قالت لجنة القدس بمجمع البحوث الإسلاميَّة، إنَّ الأزهر الشَّريف عبرَ تاريخه القديم والحديث كان -ولا يزال- يُؤكِّدُ رفضَه كلَّ مظاهر الاضطهاد الديني لـ (المسلمين، واليهود، والمسيحيين...)، وإدانة كل حملات (الإبادة والاضطهاد)، التي يتعرض لها بنو الإنسان من أي بقعة في الأرض باعتبار إنسانيتهم لا بالنظر إلى عقيدتهم.

وأضافت اللجنة في بيان لها أن الأزهر الشَّريف إذ يَنظُر لما تقوم به أوروبا  وأمريكا من تعويض اليهود جرَّاء تاريخ الاضطهاد فيها؛ فإنَّه يُؤكِّدُ رفضه القاطع أن يكون هذا التعويض على حساب خلق مُعاناة جديدة لشعوب أخرى مسالمة، تَسكُن هنالك بعيدًا، في الشرق الأوسط في فلسطين. ولا تلتقي مع الدول التي أذلَّت اليهود وأحرقتهم، لا جنسًا ولا عِرقًا ولا دينًا ولا تاريخًا ولا جغرافية، وأن الأزهر الشريف يُؤمنُ أعمق الإيمان بالحِكْمَة التي تقول: (إنَّ الاستشهاد بعذاب اليهود الماضي في أوربا؛ لتبرير عذاب المسلمين الحاضر في فلسطين نفاقٌ مَفضوح!). 

كما يؤكِّدُ الأزهر الشَّريف رفضه استغلال الصَّهاينة لفزَّاعة (مُعاداة السَّامية) في مُلاحقة كل صوت حر يفضح انتهاكاتهم لحقوق الإنسان والقانون الدولي! ويتطلَّع الأزهر إلى مُراجَعة تمييز اليهود وحدهم دون سواهم بهذه الحماية، فالمحرقة النازية كما ضمت اليهود، ضمت معهم (السلاف-والغجر-والمثليين-والمعاقين-والشيوعيِّين)، وإنَّ اتِّهام الأزهر الشريف بمعاداة السامية اتهام زائف، فالأزهر وكل العاملين والعالم العربي كله من أبناء الجنس السَّامي! والدِّين الإسلامي الذي تتم مدارسة علومه في أروقة الأزهر الشريف يؤكد وجوب تعظيم أنبياء بني إسرائيل: (إسحاق ويعقوب وموسى وداوود وسليمان وغيرهم) عليهم الصلاة والسلام! كما يُؤكِّدُ الأزهر الشَّريف احترام حق اليهود في الاعتقاد والعبادة في شتَّى بلدان العالم! وقد نعم اليهود في كنف الحضارة الإسلامية بالأخوَّة وبالأمن وبالسلام الذي لم ينعموا به في أوروبا، ولم يعرفوه في ربوعها يشهد على ذلك كبار المفكرين والفلاسفة عبر التاريخ (موسى بن ميمون-ومونتسكيو-وبرتراند راسل).

وأوضح البيان أنَّ الأزهر الشَّريف يُفرِّقُ في خطاباتِه بين (اليهوديَّة) كدينٍ سماويٍّ! وبين (الصُّهيونيَّة) كحركةٍ استعماريَّةٍ! وهو تفريقٌ يستجيب فيه الأزهر الشَّريف لالتماس الحاخام اليهودي (مير هيرش) زعيم طائفة (ناطورى كارتا)، في (مؤتمر الأزهر لنُصرة القُدس)، والذي قال فيه: (نلتمس من العالم الإسلامي ألا يلقبوا الصهاينة بالإسرائيليين أو اليهود). وها هو شيخ الأزهر الحالي يحمل شهادة الدكتوراة التي كان موضوعها «الفيلسوف اليهودي: هبة الله بن ملكا، أوحد الزمان البغدادي» والذي أسلم في أخريات أيامه.. وقد تعامَل أ.د/ أحمد الطيب مع كتاب: ابن ملكا الوحيد: المعتبر في الحكمة، والذي ألَّفه قبل تحوله للإسلام، تعامَل معه في موضوعية كاملة، وباحترامٍ شديدٍ، وتبنَّى كثيرًا من آرائه ودافَع عنها وعن أصالتها رُغم أنَّ فلسفته تقومُ أساسًا على هدم فلسفة ابن سينا شيخ فلاسفة الإسلام.

وتابعت اللجنة: إنَّ الأزهر الشَّريف يُؤكِّدُ أنَّ (الصُّهيونيَّة) لا تتورَّع في توظيف فزَّاعة (مُعاداة السَّامية)؛ ولا في عقد العديد من التحالفات مع النازيِّين (أعدى أعداء السامية) كما حدث في اتفاقية الهافرا أو النقل (Haavara-Abkommen)، وكذلك قضية الصَّحفي الصُّهيوني المجري الشَّهير (رودولف كاستنر)، الذي تعاون مع النَّازيِّين الألمان في إقناع اليهود أن النازي أعد لهم ثكنات جديدة أكثر أمنًا وسلامًا! كما أنَّه من غير المنطقي التوحيد بين (الصُّهيونيَّة) و (السَّامية)، في المفهوم والمعنى، فقد حدَّثنا التاريخ السياسي عن كثيرٍ من السَّاسة الصهاينة، الذين هم في نفس الوقت مُتَّهمون بـ: (معاداة السامية).

وقالت اللجنة إنَّ إدانة العدوان الصهيوني لا يمكن أن تُوصَف بمعاداة السامية والعدوان عليها؛ وكيف؟! وقد أدان هذا الكِيانَ كثيرٌ من المفكِّرينَ اليهود مثل: (ناعوم تشومسكي، وجورج ستاينر)، كما أدانته بعض الطوائف اليهودية كحركة (ناطوري كارتا)! بل أدانه العديد من الملاحدة الكبار الذين لا يؤمنون بإله ولا دين، مثل (كريستوفر هيتشنز)!

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الش

إقرأ أيضاً:

البحوث الزراعية تتفقد قطاع الإنتاج ومحطة بحوث سخا بكفر الشيخ

قام وفد برئاسة الدكتور ماهر المغربي وكيل مركز البحوث الزراعية الإنتاج والدكتور فتح الله حسن رئيس قطاع الإنتاج بزيارة تفقدية لمحطة بحوث سخا بكفر الشيخ لمتابعة عمليات التطوير بالمحطة، ويأتي هذا في إطار توجيهات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق ومتابعة الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية بتعزيز الاهتمام بتطوير المحطات البحثية لمواكبة التطور في البحث العلمي الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي المصري.

وكيل البحوث الزراعية للإنتاج يتفقد قطاع الإنتاج

وقام الوفد بزيارة عدد من مزارع قطاع الإنتاج بسخا بمحافظة كفر الشيخ وكذلك بعض مزارع معهد بحوث الإنتاج الحيواني.

حيث تفقد المغربي والوفد المرافق له محطة بحوث الإنتاج الحيواني بالقرضا وكذلك المحلب الآلي وإمكانية تطويره وتحديثه وكذلك موقع النطاف القديم بمحطة الإنتاج الحيواني بمحلة موسي بحضور الدكتور محمد عبد الفتاح أبو اليزيد مدير محطة بحوث سخا و الدكتور أحمد إبراهيم يوسف مدير محطه بحوث الإنتاج الحيواني بالقرضا والدكتور محمد الدكتور رضا عبد الباري والدكتور حسن جلال والباحثين والفنيين بالمحطة.

وكيل البحوث الزراعية للإنتاج يتفقد قطاع الإنتاج

كما قام الوفد بالمرور على بعض برامج البحثية للمحاصيل الحبوب مثل القمح في بحضور الدكتور محمد عبد الكريم وكيل المحطة ومسؤول إكثارات القمح والدكتور السيد عبد الحميد رئيس الفريق البحثي حيث تم متابعة حقول المشاهدات وخاصة الأصناف التي تم اعتمادها حديثا بقرارات وزارية ومتابعة حقول الإكثار الخاصة بها تمهيدا لطرحها قريبا في المنافذ الرسمية للمزارعين والتي سيكون لها مردود كبير على زيادة إنتاجية القمح.

اقرأ أيضاًالزراعة تبحث التعاون مع السنغال في مجال الميكنة الزراعية والأسمدة

وزير الزراعة ومحافظ الوادي الجديد يبحثان مع وفد صيني تعزيز الاستثمار الزراعي

الزراعة: معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة يواصل دعم التنمية الزراعية بمصر

مقالات مشابهة

  • وزراء وبرلمانيون إسرائيليون يطالبون الكونغرس الأميركي بإعلان حق اليهود الديني بالأقصى
  • هيئة كبار العلماء: التوكل على الله أساس نهضة الأمة الإسلامية
  • أستاذة مقارنة الأديان بجامعة الزقازيق لـ "البوابة نيوز": الحضارة الإسلامية قدمت نموذجًا مبكرًا لاحترام التعددية الثقافية.. ورمضان فرصة للتقارب والتسامح
  • في 15 نقطة .. تعرف على أهم أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية
  • حكماء المسلمين: "مسابقة مسجد الإمام أحمد الطيب" تعكس الرسالة السامية لبيت العائلة الإبراهيمية
  • متحف الحضارة يستقبل وزراء ومسئولين من المشاركين في القمة العربية
  • وزير الإعلام اللبناني: تشكيل لجنة لمتابعة النقاط التي عرضها صندوق النقد الدولي
  • البحوث الإسلامية: أسبوع الدعوة يستهدف تحصين عقول الشباب وتعزيز الفكر الوسطي
  • اللجنة العليا للأمن الداخلي تستعرض مؤشرات الأداء وتعزيز الجاهزية
  • البحوث الزراعية تتفقد قطاع الإنتاج ومحطة بحوث سخا بكفر الشيخ