دولة إفريقية في أقصى القارة السمراء جغرافيًّا هي من تقف هذا الموقف الأخلاقي والإنساني مع القضية الفلسطينية، وتحديدا ضد الحرب على غزة، فيما تقف الجغرافيا والدين والعرق موقف المتفرج على الإبادة منذ خمسة أشهر!!!

تنطلق جنوب إفريقيا في مقاضاتها لدولة الاحتلال من منطلق أخلاقي ومبدأ إنساني؛ فموطن الزولو على لسان مسؤوليه وقادته أنه لا فرق في نظام الفصل العنصري الذي عانوا منه وآبائهم وأجدادهم وبين كيان الاحتلال الصهيوني، هذا التضامن الإنساني قمة ما يمكن تقدمه للمظلوميات العالمية، وما أكثرها، سوى أنَّ غزة تعتبر أقساها، وتخطته وحشيةً وهمجيةً، وتجلَّى ذلك في احتفال قادة الاحتلال بالتوقيع على الصواريخ والقذائف المعدَّة لنسف ما تبقى من حياة في غزة المحاصرة منذ 17 عاما!

والغريب أنَّ دولا بعيدة جدا أخذت على عاتقها الشجب الصريح والتحرك الدبلوماسي الواضح ضد دولة الاحتلال، سواء من خلال سحب السفراء أو مساندة جنوب إفريقيا في دعواها بمحكمة العدل الدولية؛ مثل: فنزويلا وكولومبيا وأخيرا البرازيل الداخلة في أزمة دبلوماسية مع الكيان الصهيوني بعد تصريحات الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا، وتشبيهه ما يقوم به جيش الاحتلال بمحارق هتلر لليهود.

وتتوالى المواقف الإنسانية المشرفة من البعيد؛ فالرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا عبَّر عن سعادته في يوم المرافعة ضد دولة الاحتلال، أما وزيرة خارجيته ناليدي باندور فقد أَسِفَت لقرار المحكمة عدم إصدار قرار بوقف فوري للإبادة في قطاع غزة. كما أن موقف الفريق القانوني الجنوب إفريقي واضح وصادق ومنطلق من ملامسته لمعاناة نظرائهم في فلسطين المحتلة، وهي ذاتها الآلام والمعاناة التي ذاقوا ويلاتها في نظام الفصل العنصري المنتهي عام 1990، بإعلان آخر رئيس من الأقلية البيضاء فردريك دي كراك انتهاء ذلك النظام، وخروج المناضل نيلسون مانديلا من السجن.

بينما على الجانب الآخر، نرى التشكيل الامريكي -أكثر تشكيل حكومي من الملوَّنِين- بدءًا من كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي، ووزير دفاعه لويد هوستن، وصولا لممثلي الولايات المتحدة في منظمات الأمم المتحدة لينا جرينفيلد وروبرت وود (مجلس الامن)، لم يترك هذا التشكيل من شاردة وواردة ليصب على الفلسطينيين المغلوبين على أمرهم دبلوماسية العقاب الجماعي، ووهم الدولتين، في الوقت الذي يتم فيه استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لثلاث مرات منعا لوقف فوري لإطلاق النار في غزة !!

فالأيدي الأمريكية السمراء المرتفعة مرارا منذ خمسة أشهر رفضا لمنع الإبادة الجماعية في غزة، تخلى أصحابها عن إنسانيتهم ومبادئ قاتل من أجلها آباؤهم وأجدادهم أيام حركة التحرر المدنية، وقبلها ظلم العبودية، وتنصلوا من تاريخ نضال آبائهم مارتن لوثر كينج ومالكوم إكس وروزا باركس ومحمد علي كلاي الرافض لحرب فيتنام.

لماذا يتماهى هؤلاء الذين جاءوا من خلفيات عانت حقبًا طويلة من الظلم والعنصرية والاضطهاد مع نظام عنصري ووحشي كدولة الاحتلال؟! ولم يقف الأمر عند هؤلاء، فرد عمدة نيويورك (أسمر البشرة) إريك آدمز على المتظاهرين الداعمين لغزة قائلا: "ليعد المحتجزين أولا"!!! وكأنه إعلان صريح للعقاب الجماعي الذي يطال المدنيين، بينما تناسَى ما الذي جاء بالأمريكان (مزدوجي الجنسية) إلى غلاف غزة والمتعارف عليها دوليا منطقة محتلة منذ 1967؟!

لا ننسى أنَّه قد سبق هذا التشكيل الملوَّن كولن باول وزير الخارجية أثناء ولاية بوش الابن، وسوَّق بلا خجل لاحتلال العراق 2003 بذريعة أسلحة الدمار الشامل، وبعد أعوام من اعتزاله السياسة اعترف بخطئه وأبدى ندمه، لكننا نقول اليوم للتشكيل الأمريكي لن نقبل أعذارا ولن تجدوا صكوكَ غفران. وكما قال سلمون نورثورب (صاحب مذكرات "12 سنة عبودية") خلال فترة عبوديته: "لابد من حساب، لا يمكن لكل هذا العذاب أن يمر بلا عقاب". وقال تعالى: "إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا" صدق الله العظيم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«الأونروا» تطالب الاحتلال باحترام وحماية ممتلكاتها ومنشآتها

أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «الأونروا»، اليوم الأحد، أنه يجب على دولة إسرائيل أن تتخذ جميع التدابير المناسبة التي تتفق مع التزامات القانون الدولي لضمان احترام وحماية ممتلكات الأونروا ومنشآتها.

وأشارت الوكالة الأممية في بيان لها، أن دولة إسرائيل أمرت «الأونروا» بإخلاء جميع مبانيها في القدس الشرقية المحتلة ووقف عملياتها فيها بحلول 30 يناير 2025، محذرة من إن هذا الأمر يتعارض مع التزامات القانون الدولي للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك دولة إسرائيل، التي تلتزم بالاتفاقية العامة لامتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها.

وشددت «الأونروا»، على إن مباني الأمم المتحدة مصونة وتتمتع بالامتيازات والحصانات بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وقد وقعت دولة إسرائيل دون تحفظات على الاتفاقية العامة لامتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها وسنت أحكامها في قانونها المحلي، وتلزم هذه الأحكام دولة إسرائيل باحترام امتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها، بما في ذلك احترام مباني الأمم المتحدة.

وأشارت الوكالة، إلى أن ممتلكات «الأونروا» وأصولها بما في ذلك في القدس الشرقية، تتمتع بالحصانة من التفتيش والاستيلاء والمصادرة ونزع الملكية وأي شكل آخر من أشكال التدخل.

وأوضحت الوكالة، أن ادعاءات السلطات الإسرائيلية بأن «الأونروا» ليس لها الحق في شغل المباني لا أساس لها من الصحة، كما أنها تروج لخطاب معاد لـ «الأونروا»، ما يعرض مرافق الوكالة وموظفيها للخطر.

وقد صرحت الحكومة الإسرائيلية علنا أن الهدف من إخلاء مباني «الأونروا» في الشيخ جراح هو توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة.

اقرأ أيضاًأبو الغيط أمام مجلس الأمن: إهدار الحق الفلسطيني تهديد ماثل للأمن والسلم الدوليين.. وتقويض دور الأونروا يزعزع استقرار المنطقة

حملة اعتقالات جديدة.. «الأونروا»: لم نتمكن من تقديم خدماتنا بمخيم جنين

مفوض الأونروا يؤكد ضرورة استمرار وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ جميع عناصر الاتفاق

مقالات مشابهة

  • لهذه الأسباب يخفق الاحتلال في كسب الرأي العام العالمي بمعركة الوعي
  • شباب النواب توافق من حيث المبدأ على تعديلات قانون نقابة المهن الرياضية
  • جيش الاحتلال: نعمل على تفكيك حزب الله وإبعاده عن جنوب لبنان
  • أرقام صادمة للإسرائيليين حول تزايد المهاجرين عكسيا من دولة الاحتلال
  • اليوم التالي في غزة بين نرجسية الاحتلال وداعميه وقوة الأمر الواقع الذي فرضته المقاومة!
  • أبو فاعور: تحية إلى الجيش الذي يثبت حرصه على حماية شعبه
  • مجلس النواب يوافق من حيث المبدأ على قانون الحوافز والتيسيرات الضريبية
  • «الأونروا» تطالب الاحتلال باحترام وحماية ممتلكاتها ومنشآتها
  • نائب وزير التعليم: نظام البكالوريا سيقضي على الدروس الخصوصية.. مشروع دولة
  • صور| دولة الاحتلال تعلن الإفراج عن 200 معتقل فلسطيني من سجونها