كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

أكدت لجنة القدس بمجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ الأزهر الشَّريف عبرَ تاريخه القديم والحديث كان ولا يزال يُؤكِّدُ رفضَه كلَّ مظاهر الاضطهاد الديني لـ (المسلمين، واليهود، والمسيحيين...)، وإدانة كل حملات (الإبادة والاضطهاد)، التي يتعرض لها بنو الإنسان من أي بقعة في الأرض باعتبار إنسانيتهم لا بالنظر إلى عقيدتهم.

وأضافت اللجنة في بيان لها، الثلاثاء، أن الأزهر الشَّريف إذ يَنظُر لما تقوم به أوروبا وأمريكا من تعويض اليهود جرَّاء تاريخ الاضطهاد فيها؛ فإنَّه يُؤكِّدُ رفضه القاطع أن يكون هذا التعويض على حساب خلق مُعاناة جديدة لشعوب أخرى مسالمة، تَسكُن هنالك بعيدًا، في الشرق الأوسط في فلسطين، ولا تلتقي مع الدول التي أذلَّت اليهود وأحرقتهم، لا جنسًا ولا عِرقًا ولا دينًا ولا تاريخًا ولا جغرافية، وأن الأزهر الشريف يُؤمنُ أعمق الإيمان بالحِكْمَة التي تقول: (إنَّ الاستشهاد بعذاب اليهود الماضي في أوربا؛ لتبرير عذاب المسلمين الحاضر في فلسطين نفاقٌ مَفضوح!)

وأكد الأزهر الشَّريف رفضه استغلال الصَّهاينة لفزَّاعة (مُعاداة السَّامية) في مُلاحقة كل صوت حر يفضح انتهاكاتهم لحقوق الإنسان والقانون الدولي! ويتطلَّع الأزهر إلى مُراجَعة تمييز اليهود وحدهم دون سواهم بهذه الحماية، فالمحرقة النازية كما ضمت اليهود، ضمت معهم (السلاف-والغجر-والمثليين-والمعاقين-والشيوعيِّين)، وإنَّ اتِّهام الأزهر الشريف بمعاداة السامية اتهام زائف، فالأزهر وكل العاملين والعالم العربي كله من أبناء الجنس السَّامي! والدِّين الإسلامي الذي تتم مدارسة علومه في أروقة الأزهر الشريف يؤكد وجوب تعظيم أنبياء بني إسرائيل: (إسحاق ويعقوب وموسى وداوود وسليمان وغيرهم) عليهم الصلاة والسلام! كما يُؤكِّدُ الأزهر الشَّريف احترام حق اليهود في الاعتقاد والعبادة في شتَّى بلدان العالم! وقد نعم اليهود في كنف الحضارة الإسلامية بالأخوَّة وبالأمن وبالسلام الذي لم ينعموا به في أوروبا، ولم يعرفوه في ربوعها يشهد على ذلك كبار المفكرين والفلاسفة عبر التاريخ (موسى بن ميمون-ومونتسكيو-وبرتراند راسل).

وأوضح البيان أنَّ الأزهر الشَّريف يُفرِّقُ في خطاباتِه بين (اليهوديَّة) كدينٍ سماويٍّ! وبين (الصُّهيونيَّة) كحركةٍ استعماريَّةٍ! وهو تفريقٌ يستجيب فيه الأزهر الشَّريف لالتماس الحاخام اليهودي (مير هيرش) زعيم طائفة (ناطورى كارتا)، في (مؤتمر الأزهر لنُصرة القُدس)، والذي قال فيه: (نلتمس من العالم الإسلامي ألا يلقبوا الصهاينة بالإسرائيليين أو اليهود).

وتابعت:" ها هو شيخ الأزهر الحالي يحمل شهادة الدكتوراة التي كان موضوعها «الفيلسوف اليهودي: هبة الله بن ملكا، أوحد الزمان البغدادي» والذي أسلم في أخريات أيامه.. وقد تعامَل أ.د/ أحمد الطيب مع كتاب: ابن ملكا الوحيد: المعتبر في الحكمة، والذي ألَّفه قبل تحوله للإسلام، تعامَل معه في موضوعية كاملة، وباحترامٍ شديدٍ، وتبنَّى كثيرًا من آرائه ودافَع عنها وعن أصالتها رُغم أنَّ فلسفته تقومُ أساسًا على هدم فلسفة ابن سينا شيخ فلاسفة الإسلام".

وأوضحت اللجنة، أنَّ الأزهر الشَّريف يُؤكِّدُ أنَّ (الصُّهيونيَّة) لا تتورَّع في توظيف فزَّاعة (مُعاداة السَّامية)؛ ولا في عقد العديد من التحالفات مع النازيِّين (أعدى أعداء السامية) كما حدث في اتفاقية الهافرا أو النقل (Haavara-Abkommen)، وكذلك قضية الصَّحفي الصُّهيوني المجري الشَّهير (رودولف كاستنر)، الذي تعاون مع النَّازيِّين الألمان في إقناع اليهود أن النازي أعد لهم ثكنات جديدة أكثر أمنًا وسلامًا! كما أنَّه من غير المنطقي التوحيد بين (الصُّهيونيَّة) و (السَّامية)، في المفهوم والمعنى، فقد حدَّثنا التاريخ السياسي عن كثيرٍ من السَّاسة الصهاينة، الذين هم في نفس الوقت مُتَّهمون بـ: (معاداة السامية).

وقالت اللجنة إنَّ إدانة العدوان الصهيوني لا يمكن أن تُوصَف بمعاداة السامية والعدوان عليها؛ وكيف؟! وقد أدان هذا الكِيانَ كثيرٌ من المفكِّرينَ اليهود مثل: (ناعوم تشومسكي، وجورج ستاينر)، كما أدانته بعض الطوائف اليهودية كحركة (ناطوري كارتا)! بل أدانه العديد من الملاحدة الكبار الذين لا يؤمنون بإله ولا دين، مثل (كريستوفر هيتشنز)!

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: رأس الحكمة مسلسلات رمضان 2024 ليالي سعودية مصرية سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى رمضان 2024 الحرب في السودان مجمع البحوث الإسلامي ة معاداة السامية لجنة القدس طوفان الأقصى المزيد الأزهر الش

إقرأ أيضاً:

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تسلم معينات حركية لمجلس الأشخاص ذوى الاعاقة بالشمالية

شهد ممثل والي الولاية الشمالية مدير عام وزارة الصحة دكتور ساتي حسن ساتي ومفوض مفوضية العون الإنساني بالولاية دكتور عبد الرحمن علي خيري والامين العام لمجلس الاشخاص ذوي الاعاقة الاستاذ الفاتح محمد محمود ومدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بالولاية رافندر فليو سامى وعدد من اعضاء المكتب، شهدوا اليوم بمركز وعي للتنمية الفكرية بدنقلا برنامج تسليم معينات حركية للاشخاص ذوي الاعاقة مقدمة من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني بالولاية.وأكد ممثل والى الشمالية مدير عام وزارة الصحة فى تصريح (لسونا) أن المعينات الحركية التى سلمتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لمجلس الاشخاص ذوي الاعاقة بالولاية تعتبر من المعينات والأجهزة المهمة التى تساعد في حركة المعاقين .وأشار إلى أن الحرب أفرزت واقعا وتحديا كبيرا للاشخاص ذوى الاعاقة مما يستوجب من الدولة والمنظمات العالمية والوطنية وكافة المؤسسات والجهات تقديم الدعم اللازم والوقوف مع قضايا الاشخاص ذوي الاعاقة.وأشاد بجهود ودعم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين للاشخاص ذوي الاعاقة.من جانبه إمتدح مفوض مفوضية العون الانساني بالشمالية جهود وأدوار مجلس الاشخاص ذوي الاعاقة بالولاية وإهتمامه بقضايا الاشخاص ذوي الاعاقة وأكد أن المعينات الحركية التى وصلت للولاية تمثل إحدى مخرجات وثمرات المؤتمر العلمي لمناصرة قضايا الاعاقة الذي إستضافته الولاية مؤخرا .وحيا تدخلات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالولاية ومساهمتها مع مفوضية العون الإنساني فى وضع الرؤية الشاملة لادارة الازمة وتخفيف تداعيات الحرب على الشرائح المختلفة.الى ذلك جدد مدير مكتب الامم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بالشمالية مواصلة جهود المفوضية ودعمها للاشخاص ذوي الاعاقة وتقديم يد العون والمساعدة لهم مشيدا بروح التعاون والتنسيق المشترك القائم بين مفوضية العون الإنساني ومجلس الاشخاص ذوي الاعاقة.بدوره أوضح الامين العام لمجلس الأشخاص ذوى الاعاقة بالشمالية أن المعينات الحركية التى تسلمها المجلس تتمثل في 100 كرسيا و200 عصا مرفقية سيتم توزيعها على الاشخاص ذوي الاعاقة بمحليتي البرقيق والقولد لعدد 300 مستفيدا.وأكد أن المجلس حريص على إستمرار التواصل والعمل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين خدمة للاشخاص ذوي الاعاقة وتلبية لاحتياجاتهم .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تسلم معينات حركية لمجلس الأشخاص ذوى الاعاقة بالشمالية
  • رجل يصلي مع زوجته في المنزل.. هل يتحقق لهما ثواب الجماعة؟البحوث الإسلامية يوضح
  • أستاذ تاريخ: اليهود لا يعترفون بعيسى ويعتبرونه ابنًا غير شرعي .. فيديو
  • أمين البحوث الإسلامية : القضاء العادل والفكر الوسطي جناحان لاستقرار المجتمع وأمنه
  • البحوث الإسلامية: القضاء العادل والفكر الوسطي أساس استقرار المجتمع
  • أمين البحوث الإسلامية : التعاون يؤكد ريادة مصر في مجال علوم الفضاء
  • البحوث الإسلامية: العلم والإيمان يتشاركان في حل المعضلات العقائدية والشرعية
  • أمير الشرقية يدشن حملة “جسر الأمل” التي أطلقتها لجنة “تراحم”
  • مجمع البحوث الإسلامية: مشهد مائدة المطرية صورة حية للوحدة والتسامح في مصر
  • اتهام فتاة وآخرين باحتجاز شاب والاعتداء عليه في الشيخ زايد