جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-21@04:07:29 GMT

حرية الرأي والتعبير كواقع عالمي

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

حرية الرأي والتعبير كواقع عالمي

 

 

 

علينا كمواطنين التزام النظام والقانون لنشر الآراء والأفكار البناءة وعدم الانزلاق لوحل الخلافات والفتن والآراء المسببة للكراهية والبغضاء والأحقاد بين الأفراد والمجتمعات والشعوب والدول

 

 

حمد الحضرمي *

إنَّ حق حرية الرأي والتعبير من الحقوق العامة للإنسان كحق الحياة والكرامة التي تلتزم الدولة باحترامهما وحمايتما وفقًا للقانون، ولا يستطيع الإنسان أن يحيا في المجتمع المدني بمختلف تشكيلاته ومؤسساته دون أن يعبر عن رأيه وأفكاره، التي لا بد أن تخرج للعالم الخارجي بأي شكل من أشكال التعبير المختلفة؛ مثل: الكلام والكتابة والرسم.

..وغيرها، وقد ضَمِنَت المعايير الدولية والدساتير الوطنية حق التعبير عن الرأي، الذي أصبح من الضمانات الدستورية التي تمنح الإنسان الحق في التعبير عن آرائه بالطرق المختلفة المشروعة التي يتشكل منها الرأي العام، وهذا الحق من الحريات الجوهرية الضامنة للحكم الديمقراطي السليم، بعيد كل البعد عن جميع أشكال القمع ومنع الحريات العامة؛ لأن حرية الرأي والتعبير من مقومات النظم الديمقراطية، والانتقاص منها هو انتقاص من الحكم الديمقراطي الرشيد.

وقد كَفَل النظامُ الأساسيُّ للدولة في سلطنة عُمان حرية الرأي والتعبير -وفقًا لنص المادة 35 من النظام الأساسي للدولة- في الفصل الثالث "الحقوق والواجبات العامة"، ونصَّت المادة على أن "حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر وسائل التعبير مكفولة في حدود القانون"، كما أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم في خطاباته وكلماته السامية على حرية التعبير عن الرأي؛ كونه من الحقوق المدنية الأساسية للمواطن، التي ترعاها الدولة والمؤسسات والقانون، وتحفظ للمواطن كرامته وقدرته على المشاركة الفاعلة في المجتمع، وتعتبر حرية التعبير سياجا وطنيا يحمي مقدرات ومنجزات الوطن، وينهض به للتطور والتقدم والازدهار، مع التقيُّد بالنظام العام وعدم الإخلال بالآداب العامة ورعاية مصالح الدولة وعدم المساس بحقوق الآخرين، وعدم التعسُّف في استعمال حق ممارسة حرية التعبير لضمان عدم المساءلة والوقوع في المحظور.

ومن الأمانة علينا كمواطنين أن نكُون مُخلصين أوفياء صادقين في التعبير عن آرائنا الخاصة التي تعبر بصدق عن كل ما يجري أمام أنظارنا، على أن تكون هذا الآراء حيادية وصادقة ولا تنشر أخبارًا زائفة، وأن يكون لها دور فعال في دعم وتطلعات ومتطلبات الوطن والمواطن، وفي توضيح الصورة وتوعية المواطن عن حقوقه وواجباته، ودوره الكبير في بناء وأمن واستقرار وطنه، وتنبه المواطن لاحترام وحفظ كرامة الشعوب والأفراد دون تفرقة أو تعصُّب، والالتزام والانتباه للشرور المحيطة بالمجتمع التي تُكدِّر الإنسانية وتزيد التوترات وتغرس الحقد والكراهية كالفتن بين الأفراد والشعوب والدول، والواجب على العقلاء من أصحاب الرأي والحكمة أن تكون لهم أدوار في نشر الآراء والأفكار التي تجمع الصف وتوحد الكلمة وتقرب وجهات النظر وتلطف الأجواء بين الشعوب والدول بكلمات جميلة بأسلوب مقنع.

والأمر يتطلَّب الالتزام بالنظام والقانون الذي أقر الحقوق والواجبات وفرض الضمانات لممارستها، وعدم التعدي على حرية وحقوق الآخرين، واحترام الحق في حرمة الحياة الخاصة كقيد على حرية التعبير عن الرأي، وأن نسهم بالآراء والأفكار في حماية النظام والآداب العامة، واحترام آراء الآخرين والتنوع الثقافي والديني والاجتماعي، ومحاربة الفساد والأفكار الهدامة، والاستخدام الأمثل لشبكة الاتصالات (الإنترنت والهاتف النقال) لنشر الآراء والأفكار البناءة، وعدم الانزلاق إلى وحل الخلافات والفتن والآراء المسببة للكراهية والبغضاء والأحقاد بين الأفراد والمجتمعات والشعوب والدول، والالتزام بالمبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية النبيلة، مع ضرورة نشر الثقافة القانونية على كل الأصعدة والمستويات لكي يتمكن المواطن من معرفة ما له وما عليه من حقوق وواجبات وحريات عامة، كحرية التعبير والرأي وحرية الإعلام والصحافة وحرية الحصول على المعلومات...وغيرها من الحريات التي أصبح من الضرورة منحها مزيدًا من المساحة لتعمل بفاعلية أكبر لأنها أصبحت واقعًا عالميًا.

* محامٍ

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دراسة: الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدا وجوديا لاستطلاعات الرأي ويقلد ردود البشر بدقة شبه تامة

قال المؤلف الرئيسي لدراسة جديدة من جامعة دارتموث: "لم نعد نثق بأن ردود استطلاعات الرأي تأتي من أشخاص حقيقيين".

الذكاء الاصطناعي ("AI") يجعل من شبه المستحيل التمييز بين ردود البشر وتلك الصادرة عن الروبوتات في استطلاعات الرأي العامة عبر الإنترنت، وفق بحث جديد.

تُظهر دراسة لجامعة دارتموث نُشرت يوم الإثنين في مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences" أن نماذج اللغة الضخمة ("LLMs") يمكن أن تُفسد استطلاعات الرأي العامة على نطاق واسع.

"يمكنها تقليد شخصيات بشرية، وتفادي أساليب الكشف الحالية، كما يمكن برمجتها بسهولة لتوجيه نتائج الاستطلاعات عبر الإنترنت بصورة منهجية"، بحسب الدراسة.

وكشفت النتائج عن "نقطة ضعف حرجة في بنية بياناتنا"، ما يشكل "تهديدا وجوديا محتملا للبحوث الإلكترونية غير الخاضعة للإشراف"، بحسب مؤلف الدراسة شون ويستوود، وهو أستاذ مشارك في قسم الحكومة بجامعة دارتموث.

قد يضيف تدخل الذكاء الاصطناعي في الاستطلاعات طبقة إضافية من التعقيد إلى انتخابات مفصلية. فقد رصدت مجموعات مراقبة إلكترونية بالفعل حملات تضليل تغذيها تقنيات الذكاء الاصطناعي في انتخابات أوروبية، بما في ذلك مؤخرا في مولدوفا.

خداع النظام

لاختبار مدى هشاشة برامج الاستطلاع عبر الإنترنت، صمّم ويستوود وبنى "مجيبا اصطناعيا مستقلا"، وهو أداة ذكاء اصطناعي بسيطة تعمل انطلاقا من موجّه من 500 كلمة.

في كل استطلاع، كانت الأداة تعتمد شخصية ديموغرافية استنادا إلى معلومات مُعيّنة عشوائيا، بما يشمل العمر والجنس والعرق والتعليم والدخل وولاية الإقامة.

وبهذه الشخصية، كانت تحاكي أوقات قراءة واقعية، وتولّد حركات مؤشر الفأرة بطريقة تشبه البشر، وتكتب الإجابات المفتوحة ضغطة مفتاح تلو الأخرى، بما في ذلك أخطاء مطبعية محتملة وتصحيحاتها.

في أكثر من 43.000 اختبار، خدعت الأداة 99.8 في المئة من الأنظمة التي اعتقدت أنها بشرية. ولم ترتكب أي خطأ في الألغاز المنطقية، وتجاوزت الضمانات التقليدية المصممة لاكتشاف الردود المؤتمتة، مثل "reCAPTCHA".

"ليست هذه روبوتات بدائية"، قال ويستوود. "إنها تفكر في كل سؤال وتتصرف كأشخاص حقيقيين متأنّين، ما يجعل البيانات تبدو مشروعة بالكامل".

هل لا نزال نثق بنتائج الاستطلاعات؟

درست الدراسة الهشاشة العملية لاستطلاعات الرأي السياسية، متخذة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 مثالا.

اكتشف ويستوود أنه ما كان ليتطلب سوى عشرة إلى 52 استجابة زائفة بالذكاء الاصطناعي لقلب النتيجة المتوقعة للانتخابات في سبعة استطلاعات وطنية من الدرجة الأولى، خلال الأسبوع الأخير الحاسم من الحملة.

وكانت تكلفة نشر كل واحد من هؤلاء المجيبين المؤتمتين قد لا تتجاوز خمسة سنتات أمريكية (أربعة سنتات من اليورو).

وفي الاختبارات، عملت الروبوتات حتى عندما تمت برمجتها بالروسية والماندرين والكورية، وقدمت إجابات إنجليزية متقنة بلا عيب. وهذا يعني أنه يمكن استغلالها بسهولة من قبل جهات أجنبية، لدى بعضها الموارد لتصميم أدوات أكثر تطورا للتهرب من الاكتشاف، كما حذرت الدراسة.

يعتمد البحث العلمي أيضا بشكل كبير على بيانات الاستطلاعات، مع نشر آلاف الدراسات المحكمة كل عام استنادا إلى بيانات تجمعها منصات إلكترونية.

"مع تلوّث بيانات الاستطلاعات بالروبوتات، يمكن للذكاء الاصطناعي تسميم المنظومة المعرفية بأكملها"، قال ويستوود.

وتدفع دراسته باتجاه أن المجتمع العلمي بحاجة ملحّة إلى تطوير أساليب جديدة لجمع البيانات لا يمكن التلاعب بها بواسطة أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة.

"التكنولوجيا متاحة للتحقق من مشاركة بشرية حقيقية؛ ونحن بحاجة فقط إلى الإرادة لتطبيقها"، قال ويستوود.

"إذا تحركنا الآن، يمكننا الحفاظ على نزاهة الاستطلاعات وعلى المساءلة الديمقراطية التي توفرها".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • أربعة من بين كل عشرة بريطانيين مستعدون لإنهاء صداقتهم بسبب اختلاف الرأي بشأن غزة
  • قراءة في فكر جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين (27) الرؤية الملكية في حرية الصحافة والتعبير عن الرأي
  • الأحد المقبل.. بيت العائلة يناقش «الشباب والأفكار الإيجابية» بقصر الأمير طاز
  • النيابة العامة ومفوضية الانتخابات تعقدان جلسات حوار لتعزيز حماية الحقوق السياسية
  • وثيقة الذهب.. الدولة توحّد مؤسساتها لاسترداد الحقوق وتعزيز الاحتياطي| النيابة العامة والبنك المركزي والمالية في خطوة تاريخية لدعم الاقتصاد وتقوية العدالة
  • المُتحدث العسكري الإسرائيلي السابق.. خسرنا معركة الرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعي
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي تحدث عن ما يشغل الرأي العام
  • محافظ الشرقية: المؤتمرات العالمية للصحة والسكان منصة رائدة لتبادل المعرفة والأفكار
  • انقلاب في الرأي العام.. جيل زد الأمريكي يتبنى السردية الفلسطينية
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدا وجوديا لاستطلاعات الرأي ويقلد ردود البشر بدقة شبه تامة