علي جمعة: انتهاء ليلة النصف من شعبان لا يعني غلق باب الرحمة
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
انتهت ليلة النصف من شعبان أمس الأحد، وهى ليلة تتنزل فيها الرحمات والمغفرة على الشخص المسلم، وحث العلماء على استغلالها لما فيها من بركة ومغفرة من الله سبحانه وتعالى على عبده.
الدكتور علي جمعة بعد انتهاء ليلة النصف من شعبان: يا سعد من اغتنم هذه الليلة الجليلةقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، بعد انتهاء ليلة النصف من شعبان، إنها ليلة عظيمة ذات نفحات جليلة وفيوضات غزيرة، مرت سريعًا ولم نشعر بوقتها الثمين، قائلًا: يا سعد من اغتنمها.
ليلة النصف من شعبان
وأوضح «جمعة»، أن انتهاء ليلة النصف من شعبان لا تعني غلق باب الرحمة والمغفرة، حيث أن بابهما مفتوح للجميع حتى النهاية، مؤكدًا أن ثلث الليل الأخير تتنزل فيها رحمات الله تعالى يومياً، لما ورد في صحيح البخاري ، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له».
فضل ليلة النصف من شعبان
وعن فضل ليلة النصف من شعبان قال علي جمعة: لما أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن ضلالة المتاهات إلى نور الحقيقة، بيَّن لنا ﷺ أن بعض الأماكن أفضل من بعض، بيَّن لنا أن مساجد الله في الأرض إنما هي بيوته، وأن هذه المساجد يذكر فيها اسم الله وحده جل شأنه، وأنها مكان لتلقي العلم، وأنها مكان للتكافل الاجتماعي بين المسلمين، وأنها مكان للخلوة مع الله سبحانه وتعالى ومناجاته، وأنها مكان للصلاة نسجد فيها لربنا سبحانه وتعالى، ففضلت على سائر الأماكن.
ليلة النصف من شعبان
وتابع علي جمعة: فضل سبحانه وتعالى بعض الأزمان على بعض، ومن هذه الليالي الفضلى ليلة النصف من شعبان، حينما تقرر فيها الاستجابة لمناجاة رسول الله ﷺ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}، واستجاب الله له فوجهه إلى محل نظر الله، إلى الكعبة المشرفة، إلى المقصودة، إلى البيت الذي أرشد الله إليه الملائكة، وأرشد إليه آدم، وأرشد إليه إبراهيم، حتى يختم أنبيائه بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، في هذه الليلة، فرق الله فيها بين عصر وعصر، وبين مرحلة ومرحلة، فدخل المسلمون مرحلة جديدة في حياتهم، فتراهم بعد ما هداهم رسول الله ﷺ بإذن ربه إلى صراط مستقيم يقدرون هذه الليلة؛ ولذلك قال علي بن طالب رضي الله تعالى عنه فيما يرويه عن سيدنا رسول الله ﷺ: «إن الله سبحانه وتعالى لينزل في هذه الليلة فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من مسترزق فأرزقه؟ هل من طالب فأعطيه؟».؛ وهكذا رواية ابن ماجه كلها بالرفع، هناك رواية: «فأغفَر له، فأرزقَه، فأعطيه»، والفرق بينهما أن الفاء في حالة الرفع للعطف، وفي حالة النصب للسببية، ومعنى هذا أن الله سبحانه وتعالى سيرزقك، ويغفر لك، ويعطيك، وليس هذا بسبب حولك وقوتك وسؤالك؛ وإنما هو من فضله وحده، سبحانه وتعالى، فلا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز العرش، كما في البخاري عن سيدنا رسول الله ﷺ .، موضحا أن ليلة النصف من شعبان من النفحات الربانية.
ليلة النصف من شعبان
وأضاف علي جمعة: روت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: فقدت رسول الله ﷺ ذات ليلة فخرجت، فإذا هو بالبقيع، رافعا رأسه إلى السماء، فقال لي: «أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟»، قالت: قلت يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: «إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب». (مسند أحمد). وكلب قبيلة مشهورة بكثرة الغنم ،وهى كناية من سيدنا رسول الله على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، وتعظيم الله تعالى لهذه الليلة يكون باطلاعه تعالى على خلقه; لينزل عليهم فيها رحمته ومغفرته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: علي جمعة ليلة النصف من شعبان النصف من شعبان فضل ليلة النصف من شعبان الله سبحانه وتعالى رسول الله ﷺ هذه اللیلة علی جمعة
إقرأ أيضاً:
طـ.ـفل يسأل: ليه ربنا مش عنده زوجة؟ .. د. علي جمعة يرد بلطف
وجه أحد الأطفال سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، يقول فيه (ليه ربنا اختار انه يعيش لوحده ومش عنده زوجة؟
وقال علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا": لأنه ليس كمثله شئ، فالله موجود لا مثيل له وليس كمثله شئ والله فريد واحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
وأضاف أنه لو تخيلنا أن الله جعل لنفسه زوجة، فهذه الزوجة معناها أنها تكون على مستواه، إذن فهناك زمن، لكنه لما خلق الخلق فالخلق ليس على مستواه فهذا الاحتمال غير وارد لأن الله واحد أحد لا مثيل له ولا شبيه له ولن تجد أحد يكافئه أو يماثله ولم تكن له صاحبة ولا ولد.
وتابع: لو كانت هناك ألهة إلا الله لفسدت الأرض والسماء، منوها أن الله هو الذي يتحكم فينا وليس نحن من نتحكم في الله، فنحن الذي في حاجة واحتياج دائما إلى الله عزوجل، فلا يمكن أن يكون لله ولد ولا عائلة ولا زوجة لأنه ليس كمثله شئ ولن يتكرر ولا وجود للزمن ولا للمكان حوله.