عرائس داعش في سوريا يطالبن بالعودة لأوطانهن: لسنا حيوانات
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
أعربت عشرات النساء اللواتي ينتمين لدول أجنبية عن رغبتهن اليائسة بالعودة إلى أوطانهن بعد أن مر نحو 5 أعوام على وجودهن في مخيمين شمالي سوريا، وفقا لتقرير نشرته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية. وجرى إنشاء مخيم الهول ومخيم الروج تحت إشراف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لاستيعاب عشرات آلاف النساء مع أطفالهن ممن كن تزوجن أو ارتبطن بمقاتلي داعش.
وتحدثت الشبكة إلى ما وصفته بـ "عرائس داعش"، وهن نساء بريطانيات وأستراليات وبلجيكيات وألمانيات وهولنديات ومن منطقة البحر الكاريبي، إذ أصررن جميعهن على أنهن وأطفالهن يعاقبون على خطايا شركائهم وآبائهم.
وادعت كثيرات أنهن تعرضن للاغتصاب أو للخداع للذهاب إلى سوريا، وفي بعض الحالات تم الاتجار بهن.
أثارت فصول حرمان البريطانية، شميمة بيغوم، من جنسيتها الكثير من التساؤلات، خاصة وأن الأخيرة كانت قد انضمت إلى التنظيم الإرهابي، وهي في سن الخامسة العاشرة، في العام 2015، مما جعل فريق الدفاع يقول إنه قد جرى "تجنيدها" من أجل الإتجار الجنسي بها.
ومن بين النساء الأجنبيات، مواطنات في دول غربية موجودون هن وأطفالهن غالبا في مخيم الروج، حيث ظلوا بدون كهرباء طوال الشهر الماضي وسط ظروف معيشية ومناخية قاسية للغاية، طبقا للشبكة.
وقالت أم أسترالية لثلاثة أطفال شريطة عدم الكشف عن هويتها؛ لأنها لا تزال تستكمل الإجراءات القانونية لإعادتها إلى وطنها: "نحن بشر، ولسنا حيوانات في نهاية المطاف".
وتابعت: "لن يتمكن الحيوان من تحمل هذه الظروف، كاد ابني أن يموت العام الماضي ... وحكومتي على علم بذلك".
وزادت: "ليس الأطفال فقط، بل معظم النساء هنا يعاقبن بسبب قرارات اتخذت نيابة عنهن… قرارات لم نتخذها بأنفسنا ... على الرغم من تواصلنا المستمر مع حكومتنا، لكنها ترفض الاعتراف بأن مواطنيها ما زالوا محاصرين هنا في المخيمات".
وشهدت العديد من الدول سفر مواطنيها إلى الشرق الأوسط تلبية لدعوة تنظيم داعش لإنشاء ما يسمى بـ "دولة الخلافة" في العام 2014.
واستمرت الجماعة الإرهابية في السيطرة على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، وفرضت أحكاما وقوانين قاسية ومتطرفة، وتنفيذ عمليات قتل فظيعة بحق مدنيين واختطاف واغتصاب نساء وفتيات صغيرات.
وذبح مسلحو داعش آلاف الرجال من الأيزيديين لأنهم اعتبروهم عبدة للشيطان، وقاموا باختطاف وسبي آلاف النساء الأيزيديات، ومعاملتهن بوحشية لسنوات.
خسرت شميمة بيغوم (24 عاما)، التي جردت من جنسيتها البريطانية لسفرها إلى سوريا والانضمام لتنظيم داعش حين كانت في سن 15 عاما، الطعن الذي تقدمت به أمام محكمة الاستئناف بشأن قرار سحب جنسيتها، وفقا لما ذكرته "سي أن أن"، الجمعة.
ولا تزال أكثر من 2000 امرأة أيزيدية في عداد المفقودين، حيث يُعتقد أنهن ما زلن في الأسر لدى خلايا داعش النائمة بعد 10 سنوات من المذابح بحق تلك الأقلية الدينية التي صنفتها الأمم المتحدة على أنها "إبادة جماعية"، وفقا للشبكة.
وفي قصة أخرى، قالت امرأة بريطانية من مدينة ليدز كيف أقنعها زوجها الذي ينتمي إلى مدينة برمنغهام بالذهاب إلى سوريا، لكنه لقي مصرعه هناك.
وأوضحت أن ابنها آدم البالغ من العمر 7 سنوات ولد في محافظة الرقة، والتي كانت المعقل الرئيسي لداعش في سوريا.
وقالت عن قرارها: "لقد كان خطأً فادحًا، لكنني أريد العودة إلى الوطن. لا توجد مدارس هنا للأطفال ولا أطباء.. وابني آدم بريء لا ذنب له".
وطلبت المرأة البريطانية أيضا عدم الكشف عن اسمها بناء على نصيحة المحامين، لكنها ناشدت رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، السماح لها بالعودة قائلة إنها مستعدة للمحاكمة ومواجهة أي عواقب قانونية.
وتوسلت قائلة: "دعونا نعود، عائلتي وأمي وأبي وإخوتي جميعهم يعيشون في إنكلترا وأريد أن أعود وأواجه المحاكمة هناك ... أنا هنا منذ 5 سنوات. أنا مرهقة للغاية ومريضة".
بعد الاعتراف بتعرض الأيزيديين لـ"ممارسات إبادة جماعية" على يد تنظيم داعش في سوريا والعراق، مازال أبناء تلك الأقلية يعانون من "الاضطهاد الديني والتهميش المجتمعي"، بينما يكشف ناشطون أيزيديون لموقع "الحرة"، عن مطالبهم لـ"العودة لموطنهم الذي تم تهجيرهم منه".
وكانت تلك المرأة قد أصيبت بالشلل من جانب واحد بعد أن أصيبت السيارة التي كانت تستقلها في بلدة الباغوز في سوريا والتي كانت المعقل الأخير لداعش في سوريا.
وقال خبراء الأمم المتحدة في تقرير العام الماضي "إن الاعتقال الجماعي للأطفال في شمال شرقي سوريا بسبب ما قد يفعله آباؤهم يعد انتهاكا صارخا لاتفاقية حقوق الطفل التي تحظر جميع أشكال التمييز ومعاقبة الطفل على أساس وضع والديه أو أنشطتهما أو آرائهما أو معتقداتهما".
وفي السياق ذاته، قالت كاساندرا بودارت، وهي مواطنة بلجيكية ذات شعر أشقر، إنها أدركت بعد وقت قصير من وصولها إلى سوريا أنها ارتكبت خطأ فادحا.
وأردفت: "منذ فترة طويلة، حاولت الهروب، ولكن زوجي منعي وهددني بالقتل إذا حاولت فعل ذلك".
وأما زكية كاجار، التي عاشت في ألمانيا لمدة 29 عاما، حيث كان لديها وظيفة وأنجبت هناك طفلين، فأوضحت أن زوجها خدعها وجعل تأتي إلى الرقة في سوريا.
وحاولت كاجار الهرب مرتين، قائلة: "لكنهم قبضوا علي وضربوني ... وبالتالي بقيت مع زوجي 4 أشهر قبل أن يموت وأنا حامل ... ماذا يمكنني أن أفعل؟".
وقالت إنها أُجبرت على الزواج من رجل آخر لا تعرفه أو تحبه، وأنجبت طفلين آخرين، مؤكدة أن ابنتها الصغرى البالغة من العمر 5 سنوات لم تعرف أي حياة خارج أسوار مخيم الروج.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: داعش فی سوریا إلى سوریا
إقرأ أيضاً:
مسؤول سوري يطمئن الهاربين في قاعدة حميميم ويطالبهم بالعودة إلى منازلهم (شاهد)
زار مدير مدينة جبلة السورية، أمجد سلطان، قاعدة "حميميم" الروسية للقاء الأهالي الذين لجأوا إليها هرباً من أعمال العنف التي شهدتها مناطق واسعة في الساحل السوري مؤخراً.
يذكر أنه 6 آذار/مارس الجاري، شهدت منطقة الساحل السوري توتراً أمنياً كبيراً على خلفية هجمات منسقة نفذتها فلول نظام الأسد، وهي الأعنف منذ سقوطه، حيث استهدفت دوريات وحواجز أمنية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وفد حكومي يزور قاعدة حميميم ويدعو الأهالي للعودة إلى مناطقهم مع تحسن الأوضاع الأمنية
قام وفد حكومي، يوم الأحد 16 مارس 2025، بزيارة قاعدة حميميم العسكرية بريف اللاذقية للقاء المواطنين السوريين الذين لجأوا إليها، مطمئنًا إياهم إلى استقرار الأوضاع الأمنية في مناطقهم. وضم الوفد مدير… pic.twitter.com/N4J1IS4RAR — وكالة قاسيون للأنباء (@QasiounAr) March 17, 2025
ورداً على ذلك، استنفرت قوى الأمن والجيش، وقامت بتنفيذ عمليات تمشيط ومطاردة لفلول النظام، تخللتها اشتباكات عنيفة. وقد نجحت هذه العمليات في استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل، فيما بدأت عمليات ملاحقة الفلول وضباط النظام البائد في المناطق الريفية والجبلية.
وطمأن المسؤول السوري الأهالي الهاربين بالقاعدة، مؤكداً لهم استتباب الأمن في قراهم التي فروا منها، مشيراً إلى أن أوضاعها أصبحت آمنة كتلك التي عاد إليها من سبقهم من الهاربين.
وتطرق سلطان إلى الخطوات التي تتخذها الحكومة لتعزيز الأمن في المنطقة وتأمين الاحتياجات الأساسية التي تضمن عودة المواطنين إلى منازلهم بشكل آمن ومستقر. وتجدر الإشارة إلى أن الأهالي المحتمين في قاعدة "حميميم" الروسية يطالبون موسكو بالتدخل في سوريا.
مشاهد من بدء عودة الأهالي التدريجية من مطار حميميم إلى قراهم وبلداتهم بريف اللاذقية، بعد فرض الأمن والاستقرار من قبل إدارة الأمن العام.#سانا pic.twitter.com/0q5FQdgtTs — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) March 16, 2025
تأهيل البنية التحتية
في سياق متصل، قامت ورشات عمل تابعة لدائرة صيانة مراكز التحويل الكهربائي في محافظة اللاذقية بإعادة تأهيل محولات كهربائية تعرضت للتخريب من قبل فلول النظام السابق، والتي استُهدفت بعيارات نارية.
وقد تم إجراء كافة الاختبارات اللازمة قبل إعادة تركيبها، وفقاً لما أفادت به وسائل إعلام حكومية سورية. كما تم استئناف العمل في قسم الغاز بمعمل "سادكوب" في مدينة بانياس بعد توقفها لأيام بسبب هجمات شنها فلول النظام السابق.
تعزيز الأمن وحصر السلاح
في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار، تسلمت إدارة الأمن العام السوري نحو 600 قطعة من الأسلحة الخفيفة من وجهاء بعض القرى في ريف القدموس بمحافظة طرطوس.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وجاءت هذه الخطوة كجزء من خطة أوسع تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز الأمن في المنطقة.
كما تمكنت إدارة الأمن العام في محافظة حماة، بعد تحريات ومتابعات مكثفة، من إلقاء القبض على أحد أفراد فلول النظام السابق المتورطين في الأحداث الأخيرة في منطقة وادي العيون. وأشارت الجهات الأمنية إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للقبض على بقية المتورطين.
وفي إطار مماثل، تسلمت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية كمية من الأسلحة في قرية غنيري بريف جبلة، وذلك بموجب اتفاق مسبق مع وجهاء المنطقة.
والخميس الماضي٬ أعلنت وزارة الخارجية الروسية٬ عن استقبال قاعدتها العسكرية في حميميم بسوريا لأكثر من 8 آلاف نازح فرّوا من الاشتباكات العنيفة في منطقة الساحل الغربي للبلاد.