اليوم.. النهضة والنصر في ذهاب نصف نهائي "الكأس الغالية"
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
الرؤية- أحمد السلماني
يواجه النهضة اختبارا صعبا وحقيقيا عندما يستقبل بمدينة البريمي نادي النصر المتخصص في موقعة ذهاب نصف نهائي كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم.
وستنطلق المباراة في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت مسقط، وستنقل مباشرة على القناة الرياضية بتعليق المتألق أحمد الكعبي، لتكون مباراة الإياب يوم 11 من مارس بمدينة صلالة.
وتكمن مهمة النهضة الصعبة في تمّرس النصر في الكأس الغالية بعدما نجح في التتويج في خمس مناسبات سابقة وتحديدا مواسم 1995 و2000 و2002 و2005 / 2006 و2017 / 2018 م.
ويعول النهضة بقيادة المدرب الوطني حمد العزاني على نجومه الدوليين بقيادة الرسام صلاح اليحيائي والمحارب حارب السعدي ومهاجميه حمود السعدي وعمر المالكي وعصام الصبحي، ومساهمتهم في قيادة الراقي لنهائي منطقة غرب آسيا لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي على حساب الرفاع البحريني.
وكان النهضة قد شق طريقه إلى الدور نصف النهائي بعدما تخطى عقبة صور في ثمن نهائي المسابقة بهدف نظيف، قبل أن يطيح بالسيب من الدور ربع النهائي إثر فوزه عليه ذهابا بهدفين لهدف قبل أن يتعادلا إيابا بدون أهداف.
من جانبه، يلعب النصر بطموحات العودة بنتيجة إيجابية خارج قواعده، متطلعا لتحقيق فوز يقربه من بلوغ النهائي والتتويج باللقب للمرة السادسة في تاريخه.
ويعول المدرب الروماني ميهاي على عدد من اللاعبين المميزين، في مقدمتهم البحريني مهدي الحميدان وأهيرو كارتر وأبوبكر ماسالي، بالإضافة إلى فهمي دوربين ومصعب المعمري والهداف وليد المسلمي وعبدالله زاهر وغيرهم.
وصنع الروماني فريق يلعب بجماعية، وسبق له أن خاض تجربة ومغامرة مع الرستاق عندما صعد به لنهائي الكأس الغالية لأول مرة في تاريخه دون الظفر بها.
وكان النصر قد شق طريقه إلى نصف نهائي مسابقة الكأس الغالية هذا الموسم بعدما تخطى الطليعة في ثمن النهائي بخمسة أهداف لهدف، قبل أن يجتاز عقبة فنجاء في الدور ربع النهائي إثر تفوقه عليه ذهابا بهدفين لهدف ويؤكد تفوقه عليه إيابا بثنائية نظيفة.
ويستقبل بهلاء غدا الأربعاء ظفار في ذهاب نصف نهائي كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الکأس الغالیة نصف نهائی
إقرأ أيضاً:
المحتوى المحلي.. محور النهضة الاقتصادية
د. طارق عشيري
نجاح الدول الصناعية الكبرى يعتمد على كيفية الاستفادة من المحتوى المحلي للدولة؛ حيث تتبنى الرؤية الاستراتيجية للدولة على إمكانياتها بالنهوض المحلي أولًا ثم الانتقال إلى العالمية، وبما أن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بحلول عام 2030، تتواءم مع رؤية "عُمان 2040"، التي من خلالها تم تعزيز التنمية المستدامة بكل جوانبها الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية التي تسعى لتحقق الاكتفاء الذاتي والذي بدوره يعزز الأمن الغذائي والدوائي والتقليل من المخاطر الناتجة على الاعتماد على الآخرين، ومن هذا المنطلق يمثل المحتوى المحلي في رؤية السلطنة نقطة تحول في اقتصادها.
ورؤية "عُمان 2040" هي خطة استراتيجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط والغاز، مع التركيز على تعزيز المحتوى المحلي في مختلف القطاعات الاقتصادية؛ حيث تشمل أهداف الرؤية دعم الصناعات المحلية، تنمية القطاع الخاص، تعزيز الابتكار، والاستثمار في رأس المال البشري.
وقد حققت الرؤية نجاحات ملموسة، منها زيادة الاعتماد على المنتجات المحلية، والعمل على نمو الصناعات التحويلية، دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص. كما شملت النجاحات تطوير الصناعات الزراعية والسمكية ودعم الابتكار التكنولوجي.
ومع ذلك، تواجه الرؤية تحديات مثل: ندرة بعض الموارد، الحاجة إلى مزيد من الاستثمار في التحول الرقمي، والتأثر بالأزمات الاقتصادية العالمية، ولتحقيق أهداف الرؤية يتطلب الأمر تعاونًا مستمرًا بين القطاعين العام والخاص.
المحتوى المحلي في سلطنة عُمان يهدف إلى تعزيز استخدام الموارد الوطنية، توفير فرص العمل للمواطنين، وتقليل الاعتماد على الواردات. يتم تحقيق ذلك من خلال سياسات حكومية داعمة، مثل برنامج القيمة المحلية المضافة (ICV)، الذي يُركز على الاستثمار المحلي، تطوير الصناعات الوطنية، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتشمل الجهود أيضًا تعزيز التصنيع المحلي في قطاعات مثل التعدين والزراعة، والاستثمار في التعليم والتدريب لتأهيل الشباب العُماني، بالإضافة إلى دعم ريادة الأعمال وتشجيع الابتكار. كل ذلك يسهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز استدامته.
المحتوى المحلي في سلطنة عُمان يمثل جزءًا أساسيًا من الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز التنوع الاقتصادي. يركز على استخدام الموارد الوطنية من مواد خام، وخدمات، وكوادر بشرية، لتحفيز النمو الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الواردات.
ويتمثل المحتوى المحلي في تشجيع الشركات على توظيف الكفاءات الوطنية، واستخدام المواد المحلية في الإنتاج، وتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
الحكومة العُمانية وضعت سياسات تهدف إلى زيادة المحتوى المحلي عبر القوانين والمبادرات. تشمل هذه السياسات اشتراط استخدام مواد وخدمات محلية في المشاريع الكبرى، خاصة في قطاع النفط والغاز.
ويُعد المحتوى المحلي أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في سلطنة عُمان. من خلال تعظيم الاستفادة من الموارد الوطنية، ودعم الصناعات المحلية، وتمكين الكفاءات العُمانية، تسعى السلطنة إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام يعزز من تنافسيتها العالمية. ورغم التحديات التي تواجه تحقيق هذه الأهداف، فإن الالتزام بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار في الابتكار والتعليم، سيضمن تحقيق رؤية عُمان 2040 وجعل المحتوى المحلي محورًا رئيسيًا في نهضتها الاقتصادية.
ويعد تطوير المحتوى المحلي في سلطنة عُمان هدفًا استراتيجيًا لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني، ومع التوجه نحو التنويع الاقتصادي ضمن رؤية "عُمان 2040"، يبرز المحتوى المحلي كعنصر رئيسي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات.
وهناك ركائز مستقبلية لتطوير المحتوى المحلي؛ منها: تشجيع إنشاء المصانع والشركات المحلية، مع تقديم الحوافز للمستثمرين ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لزيادة الإنتاج الوطني.
ولا شك أن توسيع برامج التدريب والتأهيل لرفع كفاءة الكوادر المحلية وتزويدها بالمهارات اللازمة للمساهمة في الإنتاجية، مما يضمن تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية، إلى جانب تبني تقنيات حديثة لتعزيز الإنتاج المحلي، مثل الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، والاستثمار في البحث والتطوير لدفع عجلة الابتكار، وكذلك بناء شراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم سلسلة التوريد المحلية وتعزيز القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، علاوة على تشجيع المنتجات المحلية على دخول الأسواق الإقليمية والعالمية من خلال تحسين الجودة ودعم العلامات التجارية العُمانية.
في المقابل، هناك تحديات مُحتملة، مثل تحدي التمويل بتوفير قروض ميسرة وحوافز ضريبية لدعم المشاريع المحلية، ووضع سياسات تحمي الصناعات المحلية دون الإضرار بالتجارة الحرة، وإطلاق حملات توعوية لتحفيز المواطنين والمقيمين على دعم المنتجات المحلية.
وأخيرًا.. إنَّ تطوير المحتوى المحلي في سلطنة عُمان ليس مجرد خيار؛ بل ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة، ويمثل ذلك خطوة نحو تحقيق رؤية مستقبلية قوية ومستقرة نحو "عُمان 2040".