يوسف العربي (أبوظبي)

 تساهم التكنولوجيات الحديثة، وفي مقدمتها «البلوك تشين» والذكاء الاصطناعي و«إنترنت الأشياء»، بالقدرة في تيسير ورفع كفاءة واستدامة التجارة المحلية والدولية، وتعزيز التنوع في الاقتصاد العالمي، بحسب وزراء مشاركين في فعاليات المؤتمر الوزاري الـ 13 لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي. 
 وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، إن سلاسل التوريد أصبحت أكثر تشابكاً في ظل الحاجة الماسة لتعزيز مرونتها، الأمر الذي زاد من أهمية توظيف التكنولوجيات الحديثة لتيسير التجارة.

 
 وتعمل التكنولوجيا على تحسين عملية التنبؤ بالطلب، والشفافية وإدارة المخزونات، كما يناط بهذه التقنيات تنظيم البيانات، وتحليلها لدعم اتخاذ القرار مع تقليص التكلفة واختصار الوقت اللازم لإنجاز المعاملات، والارتقاء بمستوى الجودة المقدمة للمتعاملين. 
 كما تسهم التكنولوجيات الحديثة أيضاً في تعزيز مرونة سلاسل التوريد، فضلاً عن دعم معايير الاستدامة، من خلال اختصار المعاملات الورقية على صعيد الإيصالات والفواتير والمستخلصات الجمركية.
وتلعب التكنولوجيا دوراً رئيساً في التنبؤ بسلوك العملاء من خلال تحليلات البيانات كما يتحول تبني التكنولوجيا إلى ضرورة ملحة في حالة الأزمات والأوبئة، حيث تضمن مواصلة الأعمال.

 الاقتصاد الدائرى 
 قال فيل تافيو وزير التجارة الخارجية والتنمية في دولة فنلندا، لـ «الاتحاد»: إن توظيف التكنولوجيا في مجال التجارة يسهم في تعزيز الاستدامة، من خلال تقليص استهلاك الطاقة بالقطاع.
وأكد تافيو أن التقنيات الحديثة، مثل «البلوك تشين» والذكاء الاصطناعي و«إنترنت الأشياء» تعد لاعبا مهماً لتحقيق الأهداف الأهداف الطموحة التي تتعلق بالوصول إلى الحياد المناخي.
 ونوه بأن قضايا مثل الاقتصاد الدائري تحظى بأولية كبيرة لدى فنلندا، ومن ثم يمكن توظيف التكنولوجيا لإنتاج سلع أطول عمراً وقابلة لإعادة التدوير، ومن ثم أكثر صداقة للبيئة. 
 وقال إن بلاده تعمل على تقوية العلاقة مع منظمة التجارة العالمية لتسريع وتيرة التجارة الإلكترونية، وزيادة حجمها، فضلاً عن إيجاد آليات لتسوية النزاعات التجارية. 

التجارة الإلكترونية

قال ديان زيدان وزير دولة في وزارة الاقتصاد والسياحة والرياضة، رئيس وفد جمهورية سلوفينيا إلى المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي: علينا الاعتراف بأننا نعيش في الوقت الراهن في الحقبة الرقمية، حيث كنا نعتمد في الماضي على القوانين التي تحكم سير السلع والخدمات، أما الآن فعلينا توظيف التكنولوجيات الحديثة مع تحقيق التوازن والمساواة.
وأضاف زيدان: نحن دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر بمثابة كتلة واحدة لذلك تجري المفاوضات بشكل موحد. وتعمل الـ 27 دولة في نسق واحد وتمتاز بالوضع ذاته، حيث تمثلها المفوضية الأوروبية. 
 ونوه بأن هناك أهداف رئيسة من خلال المشاركة في الاجتماع الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، ومنها دعم التقدم التكنولوجي وإصلاح آلية تسوية النزاعات، كما نعتقد أنه من الضروري الانتهاء من اتفاقية دعم مصايد الأسماك. كما يتعين علينا تمديد حظر الصيد، إن لم يكن بطريقة دائمة ينبغي على الأقل تمديده في الفترة الحالية. 

أخبار ذات صلة رحيل الممثل فادي إبراهيم ميسي يتقدم المرشحين لجائزة لوريوس

 تنمية الاقتصاد 

 
من ناحيته، قال ميغيل ماركيز جونكالفيس، وزير المواصلات والاتصالات في تيمور الشرقية، إن التقنية تكتسب أهمية قصوى لدعم تيسير التجارة، وجذب الاستثمارات إلى بلدنا المنضم حديثاً لعضوية منظمة التجارة العالمية. وأشار إلى أن التأقلم مع قوانين منظمة التجارة العالمية يكتسب أهمية بالغة لدولة تيمور الشرقية، ونبذل أقصى جهودنا للتأقلم مع نظام المنظمة، وهذا أمر مهم لتنمية الاقتصاد خاصة للدول النامية والأقل نمواً.
 وعلى الجانب التقني لتوظيف التقنيات الحديثة في مجال التجارة العالمية، قال الدكتور محمود موسى أستاذ علوم الحاسب بجامعة هيريوت وات - دبي لـ«الاتحاد»: «تلعب التكنولوجيا، وخاصة تقنية (بلوك تشين) وأدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة، دوراً مهماً في كثير من المجالات، كما أصبحت لا غنى عنها في تسهيل التجارة المحلية والدولية من خلال تعزيز الكفاءة والشفافية والأمن والثقة في المعاملات». 
وأضاف أن تقنية «البلوك تشين» سجلات شفافة وغير قابلة للتغيير بمجرد إنشائها، مما يساعد في تتبع حركة البضائع عبر سلاسل التوريد، ويتم تسجيل كل معاملة في دفتر «أستاذ» لامركزي، مما يوفر الرؤية الواضحة لجميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى أن الطبيعة اللامركزية لتقنيات «البلوك تشين» تجعلها آمنة للغاية ضد التلاعب والاحتيال. 
 وأوضح أن التقنية تعزز الثقة بين التجار، وتقلل من مخاطر السلع المقلدة والحد من الأنشطة الاحتيالية، كما يجب أن نذكر أهمية وفوائد العقود الذكية حيث تعمل على أتمتة وتنفيذ شروط الاتفاقيات بين الأطراف، مما يلغي الحاجة إلى الوسطاء، وبالتالي يقلل تكاليف المعاملات. 
 ويتم تنفيذ هذه العقود تلقائياً عند استيفاء الشروط المحددة مسبقاً، مما يؤدي إلى تبسيط العمليات، مثل المدفوعات والتخليص الجمركي، ومن خلال رقمنة المستندات التجارية وتخزينها من خلال تقنية «البلوك تشين»، يتم تقليل الحاجة إلى الوثائق الورقية، وبالتالي يوفر الوقت والموارد، ويقلل من البيروقراطية. 
ويعد «البلوك تشين» الأساس التكنولوجي للنظام المصرفي الرقمي الجديد والعملات الرقمية، مثل البيتكوين والايثريوم؛ وذلك لأنها تقنية آمنة للغاية تعتمد على تشفير البيانات كما أنها تتيح لمستخدميها التحقق من صحة جميع المعاملات التي تتم عليها.

الذكاء الاصطناعي 


بالنسبة إلى أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة، قال موسى فلها فوائد كثيرة في المجالات التجارية،حيث تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد الأنماط والاتجاهات، مما يساعد الشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التنبؤ بالطلب وإدارة المخزون واستراتيجيات التسعير، وتعمل الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحسين عمليات سلاسل التوريد من خلال التنبؤ بتقلبات السوق التي تؤثر على الطلب، وتحديد الاختناقات المحتملة، وتحسين الطرق اللوجستية، وبالتالي خفض التكاليف، وتعزيز كفاءة العمليات وأوقات التسليم.وأضاف موسى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تقوم بتقييم المخاطر المرتبطة بالتجارة والتخفيف منها، مثل مخاطر الائتمان وتقلبات السوق بالإضافة إلى العوامل الجيوسياسية، ومن خلال توفير تحذيرات مبكرة ورؤى قابلة للتنفيذ، يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على التغلب على حالات عدم اليقين، واتخاذ قرارات أفضل معدلة حسب المخاطر.
وقال إنه في مجالات خدمة العملاء وهو شق أساسي في العمليات التجارية في وقتنا هذا فيعد توافر روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين المدعومة بالذكاء الاصطناعي دعماً شخصياً للمتداولين، والرد على الاستفسارات بسرعة شديدة، وتوفير تحديثات في الوقت الفعلي عن الشحنات، وتسهيل التواصل الأكثر سلاسة بين المشترين والبائعين.

ريادة إماراتية 
 أكد الدكتور محمود موسى أستاذ علوم الحاسب بجامعة هيريوت وات - دبي، أن دولة الإمارات من أكثر الدول تقدماً في المنطقة فيما يتعلق باعتماد الخدمات الرقمية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات ولاسيما قطاع التجارة.
وأضاف أن الزخم الحكومي للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي لدولة الإمارات العربية المتحدة 2031، مع تركيزها على جذب المواهب لوظائف المستقبل، وتمويل مراكز البحث والابتكار، وتطوير البنية التحتية المناسبة لنظم البيانات إلى جانب توافر بيئة تشريعية متوازنة، أكد من جديد مكانة الإمارات كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة. 
ونوه بأن الإمارات تقدمت برؤاها المستقبلية وفكرها الاستباقي خطوات ثابتة في تعزيز استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة في شتى المجالات للاستفادة من إمكانياتها بشكل فعال والنهوض بالاقتصاد والتجارة 
وأشار تقرير صادر عن «برايس ووتر هاوس» أن إمكانات سوق بلوك تشين لعام 2024 تقدر بنحو 3.2 مليارات دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يوضح مدى السرعة التي يتم بها تبني تقنيات البلوك تشين في المنطقة. 

المصدر: صحيفة الاتحاد

إقرأ أيضاً:

"خلوة الذكاء الاصطناعي" ترسم خارطة لترسيخ ريادة الإمارات

ناقشت "خلوة الذكاء الاصطناعي"، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024،  مستقبل القطاع وتأثيراته المتنامية في تنمية مختلف القطاعات، وأبرز توجهاته العالمية خلال المرحلة القادمة

وشهدت الخلوة عقد 3 طاولات مستديرة غطت مواضيع تعزيز جودة تبنّي الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية على مستوى الدولة، والاستعداد لسوق العمل من خلال تحديد المهارات الأساسية لمواكبة الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الحديثة، واستكشاف فرص وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات عالية المخاطر.

وعمل المشاركون في أعمال الخلوة على رسم خارطة طريق واضحة بمبادرات ومشاريع تكاملية ضمن أجندة عام 2025، تستند إلى 3 محاور رئيسية تشمل محور البنية التحتية والبيانات، ومحور المواهب الرقمية، ومحور السياسات والتشريعات، وذلك بهدف تعزيز التبني الآمن للذكاء الاصطناعي على المستوى الحكومي وفي مختلف القطاعات، من خلال مواكبة التبني السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي بأطر تنظيمية متكاملة على مستوى دولة الإمارات.

وأكدت 59 بالمئة من الجهات في أحدث استطلاعات الرأي أنها تتبنى مستويات متوسطة إلى عالية في الذكاء الاصطناعي.

 وزادت أعداد المتخصصين والخبراء في الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات 4 مرات لتصل إلى 120,000 متخصص بين عامي 2021 و2023. مشددين  على أهمية تكثيف الجهود في هذا المجال لمضاعفة الإنجاز في بناء الكوادر الوطنية اللازمة للمحافظة على ريادة القطاع.

وهدفت مبادرات خارطة الطريق إلى تعزيز التوجه نحو الاعتماد على التقنيات الحديثة في تطوير الخدمات الحكومية وتحليل البيانات بنسبة 100 بالمئة، وزيادة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في قطاعات التعليم والصحة والنقل والطاقة والمؤسسات الصناعية وشركات القطاع الخاص بما يضاعف الإنجازات التنموية والنمو الاقتصادي، حيث ترجح التوقعات أن يرفد الذكاء الاصطناعي ناتج الدولة الإجمالي بنحو 352 مليار درهم عام 2030 بما يعادل زيادة بنسبة 26 بالمئة

وأكدت مخرجات الخلوة أهمية مواصلة تطوير البنية التشريعية، والبنية التحتية الأساسية للذكاء الاصطناعي، ودعم البيئة المحفزة على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يساهم في خلق فرص لاستقطاب وتأسيس شركات جديدة قادرة على تطوير منتجات وخدمات ريادية، واستقطاب وتدريب المواهب والكفاءات على الوظائف المستقبلية والاستثمار في قدرات البحث والتطوير في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • رابط بوت واتساب الذكاء الاصطناعي مجاني للتحدث مع الـ AI عبر مايكروسوفت كوبايلوت و Meta AI
  • رئيس الوزراء: الذكاء الاصطناعي أصبح يدخل في كل مناحي الحياة
  • مدبولي: الذكاء الاصطناعي هو الحاضر
  • رئيس جامعة القاهرة يفتتح المؤتمر الدولى لكلية الآداب حول الذكاء الاصطناعي
  • مستقبل الذكاء الاصطناعي واستدامة ريادة الأعمال محاور نقاش في جلسات ملتقى بيبان ٢٤
  • تعزيز الذكاء الاصطناعي.. تفاصيل لقاء رئيس الوزراء ووزير الاتصالات
  • شركات صينية متخصصة في الذكاء الاصطناعي تبحث فرص الاستثمار وتعزيز التعاون الثنائي في قطاع التكنولوجيا الصحية
  • 14.8 مليون وثيقة بـ«البلوك تشين»
  • المجلس الأعلى للحسابات يعلن بدء تنفيذ مشاريع في الذكاء الاصطناعي خلال سنة 2025
  • "خلوة الذكاء الاصطناعي" ترسم خارطة لترسيخ ريادة الإمارات