إعداد: يونا إلاوا إعلان اقرأ المزيد

لا تملك أي حظ بالفوز بالانتخابات التمهيدية لدى الحزب الجمهوري. لكن نيكي هايلي فضلت البقاء في السباق رغم فشلها الذريع في الانتخابات التي جرت في ولاية كارولينا الجنوبية في 24 فبراير/شباط.

وتعد هذه الهزيمة أكثر قساوة كون هايلي حكمت هذه الولاية بين 2011 و2017. ورغم هذا الانكسار السياسي المرير، إلا أن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة لم تفقد الأمل بعد، إذ أكدت السبت الماضي أنها "لن تترك ساحة المعركة".

لكن إلى متى وكيف ستواصل النضال؟

نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سابقا خلال عهدة ترامب ومرشحة لخوض غمار الانتخابات التمهيدية في صفوف الحزب الجمهوري أمام الرئيس الأمريكي السابق © ©رويترز برايان ساندرز

بعد ولايات ميشيغان وإيداهو وداكوتا الشمالية وميسوري، تتجه الأنظار إلى 5 مارس /آذار المقبل حيث ستجري انتخابات "الثلاثاء الكبير" "في صفوف الحزب الجمهوري وبمشاركة حوالي 20 ولاية بهدف اختيار مرشح الحزب الذي سينافس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة نهاية العام الجاري.

ويتوقع أن يكون هذا الموعد الانتخابي التمهيدي فرصة لدونالد ترامب لتعميق الفارق بينه وبين منافسته نيكي هايلي التي رفضت ترك المجال أمام الرئيس الأمريكي السابق أملا منها أن يمنعه القضاء في نهاية المطاف من الترشح.

اقرأ أيضاشبح العبودية.. يطارد المرشحة اليمينية للانتخابات الرئاسية الأمريكية نيكي هايلي

وتتفق غالبية المحللين بأنه من الصعب لنيكي هايلي قلب الطاولة على دونالد ترامب. لذا السؤال المطروح لماذا تصر على خوض غمار الانتخابات التمهيدية؟

السبب الأول هو أن نيكي هايلي لديها الإمكانات المالية التي تمكنها من البقاء في المسابقة في الانتخابات التمهيدية.

فلقد جمعت حوالي 11 مليون دولار في بداية السنة الحالية، إضافة إلى 12 مليون دولار أخرى تم جمعها من قبل اللجنة المشرفة على تنظيم الحملة الانتخابية لصالحها. (إجمالي الأموال التي تم جمعها تقدر بنحو 23  مليون دولار)، وهي مبالغ مالية أكبر بكثير من تلك التي جمعها دونالد ترامب. (نحو 16 مليون دولار. 8.8 مليون جمعها منذ بداية السنة الحالية و7.3 مليون جمعتها اللجنة المكلفة بتنظيم حملته الانتخابية).

خطة بديلة

عدة أسئلة لاتزال مطروحة، من بينها لماذا تستمر في السباق رغم إدراكها بعدم امتلاك حظوظ كبيرة بالفوز؟  وهل ستواصل جلب الأموال اللازمة  لمواصلة الحملة الانتخابية؟ وما هو موقف الأشخاص الذين يدعمونها ماليا؟

بعض الداعمين يرون بأن هايلي يمكن أن تكون الحل البديل في حال توفي دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي السابق يبلغ من العمر 77 عاما) أو حكم القضاء الأمريكي عليه بالسجن بسبب الكم الهائل من التهم التي يواجهها (91 تهمة).

اقرأ أيضاالنائبة الجمهورية نيكي هايلي تعلن ترشحها لخوض سباق الرئاسة الأمريكية 2024

أما الداعمون الآخرون، فيرون بأنه من الضروري مساندة نيكي هايلي كونها الأقدر لخلافة دونالد ترامب بعد 2028 وبالتالي من الضروري تهيئة الأرضية من الآن لتحقيق هذا المبتغى.

وشرحت نيكي هايلي سبب تعنتها في المشاركة في الانتخابات التمهيدية رغم إدراكها بعدم امتلاك أي حظ بالفوز، فقالت بأنها لا "تبحث عن منصب في إدارة ترامب المقبلة" مقارنة بمرشحين آخرين. والدليل على ذلك هي رفعها من سقف الانتقادات التي وجهتها للرئيس الأمريكي السابق.

هذا الأخير أصبح لا يتحملها ولا يفلت فرصة لكي ينتقدها بشدة في جميع مهرجاناته الانتخابية، فمثلا قال عنها بأنها تملك "دماغ عصفور". لكن نيكي هايلي ردت عدة مرات بأنها لا تخشى "عقاب دونالد ترامب و"لا أشعر بحاجة إلى تقبيل الخاتم لأن مستقبلي المهني ليس مصدر قلق بالنسبة لي".

"لسنا في روسيا"

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، شرحت نيكي هايلي بأن بقاءها في السباق هو مسألة "مبدأ" مضيفة بأننا "لسنا في روسيا، وبالتالي لا يمكن ترك شخص يأتي ويجمع 99 بالمائة من الأصوات في الولايات العشرين التي سيتم التصويت فيها" في "الثلاثاء الكبير".

وردا عن سؤال يتعلق بحظوظها "شبه المنعدمة" في الفوز، أجابت هايلي: "عوضًا عن طرح هذا السؤال، لماذا لا تطرحون سؤالا حول دونالد ترامبالذي قد يفوز بالانتخابات رغم أنه قضى سنة كاملة في المحاكم؟".

ووفق هذه المرشحة، فهناك إمكانية أن تصدر العدالة الأمريكية حكما ضد الرئيس الأمريكي السابق قبل "الثلاثاء الكبير" المصادف ليوم 5 مارس/آذار المقبل.

لكن هايلي نسيت في الحقيقة أن الدستور الأمريكي لا يمنع ترامب من تولي منصب الرئيس حتى في حال صدر حكم قضائي في حقه.

ترامب يفوز أمام نيكي هايلي في كارولينا الجنوبية 01:27 الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب خلال حفلة ليلة الانتخابات التمهيدية في كولومبيا، ولاية كارولينا الجنوبية في 24 فبراير/شباط 2024. © أسوشيتد برس.

على أية حال، لا تريد نيكي هايلي ترك المجال لترامب وحده. ففي الخطاب الذي ألقته في 20 فبراير/شباط، قالت بأنها " ستكافح " كونها تدرك بأنها "عادلة". وأضافت: "لا اعتقد أن دونالد ترامب سيفوز على جو بايدن"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تحتاج إلى "مرشح أفضل".

حرب عديمة الجدوى

ورغم عنادها بمنافسة ترامب في الانتخابات التمهيدية، إلا أن نيكي هايلي أكدت أنها ستسانده في نهاية المطاف في حال كان المرشح الذي سيمثل الحزب الجمهوري ضد الديمقراطي جو بايدن.

ويطرح موقف هايلي الانتخابي سؤالا أوسع ويتعلق بطبيعة الحزب الجمهوري. فالمرشحة الثائرة مستعدة للدخول في "الخط" عندما تنتهي الانتخابات التمهيدية لأنها لا تزال تعتقد أن لديها دورا تستطيع أن تلعبه في هذا الحزب. أكثر من ذلك، فهي ترى بأنها قادرة على قيادة حزبها إلى الفوز في 2028 كما يعتقد داعموها.

ووفق كيفين مادين، وهو محلل سياسي أمريكي تابع للحزب الجمهوري، فالحملة الانتخابية التي تقوم بها نيكي هايلي ساعدتها في البروز على المستوى المحلي والوطني وكسب تعاطف الأمريكيين فضلا عن تحسين صورتها وبناء شبكة واسعة من العلاقات، لا سيما مع الداعمين الذين قد يساعدونها ماليا في حال رشحت نفسها للبيت الأبيض في 2028.

لكن في الحقيقة، هذا الحسابات خاطئة نوعا ما كون لا يوجد لغاية الآن أي عنصر يدل بأنه في حال توفي دونالد ترامب أو انتهت ولايته الرئاسية، أن الناخبين سيتذكرون اسم نيكي هايلي وسيصوتون لصالحها. والدليل على ذلك أن العديد من الذين اتبعوا نفس الاستراتيجية فشلوا. فهل فعلا ستخطئ حسابات هايلي؟

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج الحزب الجمهوري نيكي هايلي جو بايدن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ترامب دونالد ترامب نيكي هايلي الحزب الجمهوري الانتخابات الرئاسية الأمريكية نيكي هايلي دونالد ترامب كارولينا الجنوبية للمزيد الحزب الجمهوري غزة الحرب بين حماس وإسرائيل فرنسا حصار غزة تونس الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الرئیس الأمریکی السابق الانتخابات التمهیدیة الحزب الجمهوری فی الانتخابات دونالد ترامب ملیون دولار نیکی هایلی فی حال

إقرأ أيضاً:

بعد تضارب التقارير الأمريكية.. هل تعرض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال ثانية؟

للمرة الثانية خلال أسابيع قليلة يتعرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى محاولة اغتيال فاشلة، ولكنها حصلت على انتباه وسائل الإعلام العالمية والمحلية، إلا أن التقارير الأمريكية تضاربت ما بين هل تعرض بالفعل لمحاولة اغتيال أم أن الأمر مجرد محاولة لاكتساب تعاطف الناخبين قبيل موعد الانتخابات الأمريكية المقرر لها أن تكون في نوفمبر المقبل؟

محاولة اغتيال ترامب الثانية

خلال الساعات الماضية، انتشرت أخبار تعرض ترامب لمحاولة اغتيال ثانية فاشلة، حيث حاول أحد الأشخاص المعارضين إطلاق النار خلال لعبه الجولف في ناديه الخاص في ولاية فلوريدا، فيما خرجت حملة ترامب لتؤكد أنه بخير وبصحة جيدة، وأن جهاز الخدمة السرية قام بنقله إلى مكان آمن، وفق ما نشرت الحملة على موقعها الرسمي.

وكشف ترامب جونيور نجل الرئيس السابق، أنه تم إطلاق النار من سلاح بندقية كلاشينكوف، في ويستب الم بيتش، حيث عثرت السلطات على بندقية روسية الصنع.

فيما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه استجاب للحادث، وتم نقل ترامب إلى مكان آمن وأنه يحقق فيما يشتبه أنها محاولة اغتيال لترامب، وأنه تم اعتقال مشتبه به.

تضارب التقارير الإعلامية 

تضارب التقارير الأمريكية حول حادث اغتيال ترامب الثاني، إذا ذكرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية نقلا عن مصدر أمني، أن ترامب لم يكن في خطر من الأساس.

وأضافت أن حادث إطلاق النار وقع في منطقة معروفة بارتفاع معدلات الجريمة.

بينما نشرت شبكة سي إن إن نقلا عن عدد من المصادر الأمنية تأكيدات حول أنه كانت هناك عملية اغتيال متعمدة ضد ترامب في ناديه للجولف.

وأضافت أن قوات انفاذ القانون أوقفت المشتبه وكان يحمل بندقية نصف آلية وحقيبة ظهر وكاميرا معدة للتصوير، وهو ما يعني أنه كان يوثق عملية الاغتيال.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الأمريكي يجري اتصالا مع «ترامب»
  • انتخابات الرئاسة الأميركية: بخلاف ترامب وهاريس.. ثلاثة مرشحين آخرين في السباق
  • لماذا لن تغير محاولة اغتيال ترامب الثانية مسار الانتخابات؟
  • العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية
  • الإمارات تدين محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
  • الإمارات‬⁩ تدين محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
  • تحقيقات دولية في محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
  • بعد تضارب التقارير الأمريكية.. هل تعرض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال ثانية؟
  • الشرطة الأمريكية تكشف تفاصيل إطلاق النار قرب ترامب
  • 3 سيناريوهات قد تعرقل الانتقال السياسي بعد الانتخابات الأمريكية