الإعمار تفصّل مشاريع فك الاختناقات: 2024 سيكون للإنجازات وسنبني 11 مدينة سكنيّة
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
قالت وزارة الاعمار والاسكان والبلديات، اليوم الاثنين (26 شباط 2024)، ان العام الحالي سيكون عامًا حقيقيًا للإنجازات على مختلف الأصعدة، فيما أشارت الى إطلاق 16 مشروعًا خاصّا بفكّ الاختناقات.
وقال المتحدث باسم الوزارة نبيل الصفار في حديث لـ"بغداد اليوم" ان العام الجاري سيكون للانجازات وخاصة التي ادرجت في البرنامج الحكومي، وهي عبارة عن مشروعين الأول هو المدن السكنية والثاني هو فك الاختناقات المرورية".
وبين، انه "في ملف الاختناقات تم اطلاق 16 مشروعًا لعام 2023 ضمن الحزمة الأولى و90% من المشاريع ستدخل الى الخدمة خلال هذه العام، حيث تم افتتاح مشروع واحد والبقية ستدخل تباعا، كما سيتم افتتاح مشروع قرطبة في الباب الشرقي الذي يسير بوتيرة عالية، اضافة الى مشروع الشالجية ومجسر الداخل الرابط بشارع فلسطين، لافتا الى ان جميع المشاريع عمرها اقل من سنة وهناك مشاريع انجزت قبل موعدها".
وأضاف الصفار، أن "هناك 5 مدن سكنية قُدمت كفرص استثمارية وتم احالتها الى المطورين والمستثمرين، ونجحت الوزارة في انجاز تعاقدات 4 منها وبقى مشروع مدينة الفلوجة".
وتابع "لدينا مدينة الجواهري والغزلاني في الموصل ومدينة ضفاف كربلاء ومدينة الجنائن في بابل اضافة الى مدينة علي الوردي وتم احالتها وتوقيع العقد مع شركة عالمية وستضم 120 الف وحدة سكنية ونحن بصدد انجاز الاجازة والارض ووضع الاساسات لها".
وختم المتحدث باسم وزارة الاعمار والإسكان بالقول، ان "هناك 6 مدن سكنية اخرى سيعلن عنها كفرص استثمارية اضافة الى 5 المعلن عنها سابقا، ولهذا سيكون عام 2024 عام الإنجازات الحقيقية".
ووقع وزير الإعمار والإسكان، بنكين ريكاني، عقد مشروع مدينة "علي الوردي" السكنية الجديدة، الذي يعد أكبر المشاريع السكنية في العراق، مع مدير شركة أورا (ORA) للتطوير العقاري نجيب ساويرس.
وذكر بيان أورده المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية، الأربعاء (31 كانون الثاني 2024)، أنه "جرى توقيع عقد مشروع مدينة (علي الوردي) السكنية الجديدة، من قبل وزير الإسكان والإعمار والبلديات، مع مدير شركة أورا (ORA) للتطوير العقاري، نجيب ساويرس، برعاية وحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني".
ويعد مشروع مدينة "علي الوردي"، أكبر مشاريع المدن الخمس السكنية الجديدة في مرحلتها الأولى، التي منحها البرنامج الحكومي أولوية التنفيذ، بحسب البيان.
وخلال حفل التوقيع، أشار السوداني، إلى أن "ستراتيجية حلول أزمة السكن التي تتبعها الحكومة، تتضمن تهيئة مدن مخدومة في البنى التحتية، وتتوافر على الآلاف من الوحدات السكنية المختلفة، بما يناسب فئات المواطنين المتنوعة"، وفق البيان.
كما تعمل الحكومة، على "تقليل الضغط السكاني عن مدينة بغداد"، بحسب السوداني، الذي أكد أن "هذا المشروع يجري تنفيذه لأول مرة بتاريخ العراق بهذا الحجم والسعة، وأنه يأتي التزاما لما ورد في البرنامج الحكومي من إيجاد حلول جذرية ومستدامة لأزمة السكن".
ويمتد مشروع المدينة الجديدة، التي حملت اسم عالم الاجتماع والمفكر العراقي الراحل الدكتور علي الوردي، على مساحة 61 مليون متر مربع إلى الجهة الجنوبية الشرقية من العاصمة بغداد، طبقا للبيان.
وسيوفر المشروع 120 ألف وحدة سكنية متنوعة، فضلا عن المنشآت الحضرية والمساحات الخضراء ووسائل المدن الذكية التكنولوجية؛ من أجل تطبيق معايير متقدمة في الاستدامة والحفاظ على البيئة.
يشار إلى أن شركة أورا التي يرأسها نجيب ساويرس، تعد من أبرز الشركات المعروفة في مجال التطوير العقاري على المستوى الإقليمي والدولي، كما يأتي التعاقد معها ضمن توجهات الحكومة لعقد شراكات ناجحة مع الشركات المتقدمة ورجال الأعمال المعروفين بجودة التنفيذ والخبرات، كما جاء في بيان رئاسة الوزراء.
وفي حزيران الماضي، أقرت للجنة العليا للاستثمار والإعمار، برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، 5 مجمعات سكنية حديثة تتوزع على 5 محافظات.
وشملت المشاريع الخمسة، مدينة "الجواهري" الجديدة في محافظة بغداد/ أبو غريب، ومدينة "ضفاف كربلاء" الجديدة في محافظة كربلاء، ومدينة "الفلوجة الجديدة" في محافظة الأنبار، ومدينة "الجنائن الجديدة" في محافظة بابل، ومدينة "الغزلاني" الجديدة في محافظة نينوى.
والأربعاء (27 كانون الأول 2023)، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وضع حجر الأساس لمدينة "الجواهري" الجديدة في قضاء أبو غريب، غرب العاصمة بغداد، في إطار مشاريع المدن الجديدة التي تم الإعلان عنها لمعالجة أزمة السكن.
وأكد السوداني أن "مدينة الجواهري تعد الأولى من نوعها بهذا الحجم، لاسيما وأن جزءا مهما منها سيعتمد على الطاقة البديلة". مشيرا إلى أن "مشكلة السكن مزمنة في الدولة العراقية وتتزايد بشكل كبير بسبب نسبة النمو".
وتبلغ المساحة الكلية لمشروع مدينة "الجواهري" الجديدة 7121 دونما، وتشتمل على 30 ألف وحدة سكنية متنوعة، و 10 آلاف قطعة أرض سكنية مخدومة، وجامعات ومراكز تجارية، ونحو 70 مدرسة، وستحظى بجميع المرافق الخدمية الأخرى ومراكز النشاط الحضري، في إطار تصميم مدينة ذكية تراعي معايير البيئة والحداثة وتقديم الخدمات بالنظم الإلكترونية.
يذكر أن العراق يعاني من أزمة سكن خانقة نظرا لتزايد عدد سكانه قياسا بعدد المجمعات السكنية، علاوة على عجز المواطن ذي الدخل المحدود عن بناء وحدة سكنية خاصة به بسبب غلاء الأراضي والمواد الإنشائية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: مشروع مدینة علی الوردی وحدة سکنیة الجدیدة فی فی محافظة مشروع ا
إقرأ أيضاً:
طريق الشعب .. المنارة التي لن تخفيها البنايات الشاهقة وناطحات السحاب الجديدة ..!
بقلم : فالح حسون الدراجي ..
ونحن نستعد ونتهيأ للمشاركة في الإحتفال بمهرجان جريدة طريق الشعب الذي يصادف يوم السبت ٩ تشرين الثاني، سألني أحد الزملاء بابتسامة أراد من خلالها التخفيف من وطأة السؤال قائلاً: أبا حسون، أراك تتذكر عيد تأسيس جريدة طريق الشعب أكثر من تذكرك لأعياد ميلاد أولادك، وتحتفل كذلك بمناسبات هذه الجريدة ومهرجاناتها أكثر من احتفالك بتأسيس جريدتك -الحقيقة- فضلاً عن الاهتمام غير الطبيعي والاستثنائي الذي تبديه تجاه أي دعوة تصلك من هذه الجريدة دون غيرها من الصحف العراقية الأخرى ؟!
نظرت في عينَي زميلي، وقلت له: في سؤالك شقان، شق يتعلق بجريدة طريق الشعب، وشق يتعلق بالصحف الأخرى .. لذلك سأجيبك عن (سؤالين) وليس عن سؤال واحد ..
بالنسبة لفرحي الاستثنائي بمهرجانات وأعياد جريدة طريق الشعب، فهو أمر شخصي بحت، ليس لأنها جريدة الحزب الشيوعي الذي أحببته منذ صباي، ومعزتها تأتي من معزته فحسب، إنما لأنها أيضاً مدرستي، التي شربت من نهرها العذب سلسبيل الحب والجمال والثقة، ودرست في صفوفها أبجدية الصحافة والوعي الفكري رغم قصر الفترة التي عملت فيها متطوعاً في مطلع سبعينيات القرن الماضي.. لقد دخلتها (أطرش بالزفة ) كما يقولون، وغادرتها وأنا (أسطه) قياساً إلى ما كنت عليه، لذلك صار لي بعدها (وجه) صحفي، وجرأة، وثقة، و(تجربة) تشجعني على طلب العمل في أبرز الصحف العراقية مثل صحيفة (الجمهورية) التي كانت واحدة من الصحف التي لايسمح لغير الصحفيين الموهوبين والمميزين بالعمل فيها، إذ وبفضل (دراستي ) في طريق الشعب، صرت مؤهلاً للعمل محرراً وكاتباً في (الجمهورية) ..!
هذا على الصعيد الشخصي، أما على الصعيد العام، فإن طريق الشعب لم تكن يوماً رقماً سهلاً في حساب الصحف، إنما كانت – حتى وهي في أقسى الظروف – الرقم الأهم والأصعب في جميع المعادلات السياسية والإعلامية الحكومية والشعبية على حد سواء.. فأجهزة الرقابة الإعلامية والأمنية في السلطات الدكتاتورية السابقة مثلاً -كانت تدخل في الانذار صباح كل يوم من أيام إصدار جريدة طريق الشعب (المزعجة)، لتتفحص كل خبر منشور فيها، وتحلل كل مقال وتحقيق، بل وكل قصيدة وخاطرة وصورة وعنوان، حتى أن (النائب) آنذاك ، صدام حسين كان يطالعها شخصياً، بدليل أنه طلب من قيادة الحزب الشيوعي العراقي إيقاف نشر مقالات الراحل الكبير شمران الياسري (أبو گاطع) في جريدة طريق الشعب، مهدداً (بتفليش) الجبهة الوطنية، وقطع العلاقة مع الحزب الشيوعي، إن لم يستجب لطلبه، ويتوقف هذا العمود الذي كان يزعجه ويعكر مزاجه يومياً. لقد كان الناس – من شدة إعجابهم بمقال أبي گاطع – يبدؤون بقراءة الجريدة من الصفحة الأخيرة قبل الصفحة الاولى، ليتعرفوا على ما كتبه (أبو گاطع) في عموده الصحفي قبل أن يطالعوا عناوين الصفحة الأولى وما فيها من أخبار مهمة..!
قاطعني زميلي بقوله: نعم، لكن هذا الأمر في الماضي، أي في العصر الذهبي لطريق الشعب، أيام كان يديرها ويحررها ويكتب فيها عمالقة الصحافة والثقافة العراقية، اما اليوم فالجريدة باتت بلا أسماء كبيرة، ولا أعمدة أو موضوعات فخمة، ولا قراء متعطشين، يقرؤون الجريدة من الصفحة الأخيرة، ( فأبو گاطع) رحل لأبدية خلوده ولم تستطع ادارة جريدة طريق الشعب سد فراغه حتى الان ..
أكمل زميلي كلامه قائلاً : أختم سؤالي واقول لك: بربك أين هي الان طريق الشعب؟!
قلت له: سأجيب على سؤالك بسؤال أيضاً، وأقول لك: أليست الأرض تدور، والأنهار تجري دون توقف، والحياة تتقدم، والخرائط تتغير كل حين، وملايين الناس يولدون، وغيرهم يموتون، فلماذا لا تتغير الصحف، وتتغير الوسائل الأخرى مثل بقية الأشياء، خاصة ونحن في عصر السرعة.. والجميع يتغير بحكم التطور التقني والفني والتاريخي ايضاً، وكتحصيل حاصل، فإن طريق الشعب مهما كان حجمها وقدراتها معرضة للتغيير كذلك.. ومثال على ذلك: الم تكن المانيا عظيمة في زمن هتلر، والإتحاد السوفيتي كان إحدى القوتين العظيمتين في العالم قبل ثلاثة عقود، فلماذا تراجع هذان البلدان العظيمان، ومثلهما تراجعت بريطانيا وفرنسا وغيرهما الكثير ؟
وقبل أن يجيبني، قلت له:
ولكن، رغم كل ذلك فإن المانيا لم تزل على قيد الحياة ولو بنصف قوتها.. وكذلك الاتحاد السوفيتي، فهو موجود في صورة روسيا، رغم أن روسيا التي هي جذر الاتحاد السوفيتي قد فقدت الكثير من قوتها وبريقها.. لكنها موجودة ومؤثرة.. والشيء نفسه يقال عن الصحف العالمية الكبرى، أمثال الواشنطن بوست، وول ستريت جورنال، ونيويورك تايمز، وغيرها، فهذه الصحف العظيمة التي كانت توزع بعشرات الملايين من النسخ يومياً لم يعد لديها أسواق وبورصات تتسع لنصف مليون نسخة، فهل نقول مثلاً إن هذه الصحف غير مؤثرة اليوم، ولا تصلح ان تكون قدوة لصحف أخرى، بل ولا يجدر الاحتفال بمهرجاناتها لأن مردودها قد تقلص؟!
ثم التفتُّ لزميلي قائلاً : أو تظن أن (طريق الشعب) تخلت عن دورها التنويري ونهجها الثقافي والإعلامي المنير، أو أنها لم تعد عميدة الصحف، ومدرسة أكاديمية جامعة للصحافة والصحفيين بمختلف أعمارهم وتجاربهم، لمجرد ان عدد قرائها قد تقلص، أو تظن مثلاً أني توقفت عن تناول دروسها بعد أن صرت رئيساً لتحرير جريدة الحقيقة؟!
لا أبداً، فأنا رغم عمري الذي تجاوز السبعين لم أزل طالباً يتعلم في مدرسة طريق الشعب.. أتعلم ما لم أتعلمه في مواقع ومناهج أخرى.. فالكبير يبقى كبيراً يا صاحبي، وعميدة الصحف لم تزل عميدة بماضيها وحاضرها رغم كل ما حصل ويحصل من أزمات تكسر الظهر .. وثق لو قلت إن أغنية ( ياطريق الشعب يا أم الجرايد) التي كتبتها قبل سنوات ولحنها الفنان يوسف نصار، وما كتبته من مقالات عن طريق الشعب هو أقل مما تستحقه من حقوق في عنقي.. وقبل أن تستغرب من استمرارية مهرجانات طريق الشعب، أحب أن أذكّرك بأن شوارع باريس تزدحم بالزوار، والسيارات، والدراجات، والملصقات الإعلانية التي تشير إلى بدء مهرجان اللومانيتيه العالمي، ذلك المهرجان السنوي الذي تقيمه صحيفة اللومانيتيه – صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي – منذ أكثر من تسعين عاماً بحيث تشاهد سنوياً، الحشود المليونية والخيم والمسارح، واللافتات والاعلام الشيوعية، وترى في يد كل زائر لباريس غصن زيتون، او حمامة سلام، من أجل السلام والمحبة بين شعوب العالم..علماً بأن لجريدة طريق الشعب خيمة سنوية كبيرة ومميزة وثابتة في مهرجان اللومانيتيه الفرنسية..
وعلى الرغم من أن مهرجان اللومانيتيه انطلق عام 1930, إلا أنه لم يتوقف قط، رغم الحروب وقسوة النضال السري للحزب الشيوعي الفرنسي
والأهم أن هذا المهرجان يتواصل دون أن يعترض (صحفي) مثلك على إقامته، كما لم يقل أحد مثلك أن جريدة اللومانيتيه قد تقلصت صفحاتها ونسخها وتراجع عدد قرائها.. ختاماً أقول:
المنارة العالية تبقى عالية ومضاءة وشاخصة رغم البنايات العالية الجديدة التي تحيط بها، واصطفاف ناطحة السحاب حولها.. وطريق الشعب منارتنا العالية إلى الأبد رغماً عن أنف ( التنكه لوجيا) ..!
فالح حسون الدراجي