البرهان في طرابلس.. هل ينجح الدبيبة في جمع الجنرالين؟
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
يأتي التحرك الليبي بالتزامن مع تزايد أعداد اللاجئين السودانيين في ليبيا ولم يجد عشرات الآلاف من المواطنين من إقليم دارفور والعاصمة السودانية مفرا من اللجوء إلى هذا البلد عبر الطرق الوعرة هربا من جحيم الحرب
التغيير: طرابلس
بدعوة من رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة وصل قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى طرابلس اليوم الاثنين.
زيارة البرهان إلى طرابلس سبقتها تطورات ابتدرها الدبيبة بالاتصال الهاتفي مع قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” بدعوة مماثلة وجهت للرجل لزيارة العاصمة الليبية، وأكد حميدتي موافقته على ذلك.
تحرك متأخر
يأتي التحرك الليبي في الأزمة السودانية بالتزامن مع تزايد أعداد اللاجئين السودانيين في ليبيا ولم يجد عشرات الآلاف من المواطنين من إقليم دارفور وحتى العاصمة السودانية مفرا من اللجوء إلى هذا البلد الواقع غربا على الحدود مع السودان عبر الطرق الوعرة هربا من جحيم الحرب.
هذه التأثيرات ضاعفت من المخاوف الليبية من توسع الحرب في السودان وزادت خشيتها من توسع نطاق الحرب في إقليم دارفور الذي وضع الجنرال حميدتي أربع ولايات من أصل خمس ضمن مناطق سيطرته العسكرية.
لم يفصح الدبيبة الرئيس المدني الذي أُنتخب عبر ملتقى الحوار الليبي في جنيف في العام 2021 رئيسا للحكومة في ليبيا عن بنود مبادرته وإن اكتفى بالإشارة إلى أنها ليست مبادرة للجمع بين الجنرالين المتحاربين في السودان.
وذكرت وكالة الأناضول التركية اليوم الاثنين أن الدبيبة سيطرح مبادرة على قائدي الجيش والدعم السريع إمكانية وقف إطلاق النار في السودان وإحلال السلام في هذا البلد الذي يجاور ليبيا شرقا وشمالا.
مباحثات ثنائية
بالمقابل ذكر بيان مجلس السيادة الانتقالي السوداني أن البرهان توجه إلى ليبيا اليوم الاثنين يرافقه وزير الخارجية المكلف ومدير المخابرات العامة لإجراء مباحثات مع رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة تتركز حول تعزيز التعاون بين البلدين ولم يتطرق بيان “السيادي السوداني” حول وقف إطلاق النار المقترح من جانب الدبيبة الذي تحدث عنه مع الجنرال حميدتي السبت الماضي.
انعدام الحوافز
يستبعد الباحث السياسي مصعب عبد الله في مقابلة مع «التغيير» تحقيق الدبيبة اختراقا في الأزمة السودانية لأسباب متعددة أبرزها شعور الجيش السوداني بتقدمه ميدانيا هذا الأسبوع خاصة في أم درمان إلى جانب عدم وجود حوافز ظاهرة للعيان قد يحملها الدبيبة إلى الجنرالين المتحاربين في السودان.
وقال عبد الله إن البرهان استجاب لدعوة الدبيبة حتى يكمل المهمة من وجهة نظر دبلوماسية ويضع شروطه لوقف إطلاق النار وهي شروط لم يتوقف الجيش عن طرحها في جميع المنابر التي تشمل خروج الدعم السريع من منازل المواطنين والمرافق المدنية وهي بنود يرفعها الجيش رغم أنها لا تشكل أولوية لكنها مثل “قميص عثمان”.
وأردف: “لم يصل الجيش إلى مرحلة الموافقة على وقف إطلاق النار لأن موقفه متراجع ميدانيا ربما يوافق على ذلك إذا تمكن من تحقيق تقدم في أم درمان على الأقل”.
ومنذ مبادرة منبر جدة في مايو 2023 مرورا بمبادرة الهيئة الحكومية للتنمية الدولية “الإيقاد” في يناير الماضي وحتى المفاوضات السرية التي عقدت في المنامة عاصمة البحرين الشهر الماضي ومبادرة دول الجوار السوداني التي تبنتها مصر العام الماضي لم تتمكن جميع المبادرات من تحقيق تقدم فيما يتعلق بدفع الجنرالين إلى توقيع وقف إطلاق النار في السودان كما فشلت نحو 14 هدنة العام الماضي صدرت من منبر جدة في دفع الطرفين المتحاربين إلى عملية بناء الثقة.
وعندما يتعلق الأمر بالمبادرة الليبية فإن هذا التحرك لا ينفصل وفقا للمراقبين من قلق الحكومة القائمة في طرابلس على خلفية تداخل الجماعات المسلحة السودانية في الأزمة الليبية بإرسال آلاف المقاتلين من السودان العامين الماضيين حسب تقارير الأمم المتحدة التي وثقت ذلك.
توسع الصراع
ويقول دبلوماسي سابق في الاتحاد الأفريقي مشترطا عدم نشر اسمه في تصريح لـ«التغيير» إن طرابلس تخشى من تحول الإقليم بما في ذلك السودان وليبيا إلى منطقة صراع واسع بسبب الحرب في السودان.
ويرى الدبلوماسي أن طرابلس غير مهيأة لقيادة وساطة بين الجيش والدعم السريع لأسباب تتعلق بوضعها الداخلي إلا إذا كانت مدفوعة من من الاتحاد الأوروبي الذي يخشى انزلاق طرابلس وتشاد إلى صراع مسلح واسع بسبب حرب السودان.
ويقلل الدبلوماسي من فرص نجاح المبادرة الليبية في الأزمة السودانية لأن الوقت بالنسبة للجيش غير مناسب خاصة مع إصراره على التقدم الميداني في أمدرمان والجزيرة وزيارة البرهان قد تكون لتوسعة شرعيته اقليميا وتقديم المبررات لاستمرار القتال ضد الدعم السريع.
وأضاف: “الحكومة الليبية (طرابلس) مواقفها قريبة من الجيش السوداني وهي تتفق على أهمية الحفاظ على سيادة السودان وفي ذلك لا تتفق مع المبادرات التي تضع الجيش والدعم السريع في خانة واحدة مثل منبر جدة والإيقاد لذلك سارع البرهان إلى تلبية الدعوة التي وصلته من طرابلس”.
اصطفاف إقليمي
فيما يرى المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” شهاب الطيب في حديث لـ«التغيير» أن زيارة البرهان إلى طرابلس لا تنفصل عن انقسام المواقف الدولية في أزمة السودان بمعنى أن كل طرف عسكري في السودان يبحث عن طرف دولي وإقليمي متوافق مع مطالبه وموقفه من الحرب.
وأضاف: “زيارة البرهان مرحلة جديدة من الصراع في السودان وتعقبها زيارة أخرى لحميدتي إلى ليبيا وهي دولة لديها امتدادات في المجموعات السكانية في شمال أفريقيا وقد تلعب دوارا مهما في الأزمة خلال الفترة المقبلة”.
الوسومالبرهان المبادرة الليبية حرب السودان حميدتي ليبيا
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البرهان حرب السودان حميدتي ليبيا
إقرأ أيضاً:
اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم ودارفور
الخرطوم- شهد السودان اليوم الأربعاء مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، خاصة في مدن العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، وسط استخدام كبير للطيران المسير من قبل الطرفين.
وشهدت مدينة بحري شمال الخرطوم اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ فجر اليوم، وشن الجيش هجوما مكثفا ومتواصلا على قوات الدعم السريع بضاحية شمبات وسط بحري.
وقال مصدر عسكري ميداني للجزيرة إن الجيش تمكن من التوغل في مناطق ببحري مثل ضاحيتي شمبات والعزبة، وأشار المصدر إلى تراجع قوات الدعم السريع إلى ضاحيتي حلة حمد والشعبية.
ويسعى الجيش السوداني للتوغل الكامل بمدينة بحري المحاذية لقيادة الجيش في الخرطوم التي تحاصر من قبل قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب.
قصف بالمسيراتفي الأثناء، قال مصدر عسكري للجزيرة إن قوات الدعم السريع شنت هجوما بسرب من المسيرات الانتحارية على قاعدة الجيش بمنطقة المعاقيل بشندي شمالي البلاد.
وأوضح المصدر أن دفاعات الجيش الجوية تمكنت من صدّ جزء من المسيرات الانتحارية، كاشفا عن إصابة مسيرة انتحارية لأهداف بقاعدة المعاقيل العملياتية، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش.
وتبعد قاعدة المعاقيل 150 كيلومترا عن مدينة الخرطوم، ويتخذها الجيش معقلا لجنوده وتضم آلافا من المقاتلين الحربيين.
إعلان اعتداءات واشتباكاتوأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات الدعم السريع اقتحمت بلدة القطينة الغربية بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد، وقامت بالاعتداء بالضرب على المواطنين في بلدة القطينة الغريبة قبل أن يتدخل الجيش المرتكز في جبل العرشكول بالاشتباك مع الدعم السريع وإبعادهم من القطينة الغربية.
كذلك يشهد إقليم دارفور مواجهات مستمرة بين الجيش المسنود بالقوة المشتركة لحركات سلام جوبا وقوات الدعم السريع، حيث قالت القوة المشتركة -في بيان صحفي أمس- إنها سيطرت على بلدات في شمال دارفور منها دريشفه والصباح التي تبعد 100 كيلومتر عن مدينة مليط.
ويسعى الجيش والقوة المشتركة لفك الحصار عن مدينة الفاشر التي تعدّ مسرحا عملياتيا ساخنا بين الجيش والدعم السريع.
وشهدت الفاشر -آخر معاقل الجيش في دارفور- صباح اليوم قصفا مدفعيا من قوات الدعم السريع استهدف قيادة الجيش غرب سوق المدينة، بينما شن طيران الجيش غارات جوية على مواقع الدعم السريع في شمال المدينة وشرقها.