إدارة إتحاد العاصمة توضح
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
كشفت إدارة إتحاد العاصمة، اليوم الإثنين، عن مستجدات جديدة بشأن إختفاء صفحتها الرسمية عبر منصة “فيسبوك”.
وحسب بيان إدارة الإتحاد عبر حسابها الرسمي عبر “الأنستغرام، فإن سبب إختفاء صفحتها الرسمية، هو أن إدارة منصة فيسبوك حجبت الصفحة الرسمية للفريق لسبب تقني.
وأكدت الإدارة في ذات البيان، أنها تعمل خلية الإتصال في النادي جاهدة لاسترجاع الصفحة في أقرب الآجال.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
السيف والنار لسلاطين باشا: الخليفة عن قرب، أو: في ذكر ما أخفته الروايات الرسمية (3/3)
عرض ونقاش: الوليد محمد الأمين
وصل التعايشة، قبيلة الخليفة إلى أمدرمان بعدما كتب لهم الخليفة للحضور "واستلام المناطق التي قرر الله أن تكون لهم" بحسب وصفه! ويقول سلاطين إنهم عند وصولهم كان تصرفهم ينبي أنه لا سيد سواهم، وقد حازوا كل ما تمكنت أيديهم من الإمساك به، فسلبوا الجمال والبقر والحمير بالقوة من أيدي أصحابها، أما الرجال والنساء الذين التقوهم في الطريق فكانوا يجردونهم من ملابسهم وحليهم، ويقول سلاطين في ذلك:" ولعن أهالي المناطق التي مرت بها القبيلة اليوم الذي مكّن أحد عرب الغرب من حكمهم". وقبل دخولهم لأمدرمان قسم الخليفة التعايشة لمجموعتين وكساهم بملابس جديدة على نفقة بيت المال ثم أحضرهم لأمدرمان مجموعة بعد أخرى " ليعرف الجمهور بأن سادتهم الجدد قد قدموا". وأخرج الخليفة كل سكان القسم الواقع بين الجامع وقلعة أمدرمان من منازلهم وخصصها لسكنى التعايشة. ولتسهيل تموينهم بالطعام أمر الخليفة بترحيل كل العيوش إلى مشرع الحبوب وإلا صودرت، ثم بيعها للتعايشة بأقل الأسعار حيث يقوم أصحاب العيوش الأصليين بشرائها مرة أخرى بسعر مرتفع من مصادر أخرى، ويقول سلاطين إن ما دفعه التعايشة لعشرة أرادب من الذرة لم يكف بالكاد لشراء أردبين بعد ذلك. وبتناقص إمدادات الذرة في أمدرمان، قام الخليفة بإرسال مناديبه إلى الجزيرة لمصادرة ما تبقى منها هناك، ويقول سلاطين إن هذا الأسلوب الذي مارسه الخليفة في الانحياز الواضح لقبيلته أبعد به نفسه تماما عن أتباعه الآخرين، ولكنه يضيف إن ذلك لم يكن يهمه كثيرا بعد وصول أهله إليه.
هجمت المجاعة على البلاد في السنة التي لم تسقط فيها الأمطار، وهي المجاعة المعروفة في أدبيات السودانيين الشفهية بمجاعة سنة ستة، حيث أنها وافقت العام الهجري 1306. وكان أول من أحس بوطأتها حسب سلاطين، هي بربر، التي شرع معظم سكانها في النزوح لأمدرمان التي كانت هي الأخرى قد ضاقت بسكانها قبل ذلك. يذكر سلاطين أن سعر الأردب من الذرة ارتفع إلى أربعين ريالا ثم إلى ستين ريالا. استطاع الأغنياء تدبير مؤونتهم ولكن الفقراء بدءوا يموتون بالجملة، وصار الهزال عاما بين الناس حتى أنهم بوصف سلاطين ما عادوا يشبهون البشر وتحولوا إلى أكوام من الجلد والعظام، ولم يجد المساكين ما يأكلونه ولو كان مقززا. وأخذوا يشوون الجلود القديمة للحيوانات ويأكلونها، ويقطعون الشرائط الجلدية التي كانت تنسج بها العناقريب ويغلونها في الماء ويشربون حساءها. وأخذ من له قوة في الخروج للسرقة، وكانوا ينقضون كالنسور على الخبازين والجزارين بدون أي اكتراث للكرابيج التي تنهال على ظهورهم الهزيلة. لقد مرّ السودان بأهوال لم تجد حظها من التوثيق لأسباب مختلفة، ولكن أكثرها بؤسا ووضاعة إن جاز التعبير، هو انقطاع بعض المثقفين عن واقع أهلهم وتوهمهم بصناعة أمة واحدة على أنقاض الحزازات القبلية! يقول سلاطين إنه شاهد مرة رجلا انتزع قطعة من الشحم وحشرها في فمه قبل أن يتمكن صاحبها من إيقافه، فقفز الأخير وأطبق يديه على حلق الرجل وخنقه حتى جحظت عيناه ولكنه أصر على قفل فمه حتى سقط فاقد الوعي. أما في أنحاء السوق فكانت صيحة (جاييكم جاييكم) تعني أن الجوعى أخذوا يتسللون إلى حيث تحتفظ بعض النسوة بأشيائهن الصغيرة المعدة للبيع فيرقدن على بضائعهن البائسة ويدافعن عنها بالأيدي والأرجل. وازدحم المكان الفاصل بين بيت الخليفة وأخيه يعقوب بالجوعى البائسين الذين كانوا يصرخون ويتوسلون من أجل قطعة خبز، يقول سلاطين، حتى أنه صار يخشى الذهاب ليلا إلى منزله حيث كان العديد منهم يتبعونه ويحاولون اقتحام منزله بالقوة. وفي إحدى الليالي القمرية رأى سلاطين ثلاثة من النسوة شبه العاريات بشعرهن الممشط المتدلي على ظهورهن متقرفصات حول جحش صغير ملقى على الأرض وقد مزقن بطنه بأسنانهن وشرعن في التهام أحشائه بينما لا يزال الجحش حيا. قال سلاطين إنه شعر بالقشعريرة من هول المنظر بينما حدقت النسوة في وجهه بجنون، أما الشحاذين الذين كانوا يتبعونه، يقول، فقد انقضوا عليهن وحاولوا انتزاع الفريسة منهن، بينما لاذ هو، سلاطين، بالفرار من هذا المشهد الغريب كما وصفه. في يوم آخر، يقول سلاطين، "جرجرت إحدى نساء الجعليين، وهم ربما كانوا أكثر قبائل السودان تمسكا بالفضائل – والوصف هنا لسلاطين، تصحبها ابنتها الوحيدة، نفسها بكل مشقة حتى وصلت منزلي"، يقول سلاطين إنهما كانتا على شفا الموت وأن الأم طلبت منه أن يأخذ ابنتها الوحيدة كخادمة وينقذها من الموت جوعا، ثم انهمرت الدموع من عينيها على خدودها الغائرة. وحدث في تلك المجاعة أن اُتُهمت امرأة بأكل طفلها، فأحضرتها الشرطة للمركز لمحاكمتها، إنما بلا جدوى، فقد ماتت المرأة بعد يومين في حالة من الجنون المطبق. وباع الكثيرون أطفالهم من البنات والأولاد بزعم أنهم من العبيد، ولم يكونوا كذلك، ولكن لإنقاذ حياتهم، ثم لما انقشعت سنة المجاعة عادوا فاشتروهم ثانية بأعلى الأثمان. وتبعثرت جثث الموتى في الشوارع بالمئات ولم يكن هناك من هو قادر على دفنهم، فشدد الخليفة تعليماته للسكان بدفن الموتى الذين هم قرب منازلهم وإلا صودرت ممتلكاتهم، وكانت مياه النيل الأزرق والأبيض تحمل يوميا المئات من جثث المزارعين والتعساء الذين ماتوا على الشواطئ.
في امدرمان كان معظم من هلكوا من الوافدين لا سكانها الأصليين الذين تدبروا أمرهم. ويقول سلاطين إنه يعتقد بان الجعليين الذين يصفهم هذه المرة بأكثر قبائل السودان استقلالية واعتدادا بالنفس، يقول إنهم عانوا أكثر من غيرهم، وقام العديد من أرباب الأسر منهم الذين رأوا استحالة العيش أو البقاء، بسد منافذ بيوتهم بالطوب بعد أن تجمعوا بالداخل مع أطفالهم انتظارا للموت. ويضيف: " ومن هنا لا أتردد في القول بأن قرى بأكملها قد اندثرت". ووصل الأمر إلى أن أحدا لم يكن يتجرأ على التجول في الشوارع بلا حراسة، خشية من هجوم الجياع عليهم وأكلهم، إذ تحول كثير من الناس إلى حيوانات آكلة للحوم البشر. وفي ذلك يروي أن أحد أمراء الحمر والذي كان في حالة طيبة من الصحة والعافية، أصر على زيارة أحد أصدقائه بعد الغروب، ولكنه لم يصل إلى صديقه ولم يعد إلى منزله، وفي صباح اليوم التالي وجد رأسه مقطوعا خارج المدينة وأُعتقد أن جسمه قد أُكِل! يقول سلاطين إن قبائل الحسانية والشكرية والعقليين والحمدة قد اندثرت عن بكرة أبيها وتحولت بلادهم التي كانت مكتظة بالسكان يوما إلى صحارى قاحلة، هنا يورد المعرب في الهامش أن تلك مبالغة زائدة عن الحد من قبل المؤلف، إذ أن هذه القبائل لم تندثر عن بكرة أبيها كما ذكر. وهذا صحيح، فلا تزال هذه القبائل موجودة اليوم، ولكن المؤكد أن أعدادها قد تناقصت كثيرا، بل ومن المؤكد أن تعداد سكان السودان الشمالي كان سيكون مختلفا عما هو عليه الآن بحساب معدل النمو السكاني الطبيعي لولا فترة المهدية بحروبها ومجاعاتها.
في دنقلا كان الوضع أحسن حالا، أما المنطقة بين أبو حراز والقضارف والقلابات فقد كان وضعها غاية في البؤس، إذ أن قائد المهدية الزاكي طمل كان قد قام في بداية المجاعة بتوجيه عماله بجمع كل العيوش من المناطق المجاورة بالقوة وتخزين الحصيلة لإطعام قواته على حساب الأعداد الغفيرة من الأهالي الذين هلكوا جوعا. رغم ذلك لم يشفع ذلك الاخلاص للمهدية للزاكي طمل عند الخليفة الذي ما وثق في غير أهله وكان يكن عداء لمن عداهم، فبعد ذلك بزمن كمن له يعقوب شقيق الخليفة وتم استدعاؤه لأمدرمان حيث ألقي به في سجن الساير وكبل جسمه بكل ما يستطيع أن يتحمله من القيود والأغلال الحديدية، ثم رحل إلى كوخ منعزل مبني بالحجارة وصفه سلاطين بالقبر، ومنع من الاتصال بأي كائن ولم يوفر له ما يكفي من الماء والخبز، فلم يقدم له أي طعام من أي نوع عدا كمية قليلة من الماء، فمات بعد نحو عشرين يوما من الجوع والعطش. لكن الزاكي طمل رغم ذلك لم يشتك ولم يسمع له أي صوت من ذلك السجن الشبيه بالقبر، ومنعه كبرياؤه من التذلل، حتى إن مات أسرع الحراس بالبشرى إلى سيدهم. وعين بعده أحمد ود علي ليخلفه في قيادة جيوش القضارف، وعندما هُزم هذا الأخير بعد مهاجمته الايطاليين، تم عزله وعين بدلا عنه أحمد فضيل. ولكن الهزيمة أمام الايطاليين في أغوردات لم تنته بعد، إذ نال السكان المحليون في كسلا بعد ذلك نصيبهم من سلوك المهدية المعروف، إذ أجبر الجنود المهزومين السكان على استضافتهم وعاثوا فسادا في المنطقة أثناء بحثهم عن الطعام. ثم بعد عدة شهور حضر ثلاثة من أمراء البقارة العسكريين في كسلا وأخبروا الخليفة بسقوط كسلا في يد الطليان. ويقول سلاطين إن الناس في أمدرمان فرحوا في قرارة أنفسهم لهزيمة الخليفة في كسلا وإن أخفوا ذلك بالطبع.
يصف سلاطين الخليفة بأنه مندفع سريع الانفعال متقلب المزاج وشديد الشك في أي أحد بمن فيهم أفراد عائلته، وبأنه سريع الاستجابة للثناء والنفاق، كما أنه مدع لا يترد تحت ستار "الاقناع الإلهي" في نسبة أعمال الآخرين إليه، فقبة المهدي التي بناها بجهد خارق ومشاق كبيرة مهندس الحكومة السابقة، ادعى الخليفة أنه صممها بعدما ألهم بذلك في حضرة روحية، ونسب انتصار الزاكي طمل على الأحباش وانتصارات أخرى للأوامر التي أصدرها لهم بعد حضرة روحية. كانت شخصيته خليطا من الحقد والقسوة بالغة الغرابة وكان يشعر بالسعادة عند تسبيب الضيق وخيبة الأمل للآخرين وإفقارهم ورميهم في السجون، وكان يسرق العائلات بالجملة ويعتقل أو يعدم كل ذوي النفوذ بين قبائلهم، وأحال أجناسا بأكملها إلى حالة لا توصف من العجز والضعف. ويقول إنه المسئول عن كل الفظاعات في حياة المهدي، وأنه من أصدر الأوامر بعدم التهاون أو الرحمة عند اقتحام الخرطوم ووافق على المذابح الجماعية للرجال والنساء والأطفال، وهو الذي أعلن بعد سقوط الخرطوم أن الشايقية خارجون عن القانون، ولم يكترث عند توزيع النساء والأطفال بل كان سعيدا بتشتيت شمل الأسر وإبعاد الأطفال عن أمهاتهم بتوزيعهم على قبائل مختلفة ليستحيل إعادة جمع شملهم. وهو قد قتل الأشراف آل المهدي الذين تمردوا عليه بالنبابيت والفئوس، "وكأنهم كلاب" بحسب وصف سلاطين. وكان يصر على طأطأة رؤوس كل من يحضر أمامه بينما هو يقوم بتفحصه بمنتهى الحرص.
في زواج ابنه عثمان أقام احتفالات متواصلة لثمانية أيام دعي لحضورها كل سكان أمدرمان تقريبا، وشيد لابنه منزلا كبيرا بالطوب الأحمر ثم أثثه وفرشه بكل وسائل الراحة المتاحة بالسودان. ثم بعد فترة من الزمن أضاف له زوجتين من أقاربه وعددا من السراري اختارهن بنفسه، ولكنه، والحديث لسلاطين، شدد عليه وبصورة قاطعة من عدم الزواج إطلاقا من أي امرأة تنتمي لقبائل وادي النيل. ولكن ابنه رغم ذلك لم يخل من المجون كما يقول سلاطين. الخليفة نفسه امتلك من النساء ما زاد عن الاربعمائة، أربعة منهن كن زوجاته حسب الشريعة! كما زوج ابنته لمحمد ابن المهدي الذي لم يكن يحبها أبدا وكان يرغب في الزواج من احدى قريباته.
أما عن الدولة نفسها فقد كانت مختلة هي الأخرى، فأنت ترى المشانق منصوبة في أنحاء أمدرمان كدليل للنظام الحكومي في البلاد ومؤشر على بطشه. بينما نظام البريد مثلا فقد كان في منتهى البدائية. أما القضاة فقد كانوا أداة طيعة في يده. وانتشر الفساد والمجون، فهناك من الرجال من تزوج أربعين أو خمسين مرة على الأقل خلال عشر سنوات، والعديد من النساء تزوجن خمسة عشر أو عشرين زوجا خلال ذات الفترة، وعدد من الناس انغمسوا في سلوك جنسي غير طبيعي (أظنه يعني اللواط)، ويقول سلاطين إن الخليفة حاول إيقاف ذلك بنفيهم الى الرجاف، ثم أنه أوقف ذلك بعدما تنبه إلى أنه من السهل أن تحكم بالطغيان والقهر أمة فاسدة بدلا عن حكم دولة ذات سلوك أخلاقي عال، ولهذا السبب، يقول سلاطين، إن الخليفة كان يكره الجعليين ويخشاهم في ذات الوقت لأخلاقهم الرفيعة. وكانت المدينة متسخة تتجمع الأوساخ في أزقتها بروائحها السيئة المنبعثة فتصبح بؤرا للمرض تجل عن الوصف بجثث الخيل والجمال والحمير والماعز الميتة. وفي الخريف تنتشر الوبائيات فيموت الأهالي بالمئات. وكانت الحمى والدسنتاريا هي أهم الأمراض، وهناك التيفوس الذي يكاد يكون واقعا متواصلا في بعض شهور السنة. ويروي سلاطين كذلك عن انتشار الجدري في أمدرمان وكيف أن عائلات بأكملها قد اختفت من الوجود.
انقشعت المجاعة شيئا فشيئا بعد هطول الأمطار وصار الوضع أفضل حالا رغم هجوم أسراب من الجراد بحجم غير معتاد حتى أن السماء أظلمت. ثم صارت أسراب الجراد بعد ذلك أمرا معتادا كل عام. ولكن ذلك لم يغير في طريقة تفكير الخليفة الذي اهتم بأمر اطعام قبيلته وأجبر الأهالي والزراع على بيع الحبوب القليلة التي حصدوها بثمن بخس لوكلائه، كما أمر إبراهيم عدلان مسئول بيت المال بالتوجه إلى الجزيرة وحث مواطنيها على تسليم الذرة بمحض ارادتهم دون حتى أن يدفع لهم ذلك السعر البخس. عدلان الذي عارض هذه الطريقة استغل يعقوب شقيق الخليفة ذلك وتربص به حتى انتهى به الأمر بالحكم عليه بقطع يده ورجله أو بالموت لعصيانه، فاختار الموت. صعد عدلان بهدوء على العنقريب تحت المشنقة وأدخل رأسه بنفسه في الحبل رافضا جرعة الماء التي قدمت له ثم طلب من الجلاد أن يكمل مهمته، فتم شد الحبل وسحب العنقريب وتدلى إبراهيم " كتمثال من الرخام حتى فاضت روحه وإصبعه ممدود للأمام بعلامة التوحيد لله والتوكل عليه"، والوصف بين الأقواس لسلاطين الذي ذكر أن الناس بكوا عليه وسمع نواحهم في المدينة رغم منعهم من ذلك. أما الخليفة فقد كان فرحا بالتخلص من عدو خطير، وعين بعده في إدارة بيت المال النور ود إبراهيم، الذي قال عنه سلاطين إن جده كان من التكارير ولم يكن منتميا لقبائل وادي النيل، فلذلك نال حظوة ومكانة عظيمة لدى الخليفة ونال ثقته.
في الكتاب ترد بعض التفاصيل عن الخليفة التي أتاح لسلاطين مرافقته للخليفة الاطلاع عليها ومعاصرتها. وترد في الكتاب كذلك تفاصيل مراقبة الخليفة لسلاطين وشكوكه فيه، كذلك يذكر سلاطين وصول مراسلات له من أسرته التي ما فتئت تبذل الجهود لتحريره من الأسر، وموقف الخليفة من تلك الخطابات، ففي إحدى المرات وصل خطاب من أسرة سلاطين إليه عبر الخليفة، وكالعادة أمره الخليفة بقراءته وترجمته له. كان الخطاب يحمل ضمن ما يحمل من أنباء خبر وفاة والدة سلاطين المكلومة والمتفجعة على غيابه، وعندما علم الخليفة بذلك قال لسلاطين إن والدته لا تعلم بالمكانة العظيمة التي يضعه فيها وإلا لما قلقت بشأنه، ثم أردف أنه يمنعه "من التفجع عليها، فقد ماتت كنصرانية ومشركة وغير معتقدة في الرسول والمهدي وعليها ألا تتوقع غفران الله ورحمته".
كذلك ترد الإشارة إلى سجن الساير سيء السمعة في عهد الخليفة، وعنه يقول سلاطين إن مقولة " ساقوه إلى الساير"، التي كان المرء كثيرا ما يسمعها، كانت تعني أن مخلوقا بائسا قد ألقي به في السجن، الذي كان مجرد اسمه يبعث شعورا بالهلع والخوف في قلوب السامعين. فالسجن الواقع في الركن الجنوبي الشرقي من المدينة قرب الشاطئ (شاطئ النيل بالطبع)، كان محاطا بسور عال وله بوابة، وهو مشدد الحراسة ليل نهار بواسطة سود مسلحين، وبالداخل توجد أكواخ الطين والحجارة. أما أثناء النهار فيستلقي السجناء التعساء بوصفه، في ظل المبنى ومعظمهم مكبل بالقيود والجنازير. ولا يتلقى المسجونون الطعام بانتظام، ولكن يسمح لأقاربهم بمدهم به، ولكنه في النهاية لا يصل كله إليهم أو لا يصل البتة، إذ يأكله الحراس الجشعون. ويقول سلاطين إنه ولأكثر من مرة كان الحراس يفتحون باب الغرف ليجدوا أن بعض ضحاياهم قد ماتوا جراء الاختناق أو من شدة الهزال. ورغم أن سلاطين لم يسجن في الساير، فهو يذكر أن الأسير الألماني تشارلز نيوفلد كان قد قضى بضع سنوات في سجن الساير. وتشارلز هذا هو صاحب كتاب " سجين الخليفة - إثنا عشر عاما أسيرا بأمدرمان"، وفي الكتاب سرد أكثر تفصيلا عن سجن الساير والحياة فيه والتعذيب الذي كان يتم فيه. أما سلاطين فقد برر عدم استرساله في وصف تفاصيل الحياة في الساير بقوله إنه "لا يرى فائدة من إرهاق القارئ بالمزيد عن الفظائع والوحشية التي ترتكب فيه بأوامر من ذلك الطاغية عديم الرحمة، الخليفة".
استطاع سلاطين في النهاية وبعد رحلة هروب درامية وفي صباح السبت السادس عشر من مارس 1895، وبعد اثني عشرة سنة في أسر الخليفة، استطاع الهروب من أسر الخليفة. وعند رؤيته للنيل ومدينة أسوان، كتب: " انتهى كربي ونجوت من قبضة البرابرة المتعصبين، وشاهدت عيني للمرة الأولى منازل الناس المتحضرين في بلد يحكمه القانون وعدالة الحكام". نجا سلاطين إذن من البلاد التي كتب عنها مرة متعجبا كيف أن حياة المرء فيها تتوقف على شهادة شاهدين. بعدها استقل سلاطين الباخرة الخديوية لمواصلة رحلته، حيث رافقه الضباط للباخرة وسط أنغام النشيد الوطني النمساوي الذي عزفته فرقة الكتيبة السودانية، فأجرى ذلك الدمع غزيرا في عينيه كما قال، ثم صعد الباخرة وسط هتافات الكثير من السواح الذين تجمعوا لتحيته على ضفة النهر.
ذكر سلاطين بعدها أنه بعد نجاته كتب للسيد فالزفاين صاحب الكركي التعيس بجنوب روسيا، مخبرا إياه بمصير طائره، فشكره الأخير والذي كان يملك ضيعة كبيرة في القرم دعاه لزيارته فيها. أما أسرة الشاب الفرنسي التعس باين، والذي كان قد أوصاه بزيارتهم في باريس إن نجا من أسر الخليفة، فلم يذكر سلاطين شيئا عن ذلك. ومن الحكايات التي قصها سلاطين في خاتمة الكتاب ووقف عندها متأملا، قصة سيفه النمساوي الطراز الذي تسلمه عند انضمامه للجيش، والذي جرد منه عند استسلامه للمهدي في ديسمبر 1883. الذي حدث أنه في أغسطس من العام 1895، عند ذهابه إلى لندن لحضور المؤتمر الجغرافي، قام المستر جون كوك الأكبر وفي مكتبه بإعادة السيف إليه. وفي القصة تفاصيل عن كيف يفسر سلاطين ذلك، ولكنه في النهاية يقول: "إن فقداني لسيفي الذي لا أقدره بثمن في مجاهل دارفور وأن أجده ثانية في قلب لندن لشيء أكبر من أن يتم بالصدفة المحضة"، ويقول إنه لو كان مؤمنا بالخرافات لعدّ ذلك بشيرا بعودة ما ضاع من قبل! وعن هذا الضياع نجده يقول في داخل الكتاب " فالسودان الذي كان متحضرا نسبيا أصبحت تسيطر عليه الآن قوة همجية معادية لكل من النفوذ الأوروبي والعثماني"، ويقول أيضا: " أما مواطن سكان وادي النيل فقد احتلها الآن أولئك العرب المتجولون والذين طردوا منها سكانها الشرعيين أو استرقوهم وسخروهم لفلاحة الأرض لمصلحة سادتهم الجدد وقد حرموا من وسائل الدفاع عن النفس". ولكنه بالطبع لا يقول بذلك حرصا على سكان وادي النيل رغم تأسيه على حالهم، ورغم أنه يقول نصاً: " أمامنا في السودان نموذج بشع لحضارة بدائية لم تنضج بعد، تمزقت فجأة بواسطة قبائل متوحشة جاهلة تتسم بالقوة"، إلا أنه يتساءل قائلا: " هل تعود مصر وتصبح مرة أخرى المالك الحقيقي للأرض كما كانت من قبل؟ ...من أجل أن تعود لمصر حقوقها المشروعة؟". وذلك بالطبع يتعارض غاية التعارض مع حقوق سكان الأرض الحقيقيين أصحاب الحضارة الضاربة في القدم في وادي النيل، ولكن سلاطين المزهو بحضارة بلاده الحديثة لا يبدو أنه كان يعرف شيئا عن السودانيين إلا ما أتاحه له احتكاكه بهم كحاكم لدارفور ثم كأسير لدى الخليفة. وهو احتكاك مكّنه في النهاية من كتابة هذا الكتاب الذي أثار لغطا كبيرا منذ صدوره وإلى يومنا هذا. وبالنسبة للكثير من السودانيين يعد كتاب سلاطين، رفقة كتب أخرى، دليلا واضحا على توحش المهدية وبشاعتها وتدميرها لمجتمعات السودان الشمالي، بل وتذهب بعض الكتابات باتهام المهدية بالتسبب في تناقص تعداد سكان السودان الشمالي عما كان يمكن أن يصير إليه بمعدل النمو الطبيعي.
وعن اللغط الذي أثاره الكتاب يرى البروفيسور عبد الله علي إبراهيم أن السيف والنار هو كتاب مخابراتي بامتياز، وعلى ذلك يجب أخذه بحذر، ومقصده في ذلك عند تناول كتب بعض الغربيين عن المهدية كما قال:" لينمي كتابنا حذراً علمياً في ما يستعينون به منها على المهدية" (7) .وعن السيف والنار بالتحديد فالبروفيسور عبد الله علي إبراهيم يقول بوضوح: "معروف أن سلاطين هو المؤلف الثاني لكتابه وأن المؤلف الأول هو ونجت ومخابرات الجيش المصري التي كانت تروِّج بروباغندا (دعاية) لتهيئة الأذهان في إنجلترا للغزو انتقامًا لغردون، الحاكم العام البريطاني الذي قتل في الخرطوم" (8). لا يخلو الكتاب بالطبع من النفس المخابراتي أو من الغرض على وجه العموم، وبالطبع فليس ثمة كتاب أو كتابة تخلو من الغرض، غير أنه لا يمكننا رمي ما قال به سلاطين بالكلية، فالكثير مما قصه عن الخليفة هو مما سارت به المرويات الشفاهية للسودانيين، من قصص المجاعة وقصص التعذيب وغير ذلك. كذلك تتطابق الكثير من الوقائع التي تعرض لها سلاطين مع ما ذكر في مراجع أخرى لكتاب غربيين آخرين، ويمكن رد ذلك بالطبع إلى تدخل الغرض وقلم المخابرات في غير واحد من هذه الكتب. ولكننا بالمقابل لا يسعنا التغاضي عن سعي الكثير من المثقفين والمفكرين السودانيين، للاحتفاء بالثورة المهدية كثورة وطنية وباعتبارها الدولة الوطنية الأولى في السودان الحديث. وفي ذلك يرى عبد الله علي إبراهيم (اتصال شخصي) أنهم كشيوعيين سودانيين نظروا في هذه المسألة وكانوا أول التيارات السودانية التي نزّهت المهدية وأخرجتها من وصف الغربيين وبعض السودانيين لها بالدروشة والدجل إلى مصاف الحكم الوطني الأول والثورة السودانية التحررية ضد الاستعمار الأجنبي التركي المصري. وقريبا من ذلك يقول البروفيسور أحمد إبراهيم أبو شوك: "إن تقارير الاستخبارات العسكرية المصرية ومذكرات سجناء المهدية الأجانب التي نُشرت تحت إشراف قلم الاستخبارات وأدبيات الدعاية ضدّ المهدية يجب أن ينظر إليها في المقام الأول بوصفها تهدف إلى شيطنة الدولة المهدية، وتجييش الرأي العام البريطاني والأوروبي ضدها لتبرير عملية استعادة السودان" (9). ولكن أبو شوك نفسه يقول في ذات الدراسة "إن المعلومات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كانت أكثر موثوقية وتواترًا في معظم المصادر التي وردت فيها، مثل الوثائق المالية في بيت مال العموم في أم درمان، والسرديات التي حملتها الوثائق المكتوبة بشقيها المهدوي والاستعماري عن أنماط الحياة الاجتماعية في مدينة أم درمان. ولذلك نرى أنّ كثيرًا من الوقائع والأحداث ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية، التي وردت في تقارير الاستخبارات العسكرية المصرية ومذكرات سجناء المهدية، بالرغم من تحيزها الأيديولوجي والسياسي ضدها، كانت متواترةً وأكثر صدقيةً مقارنةً بنظائرها السياسية." وهي ملاحظة حصيفة بالطبع، غير أنه إن أخذنا بمسألة التحيز السياسي، فإن المعلومات الاقتصادية والاجتماعية نفسها كان يمكن صياغتها بذات التحيز لذات الغرض. وبذات المنطق الذي يفترض تدخل قلم المخابرات فيما كُتب، فهناك بعض الكتب التي كتبها بعض الغربيين وبعض المقالات المتفرقة القادحة في المهدية والتي لم تمر عبر ونجت وقلمه الاستخباراتي. ضف إلى ذلك الروايات الشفاهية عند السودانيين والتي لم تجد من يهتم بتوثيقها من المؤرخين السودانيين لأسباب عديدة.
في تمهيد الكتاب بواسطة المعرب، يذكر المعرب أن الكتاب قد أوعزت به المخابرات الإنجليزية، ويضيف أنه كان للكتاب دور هام في تهيئة الرأي العام البريطاني والغربي عموما لعملية الغزو المزمع للسودان والمذابح المروعة التي صحبته وراح ضحيتها مئات الألوف من السودانيين. وذلك لا يخلو من الصحة بالطبع إن لم يكن يبلغها، ولكن تبقى المسألة أن سلاطين كان حاكما لدارفور ثم وقع في الأسر لسنوات شهد فيها بدايات الدولة المهدية وحصار بارا والأبيض ثم الخرطوم وسقوطها، كما أنه في سنوات أسره كان لصيقا بالخليفة مما مكنه من تضمين كتابه تفاصيل كثيرة لم يتح لغيره الاطلاع عليها ومعايشتها عن كثب، وإن حدث ذلك للعديد من المقربين من الخليفة وخاصته، فالفارق هنا هي رؤية سلاطين للأشياء من منظور مختلف كرجل أوروبي، وكشخص لا يؤمن بفكرة المهدية ولا بخرافات الخليفة من الأساس، خاصة وانه رجل متعلم ومطلع. أما قول المعرب بأن غزو بريطانيا للسودان قد راح ضحيته مئات الألوف من السودانيين فصحيح رغم عدم تأكدي من الرقم، ولكنهم كانوا من جنود المهدية الذين سحقتهم آلة الحرب البريطانية القوية وقتها، بل وتذكر بعض الروايات استخدام الجيش الإنجليزي وقتها للأسلحة المحرمة دوليا في ذلك الوقت. غير أن ذلك لا يمكن مقارنته بما فعلته جيوش المهدية في السكان العزل غير المقاتلين، فالثابت أن عدد سكان السودان قد تقلص كثيرا بعد فترة المهدية. ويقول المعرب إن ما دفعه لإعادة تعريب الكتاب هو أنه مثّل المرجع الأساس لمعظم إن لم يكن كل الدراسات عن حكم المهدية للسودان في المائة عام الأخيرة، أي منذ صدور الكتاب. المعرب يصف الكتاب "بالخطير المليء بالأكاذيب والغرور والنفاق والمشوه للحقائق التاريخية أو المهين تماما لها"، ويقول إنه أسهم في تمهيد الأرضية لغزو السودان وتدمير سيادته! بعد أن شوّه سمعة قادته وقلب الحقائق وشوه وبالغ في وصف مصائبه. كذلك من الأسباب يذكر المؤلف أن الطبعات العربية العديدة اعتمدت على ترجمة ممعنة في السوء، فمن الأخطاء في أسماء القبائل والشخصيات إلى تجاوز العديد من الصفحات الهامة دون الإشارة إليها، سهوا أو غرضا من المعرب الأول عندما لا يروق له الأمر أو يرى فيه ما يمس وطنه الأصلي. ويرى المعرب أن خير من تناول سيرة سلاطين هو المؤرخ العسكري السوداني عصمت حسن زلفو، إذ يرى زلفو أن سلاطين بالغ في وصف القصص الدموية والوحشية للخليفة والمهدية. ويقول إن سلاطين يهودي الأصل تحولت عائلته للمسيحية ولكن بعقيدة مهزوزة. وينقل المعرب عن زلفو قوله "والواضح إن سلاطين وجد معاملة كريمة وطوال ثلاثة عشر عاما لم يؤذه الخليفة في شيء سوى مراقبته بدقة"، ويشير إلى ما كتبه المؤرخ البريطاني ثيوبولد بأن سلاطين "لقي معاملة عطوفة لحد التكريم واعطي منزلا وزوجات ورقيق، ولكنه بعد هروبه رد الجميل لآسريه بنشر كتاب السيف والنار في السودان الذي ركز فيه على الأحداث الأليمة وشوّه الدوافع التي حدت بالخليفة إلى إتيان معظم افعاله". من الصعب الاتفاق مع الرأي القائل بعطف الخليفة على سلاطين أو حتى غيره بالنظر لما ورد عن الخليفة في غير هذا الكتاب وما لا تزال تحفظه الذاكرة الشعبية للسودانيين عن الخليفة. ويذكر زلفو أن سلاطين بعد معركة فركة، كان أول ما فعله هو إحراقه جثة كاظم موسى الذي قام بختانه، ومسألة الختان هذه مما لم يتعرض لها سلاطين في كتابه.
الكتاب جدير بالقراءة ويتعرض للكثير من المسكوت عنه في شخصية الخليفة وتاريخ دولته منذ قيامها وإلى حين هروب سلاطين قبل سقوطها بسنوات قليلة. والطبعة التي تعرضنا لها هنا هي الطبعة الثانية الصادرة عن دار عزة بالخرطوم في العام 2016، وتم التعريب عبر لجنة الترجمة بالدار، بإشراف السيد محمد المصطفى حسن عبد الكريم. ثمة شكر واجب هنا لدار عزة والقائمين عليها لاهتمامهم بمراجعة النسخ المعربة ومقارنتها بالنص الأصل الذي تمت منه الترجمة، فغير ما تغاضت عنه الترجمات السابقة من صفحات ومعلومات، نجد الملحق الأول في الكتاب يرصد فيه المعرب ما يربو على السبعين خطأ في أسماء المدن والشخصيات وبعض الأحداث التي جاءت في ترجمة عرابي فقط وتكررت في الكتاب، وكذلك ما جاء في الكتابين (عرابي والدار السودانية) من سطور أو فقرات أو صفحات متروكة بأكملها ويوضح وأهميتها. أما في الملحق الثاني فيورد المعرب التراجم المختلفة عن الأصل (وعددها 56) والتي أدت لتشويه المعنى، أو عكسه تماما، أو من خيال المترجم، وهي مشتركة تماما بين الكتابين السابقين (عرابي والدار السودانية)، رغم أن الدار السودانية قد قامت بتصحيح أسماء المعالم والشخصيات.
أختم هنا بما كتبه الأب دون جوزيف أورفالدر في المذكرة التمهيدية للكتاب، حيث يصف أورفالدر السودان بأنه "كان يعتبر منذ سنوات قليلة نقطة انطلاق للمدنية في أعماق القارة السوداء، والذي سقط الآن، واحسرتاه، تحت حكم استبدادي لطاغية همجي يمثل عقبة كؤود أمام انتشار التحضر والمدنية التي تعمل الآن بقوة في باقي أنحاء افريقيا الأخرى". ثم أنه يأمل في النهاية وبشدة، كما قال، أن يثير الكتاب "اهتماما عميقا بالمصير التعس للسودان". ذكرتني هذه المقولة بغلاف لمجلة النيوزويك الأمريكية في العام 1953 من القرن الماضي عن السودان:" السودان: نقطة مضيئة في قارة مظلمة". ولكن السودان، واحسرتاه كذلك - والحسرة مني هذه المرة، خيّب الآمال مرة أخرى بسقوطه في براثن الهمجية والتخلف، سائرا بلا هدى نحو مصيره التعس كما سماه أورفالدر.
المراجع:
1- بين علمين: حياة البارون سير ردولف سلاطين باشا، Between two flags: The life of Baron Sir R. Slatin Pasha ، تأليف: غوردون بروك شيبيرد، عرض: بدر الدين حامد الهاشمي، الجزء الثاني، 3 سبتمبر 2011.
2- وجدت في التعريف به في الانترنت ما يلي: هو محمد أحمد عوض الكريم أبو سن، واشتهر بلقب (الحاردلو)، وهو من سادة قبيلة الشكرية، من أسرة (أبو سن) العريقة، صاحبة الزعامة في منطقة البطانة. والده أحمد بك عوض الكريم أبو سن هو أول سوداني يتولى منصب حاكم مديرية الخرطوم والجزيرة. ولد في العام 1830م وتوفي في العام 1917م. وقد عاش ردحاً من عمره في أم درمان، وكان من شعراء بلاط الخليفة عبد الله، ولكنه في آخر الأمر أصبح ينظم الشعر منتقداً به الخليفة، حتى أدى به ذلك إلى دخول سجن الخليفة. بعد خروجه من السجن عاد إلى البطانة واعتكف فيها متفرغاً لقراءة القرآن ونظم الشعر والمسادير.
3- لم أجد كثيرا من المعلومات عمن سماهم سلاطين بعرب البديات، ولكن غير واحد من المقالات أو المنشورات على الشبكة العنكبوتية تشير إلى أنهم إحدى عرقيات قبيلة الزغاوة، وبالتالي فليسوا عربا! وقد يكون ذلك ورد خطأ من سلاطين أو من الترجمة، فسلاطين نفسه يصفهم بأنهم "يشبهون العرب أكثر مما يشبهون الزنوج"، ويقول إن نسائهم "تشتهر بالشعر الطويل وبينهن نسوة صارخات الجمال مثلما نجد مثلهن وسط القبائل العربية الحرة".
4- دارفور منقذون وناجون السياسة والحرب على الإرهاب، محمود ممداني، مركز دراسات الوحدة العربية، 2010.
5- مقتطفات من قصة تاجر الرقيق والسلطان الزبير باشا، The story of el Zubeir Pasha, salver and sultan H. C. Jackson هـنري. سيسيل جاكسون، ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي، سودانايل الالكترونية ، 23 يونيو 2014.
6- السودان بين يدي غردون وكتشنر، إبراهيم فوزي، صدر في 1898 .
7- تاريخ المهدية في براثن ونجت باشا، عبد الله علي إبراهيم، سودانايل الالكترونية، 5 أكتوبر 2023.
8- عبد الله علي إبراهيم، إفادة لموقع الجزيرة دوت نت ضمن مادة: النمساوي المغامر في بلاد السودان.. سلاطين باشا ومذكرات "السَّيف والنار"، 10 ديسمبر 2019.
9- مصادر تاريخ الثورة والدولة المهدية في السودان " 1898 - 1881 ": مشكلة التنوع ومعايير المعالجة المنهجية، أحمد إبراهيم أبو شوك، مجلة أسطور للدراسات التاريخية، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، يوليو 2022.
wmelamin@hotmail.com